مدخل إلى الأدب الرَّمزي الخيميائيّ في استخلاص النَّماذج العليا عند سيف الرحبي
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
صدر عن دار الآن ناشرون كتاب نقدي جديد يتناول كتابات الشَّاعر سيف الرَّحبي بعنوان «مدخل إلى الأدب الرَّمزي الخيميائيّ: في استخلاص النَّماذج العليا عند سيف الرحبي»، ففي طرح منهجيَّة نقديَّة جديدةٍ للشِّعر العربي المعاصر، قام الدكتور الهواري غزالي وهو أستاذ محاضرٌ بقسم الدِّراسات العربيَّة بجامعة باريس بتقديم تحليلٍ نفسانيٍّ لكتابات الشَّاعر العماني سيف الرحبي.
ويعتبر كارل يونج وهو تلميذ سيجموند فرويد مؤسِّسًا للاوعي الجماعي الذي يفيد بأنَّ الأحلام هي ميراثٌ إنسانيٌّ، عكس فرويد الذي يعتمد على اللاوعي الفردي حيث يرى أن الأحلام هي لاوعيٌ فردي.
في هذا التَّحليل، يعتمد الدكتور الهواري غزالي على تغليب اللاوعي الجماعي على اللاوعي الفردي وهو ما يتناسب مع روح الثَّقافة العربيَّة الإسلامية، فكتاب تفسير الأحلام لابن سيرين يكاد يكون مرجعًا أساسيًّا للجميع، مما يفسِّر المشترك في اللَّاوعي الجماعي عند العرب.
كما أنَّ شعر سيف الرَّحبي، في تناوله للأحلام المستيقظة، يصبح للكائنات مثل محمولات رمزيَّة تفيد بحالة كونيَّة لديها دلالات ما فوق بلاغية. فإذا كان البحر يمثِّل بالنِّسبة للكيميائيِّين اللَّاوعي، فإن الحوت، يمثِّلُ رمزًا للذَّات. وهو ما سينطبق على حوت سيف الرحبي نفسه الذي يتحوَّل في بحر عمان إلى صخرة الفحل وهي جزيرة صخرية جرداء تقع قبالة مسقط، سيرمز غوص الحوت في البحر إلى اللَّاوعي، حيث سيتواجه هو وسيف الرَّحبي معًا، محاولةً منهما للتَّخلُّصِ من ماضٍ جماعيٍّ قديم.
وإذا كان اعتماد الدكتور الهواري غزالي على كارل يونج وسيطا نظريًّا بين الكيمياء العربيَّة القديمة التي يقوم حاليًا بتحقيق دواوين شعرائها القدامى وبين دراسته لسيف الرَّحبي كجزء من الشعراء المعاصرين، بحثا عما يمكن أن يفيد أساسًا المشترك الجماعي بين التَّراث والحداثة، فإنَّه يقدِّم حقًّا قاعدة جديدة تسمح للنُّقاد بإعادة النَّظر في الشِّعر العربي الذي فقد حضوره القويَّ أمام الرِّواية وغيرها من الأجناس الأدبيَّة الأخرى، فليس الشِّعر هو الذي يتحمَّل مسؤوليَّة ذلك بقدر ما يتحمَّلها النُّقاد.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الإنسان مع كثرة العبادة يحدث له أنس بالله
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان الإنسان مع كثرة العبادة يحدث له أنس بالله ، وكلما ترقّى في مراقي المعارف الإلهية والقرب منه، ازداد أنسه به، وإذا ازداد أنسه بالله، أحب الزيادة.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان سيدنا موسى عليه السلام عندما عاد من مدين، كلمه ربه في الوادي المقدس طوى، فقال له: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} [طه:17]، فرد موسى: {هِيَ عَصَايَ}. وكان بالإمكان أن ينتهي الكلام عند هذا الحد، لكنه حدث له أنس، فزاد في طلب الأنس ، فقال: {أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى} [طه:18].
وهنا نلاحظ أن سيدنا موسى أطال الحديث لزيادة الأنس مع الله، مع مراعاة الأدب؛ فلو أطال أكثر لخرج عن حدّ الأدب، لذلك ختم بقوله: {وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى}.
وهكذا يكون الإنسان بين الأنس بالله وبين الأدب في الحديث معه، وهذا هو النهج الأمثل في التعامل مع الله.
ولذلك، نهى سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن التعدي في الدعاء ، تحقيقًا للتوازن بين الأنس بالله والأدب معه.