قمة الناتو.. بداية جديدة لتركيا في الولاية الأخيرة لأردوغان
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة قطر عن قمة الناتو بداية جديدة لتركيا في الولاية الأخيرة لأردوغان، اعتبر لوك كوفي، زميل في معهد هدسون بالولايات المتحدة، أن كلا من تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان في حاله صعود دبلوماسية على الساحة الدولية منذ قمة .،بحسب ما نشر الخليج الجديد، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات قمة الناتو.
اعتبر لوك كوفي، زميل في معهد هدسون بالولايات المتحدة، أن كلا من تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان في حاله صعود دبلوماسية على الساحة الدولية منذ قمة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في فيلينوس عاصمة ليتوانيا يومي 11 و12 يوليو/ تموز الجاري، ما يمثل بداية جديدة لتركيا في ولاية أردوغان الرئاسية الأخيرة.
كوفي تابع، في تحليل بمركز "أوراسيا ريفيو" للأبحاث (Eurasia review) ترجمه "الخليج الجديد"، أن "أحد جوانب القمة الذي لم يحظ بالقدر الذي يستحقه من الاهتمام هو دور تركيا".
وأردف: "بدا أردوغان، بعد فوزه (بفترة رئاسية جديدة تستمر 5 سنوات) في الانتخابات الأخيرة (مايو/ أيار الماضي)، وكأنه موجود في كل مكان ويلتقي بالجميع (...) وحدد النغمة الصحيحة منذ بداية القمة، عندما أعلن أن تركيا ستدعم أخيرا انضمام السويد إلى الناتو".
ولمدة عام عارضت أنقرة طلب ستوكهولم، مشددة على ضرورة أن تنهي الأخيرة ما تعتبره تركيا تساهلا من السويد تجاه جماعات كردية معادية، ولاسيما حزب العمال الكردستاني (بي كا كا).
واستطرد كوفي: "ولأول مرة منذ دخوله البيت الأبيض، التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن بنظيره التركي، وليس سرا أن العلاقات بينهما كانت فاترة إلى حد ما قبل الاجتماع، ومن المأمول أن يمهد اجتماعهما الطريق لتحسين العلاقات بين بلديهما".
وأضاف أنه "كان هناك أيضا اختراق كبير في علاقتهما، بعد شهور من عدم اليقين، إذ تم الاتفاق أخيرا على أن الولايات المتحدة ستبيع طائرات مقاتلة من طراز "إف-16" (F-16) إلى تركيا".
"كما عقد أردوغان اجتماعا إيجابيا مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس خلال القمة، واتفقا على ترتيب اجتماع لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين (بينهما ملفات خلافية عديدة) في اليونان هذا الخريف"، وفقا لكوفي.
وتابع: "بالنظر إلى توتر العلاقات بين البلدين، يعد هذا تطورا جيدا للغاية للاستقرار الإقليمي، وحقيقة أن الاجتماع كان ممكنا لأن البلدين عضوان في الناتو بمثابة تذكير بمدى أهمية التحالف على الجبهة الدبلوماسية".
وأضاف أنه "في حين بذل أردوغان جهدا لتحسين علاقاته مع نظرائه الأمريكيين واليونانيين والسويديين، فإنه يتوقع أن تكون هذه المشاركة الأكثر دفعا لطريق ذا اتجاهين، فمثلا مقابل الدعم التركي لعضوية السويد في الناتو، من المحتمل أن تتوقع أنقرة درجة معينة من المعاملة بالمثل عندما يتعلق الأمر باستئناف المفاوضات بشأن عضويتها في الاتحاد الأوروبي، كما يتوقع أردوغان إحراز تقدم في اتفاقية تحرير التأشيرات مع الاتحاد".
تركيا وروسيا
بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، كما أضاف كوفي، تساءل مراقبون عن المسار الذي ستتخذه السياسة الخارجية التركية وكانت هناك مخاوف من أن أنقرة "أصبحت أكثر ارتياحا مع موسكو".
ولفت إلى أنه "قبل إعادة انتخابه، تفاقم ركود اقتصاد تركيا بسبب الزلازل المدمرة في (6) فبراير (شباط الماضي). في السراء والضراء، كان هذا هو الدافع الرئيسي لحفاظ تركيا على علاقاتها الاقتصادية مع روسيا بينما تفرض عليها الدول الغربية عقوبات. وبالنظر إلى أن تركيا عضو في الناتو، اعتبر كثيرون أن هذه مشكلة".
ويفرض الغرب تلك العقوبات على خلفية الحرب التي تشنها روسيا في جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، وتبررها بأن خططها للانضمام إلى "الناتو"، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.
وقال كوفي إن "أنقرة لا تقف في صف موسكو.، تركيا تتمتع بموقع جيوسياسي متميز في منطقة البحر الأسود، وهذا يعني أن تركيا وروسيا كانا متنافسين وأحيانا خصمين، وخاضا ما لا يقل عن 12 حربا كبرى منذ القرن السادس عشر".
واعتبر أن "الوضع الحالي مع أوكرانيا يقدم مثالا جيدا على التوترات الجيوسياسية القائمة بين أنقرة وموسكو. وعلى الرغم من عدم وجود إعلانات تركية رسمية، توجد أدلة كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن تركيا زودت أوكرانيا بعدد من أنظمة الأسلحة بينها طائرات مسلحة بدون طيار وأنظمة صواريخ موجهة بالليزر وعشرات المركبات المدرعة وأنظمة مدفعية ذاتية الدفع".
واستطرد: "كما ورد أن تركيا أعطت أوكرانيا ذخائر عنقودية العام الماضي، قبل أشهر من موافقة واشنطن أخيرا على القيام بذلك (...) وبعد فترة وجيزة من الغزو الروسي لأوكرانيا، أغلقت تركيا المضيق (البوسفور) الذي يربط البحر الأسود بالبحر الأبيض المتوسط أمام السفن الحربية الأجنبية، وأثر هذا على روسيا أكثر من أي دولة أخرى".
وشدد على أن "هذه ليست سياسات حكومة موالية لروسيا، بل سياسات دولة تعي تماما دورها الخاص والتاريخي في منطقة البحر الأسود، ومع ذلك، أثبتت تركيا أنها اللاعب الدولي الوحيد الذي يمكنه التحدث إلى طرفي النزاع، فقادت مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية".
وأردف: "كما نظمت تركيا عمليات تبادل أسرى بين كييف وموسكو، وهي الدولة الوحيدة التي تمكنت من جمع وزيري الخارجية الأوكراني والروسي على طاولة المفاوضات نفسها منذ بدء الحرب".
الفرصة الأخيرة
و"بالنظر إلى أن هذه هي الولاية الأخيرة لأردوغان في منصبه، فهو يدرك تماما أنها فرصته الأخيرة لبناء إرث طويل الأمد كجزء من تاريخ الجمهورية التركية. وبنتيجة قمة الناتو الأسبوع الماضي، فقد بدأ بداية جيدة فيما يتعلق بالشؤون الدولية"، بحسب كوفي.
وتابع: "وقد أشادت به وسائل الإعلام الغربية لإعطائه الضوء الأخضر أخيرا لانضمام السويد إلى الناتو ودعمه محاولة أوكرانيا الانضمام إلى الحلف، حتى أن إحدى الصحف الألمانية الكبرى وصفته بأنه "سوبرمان" وكتبت أنه "لا شيء يحدوث بدونه".
وأردف: "لذلك كانت القمة مثالا واضحا على صعود الدبلوماسية التركية على الساحة الدولية. وخلال الفترة المتبقية من ولاية أردوغان، أتوقع المزيد من الدبلوماسية التركية في الشؤون العالمية، وهذا سيكون أمرا جيدا".
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس قمة الناتو أن ترکیا
إقرأ أيضاً:
محمد أبوزيد: أعتبر ديواني فوات الأوان بداية شعرية جديدة لي
أكد الشاعر المصري محمد أبوزيد لـ"عمان" أن ديوانه الجديد "فوات الأوان" شديد الأهمية بالنسبة له وبالنسبة لتجربته، إذ أنه أول ديوان له منذ ست سنوات، فقد صدر ديوانه السابق "جحيم" عام 2019، وهي أطول فترة يتوقف فيها عن إصدار الشعر، إذ كان يصدر ديوانًا كل عام أو عامين، لكنه لم يصم عن الكتابة بشكل عام، فقد أصدر، خلال هذه الفترة، كتابًا للأطفال بعنوان "قاموس الحقيبة"، ورواية "ملحمة رأس الكلب"، لكن ظل الشعر غائبًا.
يعلق: "سبب غياب شيطان الشعر أنني لم أكتب ما أرضى عنه بعد. صحيح أنني كتبت قصائد كثيرة، لكن رأيت أنها لا ترقى للنشر، فهي لا تعبِّر عما أريده. أريد أن أشير أيضًا إلى حصول ديواني السابق "جحيم" على جائزة الدولة التشجيعية المصرية، باعتباره أول ديوان نثر يحصل على هذه الجائزة الرسمية، فاعتبرت أن هذا عبء إضافي؛ لأنني لا أريد أن أكرر ما قلته في الدواوين السابقة، ليس من أجل القراء أو النقاد، بل من أجل نفسي. أردت أن أضيف شيئًا لتجربتي، خاصة وأنني أعتبر كل ديوان تجربة متكاملة، منفصلة ومتصلة في الوقت ذاته بالأعمال السابقة. أعتقد أن ديوان "فوات الأوان" يحمل بعض الاختلاف عن دواويني السابقة، ربما لن يعجب هذا البعض، لكني أشعر أنني استطعت أن أسير خطوة للأمام".
وفي نقطة جديدة يفسر سبب اختياره "فوات الأوان" عنوانًا للديوان. يقول: "آخر قصيدة في ديواني "سوداء وجميلة" الذي صدر عام 2015 كان اسمها "فوات الأوان"، وقد وضعتها في مدخل الديوان الجديد، وكنت أقول فيها إنني أنوي كتابة ديوان بهذا الاسم، أي يمكنك أن تقول إن هذا الديوان مشروع مؤجل منذ عشر سنوات. لقد كتبت دواويني الثلاثة خارج مصر، وأنا لا أفعل شيئًا سوى أن أراقب عمري يتناقص أمامي مثل كوب شاي، كما أقول في إحدى القصائد. أنا مهموم بالزمن، بمروره على أعمارنا كشفرة موسى. زاد هذا الانشغال مع التقدُّم في العمر، ومع زيادة سنوات الاغتراب وتأجيل أشياء شخصية وعائلية وحتى إبداعية لا أعرف متى يمكنني أن أفعلها. لكن طوال الوقت يساورني شك أنني لن أفعلها. وإذا فعلتها فسيكون الأوان قد فات. لهذا أقسِّم الديوان إلى قسمين "بعد" و"قبل". وفي منتصفه قصيدة تحمل اسم "الأوان"، لا يعبِّر الديوان بالضرورة عن حالتي الشخصية، لكنه يطرح أسئلتي الراهنة للحياة وللزمن، هذه الأسئلة التي أفتش عن إجابتها تارة في الشعر، وتارة في الفيزياء، وتارة في علوم الرياضيات، وأنا أعرف أنني لن أصل إلى إجابة".
ماذا أردت أن تقول من خلال "فوات الأوان"؟ أسأل ويجيب: "نحن في حاجة ماسة إلى إعادة الاشتباك مع الشعر، شعراء وقراء ونقادًا. والاشتباك هنا أعني به إعادة النظر إليه من زوايا مختلفة. الشعراء يكررون ما قال أسلافهم، والنقاد يعيدون ما هو معروف من النقد بالضرورة والقراء اعتادوا قراءة ما اعتادوا على شكله، وهجروا أي محاولات أخرى خارج السياق الذي تعلموه في المدرسة. لا ألقي باللوم هنا على أحد، فكلنا مذنبون في حق الشعر؛ لأنَّ كلاً منا اطمأن إلى نظرته الثابتة. والشعر ضد الثبات والاعتياد. الشعر أن تجد كل يوم معنى جديدًا في الشيء ذاته. ومن هنا كان همُّ الديوان الأول البحث في "ماهية الشعر"، ليس من أجل أحد، بل من أجل نفسي بالأساس. أريد أن أفهم وأتعلم، وهذا الفهم لن يأتي إلا بالتجربة، وبمفارقة الاعتيادي. ويخطئ الشعراء والنقاد والقراء إذا ظنوا أنهم وصلوا إلى نهاية المطاف مع قصيدة النثر. فما أعيه تمامًا أن هناك تحولًا قادمًا في الشعر سيستفيد من الفنون كافة ومن معطيات ومتغيرات العصر الحديث".
تصدَّر الديوان مبيعات الكتب في دار ديوان خلال معرض القاهرة للكتاب الماضي، وحول ذلك يقول: "إن يتصدر ديوان شعر المبيعات هي فكرة غريبة بالنسبة لي، فنحن قد اعتدنا في جميع قوائم "الأكثر مبيعًا" أن تتصدَّرها الروايات أو كتب التنمية البشرية، لكن لم يحدث هذا في الشعر حسبما أعرف، خاصة أن هناك ترويجًا كبيرًا في جميع دور النشر للرواية، فضلًا عن الترويج النقدي لها باعتبار أننا ما زلنا في زمن الرواية، بالإضافة إلى أنها الأسهل بالنسبة للنقاد في التلقي، وأقرب إلى ذائقة القراء وأكثر سلاسة وبساطة كونها "حكاية"، وإن كان هذا تعريفًا مبتسرًا ومخلًا للرواية، ولا أملك تفسيرًا لما حدث لديواني سوى أن هناك من اشتراه وأعجبه ونصح آخرين به".
لا يهتم أبوزيد بفكرة المبيعات بقدر اهتمامه بالوصول إلى القارئ. فالكاتب ليس تاجرًا على أية حال. ومهما تواضع الكاتب وقال إنه لا يهتم بالقارئ فإنه يكتب لكي يقرأه أحد، وإلا ما نشر أعماله. يعلق: "كلنا نكتب من أجل ذلك الكيان الخفي غير محدد الملامح الذي اسمه القارئ. كلنا نسعى لنيل رضاه، قد تتغير طبيعته من كاتب لآخر، وقد تتغير اهتماماته من كاتب لآخر، لكن داخل كل كاتب تمثال لقارئ مجهول يتضرع إليه، ويقدم إليه كتابه قربانًا. مشكلة الكتب الأكثر مبيعًا أنها سيئة السمعة، أي أن معظمها يتوجه للمراهقين وقراء الكتب الخفيفة، لكن ليس بالضرورة أن يكون هذا صحيحًا، فهناك روايات وكتب جادة دخلت هذه القوائم؛ لأنها استطاعت أن تصل للقارئ، وهو ما يحدث بالفعل في الروايات التي ترشح أو تفوز بجوائز على سبيل المثال".
هل يشوِّش الروائي على الشاعر أو العكس بالنسبة له؟ يجيب: "كلاهما يستفيد من الآخر، وهذا ما أشعر به شخصيًا، فأفضل دواويني هي التي أكتبها بعد الانتهاء من رواية، وأكون مرتاحاً في كتابة الرواية حين أشرع فيها بعد الانتهاء من كتابة ديوان شعر. في كل الأحوال فإن الطريقة التي يعمل بها عقلي في التعامل مع كلٍّ منهما مختلفة عن الآخر، وهذا يريحني إلى حد كبير، رغم أني أرى أحدهما يتلصص على الآخر أثناء كتابته وكأنه يطمح أن يجلس مكانه، وأنا من مكاني أحاول أن أهدئه بكتاب قادم".
وحول خطوته المقبلة يقول: "أعمل على رواية جديدة، لكن غالبًا تحتاج إلى وقت طويل. كتبت روايتي الأولى في 7 سنوات، وكذلك الثانية، أما الثالثة فكانت أكثر حظًا إذ أنهيتها في ثلاث سنوات. أما في الشعر فأريد أن أكمل ما بدأته في ديوان "فوات الأوان" الذي أعتبره بداية شعرية جديدة لي".