شاهد: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستقبل نظيره الإيراني في أنقرة
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
توجه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى أنقرة الأربعاء، في زيارة رسمية بدعوة من نظيره التركي رجب طيب أردوغان في القصر الرئاسي (أكساراي).
يجتمع الرئيسان التركي والإيراني على انفراد، قبل أن يترأسا الاجتماع الثامن لمجلس التعاون التركي - الإيراني رفيع المستوى ويعقدا مؤتمراً صحفياً مشتركاً.
وقال رئيسي، قبيل توجهه إلى تركيا الأربعاء، في تصريح للصحفيين قائلا: "تجري هذه الزيارة لغرض مناقشة العلاقات الثنائية، وخاصة في المجال التجاري والإقتصادي، وهدفنا أن نرفع مستوى العلاقات التجارية والاقتصادية مع تركيا إلى 30 مليار دولار، وهي في متناول اليد نظراً إلى الإمكانات المتوفرة".
وأضاف رئيسي القول: "سيتم التوقيع خلال هذه الرحلة على وثائق مهمة، تظهر رغبة البلدين في تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية".
"قصف جبهات" بين أنقرة وتل أبيب.. إردوغان مخاطبًا نتنياهو:"لا فرق بينك وبين هتلر"الرئيس الإيراني يصف أي تطبيع سعودي محتمل مع إسرائيل بالـ"طعنة في ظهر" الفلسطينيينخلال زيارته للمجر.. أردوغان يهدي أوربان سيارة كهربائية صنعت في تركيا ويحصل بالمقابل على حصان مجريوفي إشارة إلى القضية الفلسطينية، قال الرئيس الإيراني: "لدينا موقف مشترك مع تركيا في دعم فلسطين وشعب غزة المظلوم والقوي...لقد بذلت جهوداَ لوقف الحرب، لكن للأسف، بسبب دعم الولايات المتحدة والدول الغربية للكيان الصهيوني، نشهد مقتل النساء والأطفال في فلسطين".
المصادر الإضافية • وكالات
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: أردوغان يستقبل جيورجيا ميلوني في إسطنبول مجلس الأمن: أردوغان يدين فيتو أمريكا في "مجلس حماية إسرائيل" بعد تململ دام أكثر من عام.. تركيا تصادق أخيرا على انضمام السويد لحلف الناتو فما هو رأي روسيا؟ رجب طيب إردوغان زيارة دبلوماسية تركيا إيران إبراهيم رئيسي السياسة التركيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: رجب طيب إردوغان زيارة دبلوماسية تركيا إيران إبراهيم رئيسي السياسة التركية حركة حماس إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ضحايا روسيا فرنسا طوفان الأقصى قصف قطر غزة الحرب في أوكرانيا حركة حماس إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ضحايا روسيا فرنسا یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
ماذا تحمل زيارة رئيس إندونيسيا إلى تركيا؟
أنقرة- يصل الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، إلى أنقرة غدا الخميس في زيارة رسمية تلبية لدعوة من نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وتتزامن هذه الزيارة مع الذكرى الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتعكس عمق الروابط التاريخية والتعاون المتنامي بين أكبر دولتين إسلاميتين من حيث عدد السكان، كما تأتي بعد أشهر من استقبال غير مسبوق حظي به أردوغان في جاكرتا خلال فبراير/شباط الماضي.
ومن المقرر أن يلقي سوبيانتو خطابا أمام البرلمان التركي، ليصبح ثالث رئيس إندونيسي يقوم بهذه الخطوة. كما تأتي الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية زخما متزايدا في مجالات السياسة والاقتصاد والدفاع.
وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، في منشور عبر "إكس" إن الزعيمين سيبحثان تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، بجانب قضايا إقليمية ودولية.
كيف تطورت العلاقات التركية-الإندونيسية؟تعود الجذور الرسمية للعلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإندونيسيا إلى عام 1950، حين كانت أنقرة من أوائل العواصم التي سارعت للاعتراف باستقلال إندونيسيا في 1949، مما أرسى أساسا مبكرا لتقارب سياسي وشعبي مستمر. وفي عام 1957، افتتحت تركيا سفارتها في جاكرتا، لتبدأ مرحلة من بناء صلات ثنائية أخذت تتعزز بمرور العقود، رغم المسافة الجغرافية بين البلدين.
إعلانوشهدت العلاقات الثنائية محطة مفصلية في العصر الحديث بعد كارثة تسونامي المحيط الهندي عام 2004، حين قام رئيس الوزراء التركي آنذاك، رجب طيب أردوغان، بزيارة إلى إقليم آتشه المنكوب في فبراير/شباط 2005، معبرا عن تضامن أنقرة مع الشعب الإندونيسي، في خطوة عززت الروابط الشعبية والرسمية بين البلدين.
توالت بعد ذلك الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات، وأسفرت في أبريل/نيسان 2011 عن إعلان مشترك بين الرئيس التركي عبد الله غُل ونظيره الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يوديونو، نص على الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى "شراكة إستراتيجية" في إطار "عالم جديد"، مما مثّل تحولا نوعيا في مسار التعاون الثنائي.
وتُوّج هذا المسار التصاعدي في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، حين اتفق الجانبان على تأسيس "مجلس التعاون الإستراتيجي رفيع المستوى" خلال قمة مجموعة العشرين في بالي. وقد عقد المجلس اجتماعه الأول في فبراير/شباط 2025 تزامنا مع زيارة أردوغان لإندونيسيا.
وعلى الصعيد الدولي، ظل البلدان يحافظان على تعاون وثيق داخل المحافل المتعددة الأطراف، حيث يجمعهما عضوية فاعلة في الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجموعة العشرين، ومجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية، فضلا عن شراكتهما ضمن منتدى "ميكتا".
في السنوات الأخيرة، اكتسب التعاون بين تركيا وإندونيسيا زخما غير مسبوق، خصوصا في مجالي الدفاع والاقتصاد، حيث توجت الشراكة بتوقيع عشرات الاتفاقيات والمشاريع المشتركة، مما جعل من أنقرة وجاكرتا نموذجا صاعدا لتحالف إسلامي إقليمي متقدم.
وخلال زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى جاكرتا في فبراير/شباط 2025، وقع الجانبان 13 اتفاقية تعاون في مجالات الصناعات العسكرية، أبرزها اتفاق لإنشاء مصنع مشترك لإنتاج الطائرات المسيرة داخل إندونيسيا.
إعلانوينص الاتفاق، الذي أبرم بين شركة "بايكار" التركية و"ريببليكورب" الإندونيسية، على تصنيع 60 طائرة بدون طيار من طراز "بيرقدار تي بي 3″ و9 طائرات من طراز "أقنجي"، مع تصدير مباشر لهذه الطائرات إلى جاكرتا.
واقتصاديا، تتقدم أنقرة وجاكرتا بخطى ثابتة نحو تعميق التبادل التجاري وتوسيع الاستثمارات المتبادلة، فخلال عام 2023، بلغ حجم التجارة الثنائية نحو 3.1 مليارات دولار، سجلت خلالها إندونيسيا فائضا تجاريا قُدر بـ1.47 مليار دولار، حسب بيانات هيئة الإحصاء التركية.
وفي قمة القادة الأخيرة في 12 فبراير/شباط 2025، أعلن الرئيسان عزمهما رفع حجم التبادل التجاري إلى 10 مليارات دولار سنويا بحلول عام 2026، كهدف طموح تسنده خطة اقتصادية شاملة.
ولتحقيق ذلك، اتفق الجانبان على تسريع المفاوضات بشأن توسيع اتفاقية التجارة التفضيلية الحالية، تمهيدا للوصول إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة، بما يتيح نفاذا أوسع للمنتجات التركية والإندونيسية إلى الأسواق بشكل متوازن.
وفي هذا السياق، تم الاتفاق على إطلاق "منتدى البنية التحتية التركي- الإندونيسي" لدراسة فرص الاستثمار المشترك في مشاريع التنمية.
ورحّبت جاكرتا بالمساهمة التركية في تنفيذ خطتها الوطنية للإسكان التي تستهدف بناء 3 ملايين وحدة سكنية، إلى جانب دعم مشروع العاصمة الإدارية الجديدة "نوسانتارا" في جزيرة بورنيو.
ما دلالات إلقاء الرئيس الإندونيسي كلمة في البرلمان التركي؟يرى الباحث في العلاقات الدولية مصطفى يتيم، أن إلقاء الرئيس الإندونيسي كلمة أمام البرلمان التركي يأتي في سياق الزخم الذي أحدثته جولة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى كل من ماليزيا وإندونيسيا وباكستان في فبراير/شباط الماضي، والتي وصفها بأنها "أثمرت نتائج قوية وفعالة".
وأشار يتيم في حديث للجزيرة نت، إلى أن هذه الخطوة تمثل تطورا مهما في العلاقات مع الدول الإسلامية في جنوب شرق آسيا، خاصة مع البلدان التي تتقاطع مع تركيا في الخلفيات الثقافية والهُوياتية.
إعلانوأضاف أن زيارة سوبيانتو لأنقرة وإلقاءه كلمة تحت قبة البرلمان، بعد فترة وجيزة من زيارة أردوغان إلى جاكرتا، تعبّر عن مرحلة جديدة من التقارب، وتؤشر إلى أن هذه الدول بدأت في إعادة اكتشاف الروابط التاريخية المشتركة مع تركيا، وتعزيز التعاون معها في المجالات السياسية والاقتصادية.
يرى المحلل السياسي علي فؤاد جوكشه، أن زيارة الرئيس الإندونيسي إلى تركيا تحظى بأهمية بالغة، ليس فقط من منظور العلاقات الثنائية، بل أيضا في ضوء التطورات الإقليمية والدولية.
ويضيف جوكشه في حديث للجزيرة نت، أن إندونيسيا، باعتبارها دولة إسلامية كبرى غير عربية، تعد شريكا مهما في تشكيل موقف إسلامي موحد تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة، وهو ما يفسر مساعي أنقرة لتنسيق أكبر مع جاكرتا في هذا الملف.
لكن الأهمية الأبعد للزيارة برأيه، تكمن في البُعد الجيو-اقتصادي المتعلق بالتحول العالمي من "جيوبوليتيكا الطاقة الهيدروكربونية" إلى "جيوبوليتيكا المعادن الحرجة"، التي باتت تمثل المحور الرئيسي للصراعات الاقتصادية الكبرى. ويوضح أن إندونيسيا تمتلك نحو 38% من احتياطات "النيكل" العالمية، وهو أحد أهم المعادن الإستراتيجية المطلوبة في صناعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة.
ويلفت إلى أن تركيا تسعى إلى تأمين جزء من احتياجاتها التكنولوجية من المعادن الحرجة عبر تعزيز شراكاتها مع دول مثل إندونيسيا، وذلك بالتوازي مع رغبتها في ترسيخ حضورها السياسي والاقتصادي في جنوب شرق آسيا، والحصول على دعم دولي أوسع في ملفات العالم الإسلامي.
كيف تنظر تركيا إلى موقع إندونيسيا في إطار مبادرة "آسيا الجديدة"؟أوضح الباحث التركي مصطفى يتيم أن تركيا، في إطار مبادرتها "آسيا من جديد"، تسعى إلى تعزيز انخراطها في القارة الآسيوية عبر بناء شراكات متينة مع دول رئيسية مثل إندونيسيا وماليزيا والفلبين، وهي دول تتمتع بثقل سكاني واقتصادي، وتربطها بتركيا قواسم ثقافية وإسلامية.
إعلانوبيّن أن هذه المبادرة لا تقتصر على الشراكات الاقتصادية فقط، بل تنطلق من أولوية تعزيز الحضور السياسي أولا، ثم تعميق العلاقات الاقتصادية لاحقا، في إطار إستراتيجية طويلة الأمد.
وأشار إلى أن تركيا تنظر إلى إندونيسيا كواحدة من الدول المركزية في هذه المبادرة، معتمدة على أرضية من التعاون التاريخي والمواقف المشتركة المناهضة للاستعمار، كونها ستؤدي دورا أكثر مركزية في المرحلة المقبلة ضمن سياسة الانفتاح التركي على آسيا.