عندما نتذكر نساء البوسعيد في القرن التاسع عشر في زنجبار، فإنّ أول امرأة تقفزُ إلى أذهاننا هي السيدة سالمة بنت سعيد، وذلك لأسباب عديدة، أهمها - إلى جوار مغامرتها الجريئة والآلام التي عبرت حياتها- يعود لأنّها - وعلى نقيض الكثيرات آنذاك- كانت تجيد الكتابة. الكتابة التي تعلمتها سرا على يد أمّها في وقت لا تسمح فيه القصور بتعليم الفتيات الكتابة وإنّما القراءة التي تقتصرُ غالبا على قراءة القرآن الكريم، من مبدأ يقول: «الكتابة ليست من ضروريات الحياة في القصور».

بينما يتعلم الصبيان القراءة والكتابة معًا.

لكن السيدة سالمة جعلت حياتها وتلك المرحلة الزمنية من تاريخ عُمان مرحلة حيّة ومرئية بل ومستيقظة حتى اللحظة. فقصّة أحدنا - بكل ما فيها من ضجيج عارم- هي مجرد «إشارات صغيرة على الشجر، إذا لم تكتب، وإذا لم يأتِ القارئ الذي يجعلها حية»، كما تقول الكاتبة الأمريكية أورسولا لي جوين.

كانت أمّ السيدة سالمة من جواري السيد سعيد بن سلطان في وقت وصل عدد جواريه إلى ٧٥ جارية، لكنه فضلها لاتصافها بالذكاء والثقافة العالية والقدرة على القراءة والكتابة، هذا ما يُشير إليه كتاب: «نساء البوسعيد والسلطة في زنجبار في القرن التاسع عشر» للكاتبة شيماء غنيمي علي.

ولذا لا غرابة أن يفرد هذا الكتاب فصلا كاملا من فصوله الأربعة عن السيدة سالمة، في علاقتها مع أبيها، ودورها في تمرد أخيها السيد برغش ١٨٦١، ثمّ قصّة زواجها وهروبها إلى ألمانيا، وأحوالها المادية عقب وفاة زوجها، وصولا إلى مطالبتها بإرثها. فإزاء هذا الوضوح والظهور الذي تمثلته السيدة سالمة اختبأت قصص الأخريات، ولم يُذكر من حياتهن سوى النزر القليل!

ولعلنا نرجح أنّ ما جعل السيدة سالمة تظهر بهذا الانكشاف والوضوح يرجعُ لكتابة مذكراتها التي نُشرت لأول مرة عام ١٨٨٦باللغة الألمانية، فقد كشفت عن تفاصيل دقيقة من حياتها ومن الحياة الخفية داخل القصور، ولا تزال مذكراتها مرجعا أساسيا للعديد من الدراسات. فقد ورثت السيدة سالمة من أمّها قوة الإرادة والصلابة والعزيمة، فكانت مولعة بإتيان الغريب من الأعمال، إلا أنّ هذا لم يكن ليمنع الأخريات من لعب أدوار قوية في السياسة والاقتصاد والمسائل الاجتماعية. يُشير الكتاب بشكل لافت إلى أنّ النساء في الخليج آنذاك لم يكن لهن ذكر، على نقيض نساء عُمان اللواتي تمتعن بحضور قوي في المجتمع العُماني المتمدن.

تمتعت أخوات السيدة سالمة والنساء في زمانها بقصص جيدة للحكي أيضا، إلا أنّ ما وصلنا منها قليل. فالأميرة خولة وشيفانة ومثلى وزمزم وشريفة، اشتبكن بشباك الأطماع والحساسيات السياسية كما أبدين مواقفهن النبيلة في جوانب أخرى، إلا أنّ قصصهن لم تكن تُضاء إلا خلال مذكرات السيدة سالمة، أو كتابات الآخرين، فهن في موقع «المحكي عنه» لا «الحاكي».

فبقدر ما يعرضُ لنا الكتاب الحياة الرتيبة للنساء في القصور، غير المضطرات للعمل، اللواتي يجلسن خلف النوافذ لمراقبة الحركة في الشوارع، أو اللواتي يُرسلن رسائلهن الشفوية بشأن الأمسيات، الجالسات فرادى أو جماعات في غرفهن، أو اللواتي ينشغلن بالأعمال اليدوية و يقرأن بعض الجرائد العربية والكتب، بقدر ما يُرينا أيضا صنفا آخر من النساء اللواتي يُدبرن المكائد ويدخلن في تفاصيل السياسة ويقبضن زمام الاقتصاد.

ينفتحُ الكتاب على التقسيم التشريحي للحريم داخل القصر: زوجات السلطان وبناته والمستولدات المحظيات والجواري، إلا أنّ اللافت هو تلك الإشارة إلى أنّ الجواري المتمكنات من القراءة والكتابة كانت لهن معاملة خاصة، وأنّ الحُكام كانوا يأخذون بمشورة المتمتعات بحصافة الرأي، كما لم يظهر تمييز طبقي في مسألة التعليم، فالجواري يجلسن مع أولاد السلطان ليتعلمن أيضا، وإن اقتصر الأمر على تعلم القراءة وحسب.

يسرد الكتاب قصص نسوة تمتعن بالدهاء والنفوذ والاستقلال الاقتصادي، فكن يرثن ويدرن أعمالهن ويتمتعن بحق البيع والشراء، كالسيدة موزة بنت الإمام أحمد البوسعيدي، التي هيأت الحكم باقتدار لابن أخيها السيد سعيد بن سلطان، فعندما حوصرت مسقط حصارا خانقا ولم يكن لديها الحديد لصناعة البارود، أمرت بجمع كل مسامير المدينة، فصهرت الحديد والرصاص والنحاس وحتى العملات النقدية لتصيرها قذائف وطلقات وقنابل فحالفها النصر.

ماذا أيضا عن قصّة السيدة خولة التي كانت كبيرة المسؤولات عن الخزانة في عهد أبيها؟ بدت وكأنّها حاكمة أمام رعيتها، فقد كان والدها يصحبها أو يرسلها بمفردها إلى الخزينة، ويعتمد عليها في إدارة بيت المتوني. وكانت الأكثر مجاهرة بعداء الإنجليز، فقد ذهبت إلى القنصل البريطاني تطلب منه إيقاف الحرب القذرة ضد أخيها برغش. لقد كانت السيدة خولة هي المرأة الأهم في حياة أخيها السيد برغش وصاحبة الاستشارة الأولى وكانت وراء تثبيت حكمه وتجميع ولاء القبائل والشيوخ له، كما كانت زوجته السيدة موزة بنت حمد المستشارة الوحيدة التي ترافقه في معظم رحلاته وصاحبة نفوذ في القصر السلطاني «بيت العجائب».

وقد وصفت إحدى الأوروبيات السيدة غنية بنت سيف -والدة السيد سعيد بن سلطان- بأنّها: «تجلسُ معتدلة بعيدة عن باقي النسوة في وضع يوحي بأنّها الآمرة الناهية، وهي تستقبلُ زوجات الوفود الرسميين». أما السيدة عزة بنت سيف بن الإمام أحمد، فقد تمتعت بقوة نفوذ في بيت المتوني، وقد عرفت باسم «بيبي» عزة، أي السيدة المعظمة، وقد وُصفت الحياة داخل القصر في حياتها، بأنّها أشبه ما تكون بحياة الأديرة، لشدة تسلطها رغم أنّها لم تنجب أميرا أو أميرة. وكما يشير الكتاب فربما أصلها العربي هو ما كان يعطيها - جوار شخصيتها القوية- الحضور المكثف والعميق على غيرها من نساء القصر.

السيدة عائشة إحدى أخوات السيد سعيد وزوجة السيد هلال بن محمد، وقفت بصلابة في وجه أخيها الذي هدد بقتل زوجها بل وتصدت لهجوم مباغت وعنيف قام به ابن عمها والي صحار. وقد قامت بإرسال الرسائل إلى القبائل المؤيدة لزوجها، فأطلق أخوها سراحه، وتصالح معها وصار يستشيرها في أموره.

ناهيك عن الدسائس الماكرة التي دُبرت على أيدي نساء القصور وجواريها، فقد دُبرت مؤامرة ضد السيد هلال أكبر أبناء السيد سعيد، فاتهمته جارية بأنّه هتك عرضها، فجُرد من إرثه ونفي إلى عدن.

اللافت حقا هو الاهتمام بثقافة الجارية وذكائها اللذان يأتيان في مرتبة متقدمة على مرتبة الجمال، إذ يمكن أن يتم استبعاد الجارية لمجرد عدم حيازتها على الثقافة الكافية. وإن كانت الكتابة تُغير حياة المرأة ومكانتها، فإن الجارية التي تُنجب من سيدها السلطان تنقلبُ حياتها رأسا على عقب أيضا، فالمستولدات يأتين في الترتيب الثاني بعد الزوجات، إذ تصبح الجارية حرّة بعد الإنجاب لكن لو مات الابن فمن حق سيدها أن يبيعها. «لم نر في عهد البوسعيديين في زنجبار في القرن التاسع عشر من يتزوج من جواريه؛ لأنّه غير مستحب وإن كانت مستولدة».

لم يكن حضور النساء منصبٌ على الرغبة في الاستحواذ ورغبات الانتقام، كانت هنالك قصص أخرى يمكن أن تروى لبطولات من نوع آخر، تتبدى فيها الإنسانية العذبة، فالسيدة شيفانة بنت السيد سعيد أحبت عبيدها أكثر من أخوتها فأعطتهم كل ما تمتلك من ثروتها الطائلة، ثمّ قامت بتحرير عبيدها وهي على فراش الموت، وأعطتهم مزرعة لتدبير معيشتهم حتى لا يصبحوا مضطرين للعمل في مزارع أخرى، أما السيدة زوينه بنت السيد سعيد فقد أوقفت أموالها للفقراء.

الكتاب في عمومه لا يقول جديدا بشأن هذه السيدات، ولا يضعنا أمام تحليلات عميقة لمواقفهن وآرائهن، كما أنّه لا يفرد أبوابا أو فصولا مستقلة لكل واحدة منهن -باستثناء السيدة سالمة- وفق منهج زمني، الأمر الذي صعّب علينا تتبع الشخصيات النسائية التي تبرز وتختفي ضمن السياق العام للأحداث السياسية وموازين السلطة في زنجبار آنذاك، إلا أنّه من جهة أخرى جمع قصصهن وأبرزها، ومن هنا يكتسب هذا الكتاب أهميته، فهو يُذكرنا بهن، وكيف أنّ الكتابة «حاكيا أو محاكيا عنك» شكل من أشكال الأبدية والخلود.

إنّ نُدرة ذكر أسماء وقصص سيدات القصر من قبل المؤرخين جعلت أشياء كثيرة تفوتنا، رغم أنّ ما تبقى يصلح كمادة خصبة لكتابة الروايات ولعمل الأفلام والمسلسلات شديدة الدراماتيكية. فلقد كان بحوزة هذه النسوة حكايات جديرة بالحكي عن حياة لم تصلنا دقائقها الاجتماعية الصغيرة كما وصلتنا قضاياها الكبيرة، إلا أنّهن لم يكتبن حكاياتهن بأيديهن، الأمر الذي جعل قصّة السيدة سالمة مُشعة وذات قيمة مؤثرة حتى اليوم. «الشعر يخلق الأسطورة، النثر يرسم صورة له» هذا قاله جان بول أوستر، وهذا ما فعلته السيدة سالمة.. لقد رسمت بنثرها صورة للمكان وأبعاده وحكاية البشر الذين عبروا نسيج حياتها.

هدى حمد صحفية وروائية عمانية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السید سعید اللواتی ی فی زنجبار فی القرن إلا أن لم یکن

إقرأ أيضاً:

كتاب وجوائز|الاحتفاء بـ صابر عرب و ممدوح الدماطي بمعرض الكتاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ضمن فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، استضافت القاعة الدولية ندوة ضمن محور "كتاب وجوائز"، احتفاءً بالفائزين بجوائز الدولة التي تنظمها وزارة الثقافة ممثلةً في المجلس الأعلى للثقافة.
شارك في الندوة الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق والحاصل على جائزة النيل في العلوم الاجتماعية، والدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار الأسبق والحاصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، وأدارها الكاتب الصحفي محمد بغدادي.

استهل الدكتور ممدوح الدماطي حديثه بالتأكيد على أن المنتج الثقافي المصري ثريٌّ للغاية، لكنه بحاجة إلى ترويج أكثر فاعلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أنه يحتوي على مادة علمية متميزة تستحق الانتشار عالميًا.
وشدد على أهمية وجود رؤية موحدة وتنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة، لا سيما وزارات التربية والتعليم والثقافة والإعلام، لضمان الترويج الأمثل لهذا المنتج الثقافي وتعزيز الوعي به.
وحول كيفية حماية الآثار وترسيخ الوعي الأثري لدى الطلاب، أوضح الدماطي أن المدرسة تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الوعي التاريخي، مشيرًا إلى اتفاقية سبق أن عُقدت بين وزارتي التربية والتعليم والآثار، حين كان الدكتور محمود أبو النصر وزيرًا للتعليم، بهدف إدخال كتابين مهمين إلى المناهج الدراسية هما: "أطلس مصر"، الذي يُسلَّم للطلاب من الصف الرابع الابتدائي حتى نهاية المرحلة الابتدائية، وكتاب "آثار الحضارة المصرية"، الذي يُمنح لطلاب المرحلة الإعدادية لتعريفهم بتاريخ الأقاليم التي ينتمون إليها، مثل الدلتا والقناة وغيرها.
وأضاف أن وزارة الآثار تمتلك إدارة التربية المتحفية، التي ينبغي تفعيلها بشكل أكبر لتوعية المواطنين بدءًا من المراحل الدراسية المبكرة.
كما تطرق الدماطي إلى مكانة المرأة في مصر القديمة، موضحًا أنها كانت تشغل أدوارًا بارزة في مختلف المجالات، حيث وُجدت قاضية في الأسرة الثالثة، بالإضافة إلى طبيبات ومعلمات، كما وصلت بعض النساء إلى سدة الحكم، وإن كان ذلك مشروطًا بأن يمثل الملك الإله "حورس"، مما يتطلب أن يكون الحاكم رجلًا.
وأشار إلى أن الملكة حتشبسوت، على سبيل المثال، كانت وصية على العرش ثم أعلنت نفسها ملكة، وبسبب القاعدة التي تشترط أن يكون الحاكم ذكرًا، لجأت إلى ابتكار "أسطورة الولادة المقدسة"، حيث زعمت أنها البذرة المقدسة للإله آمون، كما صنعت لنفسها تماثيل ذات مظهر رجولي لتعزيز شرعيتها في الحكم.

من جانبه، أكد الدكتور محمد صابر عرب أن مصر تمتلك إرثًا ثقافيًا ممتدًا عبر التاريخ الإنساني، لافتًا إلى أنها الدولة الأولى التي نشأت على ضفاف النيل، مما جعلها في الصدارة في مختلف المجالات، سواء على المستويات الإقليمية أو الدولية، وهو ما كان نتيجة طبيعية لجودة التعليم والاهتمام بتنشئة جيل مثقف.
وشدد عرب على أن التعليم هو الأساس في بناء الحضارات، مؤكدًا أن نجاحه لا يقتصر على المناهج الدراسية فقط، بل يتطلب توفير عناصر متكاملة مثل المسرح والموسيقى والرياضة، التي تعزز التفكير الإبداعي وتساهم في تكوين شخصية متوازنة.
وفيما يتعلق بنظرية المؤامرة، أشار عرب إلى أن هناك مبالغة شديدة في استخدامها لتفسير الأوضاع الحالية، رغم أن حرية الصحافة والتعبير عن الرأي متاحة، مؤكدًا أن الثقافة هي الحصن الحقيقي ضد خطاب التكفير والتطرف، مستشهدًا بالفكر الإسلامي الذي يرفض مبدأ تكفير الآخرين.
وأكد عرب أن إجراء حوار مع جميع الفئات الفكرية أمرٌ ضروري لنشر التنوير في المجتمع، موضحًا أن مواجهة الأفكار المتطرفة لا تقتصر على الحلول الأمنية، بل تتطلب جهودًا فكرية وثقافية وإنسانية.
وأوصى بأهمية تجديد الخطاب الديني، بحيث يكون أكثر انفتاحًا على المجتمع، ويشجع على القراءة والاستماع إلى الموسيقى الراقية، فضلًا عن تنمية المهارات الفنية مثل الرسم والخط، حتى يكون الخطاب الديني قادرًا على مخاطبة الناس بلغة قريبة منهم، بعيدًا عن الأساليب الفكرية الصارمة التي قد تكون معقدة.
واختتم عرب حديثه بالتأكيد على ضرورة الحفاظ على التراث المخطوط والمطبوع، مشيرًا إلى أهمية تفعيل القانون الذي ينص على أن دار الكتب والوثائق القومية هي المركز المعتمد لحفظ المخطوطات، حيث يتم ترميمها وتوثيقها. وأكد أن الثروة الثقافية الحقيقية تكمن في المحتوى التراثي، لكنه يحتاج إلى دعم فني واهتمام أكبر بعمليات الترميم والتوثيق لضمان استمراره للأجيال القادمة.
 

مقالات مشابهة

  • الآثار والمتاحف تعلن فتح أبوابها أمام البعثات الأثرية التي كانت تعمل في سوريا
  • رويترز: طائرة بلاك هوك العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت في رحلة تدريبية
  • كتاب وجوائز|الاحتفاء بـ صابر عرب و ممدوح الدماطي بمعرض الكتاب
  • ثورة 30 يونيو والاستجابة للقدر.. إصدار جديد لـ السيد الحراني في معرض الكتاب
  • حكاية كتاب ثمنه 12 ألف جنيه في معرض القاهرة.. يعود إلى القرن الثامن هجريا
  • أمين الفتوى: السيدة زينب كانت صورة حية للصبر على البلاء
  • قراءة فكرية في التغيرات الكبرى التي صنعها السيدُ حسين بدرالدين الحوثي
  • حفل توقيع ومناقشة كتاب "خد وهات في علم المفاوضات" بمعرض الكتاب.. صور
  • "من الصداقة إلى السينما".. سعيد شيمي يستعرض مشوار "محمد خان" بمعرض الكتاب
  • من الصداقة إلى السينما.. سعيد شيمي يستعرض مشوار محمد خان بمعرض الكتاب