تركيا ترفع إسرائيل من قائمة الصادرات المستهدفة.. تصعيد اقتصادي
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
منذ اندلاع الحرب في غزة، اتخذت تركيا إجراءات دبلوماسية ضد إسرائيل، بما في ذلك دعم الاتهامات بجرائم الإبادة، في محكمة العدل الدولية في لاهاي، لكن تركيا قامت هذا الأسبوع بتصعيد الأمور، من خلال العمل على الجبهة الاقتصادية، لإزالة إسرائيل من قائمة الدول المستهدفة للتصدير.
جاءت خطوة رفع تركيا لإسرائيل من قائمة الصادرات المستهدفة، وفق تقرير لصحيفة "جلوبس" العبرية، وترجمه "الخليج الجديد"، على الرغم من أن إسرائيل كانت السوق رقم 13 لصادرات تركيا في عام 2023، حيث بلغت قيمة الصادرات 5.
كما يأتي القرار بعد سنوات شهدت فيها العلاقات الدبلوماسية صعودًا وهبوطًا، لكن لم تفرض تركيا أي قيود اقتصادية.
ومن خلال قرارها بإزالة إسرائيل من قائمة الدول المستهدفة للتصدير، ستتوقف تركيا عن تشجيع سكانها على دعم التجارة ودعم الشركات التي تعمل مع إسرائيل.
ووفق الصحيفة، يبعث القرار برسالة إلى الشركات التركية، مفادها أنها إذا قامت بالتبادل التجاري مع إسرائيل، فإن الدولة لن تساعدها.
والأهمية الأخرى أن وزارة التجارة التركية ستوقف دعمها للمؤتمرات المشتركة مع إسرائيل، وهي خطوة تكبح قدرة الملحق التجاري التركي في إسرائيل على تشجيع الاتصالات بين البلدين.
اقرأ أيضاً
دافوس يدعم إسرائيل.. بلومبرج: تركيا تقاطع المنتدى الاقتصادي العالمي
وفي الوقت الذي اتخذت فيه الإجراء ضد إسرائيل، أزالت تركيا العراق والسودان وموزمبيق والكونغو من القائمة.
ويعتقد أن اعتبارات إزالة العراق، ثالث أكبر سوق لصادرات تركيا، ترجع إلى الخلافات مع بغداد بشأن العمليات العسكرية ضد قوات "العمال الكردستاني" في شمال العراق.
وفي السودان، "يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للإضرار بالحكومة هناك".
وأضافت تركيا أيضًا دولًا إلى قائمة الصادرات المستهدفة، بما في ذلك الجزائر.
وصدّرت تركيا في عام 2023 سلعًا بقيمة 5.42 مليارات دولار إلى إسرائيل، بانخفاض عن 7 مليارات دولار في عام 2022.
ووفقًا لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، صدّرت إسرائيل سلعًا بقيمة 1.5 مليار دولار إلى تركيا في عام 2023، انخفاضًا من 2.5 مليار دولار في عام 2022.
وكانت تركيا من بين 7 دول شهدت انخفاضًا كبيرًا في الصادرات الإسرائيلية في عام 2023 إلى جانب ماليزيا وألبانيا وتايوان وفرنسا والمملكة المتحدة وكندا.
اقرأ أيضاً
تركيا تنفي زيادة صادراتها إلى إسرائيل
يشار إلى أن أكثر من 50% من صادرات إسرائيل من تركيا تقع في فئة المحاجر والآلات والمعادن، المخصصة للاستخدام بشكل أساسي في البناء الإسرائيلي.
فيما تشكل المواد الغذائية 8% من صادرات أنقرة إلى إسرائيل.
وقال الشريك المؤسس لمنصة سلسلة التوريد الرقمية (SlickChain) والرئيس التنفيذي إيلاد برشان: "كل شيء له بديل.. المشكلة هي السعر والتوافر".
وذكر برشان، وهو خبير في التوريدات الدولية، أن البدائل المتاحة لإسرائيل هي التجارة مع شرق آسيا، التي لديها أوقات توريد أطول بكثير، أو مع أوروبا، حيث أسعار السلع أعلى بكثير مما هي عليه في تركيا.
وتابع: "من دون الخط من تركيا، يمكن تمديد الشحنة إلى طريق مدته 60 يومًا من شرق آسيا. وإذا انتقلنا إلى أوروبا، فإن المشكلة تكمن في الأسعار الباهظة".
وحول مدى تضرر الاقتصاد التركي من القرار، قالت "جلوبس": "على الأرجح لا".
وأشارت إلى أنه في 2023، حطمت أنقرة الأرقام القياسية، حيث بلغ إجمالي الصادرات 255.8 مليار دولار، بزيادة 0.6% عن عام 2022.
وكان العجز التجاري مرتفعًا عند 106 مليارات دولار، لكن هذه حقيقة اعتادتها أنقرة، التي لا تتمتع باستقلال في مجال الطاقة.
اقرأ أيضاً
عبر انتقاد حاد وتنسيق مكثف.. تركيا تضغط على إسرائيل للتخفيف عن غزة
وعلى الرغم من سياسة أردوغان المناهضة لإسرائيل، تظهر الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة النقل التركية أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، أبحرت 701 سفينة تركية إلى إسرائيل، أي بمعدل 8 سفن يوميًا.
ومن بين هذه السفن 480 أبحرت فقط بين أنقرة وإسرائيل، فيما وصلت 221 سفينة إلى إسرائيل عبر تركيا.
وفي عام 2023، قفزت صادرات أنقرة إلى الإمارات من 2.7 مليار دولار إلى 5.92 مليارات دولار، وهو ما يمثل 3.4% من إجمالي صادرات تركيا.
وكانت ثاني أكبر قفزة في الصادرات إلى روسيا، حيث ارتفعت الصادرات 1.78 مليار دولار العام الماضي إلى 9.42 مليارات دولار.
وكانت ثالث أكبر قفزة في الصادرات التركية العام الماضي إلى السعودية، حيث ارتفعت الصادرات 949 مليون دولار إلى 2.27 مليار دولار.
وهناك منافسة بين إسرائيل وأنقرة في صناعة الدفاع.
وحطمت الصادرات الدفاعية الإسرائيلية رقماً قياسياً في عام 2022، بعقود بلغت 12.5 مليار دولار.
اقرأ أيضاً
معهد إسرائيلي: رد فعل تركيا على الحرب في غزة حاد.. ولكن
وقفزت شركة (Elbit Systems) إلى المركز الـ21 في قائمة (Defense News) لأكبر 100 شركة دفاع في العالم، مع تقدم شركة صناعة الطيران الإسرائيلية (IAI) التي تقع في المرتبة الـ29، و(رافائيل) التي تقع في المرتبة الـ34.
كذلك حطمت تركيا أيضًا الرقم القياسي لصادراتها الدفاعية العام الماضي بعقود بقيمة 4.4 مليارات دولار.
والتنافس الآخر هو السيطرة الإقليمية على البضائع، وفق "جلوبس"، إذ تعتبر أنقرة نفسها "المحور الإقليمي" في جميع المجالات، ولذلك شعرت بالغضب في سبتمبر/أيلول الماضي، عندما قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن اقتراحه لإنشاء ممر لوجستي بين اليونان والهند، عبر إسرائيل والأردن والسعودية والإمارات، يتجاوز أنقرة.
وقد أدى ذلك إلى إعادة أنقرة الترويج لخطة إنشاء ممر نقل خاص بها بين أنقرة والعراق، ومن هناك إلى الخليج والمحيط الهندي.
ومع ذلك، بما أن تركيا أزالت الآن إزالة العراق من قائمة أهداف التصدير، يبدو أن هذه الخطة لن يُروَّج لها قريبًا.
وتظهر أرقام وزارة السياحة التركية، أنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، زار 68 ألف إسرائيلي تركيا، بينما انخفض العدد في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إلى 1800 فقط.
بين يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني 2023، زار 762 ألف إسرائيلي تركيا، مقارنة بـ780 ألفًا خلال الفترة نفسها من عام 2022.
اقرأ أيضاً
أين تركيا من العدوان الإسرائيلي على غزّة؟
المصدر | جلوبس - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تركيا إسرائيل صادرات حرب غزة تجارة السياحة إسرائیل من قائمة ملیارات دولار إلى إسرائیل ملیار دولار اقرأ أیضا دولار إلى فی عام 2023 عام 2022
إقرأ أيضاً:
طرد الأكراد من سوريا..تركيا: على حكومة دمشق تحرير الشمال من وحدات الشعب
أعلن وزير الدفاع التركي يشار غولر اليوم الأحد أن تركيا تنتظر من حكام سوريا الجدد، بما في ذلك فصيل الجيش الوطني السوري الذي تدعمه أنقرة، طرد مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية من جميع الأراضي التي يسيطرون عليها في شمال شرق سوريا.
وقال غولر خلال زيارة للقوات التركية على الحدود السورية مع قادة عسكريين: "نعتقد أن القيادة الجديدة في سوريا والجيش الوطني السوري، الذي يشكل جزءاً مهماً من جيشها، إلى جانب الشعب السوري، سيحررون جميع الأراضي التي احتلتها المنظمات الإرهابية".وأضاف في مقطع مصور نشرته وزارة الدفاع "سنتخذ أيضاً كل الإجراءات اللازمة بنفس العزم للقضاء على جميع العناصر الإرهابية خارج حدودنا".
وتطالب أنقرة بسحب المسلحين الأكراد السوريين، ودعت واشنطن إلى سحب دعمها. وأقر الجيش الأمريكي الأسبوع الماضي بأن لديه 2000 جندي على الأرض في سوريا، وهو ضعف العدد الذي كان يذكره في السابق.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أمس السبت، إن تركيا ستفعل "كل ما يلزم" لضمان أمنها إذا لم تتمكن الإدارة السورية الجديدة من معالجة مخاوف أنقرة.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب السورية امتداداً لمسلحي حزب العمال الكردستاني الذين يخوضون تمرداً ضد الدولة التركية منذ 40 عاماً، وتعتبرهم أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي، جماعة إرهابية.
بما فيها التدخل العسكري..#تركيا: سنتدخل إذا لم تحل الحكومة السورية مشكلة #الأكراد https://t.co/bQuLS52hSM
— 24.ae (@20fourMedia) December 22, 2024وتقود وحدات حماية الشعب تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تدعمه الولايات المتحدة ويسيطر على مناطق في شمال شرق سوريا.
وبعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ أسبوعين، تخوض تركيا والفصائل السورية التي تدعمها قتالاً ضد قوات سوريا الديمقراطية، وسيطرت على مدينة منبج.