الشاعر والإعلامي العربي زاهي وهبي يكتب لـ “أثير”: امرأة تغادر.. وأخرى لا تجيء!
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة عُمان عن الشاعر والإعلامي العربي زاهي وهبي يكتب لـ “أثير” امرأة تغادر وأخرى لا تجيء!، أثير – الشاعر والإعلامي العربي زاهي وهبيغالباً ما يتساءل بعضنا لأي امرأة يكتب شاعر الحب؟ وهل كل ما يكتبه هو لامرأة واحدة أم لنساء .،بحسب ما نشر صحيفة أثير، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات الشاعر والإعلامي العربي زاهي وهبي يكتب لـ “أثير”: امرأة تغادر.
أثير – الشاعر والإعلامي العربي زاهي وهبي
غالباً ما يتساءل بعضنا لأي امرأة يكتب شاعر الحب؟ وهل كل ما يكتبه هو لامرأة واحدة أم لنساء كثيرات؟ وهل امرأة القصيدة ابنة الواقع أم من نسج الخيال؟
لا بد من القول إن لكل شاعر “عبقره” الخاص، مثلما لكل شاعر مزاجه وطقوسه، وما يصحّ في هذا قد لا يصحّ في ذاك. لكنني أشير حصرًا إلى شعراء الحُبّ، وما هو مشترك بين هؤلاء رغم اختلاف الظروف والأزمنة ووقائع الحياة. بطبيعة الحال لكلٍّ خصوصيته لكنها خصوصية لا تنفي ولا تلغي المشترَكات الكثيرة بين شعراء الحُبّ على امتداد الزمان والمكان.
أستدرك بدايةً بأن شعر الحب هو عندي غير شعر الغزل. قصيدة الغزل تتغنى بشكل المرأة وجمالها الخارجي، وتصف مفاتنها ومكامن الجاذبية فيها. أما قصيدة الحب فتذهب أبعد وأعمق، تحتفي بالجمال وصفاته ومفاتنه، تُعلي شأن الأنوثة وتنتصر لها، لكنها تخاطب المرأة بوصفها إنساناً لا فقط أنثى، وتتوغل بعيدًا في استنباط كل ما يميز الحبيبة إنسانيًا وأنثويًا. والانتصار للأنوثة هنا ليس انتصارًا للشكل بقدر ما هو انتصار للجوهر، باعتبار الأنوثة تنبع أولًا من الداخل، وهي أكثر إلهامًا من الذكورة لأسباب كثيرة منها ذاك التماثل بينها وبين الطبيعة في تجددها وخصوبتها وتعاقب فصولها، وبوصفها مرحلة من الخَلق متقدمة بحسب الميثولوجيا الدينية التي تقول بأسبقية خلق آدم على خلق حواء!
استدراكٌ ثانٍ مفاده أن كاتب هذه السطور شاعر رجل، وبالتالي فإن جنس الكاتب لا يغيب عن خلفية كتاباته وفهمه للأمور وتفسيره لها. فالمرأة هنا هي الملهِمة. ولو كانت الكاتبة شاعرة لاختلف الأمر كليًا وصار الرجل هو الملِهم. فالمرأة الشاعرة لا تقلّ شأنًا ولا إبداعًا، لكن بوح المرأة ممتنع أكثر من بوح الرجل إذ لا نقع في الشعر العربي إلا على حالات نادرة واستثنائية من بوح المرأة الصريح ومجاهرتها بمكنوناتها تجاه شريكها في الحياة الدنيا، وذلك بفعل السلطة الذكورية والنظام الأبوي اللذين استطاعا، للأسف، وعلى مَرِّ العصور طمس صوت المرأة وقمعه بحجج وذرائع شتى بعضها يتهاوى ولكن ببطء شديد. ففي عصرنا الحديث حتى شاعرة وروائية طليعية ثائرة ومؤثرة مثل غادة السمّان نشرت رسائل الحُبّ العاصفة التي تلقتها من غسان كنفاني وأنسي الحاج، وأحجمت عن نشر رسائلها إليهما أو إلى سواهما.
ما عليه، المهم أن الأنوثة في مذهب شاعر الحب هي منبع الإلهام، حيث العالم كله يُرى بعين أنثوية، ويُنظَر إلى هذا العالم بوصفه رحمًا هائلة تتشكل فيها أجنّة كلِّ حياة. وما يكتبه في الأنوثة ولها لا يقتصر على الوجد والكلف بل يحيط بكل حالاتها لأن الأنثى تحضر هنا، كما أسلفنا، كإنسانة لا فقط كجنس، ويتسع معها شعر الحب ليغدو حبًا لها بكل صفاتها حبيبةً، أمًّا، زوجةً، ابنةً، صديقةً، وبكل أحوالها شابةً ممشوقةَ القوام أو سيدةً متقدمةً في السنّ، بكامل صحتها وعافيتها أو على فراش مرض وسقم، لأن الحب في منظور شاعره أعمق وأنبل من أن يكون وقفاً على مرحلة معينة أو ظرف محدد.
أما لماذا يكتب الشاعر لامرأة غادرت أكثر مما يكتب لأخرى أقبلت. فالإجابة واضحة جلية إذا فهمنا الفن عمومًا بوصفه نوعًا من التعويض عن نقصانٍ ما، أو عن خسارات وانكسارات وخيبات، وما أكثرها في الحياة، لا سيما لدى الشعراء بوصفهم أكثر حساسية وهشاشة.
وفق هذا المعنى للفنّ نستطيع أن نفهم لماذا يكتب الشاعر الخسارة والفقدان أكثر مما يكتب الانتصار واللقاء. فالشاعر حين يقع في الحب ينغمس فيه حتى أذنيه، ويعيشه حتى أقصى الشغف والجنون. بين الحب والكتابة عن الحب يختار الحب، بين القبلة ومجازها القبلة أكثر عذوبة واشتهاءً. يحدث أحياناً أن يكون الواقع أجمل من الخيال لكن الخيال الشعري يغلب الواقع بأنه يؤبِّد اللحظة الآنية. “فما نعيشه ونحياه في لحظات أو سنوات تمنحه القصيدة عمرًا لا نهاية له. كم من السنين أحبَّ المجنون ليلاه؟ أيًا كانت المدة الزمنية في الواقع، فإن قصائده جعلتها تبقى وتستمر وتتواصل عبر الزمن، والحالُ نفسها تَصحُّ في قصص حُبٍّ وعشقٍ على امتداد المعمورة باختلاف ثقافاتها وطقوس عيشها. بحسب محمود درويش فإن الفنون لا تنتصر فقط على الزمن، بل على الموت نفسه، إذ يقول في جداريته: “هَزَمَتكَ يا موت الفنون جميعها، هَزَمَتكَ الأغاني في بلاد الرافدين، مِسلَّة المصري، مقبرة الفراعنة، النقوش على حجارة معبدٍ هَزَمَتكَ وانتصرتْ، وأفلتَ من كمائنك الخلود”.
تحقيق الغاية أو الرغبة يفقدها كثيراً من حوافزها. الخسران أشدّ دوافع التعبير، لو قضى قيس وطراً من ابنة عمه لما قال ما قاله على الأرجح. “المنع والحرمان أشعلا في جوفه نيران الشعر فتطايرت شررًا على هيئة قصائد حفظتها الأجيال المتعاقبة. وقديماً قالت العرب “كلُّ ممنوعٍ مرغوب”. عدم الوصول في الشعر أمتع من الوصول، متى وصلتَ تستكين و
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
مساعدات الإمارات للسودان.. يد «تُغيث» وأخرى «تداوي»
أحمد مراد (أبوظبي)
أخبار ذات صلةمنذ اندلاع النزاع في السودان، في أبريل 2023، تحرص دولة الإمارات على تقديم رعاية صحية متكاملة لملايين السودانيين، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين في دول الجوار، عبر إرسال قوافل المساعدات الطبية والدوائية، وإقامة المستشفيات الميدانية، ودعم المراكز الصحية والمرافق الطبية، ما يعكس رؤية شاملة لإغاثة الشعب السوداني الشقيق، لا سيما الفئات الأكثر ضعفاً من النساء والأطفال وكبار السن.
وأشاد خبراء ومحللون، في تصريحات لـ«الاتحاد»، بالتحرك الإماراتي العاجل والفاعل لتقديم خدمات الرعاية الصحية للمتضررين من النزاع في السودان، ما يمثل بارقة أمل لملايين السودانيين المحاصرين بالفقر، والنزوح، وغياب الخدمات، ونقص الأدوية، وبالأخص الفئات الأكثر ضعفاً، مؤكدين أن تواصل قوافل الإغاثة والمساعدات الطبية والدوائية المقدمة من الإمارات يثبت أنها شريك حقيقي وداعم أساسي للشعب السوداني.
رعاية متكاملة
تصدر القطاع الطبي قائمة القطاعات الحيوية التي تحرص الإمارات على دعمها بهدف تخفيف معاناة الشعب السوداني، لا سيما مع تضرر ملايين النازحين واللاجئين من التداعيات الكارثية التي خلفها النزاع الدائر في السودان.
وفي هذا الإطار، شيدت الإمارات مستشفيين ميدانيين في مدينتي «أمدجراس» و«أبشي» في جمهورية تشاد لتوفير الخدمات الطبية للاجئين السودانيين في دول الجوار، وافتتاح مستشفى ثالث في منطقة «مادهول» في ولاية «بحر الغزال» في جنوب السودان، بالإضافة إلى تقديم الدعم إلى 127 منشأة صحية في 14 ولاية سودانية.
وأوضح الخبير في الشؤون الأفريقية، رامي زهدي، أن الإمارات تؤدي دوراً إنسانياً مؤثراً لدعم الشعب السوداني الشقيق، في ظل ما تمر به البلاد من أزمة إنسانية مركبة تتفاقم يوماً بعد يوم نتيجة الصراع المسلح، مؤكداً أن الدولة أثبتت، عبر إرسالها المتواصل لقوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية والطبية والدوائية، أنها شريك حقيقي في حفظ الكرامة الإنسانية، وداعم أساسي لأمن واستقرار السودان.
وقال زهدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن التحرك الإماراتي العاجل والفاعل لتقديم خدمات الرعاية الصحية يمثل بارقة أمل لملايين المدنيين السودانيين المحاصرين بالفقر والنزوح وغياب الخدمات، ما يجسد رؤية شاملة لدعم مختلف فئات الشعب السوداني، لا سيما الفئات الأكثر ضعفاً، من النساء والأطفال وكبار السن، المعرضة لمخاطر صحية جسيمة.
وشدد على أهمية دعوات الإمارات المتكررة إلى ضرورة خفض التصعيد، ووقف الاقتتال، والعودة إلى طاولة الحوار، بما يعكس التزاماً سياسياً وأخلاقياً برعاية الحلول السلمية، وتجنيب السودان المزيد من الانهيار، موضحاً أن تركيز الدولة على دعم العمل السياسي والدبلوماسي والإنساني لمواجهة الأزمة السودانية يعبر عن نهج إماراتي متكامل في التعامل مع أزمات المنطقة، قائم على الإنسانية والدبلوماسية الفاعلة معاً.
وأشار الخبير في الشؤون الأفريقية إلى أنه لا يمكن إغفال البعد السياسي والدبلوماسي في التحرك الإماراتي الذي يتبنى خطاباً متزناً يركز على خفض التصعيد، ووقف العمليات العسكرية، والعودة إلى طاولة المفاوضات كمدخل وحيد لإنقاذ السودان من الانهيار الكامل، مؤكداً أن التوجه المتكامل فيما بين الدعم الإنساني الميداني والدعوة إلى الحلول السلمية يعكس نهجاً إماراتياً استراتيجياً مدركاً لحساسية اللحظة السودانية، ومدى ارتباطها بأمن واستقرار المنطقة العربية بأسرها.
مساعدات منقذة للحياة
في سياق مبادراتها الداعمة للشعب السوداني طبياً وصحياً ودوائياً، خصصت الإمارات 70 مليون دولار لوكالات الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والإغاثية، من بينها 8 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية بهدف دعم الرعاية الصحية للسودانيين النازحين واللاجئين.
وفي الإطار نفسه، وقعت الإمارات ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، في أغسطس 2024، اتفاقية لتقديم 7 ملايين دولار لدعم الجهود الإنسانية في السودان وجنوب السودان، ما يعزز التزامها بالتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية الشديدة في البلدين.
وتدعم الإمارات، من خلال الاتفاقية، جهود «اليونيسف» لضمان حصول الأطفال والنساء في السودان على الرعاية الصحية الأولية، والمياه الجيدة الكافية، والتعليم، ما يعزز التزام الدولة بدعم الفئات الأكثر ضعفاً المتضررة من الصراع، وتقديم المساعدة المنقذة للحياة، وضمان حصول الأطفال على الخدمات الأساسية التي يحتاجون إليها بشدة.
جهود دؤوبة
من جهته، شدد الخبير في الشؤون العربية، وأمين عام مركز «الفارابي» للدراسات السياسية، الدكتور مختار غباشي، على أهمية الجهود الإماراتية الدؤوبة لإعادة تأهيل القطاع الطبي المتضرر من تداعيات النزاع الدائر في السودان منذ أبريل 2023، إضافة إلى دعم المراكز والمرافق الطبية التي تقدم خدمات الرعاية الصحية للاجئين السودانيين في دول الجوار.
وذكر غباشي لـ«الاتحاد» أن المساعدات الإماراتية الطبية والدوائية أسهمت في تخفيف معاناة ملايين السودانيين، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين في دول الجوار، في ظل حرص الإمارات على تقديم خدمات الرعاية الصحية بشكل متكامل وشامل وفاعل، عبر إرسال العشرات من قوافل المساعدات الطبية والدوائية، وإقامة العديد من المستشفيات الميدانية، ودعم المراكز الصحية والمرافق الطبية في السودان ودول الجوار التي تستضيف اللاجئين السودانيين.
وعلى مدى العامين الماضيين، تواصل الجسر الجوي الإماراتي لنقل المساعدات الإنسانية والطبية والدوائية للشعب السوداني، وقد أرسلت الدولة من خلاله 162 طائرة محملة بمختلف أنواع المساعدات.
كما سيرت الإمارات العديد من سفن المساعدات الإنسانية لدعم المتضررين من النزاع داخل السودان إلى جانب اللاجئين السودانيين في تشاد وأوغندا، وحملت على متنها 13168 طناً من المواد الغذائية والطبية والإغاثية، منها 6388 طناً من المساعدات الغذائية، و280 طناً من المساعدات الطبية.
وقال الخبير في الشؤون العربية، إن الموقف الإماراتي تجاه الأزمة السودانية جاء متوازناً ومتكاملاً، عبر جهود سياسية ودبلوماسية لتعزيز الحلول السلمية، وجهود إنسانية لإغاثة ملايين المدنيين المتضررين من النزاع، ما يعكس دوراً مؤثراً ومهماً يحظى بتقدير المجتمع الدولي.
أضرار بالغة
تعرضت البنية التحتية الطبية في السودان لاعتداءات وهجمات متكررة على مدى العامين الماضيين، جراء النزاع المسلح الذي تشهده غالبية المناطق والولايات، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية لملايين المواطنين، وقد سجلت منظمة الصحة العالمية 119 هجوماً على المرافق الصحية.
في حين أفادت نقابة الأطباء السودانيين بأن نحو 90% من المرافق الصحية في مناطق النزاع أُجبرت على الإغلاق، ما حرم ملايين السودانيين من الرعاية الصحية الأساسية، كاشفة عن أن 78 شخصاً من العاملين في القطاع الصحي قُتلوا منذ بداية الحرب، سواء في أماكن عملهم أو في منازلهم، موضحة أن بعض هذه الاستهدافات جاءت نتيجة الاشتباه في تعاون الكوادر الطبية مع الفصيل الآخر، ما يشكل انتهاكاً صارخاً لمبادئ الحياد الطبي.