المقابر الجماعية في قطاع غزة… شاهد على مجازر الاحتلال
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
تحولت باحات المستشفيات والمدارس والمنازل والطرقات في قطاع غزة إلى مقابر جماعية، يضطر الأهالي لدفن شهدائهم فيها بسبب صعوبة الوصول إلى المقابر أو التحرك تحت القصف الإسرائيلي المستمر، الذي حول القطاع إلى أكبر مقبرة مفتوحة ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها عليه منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
أكثر من 120 مقبرة جماعية في مختلف أنحاء القطاع، أحدثها كان أمس الأول في ساحة مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب القطاع، حيث ضمت جثامين 40 شهيداً لعدم القدرة على دفنهم خارج المجمع، بسبب الحصار وقصف الاحتلال المكثف لمحيطه.
خالد العقاد من منطقة جورة العقاد في خان يونس قال لمراسل سانا: “ما يحدث في المدينة إبادة جماعية.. الاحتلال يقصفها براً وبحراً وجواً.. استشهد شقيقي أمس في محيط مستشفى الأمل وتم نقل جثمانه إلى مجمع ناصر ودفنه في باحته مع عشرات الشهداء في مقبرة جماعية، دون أن يودعه أحد من العائلة”، مشيراً إلى أن العديد من أبناء المنطقة مفقودون وسط مخاوف من أن جرافات الاحتلال هرست جثامينهم بعد أن جرفت 40 منزلاً في المنطقة وحولتها إلى كومة من الركام.
محمود أبو زريق لفت إلى أن ارتفاع عدد الشهداء يومياً يؤدي إلى دفنهم بمقابر جماعية، لأنه لم تعد تتوفر قبور لدفنهم، ويقول: “طفلي البالغ من العمر 14 عاماً استشهد بعد نزوحنا للمرة الثانية من مدينة بيت حانون شمال القطاع إلى مخيم النصيرات وسطه، حيث دفناه في قبر واحد مع شهيد آخر لعدم توفر القبور، حتى أنه لم يعد لدينا أكفان في ظل المجازر التي يواصل الاحتلال ارتكابها في القطاع”.
وتحدث حسان أبو سنيدة بدوره عن جانب من الفظائع التي ارتكبها الاحتلال في مخيم المغازي وسط القطاع، مبينا أن الاحتلال نشر الموت في المخيم وجثامين الشهداء في كل مكان، ولا أحد يستطيع دفنها، إذ ارتقى أكثر من 300 شهيد في المخيم خلال أسبوعين، تم دفن العديد منهم في مقابر جماعية، آخرها كانت في باحة مركز إيواء بمدرسة تابعة لوكالة الأونروا، حيث لا يستطيع أحد الحركة في المخيم الذي يحاصره الاحتلال ويقتل كل من يتحرك فيه، إضافة لتدميره جميع الطرقات المؤدية إليه.
وزارة الصحة الفلسطينية أوضحت أن دفن الشهداء في باحات المستشفيات والمراكز الصحية جاء نتيجة عدم القدرة على الاحتفاظ بجثامينهم في ظل انقطاع الكهرباء عن ثلاجات الموتى، والأعداد الكبيرة من الشهداء التي تصل بشكل مستمر إلى المستشفيات، إضافة إلى عدم تمكن ذوي الشهداء من الوصول إلى المستشفيات بسبب تقطيع الاحتلال أوصال القطاع وحصاره الأحياء السكنية، لافتة إلى أن أعداداً كبيرة من الشهداء دفنت في المقابر الجماعية دون معرفة أسماء أصحابها.
رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي أكد أن الاحتلال يرتكب إبادة جماعية في القطاع، ونفذ منذ بدء العدوان 2213 مجزرة، لافتاً إلى أن استهداف الاحتلال للمقابر، ومنعه دفن الشهداء جريمة حرب وانتهاك فاضح لكل الأعراف والمواثيق الدولية.
وأشار عبد العاطي إلى أن دفن الشهداء بمقابر جماعية في المستشفيات والمدارس وفي باحات المنازل لعدم قدرة الطواقم الطبية والأهالي على دفنهم في المقابر يدلل على الكارثة الصحية التي تمر بها المستشفيات بسبب العدوان الغاشم، مطالباً جميع المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالخروج عن صمتها ومعاقبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
محمد أبو شباب
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: جماعیة فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يقصف مستشفى كمال عدوان شمال القطاع.. الأوكسجين نفد (شاهد)
قال الناطق باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف الطواقم الطبية لتفريغ شمال قطاع غزة من سكانه.
ونقلت شبكة الجزيرة عن بصل قوله، إن الاحتلال يريد إنهاء المنظومة الطبية خصوصا مستشفى كمال عدوان.
وسبق أن أفادت وسائل إعلام بأن طائرات مسيرة تلقي قنابل على مولدات مستشفى كمال عدوان ما أوقع إصابات في صفوف الطاقم الطبي، مؤكدة وجود إصابات بين الطواقم الطبية في مستشفى كمال عدوان جراء القصف الإسرائيلي على قسم الاستقبال والطوارئ.
من جانبه قال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، إن القصف الإسرائيلي استهدف مولدا كهربائيا داخل المستشفى وأوقع أضرارا.
الدكتور حسام أبو صفية:
يا أنس، احنا قاعدين بنموت. قصفوا علينا المستشفى وعلى الكوادر الطبية.
وصل رسالتنا يا أنس لهذا العالم، احنا في وضع كارثي. pic.twitter.com/2tIHawJj6q — أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) November 21, 2024
وأكد أن "واجبنا الإنساني يلزمنا بالبقاء في شمال غزة ما دام هناك مرضى وجرحى"، مبينا أن "استهداف المستشفى بشكل مباشر وسقوط مصابين من طواقمنا أمر مفزع".
كما ذكر ناشطون أن الأوكسجين نفد بعد قصف الاحتلال لمولد ومحطة الأكسجين بالمستشفى ، مما يعرض حياة الأطفال والمرضى للخطر.
والخميس، أعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر 2023، إلى 44 ألفا و56 شهيدا، وذلك على وقع تصاعد وحشية الاحتلال وارتفاع وتيرة المجازر بحق الفلسطينيين.
وقالت الوزارة الفلسطينية، في بيان، إن حصيلة ضحايا العدوان ارتفعت إلى 44 ألفا و56 شهيدا، والجرحى إلى 104 آلاف و268 مصابا بجروح مختلفة.
وأضافت أن جيش الاحتلال ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 71 شهيدا و176 مصابا بجروح مختلفة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأشارت إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.
بالإضافة إلى أعداد الشهداء والجرحى، تسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة للعام الثاني على التوالي في فقدان أكثر من 10 آلاف شخص. هذا إلى جانب دمار شامل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال وكبار السن، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
يأتي ذلك على وقع تصاعد وحشية الاجتياح الإسرائيلي لشمال قطاع غزة بما في ذلك مخيم جباليا وبيت لاهيا، الذي يتعرض إلى حرب إبادة جماعية للشهر الثاني على التوالي.