استعرض مقال لـ تسفي هاوزر، نائب رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، مجريات ونتائج الحرب في غزة والخسائر الفادحة التي يتكبدها الاحتلال في القطاع.

وقال هاوزر، إن "النصر لا يكتمل دون رادع، إذ لا يقتصر الإخفاق في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على خسارة أرواح حوالي 1200 إسرائيلي، بل في الأساس التحول المحتمل في كيفية النظر إلى إسرائيل بالمعنى الاستراتيجي الإقليمي، أي إن إسرائيل لن تكون موضع خوف من قبل الجهات الفاعلة في الشرق الأوسط".



وأضاف: "في تشرين الأول/ أكتوبر 1973، تم التخلي عن خيال الشرق الأوسط المتمثل في (إلقاء اليهود في البحر) في أعقاب الحرب وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2023، استحوذ مسلحو (الـ’تويوتا’ والـ’آر بي جي’) من غزة مرة أخرى على خيال الجماهير بين نصف مليار مسلم يحيطون بالدولة اليهودية، والتي تضم حوالي 10 ملايين شخص فقط".

وأوضح، أن "المزيد والمزيد من الناس في المنطقة يعتقدون أن الوقت قد حان للتوقف عن الخوف من إسرائيل وهذا تطور مثير للقلق سببه هجوم 7 أكتوبر".


وتابع، "من الناحية التحليلية، يمكن أن نصف ذلك بأنه انهيار مؤكد لقدرة الردع الإسرائيلية في المنطقة وهذا الخوف يضيق من مرونة إسرائيل في ما يتعلق بنتائج الحملة كما أن إسرائيل تحتاج الآن إلى النصر، نصر حاسم لأن التعادل سيكون بمثابة هزيمة خطيرة".

وبحسب هاوزر، فإن "على القيادة الإسرائيلية أن تستوعب أننا لم نعد قادرين على الاكتفاء بشعور النصر لدى الجمهور ويجب أن يكون التركيز على مشاعر الملايين من حولنا، الذين يجب أن يحفروا النصر الإسرائيلي في وعيهم".

وأكد: "يجب ألا نخلق وضعا لا يخاف فيه أحد منا في المنطقة، لأن ذلك سيؤدي إلى حالة مزمنة من عدم الاستقرار، الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى إراقة الدماء على نطاق واسع في المنطقة، ومن يريد السلام والاستقرار فعليه أن يسعى جاهدا لتحقيق نصر إسرائيلي واضح في هذا الوقت".

ويرى هاوزر، أن "مهمة إلحاق الهزيمة بـ’حماس’ في غزة أصبحت أكثر تعقيدا في ضوء حقيقة مفادها أن القيادة الإسرائيلية ترفض تحديد التوقعات تجاه الجمهور الإسرائيلي وأصدقائنا في مختلف أنحاء العالم".

ولم تقدم القيادة إجراءات محددة بوضوح لتحقيق هدف الإطاحة بـ"حماس"، والتي ينبغي أن تشمل على أقل تقدير طرد ما تبقى من أعضاء الذراع العسكرية، وتجريد غزة من الأسلحة الثقيلة، والتمسك بالسلطة لفترة طويلة.


وقد أدى الافتقار إلى توقعات واضحة إلى زيادة ضغوط الولايات المتحدة لإنهاء الحرب، والأسوأ من ذلك أنه يساهم في الضغط الشعبي والإعلامي لتخفيض أهداف الحرب لتأمين إطلاق سراح الأسرى بأي ثمن.

وأردف: "من المشكوك فيه أن يكون النصر في غزة كافيا لإعادة الخوف من إسرائيل إلى المستويات التي كنا عليها تجاه أعدائنا، إن النصر الذي يتلخص في مجرد إطلاق سراح الأسرى وإجراءات بناء الثقة لإقامة دولة فلسطينية لن يكون كافياً لتعزيز صورة إسرائيل في هذا الصدد".

واستدرك، بأنه "إذا كان مستنقع أنفاق غزة، والضغوط الأمريكية، وقضية الأسرى، قد أوصل القيادة إلى إدراك عدم القدرة على تقديم نصر واضح على هذه الجبهة، يؤدي إلى تغيير استراتيجي في المنطقة، فإن عليهم التفكير في تبديل الجبهات وإعادة تأكيد الردع الإسرائيلي من خلال إزالة التهديد الاستراتيجي في لبنان".

ووفقا لهاوزر، فإن "المبادرة والانتصار على أحد أغنى وأقوى المنظمات في العالم، حزب الله، يمكن أن يعيدا قوة الردع في المنطقة بشكل عام، وفي مواجهة المحور الموالي لإيران بشكل خاص حيث لا يمكن لإسرائيل أن تكتفي بإنجازات تكتيكية على الجبهتين، بينما يتمتع محور إيران بإنجازات استراتيجية ضخمة ويواصل تشكيل تهديد متزايد حول إسرائيل".

وأكد المسؤول الإسرائيلي، أن "على إسرائيل إزالة التهديد القادم من الشمال وأن تفكك هيكل السلطة الذي بناه حزب الله في لبنان بغض النظر عن الوضع في الجنوب ولكن من دون تحقيق النصر في الجنوب، فإن تحقيق إنجاز كبير في الشمال يصبح أكثر أهمية بكثير".

وتابع: "لقد أصبح من الواضح تماماً أن إزالة التهديد في الشمال ليست مسألة (إذا) بل مسألة متى، ونحن مطالبون بإزالة خطر واضح وقائم في الشمال، ولا ننخدع، فانسحاب قوات الرضوان إلى ما وراء نهر الليطاني لن يزيل هذا التهديد".

وأضاف الكاتب، أن "على إسرائيل عرقلة خطط إيران لشن حرب كبرى متعددة الجبهات في المستقبل ضدها في وقت مناسب لطهران وعندما تنضج قدراتها، إذ يعتبر انتظار التوقيت الذي يقرر فيه الإيرانيون بدء هذا التصعيد بمثابة خطأ استراتيجي وسيؤدي إلى تكاليف أعلى من المواجهة الحالية".

 "والأهم من ذلك كله أننا بحاجة إلى استعادة الردع الإسرائيلي والخوف من رد فعل إسرائيلي حازم وفي غزة، لم نحقق ذلك بعد"، وفقا لـ هاوزر.

وأردف: "يجب أن تنتهي حرب أكتوبر بالتحول الاستراتيجي الذي التزم به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت في بداية القتال".


إن الردع الاستراتيجي أكثر أهمية اليوم من الإنجازات الأمنية الحالية أو الانتقام؛ ويجب ألا نخلق وضعا يؤدي فيه فشل كبار ضباط الجيش والقادة السياسيين في مواجهة التحدي الآن إلى مواجهة طلاب الصف الثامن الحاليين نفس المشكلات الأمنية عندما يصلون إلى سن التجنيد.

وختم بأنه "لا يمكن اليوم للمرء أن يكتفي بأقل من النصر، على الأقل على جبهة واحدة وإذا لم يكن هناك نصر في غزة، فقد حان الوقت لإعداد الجمهور لمعركة في الشمال".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة الردع حماس حزب الله حماس غزة حزب الله الردع العدوان صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة من هنا وهناك صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة فی الشمال فی غزة یجب أن

إقرأ أيضاً:

كيف يؤثر امتلاك إسرائيل لطائرات F35 في المنطقة؟

وقعت دولة الاحتلال الإسرائيلي على شراء عشرات من طائرات طراز F35 وتزويد سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي بما يقارب بخمسين طائرة "أدير".

وبحسب صحيفة معاريف العبرية، قال مصدر أمنى إن عملية الشراء "هذه الطائرة هي مغيرة لقواعد اللعب، وأن الطائرة لها قدرة على جمع المعلومات، حيث ترى كل ما يحصل تحتها وتنقل المعلومات فيما تعرف كيف توزع الأهداف للهجوم في الزمن الحقيقي لطائرات أخرى أو لوسائل قتالية لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي في مجال القتال".

كما أضاف المصدر أن الطائرة يمكنها في طلعة واحدة أن تعثر على مسافة بعيدة جدا عن حدود الاحتلال الإسرائيلي صواريخ يطلقها الحوثيون من اليمين، فتعترضها، وتنقل معلومات حيوية لمنظومات أخرى للجيش، وفي طريق العودة تنفذ هجوما في لبنان او في غزة".


ويرى المصدر أن الصفقة الجديدة من الطائرات سوف تكون مصدر قلق لإيران، حيث زعم أنها نجحت في تغيير وجه القتال في الشرق الأوسط اثناء حرب الاحتلال في غزة، مشيرا إلى أن طائرة "ادير" تعد طائرة استراتيجية للاحتلال الإسرائيلي، حيث لديها مدى طيران واسع وذات قدرة تملص الطائرة مزودة بمنظومة رادار خاصة تجعلها منظومة جمع معلومات لا نهاية لها.

وحسب بيان لوزارة حرب الاحتلال، ستبدأ تل أبيب اعتبارا من 2028 استلام المقاتلات التي تصنعها شركة "لوكهيد مارتن"، بمعدل 3 إلى 5 طائرات سنويا، شاملة الدعم والصيانة.

وكانت صحيفة هآرتس قد أشارت إلى أن طائرة "إف 35" التي تُعرف بأنها مقاتلة من الجيل الخامس، ستكون هي المقاتلة المستقبلية للقوات الجوية للاحتلال الإسرائيلي وذكرت أن "إحدى ميزاتها التشغيلية البارزة التخفي، أي القدرة على الطيران بنظام لا تكتشفه أنظمة رادار العدو".

ويعد الاحتلال الإسرائيلي الوحيد في المنطقة التي تمتلك مقاتلات "إف 35" التي تعد الأكثر تطورا في العالم.


وفي نيسان / أبريل الماضي، وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن على حزمة مساعدات للاحتلال الإسرائيلي تبلغ 26.4 مليار دولار، من بينها 14 مليار دولار مساعدات عسكرية.

وبسبب الدعم العسكري الأمريكي المطلق لتل أبيب، يحمّل الفلسطينيون واشنطن مسؤولية حرب الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على غزة منذ نحو 9أشهر، والتي خلفت أكثر من 119 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

مقالات مشابهة

  • مسؤول إسرائيلي: حماس تواصل إصرارها على بند أساسي في مقترح الصفقة
  • مسؤول أمني إسرائيلي سابق يحرض على استهداف قادة حماس بالخارج
  • مسؤول أمريكي سابق: إسرائيل تخاطر بحرب كارثية ضد حزب الله لأسباب سياسية
  • نزوح الآلاف وسط قصف إسرائيلي بجنوب غزة
  • مسؤول إسرائيلي يكشف السبب وراء تنفيذ عملية جديدة في الشجاعية
  • مسؤول إسرائيلي: عملية الشجاعية لمنع حماس من إعادة تنظيم صفوفها
  • كيف يؤثر امتلاك إسرائيل لطائرات F35 في المنطقة؟
  • مسؤول إسرائيليّ سابق: إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله هذا ما سيشهده لبنان
  • ستدفع إيران ثمن حرب صنعتها
  • جيش الاحتلال: إصابة 33 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا