لماذا تحولت إيران وباكستان سريعا من هجوم متبادل إلى تهدئة منسقة؟
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
بسرعة، تحولت الهجمات الصاروخية المتبادلة مؤخرا بين إيران وباكستان من عدوان متزايد إلى تهدئة منسقة؛ مما أثار تساؤلات بشأن الدوافع الكامنة والتداعيات المستقبلية، وفقا لضياء الرحمن في تقرير بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) ترجمه "الخليج الجديد".
ولفت ضياء الرحمن إلى أنه في 16 يناير/ كانون الثاني الجاري، شنت إيران هجوما صاروخيا على بلدة بانججور الحدودية في محافظة بلوشستان الباكستانية، مستهدفة مواقع مزعومة لـ"جيش العدل"، وهي جماعة سنية إيرانية متهمة بتنفيذ هجمات على قوات الأمن الإيرانية في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية".
وأضاف أن "هذا الهجوم دفع باكستان إلى استدعاء سفيرها من طهران والانتقام خلال 48 ساعة، إذ ضربت في إيران مخابئ جماعات انفصالية باكستانية مزعومة، مثل جبهة تحرير بلوشستان وجيش تحرير بلوشستان".
وتابع أن "الجماعتين متهمتان باستهداف قوات الأمن الباكستانية، ومشاريع مبادرة الحزام والطريق الصينية في باكستان، وفي منطقة سارافان الحدودية الإيرانية بمحافظة سيستان وبلوشستان".
اقرأ أيضاً
رد باكستان.. هل يشجع أمريكا على توجيه ضربة مباشرة لإيران؟
استعراض للقوة
ويعتقد خبراء أن الهجوم الإيراني "كان مدفوعا في المقام الأول بالقلق الداخلي"، بعد أسابيع من تفجير وقع في مدينة كرمان، يوم 3 يناير الجاري، عند نصب تذكاري للقائد السابق لفيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بالتزامن مع الذكرى الرابعة لمقتله في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في بغداد.
وأعلنت "ولاية خراسان"، الفرع الإقليمي لـ"تنظيم الدولة" في أفغانستان وباكستان، مسؤوليتها عن التفجير الذي أودى بحياة أكثر من 100 شخص.
وقال الخبير افتخار فردوس: "في أعقاب هذا التفجير، ووسط ضغوط من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة (على جماعة الحوثي الموالية لطهران) في اليمن، تشكل الضربات الإيرانية الأخيرة في سوريا والعراق وباكستان استعراضا للقوة".
وتابع فردوس، وهو مدير "يوميات خراسان"، وهي منصة بحثية مقرها إسلام آباد، أن "ضربة إيران الجوية تبدو بمثابة خطوة سريعة لتهدئة شعبها من خلال استعراض قوتها العسكرية".
ومما زاد من التعقيد أن الهجوم الإيراني جاء بعد ساعات من لقاء رئيس الوزراء الباكستاني المؤقت أنور الحق كاكار مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على هامش المنتدى الاقتصادي للعالم في دافوس بسويسرا.
اقرأ أيضاً
اتفاق إيراني باكستاني على إعادة العلاقات وعودة السفيرين الجمعة المقبل
مواجهات طائفية
وبينما تعمل طهران وإسلام آباد على تطبيع العلاقات عبر عبد اللهيان، المقرر أن يزور إسلام آباد في 29 يناير الجاري، يشعر خبراء بالقلق من "احتمال استغلال الجماعات الطائفية كأداة ضغط".
وقال ضياء الرحمن إن "محاولة إيران لتصدير ثورتها الشيعية إلى باكستان، ذات الأغلبية السنية، خلال الثمانينيات قوبلت بمقاومة من نظام ضياء الحق العسكري آنذاك".
ولفت إلى أنه "خلال التسعينيات، اشتبكت الجماعات المسلحة السنية الممولة من السعودية مع الجماعات المسلحة الشيعية الممولة من إيران في باكستان؛ مما أدى إلى فترة من الطائفية العنيفة. وحتى اليوم، لا تزال عمليات القتل على أساس طائفي مستمرة".
وبحسب رئيس المجلس الديني الدولي للشؤون الدينية، ومقره إسلام آباد، محمد إسرار مدني، فإن "التقارب الأخير، الذي توسطت فيه الصين (في مارس/ آذار 2023)، بين السعودية وإيران (استئلاف العلاقات الدبلوماسية)، ساعد في تقليل التوترات الطائفية في باكستان".
واستدرك مدني: "لكن أحداث مثل الضربات الجوية التي تشنها إيران يمكن أن تؤدي إلى تفاقم عدم الثقة والعداء القائم بين الطائفتين، مما يخلق بيئة مواتية للعنف".
اقرأ أيضاً
الضربات تزداد خطورة.. هل تقترب أمريكا وإيران من حافة الحرب؟
المصدر | ضياء الرحمن/ ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيران باكستان غارات أمريكا اليمن الحوثيون تفجير كرمان
إقرأ أيضاً:
مكتب الإعلام الحكومي: غزة تحولت إلى منطقة منكوبة
أعلن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، أن القطاع تحول إلى "منطقة منكوبة" نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت 15 شهرا، مخلفة دمارا هائلا في البنية التحتية وخسائر بشرية غير مسبوقة.
وكشف معروف، خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم الأحد في مدينة غزة، عن ارتفاع عدد شهداء الحرب إلى 61 ألفا و709 شهداء، بينهم 17 ألفا و881 طفلا و214 رضيعا.
وأشار أيضا إلى أن 47 ألفا و487 جثة وصلت إلى المستشفيات، فيما لا يزال هناك 14 ألفا و222 مفقودا عالقين تحت الأنقاض.
كما لفت إلى أن 38 ألف طفل تيتموا، فيما قتل الاحتلال 1155 من الكوادر الطبية و205 صحفيين و194 من عناصر الدفاع المدني.
وأوضح معروف أن أكثر من مليوني فلسطيني تعرضوا للنزوح القسري، بعضهم نزح أكثر من 25 مرة في ظروف تعاني من انعدام الخدمات الأساسية.
كما أكد اعتقال القوات الإسرائيلية لأكثر من 6 آلاف فلسطيني، مشيرا إلى مقتل العشرات منهم تحت التعذيب داخل السجون.
مجازر ممنهجة ضد العائلاتوكشف عن ارتكاب الاحتلال 9268 مجزرة أسفرت عن محو 2092 عائلة كاملة من السجلات المدنية، وفقدان 4889 عائلة لجميع أفرادها باستثناء فرد واحد.
ووصف معروف الوضع بأنه "غير مسبوق في التاريخ"، حيث أصبح 8% من سكان غزة ضحايا مباشرين للحرب.
إعلانأما بالنسبة للخسائر المادية، فقد بلغت نحو 50 مليار دولار، وشملت:
القطاع السكني: دمر الاحتلال الإسرائيلي 450 ألف وحدة سكنية (170 ألفا دُمرت بالكامل، و80 ألفا تضررت بشكل جسيم). القطاع الصحي: تم تدمير 34 مستشفى و80 مركزا صحيا و212 مؤسسة طبية و191 سيارة إسعاف، بخسائر بلغت 3 مليارات دولار. القطاع التعليمي: تضررت 1661 منشأة تعليمية، بينها 927 مدرسة وجامعة. كما استشهد 12 ألفا و800 طالب، و800 معلم. البنية التحتية: دمر الجيش الإسرائيلي 3680 كيلومترا من شبكات الكهرباء و335 كيلومترا من شبكات المياه و655 كيلومترا من شبكات الصرف الصحي، بالإضافة إلى تضرر 3916 كيلومترا من الطرق. اقتصاد مدمر ومؤسسات ممحيةكذلك أفاد بتضرر 3725 منشأة صناعية، و23 ألف منشأة تجارية، بخسائر تجاوزت 6 مليارات دولار. كما طال الدمار 229 موقعا سياحيا و291 موقعا أثريا، بينما بلغت خسائر القطاع الإعلامي 600 مليون دولار بعد تدمير 262 مؤسسة إعلامية.
ووجّه معروف نداءً عاجلا إلى المجتمع الدولي لإنقاذ سكان غزة من خطر الموت "جوعا وعطشا"، محمّلا الاحتلال والإدارة الأميركية السابقة المسؤولية الكاملة عن الكارثة.
وكشف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي عن خطة لإعادة الإعمار تشمل إدخال 200 ألف خيمة و60 ألف بيت متنقل، مع التأكيد على ضرورة تدخلات إغاثية فورية.