الجزيرة:
2025-02-03@18:31:03 GMT

ميتا.. قصة إمبراطورية خلفت فيسبوك

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

ميتا.. قصة إمبراطورية خلفت فيسبوك

مشاركة الصور والفيديوهات والرسائل الصوتية وإرسال الرسائل.. من منا يُمضي يومه دون أن يقوم بواحدة من هذه النشاطات؟

فبعد الانتشار الكبير للإنترنت والهواتف الذكية، أصبحت أيامنا مليئة بأصوات الإشعارات المختلفة، فنشارك الصور المميزة على إنستغرام، ونتابع القصص والأخبار على فيسبوك، ونرسل آلاف الرسائل الإلكترونية والصوتية من خلال واتساب، سواء لإنجاز عمل، أو التواصل مع العائلة والأصدقاء، وكل هذه الأنشطة تحدث تحت مظلة أكبر وأوسع تُعرف بشركة "ميتا".

نعم شركة ميتا تقدم لنا خدمات متنوعة من أساليب التواصل عن بعد، والتي خلقت شكلا جديدا للتواصل والتعبير وقرّبت المسافات بيننا، وسنتعرف هنا بشكل أكبر عليها.

ظهر اسم "ميتا" أول مرة عام 2022، عندما أعلن مؤسس شركة فيسبوك مارك زوكربيرغ في مؤتمر عن إطلاق الشركة الجديدة "ميتا" التي ستكون الشركة الأم لمجموعة من منصات التواصل الاجتماعي، والتي تعد إحدى أكبر الشركات حول العالم، وخامس شركة في أميركا بعد شركة ألفابت وغوغل ومايكروسوفت وأمازون وآبل.

تغير اسم الشركة من "فيسبوك" إلى "ميتا" في فترة حرجة، حيث ظهر العديد من الفضائح التي تتهم فيسبوك بتسريب المعلومات الشخصية لمستخدميها، مما أدى إلى انهيار أسهمها، وهو ما دفعها للبحث عن حل وكان تغيير اسم الشركة المالكة لمجموعة المنصات عوضا عن كون كافة التطبيقات تتبع لشركة "فيسبوك".

وقالت الشركة في بيانها الخاص بتغيير اسم الشركة في ذلك الوقت: إن مفهوم فيسبوك مرتبط بالتواصل بين الأفراد ومشاركة القصص والصور ومقاطع الفيديو والدردشات عبر ماسنجر، ولكن "ميتا" تقدم مفهوما أعم وأشمل وهو مفهوم الواقع الجديد الذي يمكّن الشخص من الدخول إلى العالم الافتراضي المشابه لألعاب الفيديو، وهذا المفهوم يتناسب أكثر مع جمع عدد من التطبيقات معا في شركة واحدة.

ميتا: الشركة تقدم مفهوما أعم وأشمل من فيسبوك وهو الواقع الجديد الذي يمكّن من الدخول إلى العالم الافتراضي (شترستوك) منصّات ميتا

استحوذت شركة فيسبوك على بعض الشركات التي انضوت تحت "ميتا"، والتي تقدم مجموعة من الخدمات الرقمية المختلفة، وهذه المنصات هي:

إنستغرام: فقد استحوذت عليها في 2012 مقابل مليار دولار أميركي. فيس دوت كوم: في 2012 حيث بلغت قيمة الصفقة 100 مليون دولار أميركي. أونافو: في عام 2013 وهي شركة لتحليل البيانات. واتساب: فقد اشترت "ميتا" -التي كانت باسم "فيسبوك" حينذاك- برنامج الدردشة في 2014، ويعد الأكثر شهرة حول العالم، وبلغت صفقة شرائه 19 مليار دولار أميركي. أوكلس في آر: في العام 2014 أيضا، اشترت ميتا منصة "أوكلس" الذي يقوم على مفهوم تطوير الواقع الافتراضي، بقيمة 2,3 مليار دولار أميركي. لايف ريل: وفي 2014 كذلك، قامت ميتا بشراء لايف ريل مقابل 500 مليون دولار أميركي. ريدكيكس: في 2018 اشترت ميتا شركة ريدكيكس بقيمة 100 مليون دولار أميركي. بيت غيمس: لم تقتصر استحواذات ميتا على برامج الدردشة وتحليل البيانات، وإنما ضمت ألعاب الواقع الافتراضي إلى مجموعتها في 2019، عندما اشترت مطور الألعاب الأشهر بيت غيمس. رليانس: في 2020 ورغم انهيار صناعات كثيرة وشركات كبيرة، فإن شركات التواصل شهدت ازدهارا غير مسبوق، لتقوم ميتا بشراء جيو بلاتفورمز التابعة لرليانس المتخصصة بخدمات وسائل الإعلام الرقمية، وبلغت الصفقة 5,7 مليارات دولار أميركي. غيفي: في 2020 بعد شراء جيو بلاتفورمز، اشترت ميتا برنامج غيفي من السوق البريطاني، وشهدت هذه الصفقة الكثير من التذبذب في الأسواق المالية البريطانية والأميركية. كوستمر: في 2020 أيضا قررت ميتا الاستحواذ على كوستمر الذي بلغت قيمة صفقته أكثر من مليار دولار أميركي، وبقيت الصفقة قيد التداول حتى 2022 إلى أن أُغلقت الصفقة بعد التوصل إلى اتفاق بين الجهات المنظمة.

يضاف بالطبع إلى ما سبق أشهر منصتين تمتلكهما الشركة والتي عرفت باسمهما سابقاً؛ "فيسبوك" وتطبيق الدردشة الخاص به "ماسنجر"، وبقيت الشركة معروفة باسم "فيسبوك" طويلا إلى أن فصل بين الشركة الأم "ميتا" وفيسبوك.

شركة "ميتا" تقدم خدمات رقمية وإلكترونية تساعد المستخدم بالقيام بالعديد من المهام عن بعد (شترستوك) خدمات شركة ميتا

تقدم شركة "ميتا" خدمات رقمية وإلكترونية تساعد المستخدم بالقيام بالعديد من المهام عن بعد، وترفع مستوى الرفاهية قدر الإمكان. فمن خلال فيسبوك يمكنك النشر والمتابعة ومشاهدة الإعلانات والشراء عن بعد، أو الإعلان لمنتج خاص بك وبيعه عن بعد، كما يمكنك إضافة العديد من الصور ومقاطع الفيديو التشويقية على إنستغرام. أما واتساب فيعد من أكثر تطبيقات الدردشة استخداما حول العالم.

نجحت "ميتا" ليس فقط من خلال امتلاكها لكافة هذه المنصات، ولكن يكمن سر نجاحها في تطويرها لهذه المنصات. ففي كل منصاتها يمكنك مشاركة الصور والفيديو والقيام بالمكالمات الصوتية ومكالمات الفيديو، سواء مكالمة فردية أو جماعية، فيمكنك أن تجد كل ما تريد في منصة واحدة، كما أصبحت المحادثات مؤخراً مشفرة على كافة منصاتها بين الطرفين، مما يقدم لك مساحة أكبر من أمن المعلومات.

القيمة السوقية لميتا

كانت الشركة تتربع على قائمة الشركات الخمس الكبرى في أميركا والعالم، حتى عام 2022 عندما انهارت أسهم الشركة عندما كانت تُعرف باسم "فيسبوك" نتيجة للفضائح التي لحقت بها عن تسريب معلومات المستخدمين، فقد خسرت الشركة نحو 65 مليار دولار. وللخروج من هذه الأزمة تلاعبت الإدارة بالموازين للحد قدر الإمكان من هذا الانهيار وخسارة قيمتها، ولعب تغيير اسم الشركة إلى "ميتا" دورا هاما في التغطية على الأخبار المتداولة في تلك الفترة، وظهر مفهوم "الميتا فيرس" أو "الواقع الافتراضي" الذي شغل الناس فترة طويلة، وعاودت أسهم الشركة الصعود لتعود "ميتا" واحدة من أكبر وأعلى الشركات ربحاً حول العالم.

تعد "ميتا" الآن واحدة من كبرى الشركات في عالم التكنولوجيا والواقع الافتراضي، وتمتلك مجموعة من أوسع وأشهر منصات التواصل الاجتماعي حول العالم، حيث وصلت القيمة السوقية للشركة اليوم في بداية عام 2024 إلى 945.99 مليار دولار أميركي وفقا لتقرير الشركة، وبلغ سعر السهم الواحد 370 دولارا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ملیار دولار أمیرکی الواقع الافتراضی حول العالم اسم الشرکة شرکة فی عن بعد

إقرأ أيضاً:

إمبراطورية بلا قائد... من الحاكم الفعلي في الولايات المتحدة؟

نشر موقع " لو ديبلومات" الفرنسية تقريرا سلّط فيه الضوء على طبيعة القوة الحقيقية في الولايات المتحدة، حيث لا يستأثر الرئيس بصنع القرار بشكل مطلق بل تلعب المؤسسات الفيدرالية وخاصة البيروقراطية والإدارات الأمنية والعسكرية دورا أساسيا في توجيه الاستراتيجية الأمريكية.

وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن السلطة الإمبريالية الأمريكية لا تكمن في البيت الأبيض - على عكس ما يُعتقد - حتى عندما يحظى بدعم أغلبية الكونغرس، بل الأجهزة الضخمة للإدارة الفيدرالية هي التي تحدد مسار الأمة مما يضمن الاستمرارية الاستراتيجية للهيمنة الأمريكية.

يُنظر إلى انتخاب الرئيس على أنه محطة مفصلية في المسار الإمبريالي، لكنه في الواقع لا يعدو كونه تغييرا في التمثيل والسرد السياسي أكثر من كونه تغييرا حقيقيًا في النهج، حسب التقرير.


وأشار الموقع إلى أن الانتخابات الأمريكية وتنصيب الرئيس الجديد دائمًا ما يثيران اهتمامًا كبيرًا لما يكتسيانه من أهمية في مسار القوة العظمى المهيمنة عالميًا. لكن في الواقع، يعد مدى تأثير الرئيس في الولايات المتحدة على السياسات العامة والمسار الاستراتيجي للبلاد مبالغًا فيه إلى حد كبير.

وقال الموقع إن أكبر جهة توظيف في العالم ليست إحدى الشركات متعددة الجنسيات الخاصة التي تعمل على نطاق عالمي مثل "وول مارت" أو "ماكدونالدز" أو "كوكاكولا"، وليست أيضًا جيش أحد البلدين الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم، الهند والصين، بل هي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التي تضم ما يقارب ثلاثة ملايين موظّف. وهذا الرقم لا يشمل الموظفين "السريّين" أو العاملين في الشركات الخاصة التي تعتمد عليها الوزارة، مثل المتعاقدين.

تعد أجهزة المخابرات الأمريكية بدورها كيانا واسعا ومعقدا للغاية، حيث تتألف من سبع عشرة وكالة استخباراتية أبرزها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) التي غالبًا ما تختلف في رؤاها وتكتيكاتها وتتنافس بشدة فيما بينها. ونظرًا للشبكة الواسعة من المنظمات ومراكز الأبحاث والشركات المرتبطة بها، يصعب تحديد العدد الدقيق لإجمالي العاملين في هذا القطاع.

قدّمت صحيفة "واشنطن بوست" في سنة 2010 تقديرًا تقريبيًا يفيد بأن أكثر من 800 ألف شخص لديهم حق الوصول إلى معلومات حساسة تتعلق بالأمن القومي. لكن هذا الرقم لا يأخذ بعين الاعتبار العدد غير المحدد من العملاء المنتشرين في جميع أنحاء العالم الذين لا تظهر أسماؤهم في السجلات الرسمية بسبب عملهم كعملاء سريين أو متخفين.

وإذا أخذنا بعين الاعتبار المنظومة الفيدرالية الأمريكية بكاملها، فإننا نتحدث عن أكثر من خمسة ملايين موظف مسجلين، من بينهم آلاف المسؤولين الحكوميين الذين يشغلون مناصب رفيعة يدعمهم عشرات الآلاف من الخبراء الفنيين الذين يمتلكون مهارات متخصصة ويتولّون إدارة وتحمل مسؤولية المناطق الجغرافية الموكلة إليهم حول العالم.

ووفقا للتقرير، فإنه بغض النظر عن هوية الشخص الذي يشغل البيت الأبيض أو الانتماء السياسي للأغلبية في الكونغرس، فإن الآلة الضخمة للإدارة الفيدرالية تضمن الاستمرارية الاستراتيجية للإمبراطورية غير الرسمية التي تقوم على ركيزتين أساسيتين: السيطرة على جميع بحار العالم والهيمنة على أوروبا. للحفاظ على هذه السيطرة وتعزيزها، من الضروري تمامًا منع ألمانيا من التقارب الجيوسياسي مع روسيا والصين وكذلك منع بكين من فرض سيطرتها على بحر الصين من خلال الاستيلاء على تايوان. على هذا النحو، لن يكون بإمكان أي رئيس للولايات المتحدة مهما كان توجّهه السياسي أو أي أغلبية في الكونغرس التخلي عن هذه المصالح الاستراتيجية طويلة الأمد لأن الأجهزة الفيدرالية لن تسمح بذلك.

لكن التواجد في الخطوط الأمامية للحفاظ على الهيمنة العالمية وتعزيزها هو مهمة شاقة للغاية، وليس فقط بسبب حالة الحرب الدائمة التي تفرضها. فكما كان الحال مع الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية البريطانية اللتين سبقتاها، لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية تجاهل عاملين أساسيين يحددان مكانتها كقوة مهيمنة: العجز التجاري الهائل والتدفق الهائل للمهاجرين. العجز التجاري هو أداة ضرورية لإبقاء الدول التابعة اقتصاديًا، حيث تصبح أميركا المستهلك الرئيسي لمنتجاتها مما يضمن استمرار تبعيتها. أما الهجرة الجماعية، فهي ضرورية للحفاظ على مجتمع ديناميكي وتنافسي للغاية، والأهم من ذلك، إبقاء السكان في حالة شبابية عدوانية وعنيفة.


لكن التضحيات الاقتصادية الناجمة عن إلغاء التصنيع والاستيعاب المتواصل للمهاجرين بأعداد متزايدة والاستنزاف الناتج عن الحروب المستمرة، كلها عوامل أدت إلى تنامي شعور بالضيق والسخط داخل بين صفوف العرق المهيمن، وهو شعور يميز جميع الإمبراطوريات الكبرى في مراحلها المتأخرة. في الولايات المتحدة، بدأت ملامح هذا الاستياء بالظهور خلال الولاية الثانية لإدارة جورج بوش الابن، ومنذ ذلك الحين استمرت في التصاعد بشكل ملحوظ.

أورد الموقع أن دونالد ترامب يُعد تجسيدًا بارزًا للعرق الجرماني المهيمن، وقد تمكن من التعبير عن استيائه بوضوح. ارتكزت حملته الانتخابية على شعار "لنجعل أميركا عظيمة مجددًا" وهي تستند إلى ثلاثة أهداف رئيسية لمعالجة هذا الاستياء: إعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة واستعادة الهيمنة الاقتصادية، تقليص تدفق الهجرة للحد من التأثيرات الثقافية والديموغرافية، وإنهاء الحروب الخارجية وإعادة الجنود الأمريكيين إلى الوطن.

لكن هذه الرؤية غير واقعية إلى حد بعيد لأنها تعني انسحاب الولايات المتحدة من إمبراطوريتها غير الرسمية والتراجع إلى عزلة قومية قديمة الطراز. وهذا أمر لن يسمح به الجهاز البيروقراطي للدولة، وهو ما أكده بوضوح خلال الولاية الأولى لترامب الذي اصطدم بصلابة "الدولة العميقة" التي حالت دون تنفيذ الكثير من سياساته.

لهذا تتمحور نوايا ترامب، رغم غموضها الكبير، حول تقليص نفوذ الإدارة الفيدرالية التي يصفها بـ "الدولة العميقة" - بمعنى سلبي - ورفع سلطة البيت الأبيض بدعم من الأغلبية في الكونغرس لإعادة تشكيل نهج أميركا الجيوسياسي نحو العزلة. لكن هذا الطموح يصطدم بعائق جوهري وهو استحالة تنفيذ نظام "التطهير الإداري" على عشرات الآلاف من البيروقراطيين المتخصصين، الذين يشكلون العمود الفقري للدولة. حتى لو نجح ترامب بمعجزة في هذا التحدي الضخم، فإن الهوية العميقة للأمة الأمريكية لن تتخلى أبدًا عن دورها كقوة عظمى مهيمنة عالميا.

وقال الموقع إن هنا تصطدم الدعاية الانتخابية بالواقع الجيوسياسي الصلب، حيث لا يمكن للرئيس بغض النظر عن سلطته ونفوذه أن يغيّر بسهولة الأسس الاستراتيجية التي تقوم عليها الهيمنة الأمريكية في العالم. لكن موظفي ما يُعرف بـ"الدولة العميقة" ينتمون في الغالب إلى التيار المهيمن، مما يجعلهم شديدي الحساسية والاستجابة لمشاعر هذا التيار وتوجهاته. وقد شكّل الهجوم على مبنى الكابيتول قبل أربع سنوات نقطة تحوّل كبيرة في المسار الإمبراطوري لواشنطن، حيث أن الأجهزة الحكومية لم تستهِن أبدًا بهذه الموجة الحادة من السخط التي اجتاحت العاصمة قادمة من عمق البلاد.

يوضح ذلك التغيير التاريخي في الموقف الذي بدأته الولايات المتحدة خلال إدارة باراك أوباما، والذي تسارع بشكل كبير في عهد جو بايدن، مباشرة بعد محاولة الانقلاب في 6 كانون الثاني/ يناير 2021. وقد قلّصت أمريكا إلى الحد الأدنى تدخلها بل وحتى وجودها في المناطق التي تعتبرها أقل استراتيجية، معتمدة على وكلائها المحليين لإدارة تلك الساحات بدلاً منها.

يعد الشرق الأوسط، حسب التقرير، مثالًا بارزًا حيث عملت الأجهزة الحكومية الأمريكية بشكل مكثف على تحقيق تقارب بين "إسرائيل" والدول العربية السُّنية بهدف احتواء إيران، مما أدى في النهاية إلى توقيع "اتفاقيات إبراهيم". وبنفس النهج، جاء الانسحاب من أفغانستان، لكن بطريقة "غير منظمة" – إن صح التعبير – حيث لم يكن هناك توافق بشأن الانسحاب وتسليم البلاد في الوقت نفسه إلى حركة طالبان، بل شهدت الساحة انقسامًا واضحًا بين الوكالات الفيدرالية الأمريكية المختلفة.

وفي منطقة الساحل الإفريقي، أدت إعادة تموضع واشنطن إلى فشل فرنسا في الحفاظ على جميع مواقعها، مما تسبب في خسارة بعض معاقلها التقليدية أمام نفوذ روسيا. وفي الوقت ذاته، كثفت الولايات المتحدة سيطرتها على المناطق التي تعتبرها استراتيجية، مثل ألمانيا وأوروبا الشرقية والشرق الأقصى.

وذكر الموقع أن فرض الرسوم الجمركية أو تبني سياسات تحفيزية للصناعة الأمريكية، التي بدأت في عهد "باراك أوباما"، واستمرت خلال الولاية الأولى لدونالد ترامب وتسارعت تحت إدارة جو بايدن لم يكن يهدف إلى تحقيق هدف وهمي أو غير اجتماعي متمثل في إعادة التصنيع كجزء من مشروع إمبريالي، بل كان الهدف منه تحقيق هدف استراتيجي واضح يتمثل في تقليص الفوائض التجارية الضخمة لكل من الصين وألمانيا.


تعتمد هاتان الدولتان بشكل رئيسي على تلك الفوائض للحد من القوى الانفصالية الداخلية القوية، التي لولاها لتفككت وحدتهما الوطنية. في الوقت نفسه، تساعد هذه الفوائض في تعزيز طموحاتهما الجيو-اقتصادية، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي. ومع ذلك، لا يمكن للتأثير الجانبي الناجم عن إعادة التصنيع الجزئي الناتج عن هذه التدابير إلا أن يخفف من حالة السخط الاقتصادي داخل الفئة السكانية المهيمنة في الولايات المتحدة.

أشار الموقع إلى أن بناء جدار حدودي مع المكسيك، الذي بدأ في عهد إدارة أوباما ولا يزال مستمرًا منذ أربع سنوات، لا يهدف إلى وقف تدفق المهاجرين من أمريكا اللاتينية بل يسعى لتحقيق هدف إمبريالي بحت يتمثل في تسهيل عملية استيعاب المهاجرين من خلال إنشاء حاجز مادي يقطع روابطهم الثقافية مع وطنهم الأم.

نتيجة انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر والخطاب الافتتاحي الأول لدونالد ترامب يؤكّدان توجهًا هيكليًا مستمرًا منذ ما يقارب عشرين عامًا داخل المجتمع الأمريكي: وهو الشعور بالسخط داخل العرق المهيمن. فالولايات المتحدة القارية، التي يغلب عليها الأصل الجرماني والتي تتحمل العبء الثقيل للإمبراطورية، تشعر بالإحباط والغضب. إنها تحمل ضغينة تجاه السواحل و"مقاطعات" أوروبا الغربية - أو ما يُعرف بـ"القارة العجوز" - حيث تُعتبر هذه المناطق طفيليات تعيش على حسابها وتُصنف على أنها المستفيد الأكبر من "السلام الأمريكي" دون تقديم أي تضحيات ضرورية لحمايته. وقد تمكن الرئيس الجديد من استيعاب هذا الشعور بالغضب والسخط والتعبير عنه بمهارة، مما مكنه من تحقيق انتصار في المواجهة الانتخابية.

بعيدًا عن كونه نقطة تحول أو حتى بداية لعصر جيوسياسي جديد، فإن تولي رجل الأعمال النيويوركي الرئاسة في البيت الأبيض سيعزز الموقف الأمريكي الجديد الذي يتبناه الجهاز الفيدرالي منذ أواخر سنة 2010، لا سيما على مستوى السرد السياسي. سترتفع الرسوم الجمركية، خاصة تلك المفروضة على المنتجات الألمانية والصينية.

وبحسب التقرير، فإنه من المؤكد أن "الشركاء" الأوروبيين سيتم دفعهم لتحمل مسؤوليات أكبر داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) للمساهمة في الدفاع عن "السلام الأمريكي" ضد خصومه. ومع أن نبرة الخطاب حول هذه القضايا تتغير، إذ أصبحت أقل ودية مقارنة بالحكومة السابقة، إلا أن الجوهر لا يزال كما هو.

مقالات مشابهة

  • شعبة الأدوية: مصنع أكبر شركة فرنسية يتوسع في مصر
  • شركة ميتا تطلق مساعد الذكاء الاصطناعي «Meta AI» مجانا في الشرق الأوسط
  • “الشركة الوطنية العربية للسيارات – كيا تنظم فعالية لذوي متلازمة داون بالتعاون مع مؤسسة بهجة الحياة بمقر شركة كيا في عمان”
  • أبل تدفع تعويضات بملايين الدولارات.. مشاكل منتجات الشركة تتزايد
  • شركة نفط البصرة توقع عقداً مع شركة أمريكية سرقت 40 مليار دولار من العراق
  • شركة نفط البصرة توقع عقداً مع شركة أمريكية سرقت 40 مليار دولار من العراق - عاجل
  • وزير الاستثمار: استثمارات شركة عارف الكويتية في مصر تصل إلى 120 مليون دولار
  • في 2025.. عودة «فيسبوك الأصلي» وسط تحولات استراتيجية في «ميتا»
  • إمبراطورية بلا قائد... من الحاكم الفعلي في الولايات المتحدة؟
  • مارك زوكربيرج يَعِد بعودة «فيسبوك الأصلي» في 2025 وسط تحولات استراتيجية في «ميتا»