يعد البرنامج الشتوي لرعاية الموهوبين التي تنفذه وزارة التربية والتعليم ممثلة بالمديرية العامة للتربية الخاصة والتعلم المستمر بدائرة التشخيص ورعاية الموهوبين ممثلة بقسم رعاية الموهوبين من البرامج التي تحظى باهتمام كبير من الطلبة كونهم شريحة مهمة في المجتمع وثروة وطنية، وعامل من عوامل النهضة في جميع المجالات، وتسعى دائرة التشخيص ورعاية الموهوبين ممثلة بقسم رعاية الموهوبين على تحقيق أهداف متنوعة من خلال تنفيذ عدة برامج من ضمنها تقديم رعاية متتابعة ومتخصصة للطلبة الموهوبين في المجالات العلمية من خلال خبراء متمكنين ومتميزين في المجالات العلمية المتنوعة، وإثراء معرفة الطلبة وخبراتهم في مجالات العلوم الأكثر مناسبة لقدراتهم وميولهم واهتماماتهم، وتنمية مهارات الطلبة في مجالات البحث العلمي، والتعلم الذاتي وتعزيز قدراتهم الشخصية، بالإضافة إلى تطوير مهارات الطلبة العقلية لاستخدام استراتيجيات التفكير العلمي في حل المشكلات بطرق إبداعية وإكسابهم اتجاهات إيجابية وتطويرها نحو البحث العلمي في مجالات العلوم ذات العلاقة باهتماماتهم وقدراتهم.

كما تحرص دائرة التشخيص ورعاية الموهوبين على إتاحة الفرصة للموهوب للمنافسة وتبادل الخبرات مع طلبة آخرين من ذوي الاهتمامات والقدرات المشابهة في المعارض والمسابقات المحلية والدولية، وتوعية المجتمع المحلي بدور المؤسسات التربوية في احتضان الطلبة الموهوبين وتفعيل المشاركة المجتمعية في رعايتهم ومساعدتهم في اختيار المهن المناسبة لهم حسب احتياجات المجتمع.

أشارت دائرة التشخيص ورعاية الموهوبين إلى أن البرنامج يستهدف الطلبة الذين تم الكشف عنهم خلال برنامج "ثروة 1" والبالغ عددهم (394 طالب وطالبة)، و"ثروة 2 " والبالغ عددهم (252 طالب وطالبة)، بحيث تقوم المحافظات التعليمية بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني والخاص في تنفيذ برامج تلبي احتياجات وميول الطلبة وذلك كل حسب موهبته، وتكون مدة التنفيذ ما بين منتصف يناير ولغاية منتصف فبراير من كل عام دراسي، وتقوم المحافظات التعليمية بتنفيذ البرامج وفق الإمكانات المتاحة لديهم وذلك بالتنسيق مع المؤسسات المتوفر لديها برامج داعمة لميول واهتمامات الطلبة الموهوبين.

كشفت الدائرة عن أهم الموضوعات التي تضمنها البرنامج الشتوي لهذا العام والتي تتعلق بتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والربورت ووالاردينو و برامج مونتاج أفلام وصور وطباعة ثلاثية الأبعاد وإنترنت الأشياء وتوليد الصور بالذكاء الاصطناعي‘ وبرمجيات فعالية نظارات الواقع الافتراضي في التعليم. وأيضا موضوعات فنية تتعلق بالرسم وأساسيات التصوير الفوتوغرافي - حوار مع الخشب إعادة تدوير الخامات- ورسم تعابير، بالإضافة إلى موضوعات تتعلق بألعاب تنمية التفكير كلعبة الشطرنج وأساسياتها ومكعبات روبيك وفوائد اللعبة وخوارزميات توحيد الألوان في المكعب، أما الموضوعات الأدبية فتتعلق بفن كتابة القصة القصيرة والفن المسرحي- التقنيات الأساسية للإلقاء ومعركة الأفكار (فن المناظرات) والكتابة بخط الرقعة وفن الخطابة وفن كتابة المقال والشعر، وفيما يتعلق بالابتكار فتتضمن أساسيات الابتكار ومنهجية الابتكار، وموضوعات تتعلق بعالم الفضاء والمستقبل ومحاضرات في تنمية الذات.

الجدير بالذكر بأن بعض المديريات التعليمية بالمحافظات قامت بتنفيذ البرنامج كمحافظة الظاهرة التي نفذته بتاريخ 14يناير حتى 17من الشهر ذاته، كما نفذته محافظة شمال الباطنة ما بين 14 إلى 18 يناير 2024، وجنوب الباطنة ما بين 21 إلى 25 يناير، وجنوب الشرقية التي نفذته ما بين 14 إلى 17 يناير 2024، كما ستنفذ في الأسبوع المقبل في محافظة الداخلية خلال الفترة من 28 إلى 31يناير 2024 ومحافظة مسقط ما بين 28 إلى 1فبراير 2024م، فيما تخطط بقية المحافظات التعليمية للتنفيذ مع بداية الفصل الدراسي الثاني.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ما بین

إقرأ أيضاً:

"وكلاء الذكاء الاصطناعي".. ماذا ينتظرنا؟

 

 

 

مؤيد الزعبي

رغم أنَّ مصطلح "وكلاء الذكاء الاصطناعي" ليس بالمصطلح الجديد، فقد سمعنا به كثيرًا خلال الفترة الماضية، والذي يعني ببساطة أنه نظام ذكي مُستقل قادر على إدراك بيئته، ومعالجة المعلومات، واتخاذ القرارات، وتنفيذ الإجراءات لتحقيق أهداف محددة دون تدخل بشري، إلّا أنه برز مرة أخرى بعدما طرحت شركة Butterfly Effect الصينية وكيلها الاصطناعي "مانوس"، والذي أحدث ضجّةً كبيرة حول العالم لكونه قادرًا على تنفيذ مهام معقدة بشكل مستقل، مثل إنشاء مواقع إلكترونية مخصصة؛ بدءًا من اختيار القالب المناسب، وتصميم الهيكل، وإضافة المحتوى، وصولًا إلى إطلاق الموقع النهائي.

وهذا المستوى من الاستقلالية في اتخاذ القرارات وتنفيذ المهام يعكس تقدمًا كبيرًا في مجال وكلاء الذكاء الاصطناعي ولهذا دعنا نبحر في هذا المصطلح ونكتشف معًا أنا وأنت عزيزي القارئ ماذا ينتظرنا في المُستقبل؟

في البداية، دعني أخبرك بأن وكلاء الذكاء الاصطناعي سيكونون هم يَدُنا اليُمنى في كل ما نقوم به في حياتنا في قادم السنوات، هم من سيديرون لنا مواعيدنا كما لو كانوا أفضل سكرتير وهم أيضًا من سيكونون مساعدينا الشخصيين الذين طلباتنا لهم مجابة وحاضرة في الوقت واللحظة، وهم من سيكونون وكلاء سفرنا وهم مساعدينا في العمل وفي البيت وفي الشارع وفي المراكز التجارية، هم من سيختارون لك لباسك بناءً على شكلك وجسمك، وهم من سيختارون لك عطرك بناء على درجة حرارة الجو والمكان الذي تقصده، وهم من سيختارون لك تخصصك الدراسي ومسارك المهني، وهم من سيقودون سيارتك وينجزون لك مهامًا وأنت في طريقك للعمل، وهم من سيكونون طبيبك ومعالجك وجراحك الذي يجري عمليته ببراعة دون أي تدخل بشري لا في التحريك ولا في اتخاذ القرار.

تخيَّل معي، عزيزي القارئ، كيف ستكون مهام عملك بوجود وكيل ذكاء اصطناعي يساعدك على إتمامها. فحسب التقارير، هذا الوكيل سيقوم بما يزيد عن 50% من مهام عملك، فكما جاء في الفيديو التعريفي لـ"مانوس"، فهو قادر على مراجعة السير الذاتية المقدمة لوظيفة ما، وبعد أن يقوم بدراستها، يختار الشخص المناسب لهذه الوظيفة، وصحيح أن الأمر أعقد من مجرد قراءة سير ذاتية، إلّا أن هذا العمل الذي كان يتطلب الكثير من الوقت والجهد من موظفي الموارد البشرية، ها هو وكيل الذكاء الاصطناعي يختصر لك المُهمة ويُشيل عنك نصف العبء، والأمر لا يتوقف عند هذه المهمة فقط، فهناك الآلاف من المهام التي سيقوم بها وكيل الذكاء الاصطناعي في قادم الأيام.

فمثلًا، لو كنت مُتداوِلًا في أسواق الأسهم، وجعلت وكيل الذكاء الاصطناعي هو من يدير لك عملية التداول، فهو سيقوم بكل ما يلزم من دراسة الأسواق، وقراءة التقارير المالية، وقراءة ما يُكتب في الصحافة، ويدرس لك وضع الشركات وخططها المستقبلية، ويقوم لك بالتداول من بيع وشراء دون أن تتدخل أنت. أو على الأقل، يقدم لك اقتراحات حول أفضل الاتجاهات في السوق، وأنت تقوم بتأكيد العملية. وهذا ما سيحدث في البداية، ولكن يومًا بعد يوم سيختار هو بدلًا عنك، واختياراته ستكون مقنعة ومنطقية أكثر منك أنت، عزيزي المتداول.

في قادم الوقت، حتى لو كنت تعمل في وظيفة حساسة كوزير مثلًا، سيكون لديك وكيلك الاصطناعي الذي يخاطب وكيلًا اصطناعيًا لوزير آخر، ويتفق معه على كل الصيغ المتاحة للتبادلات التجارية أو السياسية أو حتى المجتمعية أو الفنية أو الرياضية، ويخرج لك باتفاق مبدئي لا ينقصه سوى توقيعك البشري ليدخل حيز التنفيذ، وحمدًا لله إن بقي التوقيع البشري له قيمة في قادم الأيام، فبمجرد أن أعطينا الذكاء الاصطناعي السلطة على اتخاذ القرارات، سيبدأ بتعلم كيفية اتخاذها بشكل أفضل يومًا بعد يوم، وكل المهارات البشرية الحساسة سيبدأ الوكلاء بتعلمها وإتمامها بسرعة تفوق قدرتنا على مجاراتهم.

ما نحن مقبلون عليه باختصار هو أن حياتنا العملية والشخصية ستتغير للأبد. فوكلاء الذكاء الاصطناعي سيصلون إلى بيوتنا ويدخلون مطابخنا، وسيطرقون أبواب غرف نومنا ليقوموا لنا بمهام كثيرة؛ هم من سيختار وجبات طعامنا، وهم من سيطلب لنا طلبيات احتياجاتنا المنزلية، وهم من سيضعون لنا ميزانيتنا، وهم من سيختارون لنا شكل علاقاتنا.

ما الذي سيأتي مستقبلًا؟!

ستصبح حياتنا مُنقسمة إلى جزأين: جزء يقوم وكلاء الذكاء الاصطناعي بملئه من مهام في العمل أو مهام حياتية، وجزء تقوم به أنت. وقد يكون هذا الأمر إيجابيًا في حالة أوكلنا لهذه الأنظمة ما يعكر علينا صفو الحياة، وجعلناها تساعدنا في تنفيذ أمور حياتنا وعملنا بطريقة أسرع وأسهل وأكثر دقة. ولكن في حال اعتمدنا عليها اعتمادًا كليًا، ستفوق علينا لدرجة أن تطغى، وتصبح الوكلاء تخاطب بعضها البعض وتدير حياتنا بناءً على صفقات من يشغل هؤلاء الوكلاء، أو نكون مجبرين على أن ندفع لهم جزءًا من أموالنا مقابل خدماتهم. فالأمر لن يكون مجانيًا، أعدك بذلك.

في النهاية، ما أردته هنا هو أن نفتح أعيننا للفرص المتاحة أمامنا مع هؤلاء الوكلاء. وأنا أتفق بأنهم سيكونون عونًا لنا في الكثير من الأمور، ولكن في مُعظم الأحيان ستكون قراراتهم مبنية على منطق عقلي أو حسابي. أما في حياتنا نحن كبشر، فإنَّ جزءًا كبيرًا من قراراتنا مبنية على الإحساس أو المشاعر، أو ما نسميه "إنسانية"؛ فكيف سيتعامل الوكلاء مع هذه النقطة تحديدًا؟ هو ما سنكتشفه أو ستكشفه لنا الأيام.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي
  • "وكلاء الذكاء الاصطناعي".. ماذا ينتظرنا؟
  • ميتا تختبر شريحة مطورة لتدريب الذكاء الاصطناعي
  • «الذكاء الاصطناعي» في خدمة المسنين
  • كيف يعزز الذكاء الاصطناعي من تحسين تجربة المستخدم ؟
  • أول رد من سيلين ديون بعد وقوعها ضحية الذكاء الاصطناعي
  • أحدث خدمات الذكاء الاصطناعي في الصين .. الاهتمام بالمسنين ورعاية ذوي الإعاقات
  • فتح التسجيل للطلبة الموهوبين في 169 مدرسة في برنامج “فصول موهبة”
  • فتح باب التسجيل للطلبة المؤهلين في برنامج “فصول موهبة” للعام الدراسي القادم 2025-2026م
  • المعركة القادمة من أجل الذكاء الاصطناعي