الأيام البيض في شهر رجب .. موعدها وفضل صيامها وسبب تسميتها
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
تحظى الأيام البيض في شهر رجب بأهمية كبرى في الإسلام ، حيث يُستحب صيامها ويُشدد على فضلها وأثرها الإيماني. يرتبط صيام الأيام البيض في شهر رجب بتقويم هلالي يتعلق بالقمر وبياضه في تلك الليالي. في هذا المقال، سنستعرض فضل صيام الأيام البيض في شهر رجب ، وتاريخها المحدد، وكيفية أداء هذا العبادة الجليلة.
تعتبر الأيام البيض من الأيام المباركة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه. في حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، وأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة" (رواه النسائي).
وصيام الأيام البيض في شهر رجب له فضل كبير ويُعتبر مستحبًا ومستحبًا، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تشير إلى الفضل الخاص بهذا الصيام. إليك بعض الفوائد والفضائل المرتبطة بهذا العمل:
تشريف الشهر: صيام الأيام البيض يأتي في شهر رجب، وهو شهر من الأشهر الحرم المكرمة، والتي يُشرَّف فيها العباد بالعديد من العبادات والأعمال الصالحة. صيام هذه الأيام يعد من أساليب تكريم هذا الشهر.تأكيد الالتزام الديني: صيام الأيام البيض يُظهِر الالتزام والتفاني في أداء العبادات الدينية. إن رغبة الشخص في الاقتراب من الله والامتثال لتعاليمه تظهر بوضوح من خلال الالتزام بالأعمال الصالحة مثل الصيام.تحفيز الطاعات:صيام هذه الأيام يشجع على زيادة الطاعات والأعمال الصالحة. يمكن أن يكون لهذا التحفيز تأثير إيجابي على حياة الفرد الروحية والمعنوية.محو الذنوب: ورد في الحديث النبوي أن صيام يومين يُمحَى بهما ذنب الإنسان. إذاً، يمكن أن يكون صيام الأيام البيض فرصة للتوبة ومحو الذنوب.الحصول على الثواب: يُجازي المؤمنون على الأعمال الصالحة، وصيام الأيام البيض لا يختلف عن غيره من الأعمال الصالحة في تحقيق الأجر والمثوبة من الله.التقرب من الله الصيام يعد وسيلة للتقرب من الله وزيادة الإيمان والتواصل مع الله. إذا كان الشخص يمارس العبادة بإخلاص ونية صافية، فإنه يقوي رابطته مع اللهموعد صيام الأيام البيض في شهر رجبيحدث صيام الأيام البيض في شهر رجب وفقًا للتقويم الهجري، ويكون في الأيام التالية:
1. الخميس: 13 رجب الموافق 2024/01/25
2. الجمعة: 14 رجب الموافق 2024/01/26
3. السبت: 15 رجب الموافق 2024/01/27
تم تسمية الأيام البيض بهذا الاسم نظرًا لأنها الأيام التي يكتمل فيها جسم القمر ويكون بدرًا. يعود الاسم إلى إشراق القمر في تلك الليالي، حيث يظهر بلون أبيض ساطع، وتصف النصوص القديمة القمر بأنه "بيضاوي" خلال هذه الفترة.
تعتبر الكلمة "بيض" في هذا السياق تعبيرًا مجازيًا عن الليالي الساطعة والنقية التي يكتمل فيها جمال القمر. يمكن أن يرتبط هذا التسمية بالصفات الفلكية للقمر وتأثيرها على الرؤية الليلية، حيث يظهر بشكل بياض في السماء خلال هذه الفترة.
وتعتبر هذه التسمية تعبيرًا جماليًا وشعريًا يرتبط بظاهرة فلكية، وقد جاءت في الأحاديث النبوية الشريفة لتشير إلى الفضل والبركة المترتبة على صيام هذه الأيام في شهر رجب.
سبب تسمية شهر رجبرجوب التعظيم: يرجح بعض العلماء أن اسم شهر رجب يأتي من كلمة "رَجَبَ" في اللغة العربية، والتي تعني التعظيم والاحترام. يرى بعضهم أن العرب في الجاهلية كانوا يعظمون هذا الشهر ويمتنعون عن القتال فيه، ولذلك سُمي برجب.
رجم الشياطين: هناك تفسير آخر يرتبط بكلمة "رجب" بمعنى الرجم أو الردم. ويقول بعض العلماء إن الشياطين تُرجم في شهر رجب، مما يعني أنها تُكبد أضرارًا أقل خلال هذا الشهر.
تكفير الذنوب: يعتقد بعض الناس أن شهر رجب هو شهر التكفير عن الذنوب والاستغفار، وقد يكون هذا الفهم مرتبطًا بتشديد العناية بالأعمال الصالحة والطاعات خلال هذا الشهر.
الإسراء والمعراج:يُعتبر بعض الناس أن شهر رجب مرتبط بالأحداث الدينية الهامة، مثل رحلة الإسراء والمعراج التي وقعت في هذا الشهر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: صيام الأيام البيض في شهر رجب الايام البيض شهر رجب موعد صيام الأيام البيض
إقرأ أيضاً:
المحافظة على روحانية الشهر الفضيل
قبل أن يهل هلاله، تجتمع اللجان المختصة وعامة الناس لاستطلاع ثبوت رؤيته بعد أن ينقضي شهر شعبان المبارك، رغم أنه تطور العلم حاليا في رصد الكواكب وأهلة الشهور من خلال استخدام أجهزة حديثة مزودة بالتقنيات المتقدمة.
وبعد ثبوت رؤيته يبث الخبر في جميع القنوات الإخبارية ليتم الإعلان رسميا عن بداية شهر الرحمة والغفران، ويتبادل الناس التهاني بقدوم شهر رمضان الفضيل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تتزين الشوارع العامة بالأنوار، والمنازل بالفوانيس الرمضانية، وتقوم المؤسسات التجارية بعمل العروض والتخفيضات الرمضانية، أما المنازل فإنها تعج بقراءة القرآن وتنتشر بداخلها الطقوس الرمضانية والاستعدادات المختلفة.
ويحرص الجيران على زيارة بعضهم البعض خلال فترة المساء في الشهر الفضيل هذه الزيارات توطد علاقات المحبة والمودة، كما يتبادل البعض قبل الإفطار الأطباق الرمضانية بأصناف مختلفة من المأكولات التي يشيع تقديمها على المائدة الرمضانية في هذا الشهر العظيم الذي هو خير الشهور وأجملها، فشهر رمضان يملأ منازل المسلمين بالروحانية والسكينة، فهو يأتي كل عام ليطهرنا وينقينا ويحقق أمانينا ويجمعنا على المحبة والتواد والتراحم فيما بيننا وبين الآخرين.
إن لشهر رمضان المبارك مكانة خاصة ومميزة عند المسلمين لأنه شهر التوبة والمغفرة وتكفير الذنوب والسيئات، شهر الصيام الذي يعد ركنا من أركان الإسلام، وفيه فرضت عبادة الصوم التي لم يحدد الله عز وجل أجرها كون الصيام يكون خالصا لله سبحانه وتعالى فهو يجزي به الصائمين.
ورمضان، شهر عظيم ينتظره المسلمون في بقاع العالم كل عام للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة كالصيام وكثرة الصلاة وكثرة الدعاء والصدقات طمعا في المغفرة والأجر الكثير.
إن شهر رمضان يعج بالكثير من الفضائل والحكم العظيمة والفوائد العديدة بما فيه من صوم وتقرب إلى الله تعالى منها: أنه سبب لاستجابة الدعاء وقد ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ»؛ لذلك على المسلم أن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله في شهر رمضان لما فيه من فضل كثير ودعوات مستجابة.
كما أن رمضان هو شهر القرآن فقد خصه الله سبحانه وتعالى بنزول القرآن الكريم على سيد البشرية وهاديها إلى الطريق المستقيم، وقد روي عن عثمان بن عفان أنه كان يختم القرآن الكريم كل يوم في رمضان.
إلى ذلك كله في رمضان ليلة من أعظم الليالي المباركة وهي «ليلة القدر» التي ميزها الله تعالى عن باقي الليالي وتقع في أواخر هذا الشهر الفضيل، وجاء ذكرها في القرآن الكريم وسيرة النبي عليه الصلاة والسلام فقال الله تعالى: «ليلة القدر خير من ألف شهر»، أي أن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله خير من العمل في ألف شهر، فما أعظمها من ليلة مباركة!
وأخيرا علينا أن نعي بأن لشهر رمضان منزلة عظيمة عند الله تعالى، ففيه يفتح الله أمام العباد أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتغل الشياطين، لذا فهو فرصة كبيرة أمام المسلم للتوبة والمغفرة وتجنب ارتكاب المعاصي والذنوب، إضافة إلى أنه فرصة لعبادة الله على أكمل وجه.
إن هذه الفضائل التي ذكرتها لتعد نقطة في بحر ممتد لكثرتها ومنافعها؛ لذا وجب على المسلم الفطن أن يستغل أيام هذا الشهر وما بقي من لياليه في الأعمال الصالحة ابتغاء وجهه تعالى؛ ولذا ندعو الله ونسأله أن يعيننا على صيامه وقيامه ويتقبل منا خالص الأعمال ويجعلنا المولى عز وجل وإياكم ممن يقومون بحق رمضان خير قيام.