مركب واعد يحمي المحاصيل من الفطريات دون مبيدات
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
ارتبط مصطلح "المقاومة السلبية" سياسيا بطريقة الزعيم الهندي ألمهاتما غاندي، في استخدام الأساليب غير العنيفة لتحقيق الاستقلال عن الاستعمار البريطاني، وهو معنى قريب للغاية من استخدامه في مجال وقاية النبات، حيث يشير إلى مواجهة "الاستعمار الفطري للنبات" باستخدام مواد غير ضارة بالبيئة.
وغالبا ما يستخدم المزارعون مبيدات الفطريات لحماية المحاصيل من الفطريات، لكن رغم أهمية هذه المركبات، فإن لها بعض السلبيات، مثل إيذاء الكائنات الحية المفيدة في الأرض، كما أن لبعضها صلات بتلوث المياه والسرطان والعقم وأمراض أخرى، وهو ما دفع بعض الدول إلى إصدار قائمة بمواد يحظر استخدامها.
وأثير بالمملكة المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي جدلا، بعد أن كشف تحقيق أجرته شبكة عمل مبيدات الآفات (شبكة دولية تعمل على إنشاء نظام غذائي عادل وصحي ومنصف)، أن المملكة المتحدة لا تزال تستخدم 36 مبيدا ضارا محظورة في بلدان أوروبية أخرى، مع تصنيف 13 منها بأنها "شديدة الخطورة"، وهو ما يعزز من أهمية حل "المقاومة السلبية" الذي طرحه باحثون من جامعة نوتنغهام في دراسة نشرتها دورية "غرين كمستري".
وخلال الدراسة أعلن الباحثون عن طريقة بديلة لحماية المحاصيل من الفطريات دون استخدام المبيدات التقليدية، وركزوا على اختبار مواد بوليمرية متجانسة تمنع ما يسمى بـ"الاستعمار الفطري"، مما يقدم نهجا جديدا غير سام وصديق للبيئة.
المملكة المتحدة لا تزال تستخدم 36 مبيدا ضارا محظورة في بلدان أوروبية أخرى (شترستوك) ما هو الاستعمار الفطري؟يشير الاستعمار الفطري إلى العملية التي تتيح للفطريات التكاثر والوجود بقوة على سطح النبات، وتتضمن الخطوة الأولى لتلك العملية الالتصاق الضعيف لعدد قليل من الخلايا أو الجراثيم الفطرية بالسطح، وتسهيل هذا الارتباط يحصل بواسطة جزيئات تعرف باسم المواد اللاصقة مثل "الهيدروفوبينات"، وهي بروتينات تجعل الأسطح كارهة للماء، مما يعزز الارتباط الفطري.
وبمجرد التصاقها، تخضع الخلايا أو الجراثيم الفطرية لالتصاق لا رجعة فيه، ويمكن أن يحدث ذلك من خلال إنبات الجراثيم وإنتاج المواد اللاصقة المتخصصة، ويؤدي ذلك إلى اتصال مستقر بين الفطر وسطح النبات.
وبعد ذلك تنتشر الفطريات ويزداد عددها، وهذه المرحلة هي التي يحدث فيها معظم الضرر أو العدوى، حيث يبدأ الفطر في استخلاص العناصر الغذائية من النبات.
والميزة التي تقدمها تركيبة بوليمرات (ميث أكريلات) التي اختبرها باحثو جامعة نوتنغهام، أنها تمنع مرحلة الارتباط الأولية قبل اكتمال خطوات الاستعمار الفطري. ويشير اسم هذه البوليمرات إلى أن جزيئات الأكريليت (مركبات مشتقة من حمض الأكريليك) والميثاكريلات (مركبات مشتقة من حمض الميثاكريليك)، تمثل جزءا كبيرا من بنية البوليمر، والذي يختلف تركيبه من تطبيق لآخر اعتمادا على الوظيفة التي يريد الباحثون لهذا البوليمر أن يؤديها.
التركيبة التي ابتكرها الباحثون قللت من العدوى الفطرية بنسبة 26% دون أن تؤثر على معدلات نمو المحصول (شترستوك) مقاومة بدون أضراروالوظيفة التي أرادها الباحثون لتركيبة البوليمرات التي ابتكروها، هي أن تؤدي ما يعرف بـ"المقاومة السلبية"، حيث تعمل كحاجز وقائي يمنع الاستعمار الفطري منذ بدايته عن طريق تعديل خصائص سطح النبات، بما يجعل هناك صعوبة على الجراثيم الفطرية أن تلتصق وتقيم اتصالا مستقرا به، وبالتالي تمنع المراحل الأولية للاستعمار الفطري.
ولا تطلق تركيبة البوليمرات المستخدمة أي مواد كيميائية سامة، ولذلك فإن هذا النهج للمقاومة السلبية يتوافق مع مبادئ الكيمياء الخضراء التي تهدف إلى تحقيق حماية فعالة للمحاصيل دون الاعتماد على المواد السامة، وبالتالي الحفاظ على فعالية الوظيفة في حماية المحاصيل، مع تقليل المخاطر البيئية والإيكولوجية.
يقول أستاذ علم الأحياء الدقيقة والباحث الرئيسي بالدراسة سيمون أفيري، في بيان صحفي نشره الموقع الرسمي لجامعة نوتنغهام: إن تركيبتهم الجديدة اختُبرت معمليا، ثم نُقلت إلى برنامج لتحسين وتوسيع نطاق استخدامها في تركيبة رش يمكن استخدامها على المحاصيل.
وأوضح أن النتائج التي أجريت على نبات القمح أظهرت أن المادة قللت بشكل كبير من العدوى الفطرية بالفطر "سبتوريا تريتشي" بنسبة تصل إلى 26%، وذلك دون أن تؤثر على معدلات نمو المحصول عند مقارنته مع محصول آخر لم تتم معاملته بتلك التركيبة، وهو ما يعني أنها توفر بديلا يبدو أكثر أمانا للبيئة والحياة البرية والناس.
والفطر "سبتوريا تريتشي" يسبب مرضا كبيرا في القمح، وتشمل أعراضه آفاتا نخرية داكنة ذات أجسام صغيرة سوداء مميزة تسمى "بيكنيديا" على أوراق القمح المصابة، ويؤدي إلى أضرار واسعة النطاق في النبات.
الفطر "سبتوريا تريتشي" يسبب مرضا كبيرا في القمح تشمل أعراضه آفاتا نخرية داكنة ذات أجسام صغيرة سوداء (شترستوك) أمل في مواجهة أهم التحدياتوتبدي الباحثة المشاركة بالدراسة فالنتينا كوزوكولي كروسيتي، سعادة بالنتائج التي ستساعد في مواجهة واحد من أهم التحديات التي تواجه محصول القمح.
تقول: "يُعد القمح أحد أهم محاصيل الحبوب من الناحية الاقتصادية والغذائية، ولكن يبقى هناك تحديا حقيقيا ينتظر الحل، حيث يُفقد ما بين 5 و10% من المحصول بسبب الفطريات، حتى مع استخدام أصناف المحاصيل المقاومة ومبيدات الفطريات، لذلك فإن التركيبة الجديدة تمنح أملا كبيرا بالتخلص من تلك المشكلة بالمقاومة السلبية".
ووصفت الباحثة في علم أمراض المحاصيل بشركة الاستشارات الزراعية والبيئية "إيه دي إيه إس" كلوي مورغان، التجربة الحقلية للتركيبة بأنها "كانت واعدة للغاية".
وقالت مورغان التي شاركت شركتها في التجربة: إن "البوليمرات أظهرت أن لديها مستوى من الفعالية ضد الفطر سبتوريا تريتشي، ومع مزيد من التحسين يمكن أن تلعب دورا حيويا في مواجهة الأمراض المستقبلية".
ومن جانبه، أعرب أستاذ المحاصيل بمركز البحوث الزراعية المصري خالد خورشيد، عن إعجابه باختيار فطر "سبتوريا تريتشي" كبداية لتجربة التركيبة، لأنه يمثل مصدر قلق كبير لمزارعي القمح حول العالم، ويمكن أن يسبب خسائر كبيرة في المحصول بسبب تأثيره على قدرة النبات على التمثيل الضوئي عن طريق إتلاف الأوراق، مما يؤدي إلى انخفاض جودة الحبوب وكميتها.
وليس ذلك فحسب، بل إن هذا الفطر -كما يوضح خورشيد في حديث هاتفي مع "الجزيرة نت"- أصبح يشكل تحديا كبيرا في المواجهة، لأنه طوّر مقاومة لبعض مبيدات الفطريات، مما يؤدي إلى صعوبة في إدارة المرض.
تركيبة المواد البوليمرية بديل آمن للمبيدات التقليدية التي تسبب أضرارا بيئية وصحية (شترستوك) خمسة تساؤلات.. التهيؤ لتجربة أخرىلكن رغم الإشادة والإعجاب، لا تزال هناك تساؤلات لم يجد خورشيد إجابة عليها في الدراسة التي وصف فيها الباحثون تركيبتهم الجديدة ونتائج تجاربها الحقلية، وهي:
أولا: هل يختلف أداء المواد البوليمرية في ظل ظروف بيئية مختلفة، مثل اختلاف الرطوبة أو درجة الحرارة أو المواقع الجغرافية؟ ثانيا: هل يمكن لمسببات الأمراض الفطرية في نهاية المطاف تطوير مقاومة للمواد البوليمرية، مثلما فعلت مع المبيدات التقليدية؟ ثالثا: ما هي تكلفة تنفيذ هذا النهج الجديد، مقارنة بالمعالجات التقليدية بمبيدات الفطريات، وكيف يمكن أن يؤثر على اقتصاديات الزراعة بشكل عام؟ رابعا: ما مدى قابلية إنتاج هذه المواد البوليمرية على نطاق واسع، وما هي التحديات التي يمكن مواجهتها عند النظر في التطبيقات التجارية الواسعة النطاق؟ خامسا: ما مدى احتمالية اعتماد المزارعين لهذا النهج الجديد، وما هي العوامل التي قد تؤثر على قرارهم، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل سهولة التطبيق والفعالية الملموسة؟وحمل البيان الصحفي وعدا بالإجابة على هذه الأسئلة، حيث قالت فالنتينا كوزوكولي كروسيتي: "يتحول اهتمامنا الآن إلى تجربة ميدانية ثانية مدرجة في مذكراتنا لهذا العام لزيادة صقل البوليمر وتحسينه حتى نتمكن من مواصلة تحويل أبحاثنا إلى واقع".
وتضيف أن "جمال تركيبتنا هو افتقارها إلى السمّية، والبساطة النسبية لإنتاجها، وحقيقة أنه يمكن توسيع نطاقها بسهولة، مما يجعلها فرصة جذابة بشكل لا يصدق للعديد من الصناعات الأخرى، وليس فقط الزراعة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
اليمن يحمي غزة سلماً وحرباً .. “استطلاع”
عضو المكتب السياسي لأنصار الله حزم الأسد :
جبهة الإسناد في اليمن سترقب عن كثب مدى التزام الصهاينة ببنود الاتفاق في غزة.
عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبدالله النعمي:
اليمن العزيز لن يقف مكتوف الأيدي، وإنما سيظل متيقظاً ومراقباً لمدى التزام الصهاينة ببنود الاتفاق.
الناشط الثقافي يوسف الحاضري:
في حالة أحس الكيان الصهيوني بأن هناك قوة ردع قاهرة قادرة على إيلامه وإخضاعه فإن الكيان سيلتزم ببنود الاتفاق.
يمانيون../
بوقف إطلاق النار في قطاع غزة يطوي المقاومون جولة من أقوى جولات الصراع مع العدو الإسرائيلي وأشرسها وأعنفها وأعظمها عبر التاريخ، مسجلا انتصاراً تاريخيا لم سيبق له مثيل.
في بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وبعد أيام قليلة من طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 الهادر الذي أربك الكيان الصهيوني وخلط كل أوراقه، موقعا زلالاً كبيرا في الأوساط الصهيونية لم تتعافَ اليهودية منه حتى اللحظة، وضع الكيان الصهيوني ثلاثة أهداف رئيسة في حربه العدوانية على قطاع غزة أبرزها القضاء التام على المقاومة الإسلامية حماس وتهجير سكان قطاع غزة والإفراج على الأسرى الصهاينة لدى كتائب القّسام والفصائل الفلسطينية.
وبعد عام وثلاثة أشهر من الإجرام الصهيوني النازي بحق المدنيين في قطاع غزة يقبل العدو الصهيوني وقف إطلاق النار، خارجاً -كما يقال في المثل العربي- بخفي حنين.
لا أسرى حررهم الكيان الصهيوني ولا على حماس قضى عليها ولا شعب هُجِّر. ثبات أسطوري صنعه مقاومو غزة وجبهات الإسناد، وضع أهداف الكيان الصهيوني العدوانية الطامعة في مهرب الرياح.
في معركتها المقدسة ضد التكالب الصهيوني وحلفائه الغربيين، شكلت جبهات الإسناد العراقية اللبنانية اليمنية عاملاً قوياً وأساسياً في تعزيز صمود المقاومة الفلسطينية وثباتها في ميدان المواجهة مع العدو الصهيوني.
معركة شرسة خاضتها المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني استمرت لعام كامل وثلاثة أشهر ليصل الكيان الصهيوني لقناعة تامة باستحالة تنفيذ أهدافه التي وضعها قبل بدء المعركة ما جعله يقبل اتفاقية وقف إطلاق النار وفق شروط المقاومة الفلسطينية.
تأهب تام للمواجهة
وبعد دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ تؤكد جبهة الإسناد اليمنية استمرارها في مناصرة غزة من خلال التأهب التام لمراقبة مدى التزام الكيان الصهيوني ببنود الاتفاق.
ويؤكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله حزام الأسد أن الموقف اليمني من قرار وقف إطلاق النار بقطاع غزة مرهون بموقف فصائل المقاومة الفلسطينية، موضحا أن الموقف اليمني التاريخي والعظيم في مناصرة غزة منذ البداية وحتى اللحظة أتى في الأساس لمساندة إخواننا في قطاع غزة وتعزيز صمودهم.
وفي تصريح خاص لموقع أنصار الله يؤكد الأسد أن جبهة الإسناد اليمني سترقب عن كثب مدى التزام الصهاينة ببنود الاتفاق، وفي حالة اختُرق القرار فإن القوات المسلحة اليمنية ستكون جاهزة لتنفيذ أقسى الضربات المؤلمة بالعدو الصهيوني والتي تفوق بكثير الضربات السابقة.
ويرى أن اليمنيين نجحوا بتوفيق إلهي عجيب في مساندة غزة والانتصار لمظلوميتها في جولة من أهم جولات الصراع مع العدو الصهيوني وأكبرها وأعظمها عبر التاريخ. وقف إطلاق النار لن يكون الحاسم للصراع مع العدو الإسرائيلي، وإنما محطة من محطات التهدئة تعقبها بلا شك جولات صراع جديدة لا تنتهي إلا بانتهاء الاحتلال الصهيوني وزواله من المنطقة.
ويوضح الأسد أنه طالما والأراضي الفلسطينية والعربية عرضة للاحتلال الصهيوني فإن الصراع مع اليهود سيضل دائما ومتجددا حتى يزول الكيان الصهيوني، وبالتالي تحرير كافة الأراضي العربية والإسلامية من وطأة الاحتلال الإسرائيلي.
من المعروف تاريخاً وعقائديا أن الكيان الصهيوني ماكر ومخادع لا يرعى العهود والمواثيق، لذلك فإن من المترقب أن الكيان الصهيوني سيعاود حربه الظالمة على أهالي غزة.
ويشير الأسد إلى أن بعض الصحف العبرية نشرت عن مسؤولين صهاينة تأكيدهم على نوايا صهيونية في العودة للحرب، مؤكدا أن لجوء الصهاينة لوقف إطلاق النار أتى بغرض الإفراج عن الأسرى لدى حماس، والترويح عن جنوده الذين يعانون نفيساً منذ بدء معركة طوفان الأقصى، إضافة إلى حاجة الكيان الصهيوني الماسة لأخذ قسط من الراحة بغرض تخفيف المعاناة والخسائر الاقتصادية والمادية والبشرية التي تكبدها خلال المعركة.
اليمن حامي اتفاق وقف إطلاق النار
اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة لا يعني انتهاء الحرب الدامية، فمن المعروف تاريخياً نقض الكيان الصهيوني للمواثيق والعهود، وخير دليل في وقتنا الراهن اختراقه الدائم والمتكرر لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان.
وفي هذا السياق يؤكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبدالله النعمي أن اليهود لا يوفون بأي عهود أو مواثيق وهو ما يصدقه القران الكريم في قوله تعالى “كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم”..
ويوضح -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن اختراق الكيان الصهيوني لوقف إطلاق النار بجنوب لبنان واستمراره في الاعتداء على بعض القرى الحدودية وكذا عدم انسحابه من الحدود اللبنانية دليل واضح وجلي عن مكر الصهاينة وخداعهم.
ويرى أن الكيان الصهيوني سيختلق الحجج والذرائع الواهية في خرقه لوقف إطلاق النار؛ وذلك لرغبته العدوانية النازية في ارتكاب المزيد من المجازر والجرائم المروعة. كما أنه سيماطل في الخروج من الأماكن التي سيطر عليها أثناء العدوان على قطاع غزة.
وفي المقابل يؤكد النعمي أن اليمن العزيز لن يقف مكتوف الأيدي، وإنما سيظل متيقظاً ومراقباً لمدى التزام الصهاينة ببنود الاتفاق، وفي حالة اخترق بنود الاتفاق فإن اليمن لن يتردد لحظة واحدة في توجيه أقسى الضربات الموجعة والمنكلة بالعدو الصهيوني.
نزعة صهيونية في ارتكاب المجازر
وبالنظر لطبيعة الكيان الصهيوني المذكور في الكتب السماوية والمشهور بالخديعة والمكر والجبن والمخافة فإن وسائل نجاح اتفاق وقف إطلاق النار مرهون بمدى قوة الجهات الراعية للاتفاق، فإذا ما أمن الكيان الصهيوني العقوبة فإنه سينطلق دون أي رادع في ارتكاب المجازر المروعة التي يندى لها جبين الإنسانية.
وفي حالة أحس الكيان الصهيوني بأن هناك قوة ردع قاهرة قادرة على إيلامه وإخضاعه فإن الكيان سيلتزم ببنود الاتفاق، وسيظل يماطل ويبحث عن خيارات بديلة تسهم في إضعاف الجهات الحامية للاتفاق كي يتسنى له العودة للحرب دون أي مخافة.
وفي هذه الجزئية يقول الناشط الثقافي يوسف الحاضري: “بطبيعة الحال الشعب اليمني يعرف نفسية العدو الإسرائيلي، يعرف تفكيره ويعرف توجهاته بالغدر والخيانة، صفتان متلازمتان مع الكيان الصهيوني وعلى أساسهما يتعامل اليهود مع غيرهم ويمضون في تسيير شؤون حياتهم”.
ويضيف -في حديث خاص لموقع أنصار الله- “العدو الصهيوني ذكر عنه في القرآن الكريم أنه ناقض للعهد والمواثيق وأنه لا يعطي شيئًا أخذه إلا ما دمت عليه قائماً، أي أن ما أخذه العدو بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”.
ويؤكد الحاضري أن اليمنيين بقيادة السيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي سيحملون على عاتقهم مسؤولية حماية وقف إطلاق النار، وذلك كونهم يحملون القدرات التي تؤهلهم للقيام بالحماية، وذلك لامتلاكهم قوة ردع تجبر الكيان الصهيوني على الالتزام بوقف إطلاق النار.
ويرى أن القوات المسلحة اليمنية ستتعامل بكل حزم مع جيش العدو الصهيوني، حيث ستقابل كل اختراق صهيوني للاتفاق بعملية عسكرية كبرى تسهم في إخضاعه وإرغامه على الالتزام ببنود الاتفاق، كما أن العمليات العسكرية اليمنية ستسهم بشكل رادع في إيقاف النزعة الإجرامية لدى العدو الصهيوني الذي تعود عليها منذ عقود من الزمن.
موقع أنصار الله- محمد المطري