بينها جوكر وصائدو الأشباح.. أبرز الأفلام الأجنبية المنتظرة في 2024
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
هل انتهيت من مشاهدة الأفلام التي انتظرتها في 2023؟ هل تدفعك شهيتك الفنية للبحث عن "وليمة" سينمائية جديدة؟ قد يفاجئك الكم الهائل من الأفلام المنتظرة في عام 2024، خاصة أنها ستتنوع بين الدراما والخيال العلمي والرسوم المتحركة، إلى جانب صدور كثير من الأجزاء الجديدة لسلاسل أفلام محبوبة.
يأتي في مقدمتها فيلم "كثيب 2″ (Dune 2)، و"ديدبول 3″ (Deadpool 3)، و"فيريوسا" (Furiosa: A Mad Max Saga)، و"جوكر: ذهان مشترك" (Joker: Folie à Deux)، و"صائدو الأشباح: الإمبراطورية المجمدة" (Ghostbusters: Frozen Empire)، وفيلم "مكان هادئ: اليوم الأول" (A Quiet Place: Day One).
ولأن القائمة تطول، يرى بعض النقاد أن عام 2024 سيكون أفضل سينمائي في الآونة الأخير. فيما يلي، نستعرض أبرز الأعمال المنتظرة:
"ميكي 17": إثارة ذهنية مذهلةبعد تحفته الأخيرة "باراسايت" (Parasite) الذي هيمن على جوائز الأوسكار في 2019، صار المخرج الكوري الجنوبي بونغ جون هو من أهم صانعي السينما الذي ينتظر الجمهور جديدهم، وها هو يعود بفيلم "ميكي 17" (Mickey 17) هذا العام وهو من تأليفه وإخراجه.
الفيلم ينتمي إلى فئة الخيال العلمي، وهو من بطولة روبرت باتينسون، ومارك رافالو، وتوني كوليت، وناعومي آكي، وستيفن يون. أما قصة "ميكي 17″، فمقتبسة عن رواية بالاسم نفسه صدرت في عام 2022، وكتبها إدوارد آشتون، تحكي عن رجل كلما مات جرى استنساخه، وحين يُولد مرة أخرى يأتي مُحملا بذكريات ماضيه كاملة.
جدير بالذكر أن العمل من الأفلام الواعدة لهذا العام، ليس فقط لفكرته أو جاذبية صانعه، وإنما لمشاركة مجموعة من المميزين سبق لهم الترشّح للأوسكار في بطولته، من بينهم مدير التصوير داريوس خوندجي، ومصممة الإنتاج فيونا كرومبي، والمونتير يانغ جين مو، بالإضافة إلى مؤلف الموسيقى التصويرية الذي سبق وترشّح لجائزة الإيمي جونغ جاي-إيل.
في حب بوب مارليينتمي فيلم "بوب مارلي: حب واحد" (Bob Marley: One Love) إلى فئة الدراما الموسيقية والسيرة الذاتية، وهو من بطولة كينغسلي بن أدير، ولاشانا لينش، وجيمس نورتون.
يحكي العمل قصة مغني الريغي الجامايكي بوب مارلي، والذي يعد أحد أيقونات الموسيقى التي أثّرت بأجيال متتالية بسبب رحلته الشخصية والفنية الثرية والموسيقى الثورية التي قدمها على مدار سنوات، وضع فيها كثيرا من روحه خاصة، ناهيك عن تأليفه للكلمات وتلحينها وغنائها كل في آن واحد.
غاغا تنضم إلى جوكربعد تحقيق فيلم "جوكر" إيرادات قاربت من 1.1 مليار دولار، وفوزه بأهم الجوائز العالمية قبل 3 سنوات -من بينهم أوسكار، وغولدن غلوب، وبافتا البريطانية، وجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي- ووصوله إلى المرتبة 81 ضمن قائمة موقع "آي إم دي بي" الفني لأفضل 250 فيلما في تاريخ السينما العالمية، يعود المخرج والكاتب تود فيليبس لتقديم جزء جديد بعنوان "جوكر: ذهان مشترك" (Joker: Folie à Deux).
الجزء الجديد بطولة النجم الأميركي خواكين فينيكس، وتنضم له هذه المرة ليدي غاغا التي تؤدي دور "هارلي كوين" الذي سبق وقدمته مارغوت روبي بسلسلة أفلام "الفرقة الانتحارية" (The Suicide Squad) في عامي 2016 و2021.
في هذا الجزء ينجح آرثر فليك في الهروب من المصحة النفسية، ويعود من جديد إلى مدينة غوثام القاتمة التي تُبرز أسوأ ما فيه، وتُسبب تآكله من الداخل، قبل أن يتقاطع طريقه مع هارلي كوين، مما يزيد من فداحة المأساة، وينتج عنه كثيرا من الأحداث غير المتوقعة، التي قد لا يُحمد عقباها.
موفاسا ضد سكارأما محبو الرسوم المتحركة، فيبدو 2024 عاما مثاليا للأجزاء الجديدة من أفلام سبق وحققت نجاحا هائلا سواء فني أو تجاري، إذ نشهد الجزء الثاني من الفيلم الحائز على الأوسكار والمصنف 168 ضمن قائمة "آي إم دي بي" الفني "إنسايد آوت" (Inside Out 2)، والجزء الرابع من إحدى السلاسل الأكثر ربحا على الإطلاق "أنا الحقير" (Despicable Me)، وكذلك الجزء الرابع من سلسلة "كونغ فو باندا" (Kung Fu Panda 4).
ولهواة النسخ الحية المستندة إلى رسوم متحركة كلاسيكية شهيرة، تقدم ديزني "موفاسا: الأسد الملك" (Mufasa: The Lion King) الذي يستعرض العلاقة بين الشقيقين موفاسا وسكار والدراما الخفية التي أدت إلى الانتهاء بأحدهما على مقعد الزعامة، والآخر في خانة الحنق الشديد.
يذكر أن ديزني سبق وقدمت نسخة حية من فيلم "الأسد الملك" في 2019 حققت أرباحا قاربت من 1.6 مليار دولار، فهل يحقق الفيلم الجديد النجاح نفسه أم يتفوق على النسخة القديمة كونه سيقدم نظرة إلى التاريخ القديم للشخصيات ولمحة عن أحداث ومحاور للحكاية لم نرها من قبل؟.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الكتاب أصل الأشياء
وأنا أشاهد فـيلم (هاري بوتر وحجر الفـيلسوف) الذي جرى عرضه فـي دار الأوبرا السلطانية مسقط، مصحوبًا بعزف موسيقيّ حيّ أدّته أوركسترا الدولة السيمفوني فـي أرمينيا، استحضرت الجزء الأول من رواية (هاري بوتر) للكاتبة البريطانية جوان رولينج، التي بنى عليها الفـيلم أحداثه، وهي من الروايات التي نالت شهرة عالمية كبيرة، إذ بيعت منها ملايين النسخ منذ صدور جزئها الأول فـي منتصف 1997 وترجمت إلى العديد من اللغات،
ويكفـي أن الجزء السادس من الرواية الذي حمل عنوان (هاري بوتر والأمير الهجين) بيعت منه 10 ملايين نسخة يوم صدوره، وكان لا بدّ للسينما العالمية أن تستثمر هذا النجاح، فأنتجت 8 أفلام من أجزائها، كلّها حققّت أرقاما قياسيّة فـي الإيرادات.
روايات أخرى شقّت طريقها إلى السينما، لعلّ من أبرزها رواية (العرّاب) للكاتب الأمريكي ماريو بوزو الصادرة عام 1968م التي أخرجها للسينما المخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا، بدءا من جزئها الأول عام 1972م وكان من بطولة مارلون براندو وآل باتشينو، أعقبه بجزأين آخرين، وقد اعتبر نقّاد السينما الجزء الثاني من الفـيلم ثالث أفضل فـيلم فـي تاريخ السينما،
وكانت هوليوود قد اشترت حقوق تحويل الرواية إلى فـيلم قبل انتهاء الكاتب من كتابتها، وحقّق الفـيلم شهرة مدوّيّة حتى عاد فريق العمل، وأنتج الجزء الثالث عام 1990م، وكلّنا نعرف أن الرواية تتحدث عن نفوذ إحدى عائلات المافـيا الإيطالية، وتحكّمها فـي مجريات الأمور، لتشكّل دولة داخل الدولة.
وبعيدا عن (هاري بوتر)، و(العرّاب)، باعتبارهما ظاهرتين فـي تاريخ الأدب العالمي والسينما، لو ألقينا نظرة على أهم الأفلام التي أنتجتها السينما العربية والعالمية لرأينا أنّها استندت إلى روايات عالمية أخرى، كـ(البؤساء)، و(أحدب نوتردام) لفـيكتور هوجو، و(زوربا اليوناني) لكازنتزاكي، و(بائعة الخبز) للفرنسي كزافـييه دومونتبان، وروايات دوستويفسكي وأجاثا كريستي، وتشارلز ديكنز، وماركيز، ومن أسماء الكتّاب العرب الذين تحوّلت أعمالهم إلى أفلام: نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس ويوسف إدريس ويوسف السباعي، والطيّب صالح، رغم أن المخرجين يأخذون من الروايات ما يحتاجون إليه فـي أفلامهم، ويستغنون عن صفحات كثيرة، فلغة السينما التي تقوم على الصورة،
تختلف عن لغة الرواية التي تستند إلى الكلمة المكتوبة، فهناك قواعد فـي الفن السينمائي ينبغي مراعاتها عندما تدخل السينما حرم الرواية، وهذه تعتمد على عوامل عديدة أبرزها رؤى المخرجين، والإنتاجيات المرصودة، لتنفـيذ تلك الأفلام، وكم من مشهد بصري قصير اختصر صفحات عديدة دبّجها الكاتب فـي وصف ذلك المشهد! وهذا موضوع متشعب، «لكن، لولا النجاح الباهر لتلك الروايات،
وقوة حبكتها السردية، والتوقعات العالية لإيرادات شباك التذاكر، هل كانت لتحظى باهتمام المنتجين وتلفت أنظارهم؟»؟ أرقام تلك الإيرادات تجيب عن هذا السؤال، فالسينما صناعة، وأنجح الأفلام وحتى المسلسلات التلفزيونية، والمسرحيات، هي تلك التي قامت على روايات ناجحة، فمنها يستلهم المخرجون رؤاهم،
وبين حين وآخر، يعود المنتجون إلى كتب الروايات، التي تحقّق أرقاما عالية فـي الكتب الأكثر مبيعا، يتصفّحونها، ويفكّرون فـي تحويلها إلى أفلام وكم من رواية عاد القرّاء إليها بعد مشاهدتها فـي السينما! فاستثمر الناشرون نجاحها وأعادوا طباعتها، فاستفادوا من الشهرة التي حقّقتها السينما لتلك الروايات التي تبقى نتاج عبقريات فذّة، وتجارب حياتية كبيرة، ومخيّلة خصبة، ولهذا شقّت طريقها إلى السينما ولولا الجهد الذي بذله كتّابها لتكدّست فـي المكتبات ولم يلتفت إليها أحد.
وإذا كان الفـيلسوف اليوناني أرسطو طاليس يرى بأن الماء هو أصل الأشياء،
فالورق الجيد يقف وراء نجاح أي فـيلم جيد، فهو الأصل، والورق بلغة المشتغلين بالسينما هو النص، والنص نجده فـي بطون الكتب ومن هنا فالكتب أصل الأشياء.