سراج تطلق مبادرة كفالة طالب جامعي
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
أطلقت المؤسسة الوقفية لدعم التعليم اليوم مبادرة ومنصة "كفالة طالب جامعي" تحت رعاية معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، إذ تهدف المبادرة إلى دعم الطلبة الجامعيين من الأسر المعسرة أو المتعففة الذين يدرسون في مؤسسات التعليم العالي الخاصة ولا يستلمون إعانة من أي جهة أخرى.
وأوضح المهندس محمود بن خلفان الحديدي، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الوقفية لدعم التعليم "سراج" أن مبادرة "كفالة طالب جامعي" ليست مجرد مشروع تعليمي، بل هي عهد ووعد للأجيال القادمة بمستقبل مزدهر ومشرق، وإنها رسالة أمل وعزم، تدعونا جميعًا لنكون جزءًا من هذا النسيج الإنساني الرائع، لنبني معًا مستقبلا يليق بأحلام شبابنا وطموحاتهم.
وبيّن الرئيس التنفيذي أن المبادرة تتبع عملية اختيار صارمة تعتمد على عدة معايير، ويقوم ممثلو لجان التنمية الاجتماعية ومؤسسات التعليم العالي بمراجعة الطلبات واختيار الطلاب استنادًا إلى الحاجة المالية والتميز الأكاديمي، وبعد أن يقع الاختيار تكون الكفالة للطالب متاحة لمدة سنة دراسية واحدة، ويمكن تجديدها سنويا بناء على تقدم الطالب واستمرار حاجته المالية.
وأضاف: يتم متابعة التقدم الأكاديمي للطلبة من خلال تقارير الدرجات والتقييمات المقدمة من مؤسسات التعليم العالي التابعين لها، ويجب على الطلبة الحفاظ على مستوى أكاديمي معين لاستمرار الكفالة، وبإمكان الأفراد أو الشركات المساهمة مباشرة من خلال الولوج إلى صفحة التبرع في الموقع الإلكتروني لمؤسسة سراج الوقفية، وقريبا سيكون التبرع متاحا لكل الحالات من خلال تطبيق "سراج"، كما يمكنهم إقامة شراكات استراتيجية لدعم البرنامج على المدى الطويل أو شراكة استراتيجية سنوية مع المؤسسة للمساهمة في مبادراتها وبرامجها المختلفة.
تضمن الحفل استعراض فيلم قصير حول أهمية المبادرة للطالب الجامعي من الأسر المعسرة والمتعففة، كما قامت معالي الوزيرة راعية الحفل بإطلاق المنصة الإلكترونية الوقفية لدعم التعليم "سراج"، وأعقب ذلك فقرة النشيد من تقديم المنشدان محمد بن خالد الوهيبي، وخالد عثمان.
كما تضمن جلسة حوارية تحدث فيها الشيخ سلطان بن سعيد الهنائي، مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، عن أهمية التكافل في الدين الإسلامي، وأشكال التكافل العلمي في سلطنة عُمان قديما، فيما تطرق الدكتور طلال بن حمد الرواحي خبير ومستشار في التطوير الفردي والمؤسسي عن الأثر النفسي والاجتماعي للمبادرة على الطلبة، من جانبه عرّج المهندس محمود بن خلفان الحديدي الرئيس التنفيذي للمؤسسة الوقفية لدعم التعليم "سراج"، على مبادرة كفالة الطالب الجامعي وآلية تنفيذها، وأدار الجلسة الحوارية هلال بن سيف الشيادي.
وقال الدكتور طلال بن حمد الرواحي خبير ومستشار في التطوير الفردي والمؤسسي: إن المبادرة تثلج الصدر إذ تمثل رسالة سامية ولحمة وطنية للتكافل المجتمعي، ودعم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار مهم لنجاح هذه المبادرة، ونفخر بمثل هذه المبادرات لتذليل التحديات التي تواجه الطلبة الدارسين في مؤسسات التعليم العالي الخاصة والدفع بهم إلى التركيز على التحصيل العلمي.
وقال الدكتور حمدان الفزاري، رئيس جامعة صحار: إن مبادرة كفالة الطالب الجامعي التي أطلقتها المؤسسة الوقفية لدعم التعليم "سراج" ستكون ذات نفع وخير للطلبة في مؤسسات التعليم العالي الخاصة، وخاصة في دعمهم سواء في الرسوم الدراسية أو السكن والنقل وغيرها من الأمور التي يحتاجونها، وكما تعلمون أن هناك عددا كبيرا من مؤسسات التعليم العالي الخاصة وفيها الكثير من فئات الطلبة التي تحتاج لمثل هذا الدعم، مشيرا إلى أن هذه المبادرة سوف تعزز روح التعاون والمشاركة المجتمعية لمساندة هؤلاء الطلبة للحصول على الدرجات العلمية بكل سهولة ويسر.
وأشار الدكتور خالد العميري، عضو مجلس إدارة المؤسسة الوقفية لدعم التعليم إلى أن "سراج" مؤسسة تعنى بدعم التعليم والطلبة والمؤسسات التعليمية، وقد تأسست من أجل خلق شراكة مجتمعية ومساهمة المجتمع في تحقيق تنمية مستدامة للتعليم وطلبة العلم، وكانت هناك عدة مبادرات للمؤسسة، وتأتي مبادرة "كفالة طالب جامعي" كحلقة وصل بين "سراج" والداعمين والطلبة المستحقين للدعم، وكما هو معلوم أن بعض الطلبة يواجهون ظروفا مادية تمنعهم من مواصلة الدراسة في مؤسسات التعليم العالي الخاصة وقد وردتنا حالات كثيرة بانقطاع الطلبة عن مواصلة الدراسة بسبب عدم تمكنهم من توفير مصاريف السكن والنقل وغيرها، مشيرا إلى أن المبادرة تأتي من أجل إعانة هؤلاء الطلبة من أجل أن يحققوا طموحاتهم باستكمال الدراسة الجامعية، وندعو الجميع إلى المساهمة والتكاتف من أجل إنجاح هذه المبادرة.
وقالت الطالبة شيخة بنت محمد الوهيبية: إن المبادرة سوف تسهم في تعزيز استكمال دراستي الجامعية والتفوق فيها، وتزيح عني التفكير في الأعباء المالية، وتسهم في التركيز أكثر على التحصيل الدراسي، وتجاوز التحديات وأكون مستقبلا سفيرة لدعم هذه المبادرة لإخوتي من الطلبة.
وعبر بدر بن ناصر الدغيشي، رئيس فريق سمائل الخيري بأن المبادرة سوف تحقق الأهداف المنشودة في تذليل التحديات المادية التي تواجه الطلبة المعسرين في مؤسسات التعليم العالي الخاصة الذين هم بحاجة إلى مواصلة دراستهم، وسيكون هناك تعاون وثيق بين لجنة التنمية الاجتماعية ولجنة الزكاة في ولاية سمائل ومؤسسة "سراج" من حيث جمع التبرعات لهذه المبادرة والبحث عن الطلبة المعسرين الذين هم بحاجة إلى مثل هذا الدعم وجمع البيانات بشفافية، والوقوف بجانبهم لإكمال دراستهم.
وأشارت شفيقة سعيد الفورة، من قسم شؤون الطلبة بالجامعة الألمانية إلى أن الجامعة الألمانية منوط بها المشاركة في هذه المبادرة من خلال جمع بيانات الطلبة المعسرين وبياناتهم ومشاركتهم في مبادرة كفالة طالب جامعي من خلال المنصة التي تم إطلاقها من قبل مؤسسة "سراج"، مشيرة إلى أن الجامعة الألمانية تقع ضمن مسؤولياتها متابعة الطلبة المعسرين من خلال المبادرات التي تبنتها، وتعد مبادرة كفالة طالب جامعي داعما لاستمرار الطلبة المعسرين في مقاعد دراستهم.
الجدير ذكره أنه يمكن للطلاب الراغبين بالدعم التقديم عبر المنصة الإلكترونية المخصصة، وذلك من خلال الدخول للموقع الإلكتروني لمؤسسة سراج الوقفية، والضغط على زر تقديم الطلبات، كما يتوجب عليهم تقديم المستندات الداعمة مثل البيانات المالية، وبطاقة الهوية، وسجلاتهم الأكاديمية، ومعايير التفوق الدراسي والحاجة المالية، وذلك خلال الفترة من 24 يناير إلى 24 فبراير 2024م.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: هذه المبادرة مبادرة کفالة من خلال إلى أن من أجل
إقرأ أيضاً:
نحو تعميق توصيات الألكسو عن التعليم العالي ومستقبل الثقافة
مفتاح الثقافة والعلم هو التعليم، وهما معا يسيران يتقاطعان ويتوازيان للارتقاء بالإنسان والمجتمع؛ فهذا الفهم تخطيطا وتنفيذا سيشكل ليس فقط خلاص التعليم ومعافاته بل المجتمع والأوطان.
حسنا جمع التعليم العالي بالبحث، وحسنا حين يجمع التعليم العام وبالتعليم العالي، وحسنا حين تكون عيون العاملين في التعليم بنوعيه والبحث، ناظرة نحو مجالات العلم والثقافة في بلادنا، ضمن منظومة المعرفة، وحسنا حين ننتمي إلى حداثة هذا العلم، فنكون جزءا بما يجب أن يكون، محتفظين بخصوصياتنا.
في ربيع هذا العام، نشرت منظمة الألكسو، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "خطة استشرافية لتطوير وتجويد التعليم في الوطن العربي"، والتي حظيت بنقاشات داخل الأطر الأكاديمية ووزارات التربية والتعليم العرب، ونشرت أدبيات تتعلق بالموضوع، كذلك ساهمت في كتابة مقالين عن الموضوع، من منطلق الاهتمام الفعلي بتطوير التعليم كونه أحد أهم مفاتيح نهوضنا العلمي والثقافي والاجتماعي.
وسواء أكان نشر الخطط أو التوصيات، فإنا نلاحظ أن متابعة ذلك، لا يحظى فعلا باهتمام كاف، والأمل معقود أن يتم تطوير المتابعة، من خلال طاقم رديف يتميز بالشغف والفاعلية، لما للتعليم من أهمية تستحق الرعاية والعناية.
أما تنفيذ ما يتم استخلاصه، وتوصيته فهو أمر فردي لكل دولة على حدة، أكان ذلك منطلقا من التأثر بأدبيات مؤتمرات التعليم أو نابعا من اهتمام مجموعة عمل تربوية في هذه الدولة أو تلك تحظى بتشجيع المستوى السياسي بل ودعمه.
ولأنه لا يمكن بناء ثقافة أدبية وفنية منقطعة عن التعليمين العام والعالي، فإن من تابع توصيات المؤتمر التاسع عشر للوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي، سيجد ليس فقط اللغة الإنشائية فقط، بل لغة غير حازمة تبدأ عباراتها بـ: تشجيع وحثّ ودعوة، وتكرار ذلك على مدار 10 توصيات.
وليس هذا فقط ما يراه المهتم، بل يرى الانقطاع شبه التام بين التعليمين العام والعالي، باعتبار أن التعليم العام هو المؤسس للتعليم العالي.
أما تتبع التوصيات، التي بدأت "بتبني وتعزيز وتنظيم تقنيات الذكاء الاصطناعي" فيقودنا إلى ما حدث في عالمنا العربي قبل أكثر من ثلاثة عقود، مع دخول شبكة المعلومات الإنترنت، والتي أغرقت النشء بالمعلومات، دون القدرة على اختيار الملائم وتوظيفه. ولم نكد نتعافى من ذلك حتى داهمنا الذكاء الاصطناعي، الذي يتم استخدامه سريعا، دون تهيئة بنيوية تضمن الاستخدام الأمثل، حيث لاحظنا جميعًا استسهال الاستخدام دون تمحيص وبحث كافيين.
إننا وفي ظل هذه الحداثة التكنولوجية، بحاجة أولا إلى ضمان تمكن طلبة المدارس، باعتبارهم مخرجات التعليم العام ومدخلات التعليم العالي من مهارات التمكن من اللغة، خاصة فهم المقروء، فكيف سيتمكن الطلبة من فهم صفحات كثيرة إن لم يتمكنوا من فهم الفقرة الواحدة والصفحة الواحدة؛ فقد دلت مسوح القراءة عربيا على نقص حادّ في فهم المقروء. وعليه فإن أولوية تعليم اللغة العربية كلغة قومية، أمر في غاية الأهمية، فلا يمكن إجراء بحث صغير من قبل طالب ينقل المعلومة دون فهم كاف لها.
ولعل طغيان الحديث عن الذكاء الاصطناعي، يدفعنا إلى إعادة الحديث عما ينقصنا من تربية النشء أولا على التفكير النقدي في عوالم التعليم والتثقيف والإعلام، فالتفكير النقدي يعني في جوهره الفهم أولا، بل الفهم العميق، ومراكمة الفهم في موضوع معين، بناء على الاستزادة من المعلومات، وحين يكون الطالب واقفا على أرض صلبة، عندها ستكون له القدرة على المحاججة، ما يعني توفر شرط البحث، الذي لا يقوم فقط على تجميع المعلومات، كما نراه في الرسائل الأكاديمية، والتي يمكننا من العنوان معرفة النتائج.
ماذا تعني مثلا التوصية الثانية "التشجيع على تبني وتعزيز وتنظيم أساليب التعلم المرن لتوسيع فرص الوصول للطلبة"؟ في ظل وجود كتب مدرسية وجامعية لا يتم تدريسها بشكل كاف، كما أن التوصية تغفل ما تم إنجازه من التوسع في التعليم عن بعد أيضا.
ثمة توصيات تتعلق "بربط التطوير بالتبادل والتعاون البيني والدولي وإقامة شراكات". لكن ماذا عن جدية التعليم نفسه في المؤسسة؟ هل تقوم المؤسسات فعليا بالاطمئنان على مستوى خريجيها؟ فكيف سننفذ التعاون إن لم يكن التعامل نديا؟ إن إعادة اعتبار المؤسسات مدارس وجامعات لنفسها، من خلال قيام المعلم ومدرس الجامعة بدوره الحقيقي هو جوهر التطوير، وحال المؤسسات التعليمية وتقصي مستويات الخريجين، تدلنا على أن هناك نقصا في جدية المتعلم والمعلم معا. أما الاستدامة فهي ليست شعارا وكلمات تقال، بقدر ما هي منهج وسيرورة تقع في نية العمل، أما الدعوة إلى "تشجيع الابتكار وريادة الأعمال"، فإن ذلك أصلا هو نتيجة لتعلم جيد، كذلك فإن "تطوير برامج التعليم في ضوء المهارات التي تتطلبها مهن المستقبل" إن لم يكن نابعا من مواكبة المؤسسة الأكاديمية نفسها، بدعم من صناع القرار، فإن الحال سيبقى على ما هو عليه، ولعل إمعان النظرة في برامج الجامعات يجد من كان مواكبا في ذلك من منطلق استقطاب الطلبة لتلك التخصصات أو من منطلق القناعة بالفعل.
ولعلنا نختتم بتذكر أن التعليم علم وثقافة، فإذا كان المتعلمون الصغار أو المتخصصون في المجالات العلمية بحاجة إلى ثقافة، كحاجة دارسي الثقافة للعلم خاصة في هذا الزمن، فإننا جميعا مدعوون لتأمل عالم المعرفة العظيم الذي إن دخلنا أفرادا وجماعات بقوة وثبات، فإننا سننقل مجتمعنا العربي من مجتمع فيه نخب، إلى مجتمع النخبة.
وأخيرا، وربما هذا مستخلص المقال، فإن الثقافة والفنون لم تعد منقطعة عن العلم ونتائجه، من باب ارتباط حقول المعرفة معا، وفي ظل ما يعرف بالمعرفة البينية، فقد صار الاهتمام بالتخطيط التربوي أمرا استراتيجيا يخصّ تطور بلادنا وأمنها معا. وعليه لعلنا نتحرر من الإنشاء وتكرار الجاهز باتجاه الذهاب إلى ما ينبغي الذهاب إليه من جذور التعامل مه الجوهر، لأن ما سيظهر من ساق وفروع وأوراق وثمر، مرتبط تماما بما يتعلق بالجذور.
وليس في ذلك اكتشافا، إنما يدفعنا ذلك إلى الفعل الحقيقيّ، بدلا من هذا التشتت، فلا بناء قويا ثابتا يتحقق إلا إذا كانت الحجارة التي نبني عليها ثابتة.