انطلقت اليوم في أبوظبي فعاليات معرض ومؤتمر النقل في الشرق الأوسط 2024 في نسخته العشرين وتستمر لمدة ثلاثة أيام بمشاركة أكثر من 30 متحدثًا دوليًا ومتخصصين في مجال النقل البحري واللوجستي من جميع أنحاء العالم وذلك لمناقشة مستقبل قطاع النقل والخدمات اللوجستية العالمية.
ويشارك في الحدث أكثر من 300 من كبار المديرين التنفيذيين ومسؤولي الموانئ وصناع القرار في مجال المشتريات من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب شركات الشحن الرائدة والمستوردين/المصدرين وخطوط الشحن ووكلاء الشحن وشركات الخدمات اللوجستية والموانئ وشركات تشغيل المحطات ومشغلي السكك الحديدية وموردي معدات وخدمات الموانئ.


ويوفر المعرض المصاحب لـ 50 عارضًا وعلامة تجارية فرصة التواصل مع وفود من صناعة النقل والخدمات اللوجستية في دول مجلس التعاون الخليجي وأن يكونوا جزءًا من أحد أسرع الاقتصادات نموًا في الشرق الأوسط والاستفادة من رؤى الخبراء وقادة القطاع وعرض أحدث المنتجات والخدمات في مجال النقل والخدمات اللوجستية.
وقال سيف المزروعي الرئيس التنفيذي لقطاع الموانئ – مجموعة موانئ أبوظبي في كلمته الافتتاحية إن أجندة المؤتمر تعكس الطبيعة الديناميكية لصناعة النقل والخدمات اللوجستية من حيث مناقشة التوقعات الاقتصادية لدول مجلس التعاون الخليجي خلال العام الحالي 2024 وتطوير الموانئ وشبكات النقل المتعددة في دولة الإمارات وفرص الاستثمار والموضوعات المحورية للموانئ الخضراء والاستدامة والتحول الرقمي إضافة إلى مناقشة إمكانيات تحسين الموانئ والمحطات.
وأضاف أن رؤى وتوجيهات القيادة الحكيمة أسهمت في تعزيز مكانة دولة الإمارات مركزاً عالمياً للنقل والخدمات اللوجستية ووضعت أيضًا معيارًا للابتكار والتنمية المستدامة في هذا القطاع الحيوي مؤكدا أن النمو والتحول الملحوظ الذي نشهده اليوم في قطاع النقل والخدمات اللوجستية في الإمارات هو انعكاس مباشر لتوجيهات القيادة.
وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط، وخاصة دولة الإمارات تلعب دوراً محورياً في تشكيل المشهد البحري واللوجستي العالمي مضيفا أن الموقع الجغرافي الاستراتيجي للدولة إضافة إلى البنية التحتية المتطورة وسياسات التفكير المستقبلي واغتنام الفرص ومواجهة التحديات في مشهد عالمي دائم التطور جعل من الإمارات مركزا عالميا رائدا لقطاع النقل الخدمات اللوجستية.
وقال “ بينما نتعمق في المناقشات حول الموانئ الخضراء والتحول الرقمي دعونا نذكر أنفسنا بالمسؤولية التي نتحملها تجاه كوكبنا والأجيال القادمة. إن تبني الممارسات المستدامة والابتكارات الرقمية ليس مجرد خطوة استراتيجية، بل هو ضرورة أخلاقية” مشيرا إلى أن التزام دولة الإمارات بهذه المجالات يشكل نموذجاً ملهماً للجميع”.
وأكد في ختام كلمته أهمية المشاركة الفعالة والتعاون والانخراط في الحوارات والجلسات التي يشهدها المؤتمر والمعرض المصاحب وتبادل الأفكار والخبرات للعمل المشترك على تشكيل مستقبل مرن وفعال ومستدام لصناعة النقل والخدمات اللوجستية مشيرا إلى أن هذه الحدث المهم يشكل منصة لبناء الجسور وإقامة الشراكات وتصور مستقبل مزدهر ومستدام وشامل.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: النقل والخدمات اللوجستیة دولة الإمارات الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

ترامب وحقبة الشرق الأوسط الجديد

تتردد شائعات حول انسحاب الولايات المتحدة من سوريا منذ سنوات في أجندة الرأي العام الدولي. وفي فبراير الماضي، كشفت تقارير استخباراتية أن واشنطن تعمل هذه المرة على تسريع العملية بشكل جاد. ورغم أن الانسحاب يتم بشكل تدريجي بحجة مخاوف أمنية تتعلق بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إلا أن السبب الحقيقي مرتبط مباشرة بالمخاطر والضغوط التي يمارسها الكيان الصهيوني واللوبي اليهودي في أمريكا. فالكيان الصهيوني يخشى من التزام قسد بالاتفاقيات مع حكومة دمشق، ويشعر بقلق بالغ من تزايد نفوذ تركيا، التي تُعتبر الفاعل الوحيد القادر على تحقيق الاستقرار في سوريا.

أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان على دراية بالخطط القذرة، فقد كان مصمما على عدم الانجراف لهذه اللعبة. فاللوبي الصهيوني يسعى إلى تحريك مسلحي «داعش» والميليشيات الشيعية، وتنظيم وحدات حماية الشعب (YPG) والأقليات الدرزية، أو العلوية في المنطقة، لتحويل سوريا إلى «لبنان جديدة»، ثم جر القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) إلى هذه الفوضى. لكن يبدو أن إدارة ترامب تقاوم هذا السيناريو بقوة.
حصل ترامب على الفرصة لتنفيذ خطته الاستراتيجية للانسحاب ليس كـ»تراجع»، بل كإعادة تموضع
فعندما أراد ترامب الانسحاب من سوريا في 2019 خلال ولايته الرئاسية الأولى، تمت إعاقة هذه الخطوة من قبل المحافظين الجدد الموالين للكيان الصهيوني، واللوبي اليهودي المؤثرين في الدولة العميقة الأمريكية. وشملت الضغوط على ترامب حججا عدة مفادها، أن الانسحاب سيعود بالنفع على إيران وروسيا، ويعرض أمن الكيان الصهيوني للخطر، بالإضافة إلى مخاطر تدخل تركيا، ضد أي «دولة إرهاب» قد تقام في المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب. في ذلك الوقت، لم يكن ترامب يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة هذه الضغوط، فلم يستطع تنفيذ استراتيجية الانسحاب، لكن اليوم، اختفت معظم المبررات التي حالت دون الانسحاب، فقد تم احتواء تهديد «داعش»، وأقامت تركيا توازنا جديدا على الأرض عبر عملياتها العسكرية، كما أصبحت مكاسب إيران وروسيا في سوريا قابلة للتوقع، ولم يتبق سوى عامل واحد، وهو استراتيجيات الكيان الصهيوني المعطلة. حتى الآن، تشكلت خطة «الخروج من سوريا» لصالح ترامب سياسيا داخليا وخارجيا، وقد أضعف ترامب بشكل كبير نفوذ المحافظين الجدد، واللوبي الصهيوني مقارنة بفترته الأولى. كما أن مطالب الكيان الصهيوني المفرطة، يتم تحييدها بفضل الدور المتوازن الذي يلعبه الرئيس أردوغان.


وهكذا، حصل ترامب على الفرصة لتنفيذ خطته الاستراتيجية للانسحاب ليس كـ»تراجع»، بل كإعادة تموضع تتماشى مع الاستراتيجية العالمية الجديدة للولايات المتحدة. لأن «الاستراتيجية الكبرى» لأمريكا تغيرت: فالشرق الأوسط والكيان الصهيوني فقدا أهميتهما السابقة. يعتمد ترامب في سياسة الشرق الأوسط للعصر الجديد على نهج متعدد الأقطاب، لا يقتصر على الكيان الصهيوني فقط، بل يشمل دولا مثل تركيا والسعودية وقطر والإمارات ومصر وحتى إيران. وهذا النهج يمثل مؤشرا واضحا على تراجع تأثير اللوبي اليهودي، الذي ظل يوجه السياسة الخارجية الأمريكية لسنوات طويلة. وإلا، لكانت الولايات المتحدة قد تخلت عن فكرة الانسحاب من سوريا، وعززت وجودها على الأرض لصالح الكيان الصهيوني، ما كان سيؤدي إلى تقسيم البلاد وتفتيتها إلى خمس دويلات فيدرالية على الأقل. لكن ترامب، خلال الاجتماع الذي عُقد في البيت الأبيض في 7 أبريل بحضور رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو، أعلن للعالم أجمع أن تركيا والرئيس أردوغان هما فقط الطرفان المعتمدان في سوريا. كانت هذه الرسالة الواضحة بمثابة رسم لحدود للكيان الصهيوني واللوبي الصهيوني في أمريكا.

ينبغي عدم الاستهانة بخطوات ترامب، ليس فقط في ما يتعلق بالانسحاب من سوريا، بل أيضا في تحسين العلاقات مع إيران بالتنسيق مع تركيا وروسيا. هذه الخطوات حاسمة، وقد تم اتخاذها، رغم الضغوط الشديدة من اللوبي اليهودي الذي لا يزال مؤثرا في السياسة الأمريكية. ولهذا السبب، يتعرض ترامب اليوم لانتقادات حادة من الأوساط الصهيونية والمحافظين الجدد، سواء داخل أمريكا أو خارجها.

المصدر: القدس العربي

مقالات مشابهة

  • وزير النقل والخدمات اللوجستية: رؤية المملكة 2030‬ تواصل بدعم وتمكين من لدن القيادة تحقيق أهدافها الطموحة
  • مستشفى النعيرية يشارك في فعاليات اليوم الخليجي للمدن الصحية
  • لا بنزين ولا هيدروجين.. اليابان تكشف عن الموتوسيكل الأكثر إثارة وزيرو انبعاثات
  • بحث دور الأوقاف في الحفاظ على الثروة الأسرية بأبوظبي
  • ترامب وحقبة الشرق الأوسط الجديد
  • محمد بن راشد بن محمد بن راشد يشهد انطلاق قمة «الآلات يمكنها أن ترى»
  • «اتش آند إم».. علامة شهيرة هدفها الجودة والاستدامة
  • كنوز نادرة من تراث الشرق الأوسط في معرض أبوظبي للكتاب 2025
  • محمد بن راشد بن محمد بن راشد يشهد انطلاق النسخة الثالثة من قمة «الآلات يمكنها أن ترى»
  • زار العراق بعد 17 سنة غياب.. نائب أمريكي: نحتاج للبقاء منخرطين في الشرق الأوسط