“أين تذهب عظام الموتى يوم القيامة؟”، سؤال ورد للدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

أين تذهب عظام الموتى يوم القيامة؟

وقال  علي جمعة: “يوم القيامة يجمع الله فيه عظام الموتى، ثم يكسوها لحمًا مرة أخرى، فتعود الأجساد كما كانت في الدنيا، ثم يلقي الله في تلك الأجساد الأرواح، فإذا هم قيام ينظرون، قال تعالى : ﴿وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِى السَّمَوَاتِ وَمَن فِى الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ﴾ وقال سبحانه : ﴿أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَن لَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾”.

 

وتابع علي جمعة: “قد جعل الله لهذا اليوم العظيم – يوم القيامة- علامات فقال تعالى: ﴿فَإِذَا بَرِقَ البَصَرُ * وَخَسَفَ القَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ﴾ ، ومنها قوله تعالى : ﴿إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾ ، وقوله سبحانه : ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ * وَإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ * وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ* وَإِذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ * وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ * وَإِذَا الجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الجَنَّةُ أُزْلِفَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ﴾”.

وشدد: “فينبغي على المؤمن أن يعتقد أن هناك يومًا آخر، وهو يوم القيامة يبعث الله فيه من يموت قال تعالى : ﴿ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ* ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ تُبْعَثُونَ﴾، ويحاسبه على ما كان له من عمل، وأن المؤمن يجب أن يُشفق من هذا اليوم، ويتقي شره وعذابه بأن يعمل الصالحات، يقول تعالى : ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾”.

وأضاف: “كما يجب عليه كذلك أن يؤمن بكل ما جاء من أخبار عن هذا اليوم وما يحدث فيه من أهوال، قال تعالى : ﴿وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِين﴾َ”.

الملائكة في القرآن.. المذكور منهم وحكم الإيمان بهم؟| علي جمعة يجيب تحديث ساعة يوم القيامة غدا.. ما رمزيتها وكيف تعمل؟ ذكر الملائكة في القرآن 

وقال علي جمعة: "هناك أصناف من الملائكة جاء ذكرها في السنة النبوية الصحيحة، ولم تذكر في القرآن فيجب الإيمان بها كذلك ومنها «ملك الرحم أو نفخ الروح» فصح عن النبي ﷺ  أنه قال : «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه في أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الله إليه الملك فينفخ فيه، ويؤمر بأربع، يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها».

وأضاف: “فيجب الإيمان بالملائكة إجمالاً، ويجب الإيمان بما أعلمنا الله منهم تفصيلاً مما ذكر في النصوص السابقة وفي غيرها. وللإيمان بالملائكة أثر عظيم في ترقية المؤمن للوصول إلى ربه، فشعوره بوجود خلق كريم حوله يجعله دائما على استحياء من إتيان المعاصي، ويجعل بالأنس والراحة والسكينة بمجاورتهم إياه فيزيد إقباله على ربه، ووجودهم بجوار المؤمن من باب عون الله له على طاعته، رزقنا الله ذلك العون دائما وجميع المسلمين. كان ذلك فيما يتعلق بالإيمان بالملائكة، وننتقل إلى الركن التالي”.

وتابع: “الركن الخامس هو باليوم الآخر اليوم الآخر وهو يوم القيامة، وسمي يوم القيامة لقيام الناس فيه من موتهم لله رب العالمين يحاسبهم على أعمالهم، قال تعالى في الحديث عن المطففين مذكرًا لهم بذلك اليوم: ﴿أَلاَ يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ﴾ وهو يوم عظيم أقسم ربنا سبحانه وتعالى به فقال: ﴿لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ القِيَامَةِ﴾ ، وهو يوم يجمع الله فيه عظام الموتى، ثم يكسوها لحمًا مرة أخرى، فتعود الأجساد كما كانت في الدنيا، ثم يلقي الله في تلك الأجساد الأرواح، فإذا هم قيام ينظرون، قال تعالى : ﴿وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِى السَّمَوَاتِ وَمَن فِى الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ﴾ وقال سبحانه: ﴿أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَن لَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾”.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: يوم القيامة الدكتور علي جمعة نفخ الروح یوم القیامة قال تعالى علی جمعة بعمل أهل الله فی وهو یوم

إقرأ أيضاً:

بث مباشر.. شعائر صلاة آخر جمعة في رمضان من مسجد السيدة نفيسة

نشرت الفضائية المصرية، شعائر صلاة آخر جمعة في رمضان من مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها بمحافظة القاهرة.

هل إذا وافقت ليلة 29 رمضان يوم الجمعة تكون ليلة القدر؟.. عالم بالأوقاف يجيبدامت الأخوة.. وزير الأوقاف يتلقى تهاني الكنائس بعيد الفطر ويشيد بروح الإخاء الوطنياخر جمعة في رمضان

وحددت وزارة الأوقاف موضوع اخر جمعة في رمضان والتي توافق 28 رمضان ١٤٤٦ هـ، حيث ستكون الخطبة بعنوان: "زكاة الفطر ودورها في التكافل المجتمعي".

وقالت وزارة الأوقاف في بيان لها عن خطبة الجمعة الأخيرة في رمضان، إن الهدف من هذه الخطبة هو: التوعية بدور الزكاة وخصوصًا زكاة الفطر في تحقيق التكافل المجتمعي.

خطبة الجمعة مكتوبة

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، بَدِيعِ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ، وَنُورِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَهَادِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، أَقَامَ الكَوْنَ بِعَظَمَةِ تَجَلِّيه، وَأَنْزَلَ الهُدَى عَلَى أَنْبِيَائِهِ وَمُرْسَلِيه، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ: 
فَهَا نَحْنُ نُوَدُّع شَهْرَ رَمَضانَ الْمُعظّمَ مَوْسِمَ الْخَيْرِ وَالْأُنْسِ وَالْقُرْبِ وَالنُّورِ وَالتَّرَقّي فِي مدَارِجِ الْإِحْسَانِ، فيَا شَهْرَ رَمضَانَ تَرَفّقْ، دُمُوعُ الْمُحِبّينَ تَدَفّقُ، قُلوبُهُم مِنْ ألَم الفِراقِ تَشَقَّقُ، عَسَى وَقْفَةٌ لِلْوَداعِ تُطْفئُ مِنْ نَاِر الشّوقِ مَا أحْرقَ، عَسَى مُنقَطِعٌ عَنْ ركْبِ المقْبولِينَ يَلحَقُ.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَقبِلوا عَلى ربِّكُم، وَاغْتنمُوا ما بَقِيَ من شَهْرِكُم، وأَحْسِنُوا خِتَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقَدْ دَنَتْ سَاعَةُ رَحِيلِهِ، وَبَدَتْ أَمَارَةُ تَوْدِيعِهِ، فَهَلُمُّوا إِلَى الاجْتِهَادِ فِي هَذِهِ اللَّحَظَاتِ الغَالِيَةِ البَاقِيَةِ، فَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيمِ، يَا غُيُومَ الغَفْلَةِ والكَسَلِ عَنِ القُلُوبِ تَقَشَّعِي، وَيَا شُمُوسَ الهُدَى والتُّقَى اطْلَعِي، وَيَا أَقْدَامَ العَابِدِينَ الصَّادِقِينَ اسْجُدِي لِرَبِّكِ وَارْكَعِي، وَيَا ذُنُوبَ التَّائِبِينَ المُنِيبِينَ لَا تَرْجِعِي، وَيَا هِمَمَ المُحِبِّينَ بِغَيْرِ الجَنَّةِ لَا تَقْنَعِي.
أيُّها المكرَّمُ: يَا منْ أنْعَم اللهُ عَليْك بِإدْراكِ شهْرِ رَمضانَ، وَأجْزلَ عليْك آلاءَه، فصُمْت نَهارَه، وقُمْت ليْلَه، لِيكُن نورُ القُرآنِ سَاريًا في قَلبِك، وَلْتكنْ بركَاتُ الصّيامِ سُمُوًّا في أخْلاقِك، وَأحوَالُ القيَامِ رُقيًّا في عبَادتِك، وَاعْلمْ أنّ السَّعيدَ مَنْ قَبِلَ اللهُ منْهُ عبَادتَه في رمضَانَ، فأقْبلَ علَى ربِّه في مسْتقبَلِ أيَّامهِ فرحًا بطاعَتِهِ، منكسِرًا علَى أعْتابِ مَوْلاه، مُتَواضعًا لخلقِ اللهِ، فَإنّ من جَزَاءِ الحَسنةِ الحسنةَ بعدَها، ومِنْ علَاماتِ القَبولِ المدوَامةَ علَى الطَّاعَةِ. 
أَيُّها الأَحِبَّةُ: إِنَّ زَكَاةَ الفِطْرِ عِبَادَةٌ جَلِيلَةٌ شَرَعَهَا اللهُ تَعَالَى جَبْرًا لِخَوَاطِرِ النَّاسِ، وَكَشْفًا لِكُرُوبِهِمْ، وَإِدْخَالًا لِلسُّرُورِ عَلَيْهِمْ؛ حَتَّى تَسْرِيَ السَّعَادَةُ فِي بُيُوتِ الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَأَرْبَابِ الحَاجَاتِ كَمَا يَسْرِي المَاءُ فِي الوَرْدِ، إِنَّ زَكَاةَ الفِطْرِ جِسْرٌ مُمْتَدٌّ بَيْنَ القُلُوبِ، يَربِطُ بَيْنَ القَادِرِ وَالمُعْسِرِ، وَيُشْعِرُ النُّفُوسَ جَمِيعَهَا بِالتَّكَافُلِ وَالمَوَدَّةِ وَالحَنَانِ والمَرْحَمَةِ، إِنَّهَا لَمْسَةُ حَنَانٍ تُمْسَحُ بِهَا دُمُوعُ المُحْتَاجِينَ، وَبَسْمَةُ رِضًا تُرْسَمُ عَلَى وُجُوهِ الفُقَرَاءِ وَالمُحْتَاجِينَ حَتَّى تُشْرِقَ فَرْحَةُ العِيدِ فَلَا نَرَى جَائِعًا وَلَا مُحْتَاجًا، وَيَتَحَقَّق مَشْهَدُ البُنْيَانِ الَّذِي عَبَّرَ عَنْهُ الجَنَابُ الأَنْوَرُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا».
أَيُّهَا السَّادَةُ، أَيُرْضِيكُمْ أَنْ يَتَكَفَّفَ الفُقَرَاءُ النَّاسَ يَوْمَ العِيدِ بَاحِثِينَ عَنْ مَا يَسُدُّ حَاجَتَهُمْ، وَيَكْسُو صَغِيرَهُمْ، وَيُطَيِّبُ خَاطِرَ مُنْكَسِرِهِمْ؟! إِنَّ المُؤْمِنَ لَا يَبِيتُ شَبْعَانَ وَجَارُهُ جَائِعٌ، وَلَا يُصْبِحُ مَسْرُورًا وَأَخُوهُ بَائِسٌ، فَلَيْسَ العِيدُ فَرْحَةً فَرْدِيَّةً، بَلْ هُوَ شُعُورٌ مُشْتَرَكٌ وَفَرْحَةٌ جَامِعَةٌ تَتَذَوَّقُهَا القُلُوبُ وَتُسَرُّ بِهَا الأَرْوَاحُ، وَزَكَاةُ الفِطْرِ هِيَ المِفْتَاحُ المُبَارَكُ الَّذِي يَضْمَنُ أَنْ تَمْتَدَّ هَذِهِ الفَرْحَةُ إِلَى كُلِّ بَيْتٍ، فَلَا يَشْعُرُ أَحَدٌ بِالخذْلَانِ فِي يَوْمِ الاجْتِمَاعِ عَلَى السَّعَادَةِ وَالبَهْجَةِ وَالسُّرُورِ، فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَغْنُوهُمْ عَنْ طَوَافِ هَذَا اليَوْمِ».
أَيُّهَا النَّاسُ احْرِصُوا عَلَى زَكَاةِ الفِطْرِ عِبَادَةً تَرْتَقِي بِهَا الرُّوحُ إِلَى مَعَالِي البَذْلِ وَالجُودِ وَالعَطَاءِ وَالإِكْرَامِ، اسْتَشْعِرُوا فِي زَكَاةِ الفِطْرِ مُتْعَةَ العَطَاءِ، وَلَذَّةَ العَوْنِ وَالإِسْعَادِ، وَكَنْزَ دَعَوَاتِ أَرْبَابِ الحَاجَاتِ، فِي مَلْحَمَةِ حُبٍّ وَتَكَافُلٍ وَتَرَاحُمٍ لَا نَجِدُ لَهَا عُنْوَانًا أَعْظَمَ مِنْ هَذَا البَيَانِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».
السَّادَةُ الكِرَامُ، إِنَّ زَكَاةَ الِفْطِر مِسْكُ خِتَامِكُمْ، وَطُهْرَةٌ لِصِيَامِكُمْ مِمَّا عَلَقَ بِهِ مِنْ أَدْرَانٍ وَآثَامٍ، أَلَمْ يَقُلِ الجَنَابُ المُعَظَّمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «زَكَاةُ الْفِطْرِ طُهْرَةٌ لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَث»، فَهَلُمُّوا إِلَى الفَيْضِ الإِلَهِيِّ، فَهَذَا مَوسِمُ العَطَايا الرَّبَّانِيِّة وَالمِنَحِ الإِلَهِيَّةِ وَالبَذْلِ وَالسَّخَاءِ وَالكَرَمِ وَالنَّدَى، أَرْسِلُوا لِلدُّنْيَا رِسَالَةَ حُبٍّ، وَبَادِرَةَ أَمَلٍ، وَنَسمَةَ خَيْرٍ تَهُبُّ عَلَى القُلُوبِ، اجْعَلُوا مِنْ زَكَاةِ الفِطْرِ جِسْرًا مِن نُورٍ يَعْبُرُ بِنَا إِلَى رِحَابِ الإِنْسَانِيَّةِ، وَيَجْمَعُنَا عَلَى مَائِدَةِ المَحَبَّةِ وَالوِئَامِ.
*
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:
فَيَا مَن تَسْعَوْنَ إِلَى الحَقِّ وَتَطْلُبُونَ رِضَا اللهِ وَهِدَايَتَهُ، الْزَمُوا مَصَادِرَ الفَتْوَى المَوْثُوقَةَ المُعْتَمَدَة وَالِبيئَةَ الإِفْتَائِيَّةَ الآمِنَةَ الَّتِي تُرَاعِي الأَحْوَالَ وَالأَشْخَاصَ وَالزَّمَانَ وَالمَكَانَ، وَاطْلُبُوا العِلْمَ مِنْ أَهْلِهِ وَأَسَاطِينِهِ، فِي زَمَنٍ كَثُرَتْ فِيهِ الفِتَنُ والشُّبُهَاتُ، وَتَعَدَّدَتْ فِيهِ المَشَارِبُ وَالأَهْوَاءُ، فَهَذَا أَمْرُ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كنتم لَا تَعْلَمُونَ}. 
أَلَا يَكْفِيكُمْ أَيُّهَا السَّادَةُ أَنَّ مُؤَسَّسَاتِ الفَتْوَى الرَّسْمِيَّةَ حَامِلَةٌ لِمَنْهَجِ وَسَطِيَّةِ الأَزْهَرِ الشَّرِيفِ؟ أَلَا تَرْوَنَ أَنَّ فَتَاوَى التَّشَدُّدِ قَدْ مَزَّقَتِ الأُمَّةَ تَمْزِيقًا، أَلَا تَدْرُونَ كَمْ دَمَّرَتْ فَتَاوَى التَّفْرِيطِ مِنْ ثَوَابِتِ دِينِنَا الحَنِيفِ؟ هَلْ سَمِعْتُمْ عَنْ أُسَرٍ دُمِّرَتْ، وَدِمَاءٍ سُفِكَتْ، وَشَبَابٍ ضُيِّعَ بِسَبَبِ فَتوَى شَاذَّةٍ أَوْ مَغْلُوطَةٍ، وَإِلَيْكُمْ هَذَا البَيَانُ النَّبَوِيُّ الشَّرِيفُ «إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا».
أَيُّهَا السَّادَةُ، أَمَا حَانَ الوَقْتُ لِإِسْعَافٍ عَاجِلٍ لِكَافَّةِ القَضَايَا وَالنَّوَازِلِ وَالمَسَائِلِ الَّتِي تُحَيِّرُ العُقُولَ فِي رِحَابِ مُؤَسَّسَاتِ الإِفْتَاءِ الرَّسْمِيَّةِ؟! أَمَا آنَ الأَوَانُ لِإِنْهَاءِ الفَوْضَى الإِفْتَائِيَّةِ وَمَا يَتْبَعُهَا مِنْ ضَيَاعٍ لِلْهُوِيَّةِ المِصْرِيَّةِ وَالتَّدَيُّنِ المِصْرِيِّ الأَصِيلِ؟! أَيُّهَا الكِرَامُ، اصْنَعُوا الوَعْيَ الإِفْتَائِيَّ الرَّشِيدَ في الدُّنْيَا مِنْ جَدِيدٍ.
 

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي يوضح معنى قوله تعالى اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً
  • لماذا سمي يوم القيامة بـ يوم التغابن؟.. خالد الجندي يكشف
  • بث مباشر.. شعائر صلاة آخر جمعة في رمضان من مسجد السيدة نفيسة
  • دعاء آخر جمعة من رمضان 2025 - 1445
  • مصرع شاب مجهول الهوية في انقلاب دراجة نارية بالفيوم
  • رمضـان.. دروس وعبر في حياة المسلم
  • "لا تذهب للأهلي".. نداء عاجل من فنانة مصرية إلى "زيزو"
  • الحكمة من إخفاء موعد ليلة القدر.. أمين الفتوى يوضح
  • لماذا ليلة القدر خير من ألف شهر؟.. ترقبها مغرب اليوم لـ19 سببًا
  • هل ليلة القدر اليوم في 27 رمضان؟.. علي جمعة يحسمها بـ9 حقائق