الحوثي في اليمن تستخدم الدعاية العالمية أمام تصاعد التوترات
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
في خضم الحرب في غزة، قامت جماعة الحوثي في اليمن بتضخيم جهودها الدعائية بشكل استراتيجي، وتجاوزت الحدود الإقليمية للوصول إلى جمهور عالمي. ومن خلال اغتنام الفرصة التي يوفرها المسرح الدولي، تستخدم الميليشيا المدعومة من إيران رسائلها لإيصال صدى لدى الجماهير خارج حدود اليمن.
وفقا لتقرير نيويورك تايمز، جذبت ميليشيا الحوثي، المعروفة ببراعة استخدامها للدعاية، الانتباه مؤخرًا من خلال اختطاف سفينة تجارية في البحر الأحمر ثم إنتاج فيديو موسيقي على متنها.
ومع استمرار ميليشيا الحوثي في إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل وتعطيل التجارة العالمية من خلال مهاجمة السفن في البحر الأحمر، فقد لفتت تصرفاتها انتباه الولايات المتحدة وحلفائها. وقد أدت الغارات الجوية الناتجة على أهداف الحوثيين إلى رفع مكانة الجماعة على المسرح العالمي.
ومع الهدف المعلن المتمثل في الانخراط في معركة مباشرة مع الولايات المتحدة، فقد تحالف الحوثيون استراتيجيًا مع مشاعر مؤيديهم. وبترديد أبيات من قصيدة حوثي شهيرة في المظاهرات الأخيرة، أعربت المجموعة عن استعدادها لتصعيد التوترات، مما يتردد صداه مع أولئك الذين يسعون إلى صراع أكبر.
وتعرض قيادة الحوثيين حملتها على أنها معركة عادلة لإنهاء الحرب في غزة، مما يزيد من الغضب واسع النطاق بشأن تصرفات إسرائيل. ولا تتواصل المجموعة الآن مع زملائها العرب فحسب، بل تتواصل أيضًا مع مواطني جنوب آسيا والأوروبيين والأمريكيين، مما يوسع نطاق وصولها إلى أولئك الأقل دراية بتاريخها وأفعالها في اليمن.
يؤكد السياسي الحوثي البارز محمد البخيتي على أهمية الفوز في معركة الوعي، وينشر بنشاط باللغة الإنجليزية على منصات مختلفة. من خلال انتقاد الإمبريالية الغربية ومناشدة الجمهور العالمي، يسعى البخيتي إلى حشد الدعم والتفهم لقضية الحوثيين.
ومع تصوير قادة الحوثيين لأنفسهم على أنهم مستضعفون شجعان يتحدون إسرائيل والولايات المتحدة، ارتفعت شعبيتهم في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وبينما تركز القوى الإقليمية على الحلول الدبلوماسية، يقدم الحوثيون أنفسهم كأبطال أخلاقيين، مما يتردد صداه لدى أولئك المحبطين بسبب التقاعس الواضح من جانب الدول العربية القوية.
إن نجاح ميليشيا الحوثي في تشكيل الروايات أمر لافت للنظر، بالنظر إلى تاريخها القمعي في اليمن. وعلى الرغم من التكتيكات الاستبدادية في الداخل، تمكنت الجماعة من إبراز صورة الشرعية والسيطرة، وقدمت نفسها على أنها الحكومة الشرعية في اليمن.
وفي عصر تتمتع فيه الحرب النفسية بوزن كبير، استخدم الحوثيون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل استراتيجي لمشاركة رسالتهم على مستوى العالم. ومن خلال الاستفادة من الحرب في غزة، استغلت الجماعة المشاعر العميقة للناس في جميع أنحاء العالم، واكتسبت الإعجاب حتى من أولئك الذين ينتقدون أيديولوجيتها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحوثی فی فی الیمن من خلال
إقرأ أيضاً:
الحكومة تؤكد تأمين احتياجات الوقود بمناطق سيطرة الحوثيين بعد حظر استيراد الحوثي
أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها، الخميس، استعدادها تأمين احتياجات الوقود في البلاد بعد حظر واشنطن استيراد النفط عبر موانئ الحديدة.
وقال وزير النفط والمعادن في الحكومة اليمنية، سعيد الشماسي خلال لقائه رئيس قسم الشؤون السياسية بمكتب المبعوث الأممي لليمن روكسانا بازركان، والمستشار الاقتصادي ديرك يان، إن "وزارة النفط وبدعم من القيادة السياسية، مستعدة للقيام بواجبها في تأمين احتياجات جميع المحافظات، سواء المحررة أو الواقعة تحت سيطرة الحوثيين".
وأشاد وزير النفط والمعادن في الحكومة اليمنية، سعيد الشماسي بقرار الإدارة الأمريكية القاضي بحظر استيراد مليشيات الحوثي للمشتقات النفطية والغازية عبر الموانئ الخاضعة للانقلابيين.
وأشار الوزير اليمني، إلى أن "جماعة الحوثي تستورد مشتقات نفطية وغاز منزلي ذا جودة رديئة، وتبيعهما للمواطنين بأسعار مرتفعة لتمويل مجهودها الحربي، دون اكتراث للأعباء التي يدفع ثمنها المواطنون والوضع الاقتصادي الذي يعيشونه".
وأتهم الشماسي الحوثيين بـ"استغلال ميناء الحديدة لأغراض عسكرية مما شكل تهديداً لأمن وسلامة وحرية الملاحة في المياه الإقليمية والدولية، وقوض جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة".
وأكد المسؤول اليمني "أهمية دعم جهود استئناف تصدير النفط الخام، المتوقف منذ استهداف مليشيات الحوثي، لمينائي التصدير بمحافظتي حضرموت وشبوة وما نتج عن ذلك من أضرار جمّة على الاقتصاد في البلاد".
وجدد الشماسي، التأكيد على اهتمام وحرص القيادة السياسية على ضمان توفير المشتقات النفطية والغاز المنزلي للمواطنين في جميع محافظات الجمهورية، بما في ذلك المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية.
من جهته، أعرب الوفد الأممي عن شكره للجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية ووزارة النفط والمعادن في تلبية احتياجات الأسواق المحلية بالمشتقات النفطية والغازية، رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن، مجدداً تأكيده حرص الأمم المتحدة على دعم عملية السلام.
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت الولايات المتحدة فرض حظر على استيراد الوقود عبر موانئ الحديدة الخاضعة للحوثيين اعتباراً من 2 أبريل/نيسان 2025، وذلك بعد تصنيف المليشيات منظمة إرهابية أجنبية وفرض عقوبات على كبرى قياداتها.
وأكد تجار نفط في صنعاء، أن مليشيات الحوثي طلبت منهم زيادة المخزون من النفط، عقب الإجراء الأمريكي القاضي بإغلاق ميناء الحديدة أمام شحنات الوقود.