سفراء بالدولة يؤكدون أهمية الدبلوماسية الإنسانية في تعزيز التعاون وتلبية احتياجات المتضررين من الأزمات
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
أكد عدد من سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية بالدولة على أهمية الدبلوماسية الإنسانية وتكريس وتضافر الجهود في تعزيز التعاون لتلبية احتياجات الأفراد المتضررين من الأزمات والكوارث الطبيعية حول العالم.
جاء ذلك خلال اجتماع رفيع المستوى، استضافه سعادة آرثر ماتلي سفير الاتحاد السويسري لدى دولة الإمارات ومملكة البحرين، في جزيرة السعديات بأبوظبي، جمع عددا من سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية بدولة الإمارات، في مبادرة مكرسة لتعزيز التعاون العالمي من أجل تحقيق التميز في مجال العمل الإنساني، وذلك في إطار الجهود التمهيدية لعقد الدورة الـ 20 من معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير “ديهاد”، في مركز دبي التجاري العالمي خلال الفترة من 23 إلى 25 أبريل 2024.
ويعد معرض ومؤتمر “ديهاد”، الحدث الأبرز في المجال الإنساني، وينعقد برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، ويجمع العديد من الشخصيات المؤثرة من المنظمات غير الحكومية الرائدة ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الخيرية والهيئات الحكومية وهيئات القطاع الخاص العاملة في مجال الإغاثة والتعليم وغيرها من القطاعات.
وتتمحور أعمال الدورة العشرين من “ديهاد”، حول موضوع “ديهاد 2004 – 2024 : الدبلوماسية وثقافة العمل الإنساني .. نظرة نحو المستقبل”.
وسلط سعادة آرثر ماتلي سفير الاتحاد السويسري لدى دولة الإمارات ومملكة البحرين، الضوء على أهمية مثل هذه الاجتماعات في السلك الدبلوماسي من أجل التأكيد على مساهمات معرض ومؤتمر “ديهاد” ودوره في الدبلوماسية الإنسانية؛ وقال : في الدبلوماسية الإنسانية، هناك منصتان رئيسيتان في العالم، منصة جنيف ومنصة دبي، حيث تلعب المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي ومعرض ومؤتمر ديهاد دوراً حاسماً في إيصال المساعدات، وهنا نؤكد على أهمية التنسيق لفهم رحلة تطور معرض ومؤتمر ديهاد خلال السنوات العشرين الماضية.
ولفت السفير ماتلي إلى الميزة اللوجستية التي تتمتع بها دبي، قائلا : يمكن الوصول إلى 80% من أنحاء العالم في غضون ثماني ساعات من دبي، مما يضمن إيصال المساعدات بسرعة، مبديا ثقته بمستقبل معرض ومؤتمر “ديهاد” الذي سيكون له دور أكبر في الجمع بين مختلف الجهات الفاعلة من أجل إيجاد حلول مستقبلية مبتكرة.
وأضاف : جنيف لا تزال منصة ضخمة تضم 5,400 مؤتمر سنوياً، و14 مؤتمراً يومياً، كما أنها تستضيف منظمات رئيسية مثل منظمة الصحة العالمية ولجنة الصليب الأحمر الدولية والهلال الأحمر ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ولكن لدبي دور محوري في إيصال المساعدات، وأنا أسعى من خلال مثل هذا اللقاء إلى الجمع بين مختلف الأطراف المهتمة بالشأن الإنساني تحت سقف واحد.
شاركت في الاجتماع، شخصيات بارزة من السفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية في دولة الإمارات العربية المتحدة وهم سعادة أكيو إيسوماتا سفير اليابان، وسعادة الفونسو فرديناند سفير جمهورية الفلبين، وسعادة ألكسندر شونفيلدر سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية، وسعادة عبداللطيف جمعة باييف سفير جمهورية قيرغيزستان، وسعادة الحاج أحمد رمضان سفير جمهورية غانا، وسعادة فاكابا ديابي سفير جمهورية كوت ديفوار (ساحل العاج)، وسعادة مظفر مصطفى الجبوري سفير جمهوريّة العراق، وسعادة لوسي بيرجير سفيرة بعثة الاتحاد الأوروبي في دولة الإمارات، وسعادة كلاوديو رامونو نائب رئيس البعثة – السفارة الإيطالية، مما يعكس اهتماماً مشتركاً ورغبة في تحقيق التميز في المجال الإنساني.
ويمثل هذا الاجتماع، فرصة فريدة للتعريف بفعاليات الدورة العشرين من معرض ومؤتمر “ديهاد” المزمع عقدها في أبريل القادم، حيث يمنح الحضور الفرصة لاستكشاف مسار هذا الحدث البارز في مجال التنمية والتطوير ودوره في تقديم المساعدات الإنسانية ونشر روح الأمل على مستوى العالم، بالإضافة إلى مساهمته في تعزيز الروابط ووضع أسس للتعاون الدولي الفعّال، وترسيخ العلاقات بين معرض ومؤتمر “ديهاد” والبعثات الدبلوماسية في دولة الإمارات، حيث تم خلال الاجتماع مناقشة سبل تعزيز الشراكات والتعاون عبر مختلف القطاعات، عبر التركيز على المبادرات الإنسانية المستدامة والتعليم والرعاية الصحية.
وأشار سعادة السفير الدكتور عبدالسلام المدني، رئيس منظمة “ديهاد” الإنسانية المستدامة ورئيس “ديساب”، سفير برلمان البحر الأبيض المتوسط في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، إلى نجاح الاجتماع في تحقيق الهدف منه مبينا أن تطلعات البعثات الدبلوماسية تتوافق مع أهداف وتطلعات ديهاد، حيث ساهم الاجتماع في رفع الستار عن فصل جديد في مسار التعاون الإنساني العالمي، والذي لم يعد مجرد فكرة بل أصبح حقيقة تؤكد على القيم الأساسية للتعاطف الإنساني وأهمية توحيد الجهود.
وقال الدكتور عبدالسلام المدني: إن هذا الاجتماع يمثل بوابة فريدة من الفرص للتواصل، حيث يقدم رؤى قيمة حول معرض ومؤتمر ديهاد، الحدث العالمي الأبرز في المجال الإنساني، ويشير إلى أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية ومعالجة القضايا الملحة.
ومع تضافر جهود التعاون في الشأن الإنساني، يبرز هذا الاجتماع الدبلوماسي الرغبة في ربط الدبلوماسية بالجهود الإنسانية، عبر التركيز على المنصات التي تعمل على تعزيز الشراكات الفعّالة وطرح المبادرات المشتركة التي تتجاوز الحدود، مع الالتزام بتعزيز الرفاه العالمي.
يذكر أن معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير “ديهاد” حدث سنوي تنظمه اندكس لتنظيم المؤتمرات والمعارض – عضو في اندكس القابضة، ويحظى بدعم من مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية ومجلس دبي لمستقبل العمل الإنساني، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومنظمة الأمم المتحدة، والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الدبلوماسیة الإنسانیة البعثات الدبلوماسیة دولة الإمارات سفیر جمهوریة معرض ومؤتمر
إقرأ أيضاً:
تفاقم الأزمات الإنسانية والصحية بمدينة الأبيض وسط حصار «الدعم السريع»
تعيش مدينة الأبيض أوضاعًا إنسانية متدهورة، تشمل أزمات المياه، والمواصلات، والصحة، وسط سيطرة قوات الدعم السريع على الموارد الحيوية..
التغيير: الأبيض
تواجه مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان ظروفًا إنسانية واقتصادية متفاقمة منذ أكثر من ثلاثة أشهر نتيجة حصار فرضته قوات الدعم السريع، إلى جانب ضعف مستمر في شبكات الاتصالات.
ووفقًا لمصدر محلي، تعاني المدينة أزمة مياه شرب حادة، حيث ازدحمت مصانع المياه والمحلات بالمواطنين، وارتفع سعر برميل الماء إلى 350 جنيهًا سودانيًا، ما أثقل كاهل السكان المتأثرين بتدهور الأوضاع المعيشية.
وتتحكم قوات الدعم السريع بمصادر المياه الرئيسية في “ود البقة” جنوب المدينة و”آبار بارا” شمالًا، إضافة إلى سيطرتها على محطة الكهرباء الرئيسة الواقعة بالقرب من جبل كردفان.
وأشار شهود عيان إلى أزمة مواصلات خانقة بالمدينة، حيث ارتفعت تعرفة التنقل الداخلي إلى ألف جنيه سوداني نتيجة زيادة أسعار الوقود.
وعلى الصعيد الصحي، تشهد الأبيض انتشارًا متزايدًا لحالات حمى الضنك والكوليرا وسط قلة مراكز العزل المتاحة، حيث يعتمد السكان على مركزين فقط في مستشفى الكويتي للأطفال ومستشفى الأبيض التعليمي، مما يزيد من تعقيد الوضع.
وأفادت مصادر بأن الإضراب بمستشفى الأبيض التعليمي دخل أسبوعه الثاني، ما أدى إلى توقف خدمات الإصابات والطوارئ وحوادث الأطفال بسبب تأخر صرف أجور العاملين.
ورغم هذه الأزمات، تشهد المدينة هدوءًا عسكريًا نسبيًا بعد تراجع المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي تحاصر المنطقة منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل الماضي.
وتعد الأبيض مدينة ذات أهمية استراتيجية، إذ تضم أكبر سوق عالمي لمحصول الصمغ العربي، إضافة إلى أسواق المحاصيل والماشية، وارتباطها بطريق الصادرات الذي يخدم ولايات غرب السودان.
اندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي، ما أدى إلى تصاعد العنف في مدن ولاية شمال كردفان، وخاصة الأبيض، حيث سقط مئات القتلى والجرحى جراء القصف العشوائي والمعارك بين الطرفين.
الوسومأزمة إنسانية الأبيض الدعم السريع السودان ولاية شمال كردفان