جماعة الحوثي في اليمن تظهر كخصم هائل وتتحدى التكتيكات الأمريكية
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
في تحول مفاجئ للأحداث، لم يكن الحوثيون، وهم ميليشيا مرنة تدعمها إيران في اليمن، التحالف الذي حاربته السعودية لسنوات فحسب، بل أصبحوا أيضًا نموذجًا للمخططين العسكريين الأمريكيين الذين يسعون إلى تكتيكات غير تقليدية.
وقد أجبرت خبرة الحوثيين في حرب العصابات البنتاجون على التكيف وتكرار بعض استراتيجياتهم، ما أظهر قدرتهم على التفوق على الأساليب العسكرية التقليدية.
ووفقا لما نشرته “نيويورك تايمز”، يشكل المقاتلون الحوثيون، الذين يشتهرون بتكتيكاتهم الحربية غير النظامية، خاصة في استخدام أنظمة الرادار التجارية، تحديًا فريدًا للجيش الأمريكي.
حتى مع بدء إدارة بايدن أسبوعها الثالث من الضربات الجوية ضد أهداف الحوثيين في اليمن، يواجه البنتاجون مهمة حساسة تتمثل في تقليص تهديد الحوثيين دون الانجرار إلى صراع طويل الأمد.
إن كفاءة الحوثيين في الحرب غير النظامية، والتي تتميز بالحركة المستمرة وإطلاق الصواريخ من مواقع محمولة، تمثل عقبة كبيرة.
وعلى عكس الخصوم التقليديين ذوي الأهداف الثابتة، سمحت لهم خفة حركة الحوثيين بالاحتفاظ بقدرة كبيرة على ضرب السفن البحرية، على الرغم من الضربات الجوية الأولية الناجحة التي دمرت 90% من المواقع المستهدفة.
ويعترف الجنرال جوزيف فوتيل، الرئيس السابق للقيادة المركزية للجيش الأمريكي، بتطور تكتيكات الحوثيين، مشددًا على التحدي المتمثل في مكافحة خصم متحرك بأهداف ثابتة محدودة.
وتتضمن استراتيجية البنتاجون نشر طائرات بدون طيار مسلحة من طراز ريبر ومنصات مراقبة فوق اليمن لتتبع واستهداف وحدات الحوثيين المتنقلة.
تعكس الضربات المنسقة الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا، والتي استهدفت الرادارات ومواقع الطائرات بدون طيار والمخابئ تحت الأرض محاولة الإدارة إضعاف قدرات الحوثيين دون تصعيد العنف.
وقد أدت قدرة الحوثي على إخفاء الأسلحة والقاذفات، ووضعها في كثير من الأحيان في المناطق الحضرية أو إخفائها على المركبات، إلى تعقيد الوضع.
وعلى الرغم من العمليات الناجحة التي استهدفت مكونات أسلحة الحوثيين، فإن السهولة التي تقوم بها إيران بتجديد ترسانتها عبر الطرق البحرية تظل مصدر قلق كبيرا للمسئولين الأمريكيين.
خلقت ترسانة الحوثيين المتنوعة من صواريخ كروز والصواريخ الباليستية، إلى جانب المساعدة من إيران وحزب الله، تحديًا معقدًا للولايات المتحدة وشركائها في التحالف.
ويؤكد المحللون العسكريون أن الولايات المتحدة لديها خيارات محدودة، بما في ذلك اعتراض شحنات الأسلحة، أو جمع المعلومات الاستخبارية لتحديد مواقع الصواريخ، أو استهداف مواقع الإطلاق.
إن الطبيعة المراوغة لمنصات إطلاق الصواريخ المتنقلة التابعة للحوثيين، والمتمركزة بشكل استراتيجي في مواقع مختلفة، تشكل عقبة هائلة أمام القوات الأمريكية.
جدير بالذكر أن قوات المارينز جربت تكرار تكتيكات الحوثيين، وتطوير نظام رادار متنقل مماثل لتلك التي تستخدمها الميليشيا.
ومع تطور الصراع، تواجه إدارة بايدن توازنًا دقيقًا، حيث تسعى جاهدة للحد من تهديدات الحوثيين مع تجنب القوة المفرطة التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة.
ويكمن التحدي في التعامل مع مشهد معقد حيث تستمر تكتيكات الحرب غير التقليدية لميليشيا الحوثي في إرباك الاستراتيجيات العسكرية التقليدية.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
متى تنتهي مهلة زعيم الحوثيين التي منحها لإدخال المساعدات إلى غزة؟
عبدالملك الحوثي زعيم حركة أنصار الله (وكالات)
في تصريح مثير، منح قائد حركة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، مهلة أربعة أيام للجانب الإسرائيلي لفتح ممرات إنسانية وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، محذرًا من أن الحركة ستقابل استمرار الحصار بالحصار.
وقد جاء هذا التحذير في وقت حساس، حيث تتصاعد التوترات في المنطقة بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة في ظل تصاعد الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق.
اقرأ أيضاً دراسة تكشف مخاطر الإفراط في تناول الزبدة على الصحة.. موت مبكر 7 مارس، 2025 أمريكا تهدد باتخاذ هذا الإجراء ضد الحوثيين في حال استئناف الهجمات البحرية 7 مارس، 2025القرار الذي أعلنه الحوثي في خطاب متلفز، مساء الجمعة، يحدد موعدًا نهائيًا في يوم الثلاثاء المقبل، حيث أكد أنه في حال عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، فإنهم سيستأنفون عملياتهم البحرية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
الحوثي شدد على أن هذه المهلة تمثل "فرصة أخيرة" للمجتمع الدولي لتحقيق التزاماته الإنسانية تجاه غزة، مؤكدًا أن "العدو الإسرائيلي" قد تقاعس بشكل كبير في التزاماته الإنسانية على صعيد إدخال المساعدات.
وفي حديثه، وصف الحوثي التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة بأنه "محاولة لإبادة جماعية من خلال التجويع"، مؤكدًا أن أي تأخير في إدخال المساعدات الإنسانية سيكون له تبعات خطيرة، ليس فقط على الوضع الإنساني في القطاع، بل على الأمن والاستقرار الإقليمي.
وأضاف الحوثي أن "العدو الإسرائيلي" يسعى إلى تحويل غزة إلى ساحة معركة طويلة الأمد، وهو ما يتطلب استجابة حازمة من كافة الأطراف المعنية.
كما تناول الحوثي في خطابه التصعيدات الأخيرة في الضفة الغربية والقدس، مشيرًا إلى أن التوجهات الإسرائيلية والأمريكية تسعى إلى إشعال المزيد من التوترات في تلك المناطق.
واعتبر أن هذه التحركات تعكس غياب أي نية حقيقية للسلام، لاسيما في ظل الهدم المتواصل للمنازل وتهجير الفلسطينيين، بالإضافة إلى تدمير المساجد والتضييق على الأماكن المقدسة مثل المسجد الإبراهيمي في الخليل.
وأكد أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف مكتوف اليدين أمام ما وصفه بـ"السياسات الإسرائيلية العدوانية".
من جانبه، انتقد الحوثي بيان القمة العربية الأخيرة التي عُقدت في القاهرة، مشيرًا إلى أنه جاء مليئًا بالدعوات والتمنيات دون اتخاذ أي إجراءات حقيقية للضغط على "إسرائيل" لوقف حصار غزة. وأضاف أن هذا النوع من البيانات لا يحقق أي نتائج ملموسة في تحسين الوضع، مشددًا على ضرورة اتخاذ مواقف عملية لحل الأزمة.
مع اقتراب المهلة التي حددها الحوثي، يترقب الجميع ما إذا كان هذا التهديد سيترجم إلى تحركات فعلية على الأرض أم ستظل الأزمة الإنسانية في غزة تراوح مكانها وسط تجاهل دولي مستمر.