في تحول مفاجئ للأحداث، لم يكن الحوثيون، وهم ميليشيا مرنة تدعمها إيران في اليمن، التحالف الذي حاربته السعودية لسنوات فحسب، بل أصبحوا أيضًا نموذجًا للمخططين العسكريين الأمريكيين الذين يسعون إلى تكتيكات غير تقليدية. 

وقد أجبرت خبرة الحوثيين في حرب العصابات البنتاجون على التكيف وتكرار بعض استراتيجياتهم، ما أظهر قدرتهم على التفوق على الأساليب العسكرية التقليدية.

 

ووفقا لما نشرته “نيويورك تايمز”، يشكل المقاتلون الحوثيون، الذين يشتهرون بتكتيكاتهم الحربية غير النظامية، خاصة في استخدام أنظمة الرادار التجارية، تحديًا فريدًا للجيش الأمريكي. 

حتى مع بدء إدارة بايدن أسبوعها الثالث من الضربات الجوية ضد أهداف الحوثيين في اليمن، يواجه البنتاجون مهمة حساسة تتمثل في تقليص تهديد الحوثيين دون الانجرار إلى صراع طويل الأمد.

إن كفاءة الحوثيين في الحرب غير النظامية، والتي تتميز بالحركة المستمرة وإطلاق الصواريخ من مواقع محمولة، تمثل عقبة كبيرة. 

وعلى عكس الخصوم التقليديين ذوي الأهداف الثابتة، سمحت لهم خفة حركة الحوثيين بالاحتفاظ بقدرة كبيرة على ضرب السفن البحرية، على الرغم من الضربات الجوية الأولية الناجحة التي دمرت 90% من المواقع المستهدفة.

ويعترف الجنرال جوزيف فوتيل، الرئيس السابق للقيادة المركزية للجيش الأمريكي، بتطور تكتيكات الحوثيين، مشددًا على التحدي المتمثل في مكافحة خصم متحرك بأهداف ثابتة محدودة.

وتتضمن استراتيجية البنتاجون نشر طائرات بدون طيار مسلحة من طراز ريبر ومنصات مراقبة فوق اليمن لتتبع واستهداف وحدات الحوثيين المتنقلة. 

تعكس الضربات المنسقة الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا، والتي استهدفت الرادارات ومواقع الطائرات بدون طيار والمخابئ تحت الأرض محاولة الإدارة إضعاف قدرات الحوثيين دون تصعيد العنف.

وقد أدت قدرة الحوثي على إخفاء الأسلحة والقاذفات، ووضعها في كثير من الأحيان في المناطق الحضرية أو إخفائها على المركبات، إلى تعقيد الوضع. 

وعلى الرغم من العمليات الناجحة التي استهدفت مكونات أسلحة الحوثيين، فإن السهولة التي تقوم بها إيران بتجديد ترسانتها عبر الطرق البحرية تظل مصدر قلق كبيرا للمسئولين الأمريكيين.

خلقت ترسانة الحوثيين المتنوعة من صواريخ كروز والصواريخ الباليستية، إلى جانب المساعدة من إيران وحزب الله، تحديًا معقدًا للولايات المتحدة وشركائها في التحالف.

ويؤكد المحللون العسكريون أن الولايات المتحدة لديها خيارات محدودة، بما في ذلك اعتراض شحنات الأسلحة، أو جمع المعلومات الاستخبارية لتحديد مواقع الصواريخ، أو استهداف مواقع الإطلاق.

إن الطبيعة المراوغة لمنصات إطلاق الصواريخ المتنقلة التابعة للحوثيين، والمتمركزة بشكل استراتيجي في مواقع مختلفة، تشكل عقبة هائلة أمام القوات الأمريكية. 

جدير بالذكر أن قوات المارينز جربت تكرار تكتيكات الحوثيين، وتطوير نظام رادار متنقل مماثل لتلك التي تستخدمها الميليشيا.

ومع تطور الصراع، تواجه إدارة بايدن توازنًا دقيقًا، حيث تسعى جاهدة للحد من تهديدات الحوثيين مع تجنب القوة المفرطة التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة.

ويكمن التحدي في التعامل مع مشهد معقد حيث تستمر تكتيكات الحرب غير التقليدية لميليشيا الحوثي في إرباك الاستراتيجيات العسكرية التقليدية.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

جماعة الحوثي تشترط على السعودية إقالة أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي لتوقيع اتفاق سلام

كشفت مصادر دبلوماسية لـ الموقع بوست تفاصيل من اتفاق يجري بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي حول السلام في اليمن، وذلك على ضوء تطورات عديدة في اليمن والمنطقة.

 

وأفادت المصادر التي رفضت الإفصاح عن هويتها لكنها مقربة من الطرفين أن السعودية طلبت من إيران التدخل وإقناع جماعة الحوثي بالدخول في مفاوضات مباشرة معها تحت الطاولة – وفق الحديث – وعرضت استعدادها لتنفيذ كل مطالب الحوثيين بشرط أن يكون توقيع الاتفاق النهائي المعلن بين حكومة صنعاء، ومجلس القيادة الرئاسي.

 

وأوضحت أن جماعة الحوثي رفضت عرض السعودية في المفاوضات، واشترطت توقيع الاتفاق مع بعض أعضاء مجلس القيادة فقط، وإقالة بعضهم، وأبدت الرياض تفهما ومرونة وموافقة على تغيير شخصيات من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي الحالي، لانجاح الاتفاق مقابل طلب الحوثيين أيضا صرف مرتبات الموظفين قبل التفاهم على تغيير أعضاء المجلس.

 

وتحفظت المصادر عن أسماء أعضاء مجلس القيادة المرشحين للإقالة بطلب من جماعة الحوثي، لكنها ألمحت لوجود شخصيات بديلة ممكن أن يتم ترشيحها، وتحظى بدعم من الحوثيين، ومجلس القيادة.

 

وسعى الموقع بوست للحصول على تعليق من الجانب السعودي، وجماعة الحوثي، ومجلس القيادة الرئاسي، ولم يحصل على أي ردود.

 

وانتقل رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي مؤخرا للرياض، بصحبة أعضاء آخرين، والتقى العديد من السفراء والجهات الدولية الفاعلة، فيما واصل عضو المجلس عيدروس الزبيدي لقاءاته مع سفراء أجانب.

 

وبدا واضحا خلال الأيام القليلة الماضية اهتمام السعودية الملفت بالملف اليمني، وإجرائها تغييرات تهدف لتحريك المياه الراكدة لدى الأطراف الموالية لها، من خلال إحياء دور الأحزاب السياسية، وإذابة الخلاف بين حزب التجمع اليمني للإصلاح والمجلس الانتقالي.

 

وعلى المستوى الدولي واصلت الرياض مباحثاتها مع كلا من إيران والصين وروسيا، وهي الأطراف الدولية المتصلة بملف اليمن، وخرج لقاء ضم الرياض وبكين وطهران في اللجنة الثلاثية بين البلدين على التأكيد بتحسين العلاقة بين البلدين، وفق وكالة واس السعودية.

 

وقبل أيام كشف القيادي في جماعة الحوثي حسين العزي أن جماعته قطعت شوطا في اتفاق السلام مع السعودية، بينما شكك محمد البخيتي بنوايا السعودية تجاه السلام في اليمن، متسائلا إن كان ذلك يهدف لتحقيق السلام أم خوض الرياض لحرب مع اليمن، خدمة لإسرائيل، وفق تعبيره.


مقالات مشابهة

  • اتفاق أمريكي إيراني على تحويل جماعة الحوثي إلى فرقة رقص شعبي!
  • سبع دول كبرى تصدر بيانا مشتركا ضد جماعة الحوثي
  • البركاني للسفير الأمريكي: الحوثي جزء من لعبة تديرها إيران في المنطقة
  • احتجاجات قبلية ضد جماعة الحوثي بصنعاء ونصب خيام الاعتصام في ميدان السبعين ”فيديو”
  • جماعة الحوثي تشترط على السعودية إقالة أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي لتوقيع اتفاق سلام
  • جماعة الحوثي تبدي استعدادها لصفقة أسرى شاملة مع الحكومة
  • إسرائيل تستهدف مواقع هامة لحزب الله وتزايد القلق العالمي
  • تقارير دولية: ''الحوثي جعل اليمن أكثر الدول تجنيداً للإطفال ويستغل الحرب على غزة''
  • نيويورك تايمز : إسرائيل تنقل تكتيكات غزة الى الضفة الغربية
  • نيويورك تايمز: الاحتلال ينقل تكتيكات غزة إلى الضفة الغربية