القبور العشوائية في غزة تثير قلق السكان
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
تثير القبور العشوائية في قطاع غزة قلقا صحيا لدى السكان، الذين يُعرب العديد منهم عن خشيتهم من انتشار الأوبئة في المناطق السكنية ومراكز الإيواء شمال القطاع، بعد أن بات كثير منهم يجاورون قبورا دُفن فيها أقاربهم ممن استشهدوا جراء العدوان الإسرائيلي.
وقد حذّر العديد من سكان القطاع من أن تلك القبور لا تُحفر وفق الأسس الشرعية أو الصحية المطلوبة، مما ينذر بانتشار وشيك للأوبئة بين السكان بسببها.
كما يشكّل العيش بين القبور والأموات تحديا للسكان الذين يصفون ظروف عيشهم قربها بالمأساة الكبيرة، ويعربون عن أملهم في نهاية قريبة للحرب المستمرة على القطاع منذ نحو 4 أشهر.
ولجأ الناس في جميع محافظات القطاع لإنشاء مقابر جماعية وفردية عشوائية، في الأحياء السكنية وأفنية المنازل والطرقات وصالات الأفراح والملاعب الرياضية، منذ بداية الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وذلك نظرا لاستحالة الوصول لمقابر القطاع؛ بسبب ظروف الحرب وانتشار الجيش في الطرق، والدمار الهائل الذي لحق بالبنى التحتية، فضلا عن عمليات الاستهداف المتكررة للمواطنين.
يُضاف إلى ما سبق، استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للمقابر في المناطق التي تتوغل فيها آلياته العسكرية، حيث أقدم على تجريف العديد منها ونبش قبورها.
وقد وثّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية بمحافظات القطاع لدفن الشهداء الذين سقطوا خلال هذه الحرب، التي تشير السلطات الفلسطينية إلى أن حصيلة ضحاياها بلغت 25 ألفا و490 شهيدا و63 ألفا و354 مصابا، معظمهم أطفال ونساء.
مأساة كبرىالمواطن رائد ضيف الله، قال إن حفر القبور العشوائية الفردية والجماعية لدفن الشهداء، بات أمرا شائعا في وسط غزة وشمالها. ويوضح أن دفن جثامين الشهداء في الأحياء السكنية ومراكز الإيواء والشوارع العامة، يعود لتعذر دفنها في المقابر، التي بات السكان يخشون الذهاب إليها، خوفا من تعرضهم للاستهداف برصاص الجيش الاحتلال.
وقال "نحن اليوم لا نستطيع دفن الموتى في المقابر، المكان يحيطه قصف ودمار، فضلا عن تجريف الجيش للقبور ورفات الأموات، الوضع قاس هنا".
وأوضح أنه لا يوجد مكان أو منطقة آمنة في محافظتي غزة والشمال، فجيش الاحتلال يستهدف الجميع؛ أطفالا ونساء ومسنين.
وقال إن العيش بين القبور مأساة كبيرة، معربا عن آماله في التوصل لوقف إطلاق النار، وإعمار المنازل المدمرة والعودة القريبة إليها.
"لا حياة هنا"بدورها، قالت سها نصير (36 عاما)، وهي تجلس بجوار قبر والدها في مستشفى "اليمن السعيد" في بلدة جباليا شمال القطاع "والدي كان يجلس في المدرسة (مركز الإيواء) عندما سقط عليه صاروخ إسرائيلي أرداه شهيدا".
وتوضح وهي تحاول كفكفة دموعها "نزح والدي من بلدة بيت حانون شمال القطاع إلى مركز الإيواء، ولاحقوه في المكان الذي يفترض أن يكون آمنا وقتلوه هناك".
وقالت سها إن عائلتها لم تجد مكانا لدفنه سوى هذا المكان داخل المستشفى، وذلك لتعذر الوصول إلى المقابر بسبب الاستهداف المتكرر للمواطنين.
وحول الحياة في الشمال، قالت "لا توجد حياة هنا، خاصة مع عدم توفر أي طعام أو شراب أو مكان دافئ أو آمن. نحن -أيضا- أموات، لكننا نحاول أن نواسي أنفسنا للبقاء".
تفشي الأوبئة
وفي مستشفى اليمن السعيد، أعرب نازحون عن تخوفهم من انتشار الأوبئة في المكان، جراء دفن الشهداء بشكل عشوائي وبلا معايير صحية.
وأوضحوا في مقابلة أجرتها معهم وكالة الأناضول، أن الأوضاع الصحية والمعيشية سيئة للغاية، وهناك خشية من تدهور الأوضاع عندما تتحلل الجثامين المدفونة في المستشفى.
وقالوا إن المكان تنبعث منه روائح كريهة، في ظل شح المياه اللازمة للتنظيف، فضلا عن عدم توفر مستلزمات النظافة الشخصية.
وأشاروا إلى أن احتمال انتشار الأوبئة مرجَّح، في ظل وجود جثامين شهداء ما زالت تحت ركام المباني المدمرة.
بالإضافة إلى ذلك عدم توفر الغذاء السليم ما يسبب ضعف المناعة، ويفاقم خطر الإصابة بالأمراض والأوبة.
وقد حذَّرت منظمة الصحة العالمية ومؤسسات أممية أخرى مرات عديدة من احتمال انتشار الأوبئة في مناطق مختلفة بالقطاع المحاصر، مع استمرار الحرب الإسرائيلية، وتقييد وصول المساعدات الإنسانية والإمدادات الصحية.
كما سبق وأن حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن "الأمراض المِعَوية في غزة انتشرت بمعدل 4 أضعاف ما كانت عليه سابقا، والجلدية 3 أضعاف".
وأكدت الوكالة الأممية وجود تقارير تفيد بانتشار التهاب الكبد الوبائي في القطاع، إضافة إلى تفشي أوبئة أخرى؛ مثل: الكوليرا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: انتشار الأوبئة
إقرأ أيضاً:
100 شهيد خلال ساعات في مجزرتين بغزة.. تدمير مربع سكاني شمال القطاع (شاهد)
قالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال ارتكب مجزرة مروعة في بيت لاهيا، حيث دمر مربعا سكنيا كاملا قرب مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع.
ووفق حصيلة أولية، فقد استشهد 66 فلسطينيا، فيما أصيب 100 آخرون، خلال قصف مربع سكني في شمال القطاع.
من جانبه قال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، إن عشرات الشهداء ملقون على الأرض، بعد المجزرة الجديدة التي ارتكبها الاحتلال فجر اليوم وأدت إلى تدمير حي سكني قرب مستشفى كمال عدوان في شمال غزة.
وأضاف وفق ما نقلته شبكة الجزيرة، أن هناك أعدادا كبيرة من الشهداء ما زالوا تحت الأنقاض، دون وجود أي طريقة لإنقاذهم أو رفع الأنقاض عنهم.
وقال إن ما يصل إلى المستشفى هو أشلاء الشهداء، والجثامين المقطعة، ومعظهم أطفال ونساء، مشددا على أن ما يشاهده يدمي القلب.
وأضاف أن طواقم المستشفى يقومون حاليا بمعالجة وانتشال الشهداء في الوقت ذاته من موقع المجزرة التي ارتكبها الاحتلال فجر اليوم وأدت إلى تدمير عدد من المنازل السكنية على رؤوس من فيها.
وجدد التأكيد على أن المنظومة الصحية منهارة تماما في شمال غزة، ولا تستطيع الطواقم الطبية فعل شيء، في ظل صمت العالم عما يرتكبه الاحتلال في قطاع غزة.
كما استشهد 22 مدنيا بينهم 10 أطفال في قصف استهدف منزلا مكتظا بالنازحين لعائلة “العروقي” في منطقة أبو إسكندر، بحي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.
ونقلت وسائل إعلام عن شهود عيان قولهم، إن غارة إسرائيلية عنيفة استهدفت المنزل المكون من 6 طوابق ودمرته، ما أسفر عن استشهاد 12 شخصا، قبل أن ترتفع الحصيلة لـ 22.
وأضاف الشهود أن عددا من المفقودين لا يزالون تحت الأنقاض، فيما تتواصل أعمال البحث لانتشال الضحايا.
مجزرة مروعة: عشرات الشهداء تحولت أجسادهم إلى أشلاء وأجساد محترقة، غالبيتهم من النساء والأطفال، يصعب التعرف عليهم، جراء قصف طائرات الاحتلال لمنزل عائلة العروقي في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة. pic.twitter.com/oLbb2XJqrk — أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) November 20, 2024
وفي وقت سابق، استشهد سبعة فلسطينيين في قصف استهدف خيمة نازحين بمواصي خانيونس جنوب القطاع.
وتواصلت مجازر الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة في قطاع غزة، ضمن حرب الإبادة الجماعية التي دخلت يومها الـ412 على التوالي، فيما ارتفعت الحصيلة الإجمالية للشهداء والجرحى منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر لعام 2023.
واستشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب ثلاثة آخرون، بقصف إسرائيلي استهدفهم في مدينة رفح ومخيم جباليا جنوب وشمال قطاع غزة.
وقال جهاز الدفاع المدني في بيان: "استشهد 3 فلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدفهم قرب مدرسة العقاد بمنطقة خربة العدس شمال محافظة رفح (جنوبا)".
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، عن حصيلة جديدة للشهداء والجرحى، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر.
وذكرت الوزارة في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 13 شهيدا و84 إصابة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأكدت أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم"، منوهة إلى أن حصيلة العدوان ارتفعت إلى 43 ألفا و985 شهيدا، و104 آلاف و92 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.
ويواصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر الدموية وحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، بدعم أمريكي وعدد من الدول الغربية، ما أدى إلى استشهاد وإصابة نحو أكثر من 148 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وتواصل قوات الاحتلال استخدام الروبوتات المتفجرة لتدمير ونسف المربعات السكنية، خصوصا في مناطق جباليا ومخيمها، ضمن حملة التهجير والإبادة الجماعية التي تتواصل منذ ما يزيد على 50 يوما على التوالي.
وتؤدي هذه الروبوتات المحملة بكميات هائلة من المتفجرات إلى تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، دون أن تتمكن طواقم الدفاع المدني أو الجهات الطبية من إخلاء الجرحى والشهداء من تحت أنقاض المنازل المدمرة.
وفي وقت سابق، استشهد 16 فلسطينيا على الأقل، خلال قصف الاحتلال العنيف لمخيم جباليا شمال قطاع غزة، واستهداف تجمع للمواطنين في رفح ومنزلين بمدينتي غزة وبيت لاهيا، إلى جانب إصابة مراسل شبكة الجزيرة مباشر الصحفي حسام شبات في قصف إسرائيلي على مدينة غزة.