24 يناير، 2024
بغداد/المسلة الحدث:
رياض الفرطوسي
عندما يكون البلد مخزنا للازمات والشائعات والتكهنات والخرافات والاكاذيب ‘ يكثر المنجمون والمدَعون والقوالون والمتفيقهون والمتسيسون والمداحوَن والانتهازيون واصحاب الاقنعة والطبالون ‘ يعلو صوت الباطل وتنتشر البلادة والسطحية والسفه والجهل وتموت الاحلام ويختفي صوت الحكماء والعلماء والمفكرون وتزداد التشوهات الاجتماعية وتشاع الاتهامات والخيانات والحكايات والقال والقيل وتتحول السرقة والفساد الى شي عادي ويدخل سوء الظن في كل مرافق الحياة.
يمكن لهذه التفاصيل ان تشكل تهديدا يؤثر على حياة الناس وسلوكهم وهو اخطر ما يتهدد اي مجتمع او امة.
فعندما يتم الترويج لارتفاع سعر الدولار وانخفاض للعملة الوطنية فان الناس تتجه الى شراء الدولار بكميات كبيرة تحسبا لارتفاعات اكثر وقت ما تريده الشائعات ويصبح لهذه الامور اسقاطات على ارتفاع السلع في الاسواق مما يسمح لبعض التجار بأحتكار الكثير من المواد الاستهلاكية ورفع اسعارها والذي يؤدي بدوره الى حالة من التذمر تنتشر في اوساط الشارع يجعل الدولة تدفع بأتجاه ضخ ما لديها من احتياطي العملة الصعبة لسد العجز الموجود في السوق.
عندما تكون الشائعة والدعاية المغرضة سلوكا يوميا بين الناس يصبح ذلك سببا مباشرا في اي ازمة بل محركا لتلك الازمة ويكون من الصعوبة بمكان احتوائها خاصة اذا صادف ذلك ارتفاع حقيقي لتلك الشائعات حتى تتفاقم الازمات الى مرحلة المشكلة المعقدة التي ستكون صعبة الحل ولا نعرف كيف نمسك ببداياتها او نهاياتها.
نكون نحن من يصنع الازمات عندما نساهم في تصديق الشائعات لنصبح لاحقا ضحايا تلك الشائعات ونعاني من نتائجها الكارثية.
لابد للدولة ان تتحرك على اكثر من مستوى بأتجاه ضبط سوق الانتاج المحلي بما يتعلق بالوضع الاقتصادي والزراعي والتشجيع على اي منتج وطني بما يساهم في خفض السلع الاستهلاكية.
اضافة الى منح العاملين في هذه القطاعات تسهيلات تساهم في عملهم.
سيكون هذا نوع من الاجراءات الاستباقية من طرف الحكومة تضيق فيها الخناق على اي نوع من الجشع والشائعات وارتفاع الاسعار . لن تكون هذه الاجراءات كافية من دون ان يساهم المستهلك في التعاون مع الحكومة في استقرار وضع السوق ومواجهة اي خلل محتمل على مستوى استراتيجي.
ستكون تلك خطوة مهمة تعمل على خفض الاعتماد على الاستيراد والاكتفاء الذاتي وهذا يعتبر جزءا من خارطة الطريق نحو بناء امن وطني في الغذاء والحاجات اليومية للناس. تساهم مراكز الابحاث الوطنية وبالتعاون مع المؤسسات ذات العلاقة بتطوير مصادر الانتاج.
ثمة خطوة مهمة اخرى تتعلق بالوعي الاجتماعي بحيث ان الرأي العام يكون على بينة من انتشار الشائعات وكيف تتحول تلك الشائعات من قصص متداولة الى سلوك عملي بحيث ان تصديقها ممكن ان يحولها الى واقع ملموس مما يؤدي الى مخاطر كبيرة ومدمرة.
القدرة الحقيقية في مواجهة اي ازمة تكمن في متانة حلقات المجتمع المكونة من المستهلك ‘ والتاجر ‘ والدولة ‘ والمنتج . اذا تعاونت تلك الحلقات مع بعضها بعضا وتوافقت في الاداء والنزاهة والمسؤولية والحركة.
المواطن عليه مسؤولية مواجهة اي شائعة مغرضة وان لا يفتح لها باب التصديق او ينقلها من دون وعي او تدبر.
وعلى التجار ان لا يحتكروا المواد ويراعوا حالة المواطن في التوزيع ولا يستغلوا اي ازمة يتعرض لها البلد من اجل مكاسب مادية على حساب قوت الشعب.
ان حصانة المجتمع من الدعايات والاشاعات من شأنه ان يؤدي الى تنظيم حياتنا ومستقبلنا ونجاحنا في جميع المجالات لتحقيق مراكز متقدمة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
اختلاف الرأي أمر طبيعي.. أبرز تصريحات قداسة البابا اليوم في عظة قداس العيد الـ ١٢ لتجليسه
كتب- أحمد عبدالمنعم:
احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الإثنين، بالتذكار الثاني عشر لتنصيب قداسة البابا تواضروس الثاني بابا وبطريركًا على عرش القديس مار مرقس الرسول.
وأقيم بهذه المناسبة قداس احتفالي احتضنته كنيسة التجلي في مركز لوجوس بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، تولى البابا خدمته وشارك فيه حوالي 100 من الآباء المطارنة والأساقفة ووكيلا البطريركية بالقاهرة والإسكندرية، ومدير مكتب قداسة البابا، وسكرتيرو ومساعدو قداسته من الآباء الكهنة والرهبان.
وفي عظة القداس، أشار قداسة البابا تواضروس إلى التذكارات التاريخية التي تحتفل بها الكنيسة القبطية اليوم، وهي تذكار مجمع نيقية الذي حضره 318 أسقفا، ورفض بدعة آريوس، وأيضًا تذكار تدشين الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس عام 2018.
وجاءت أبرز تصريحات البابا تواضروس كالتالي:-
- وجودنا هنا معًا أهم من مئة عظة فحينما يرانا الناس معًا (كآباء) يفرحون ويشعرون بالطمأنينة، وحينما نلتقي ونتحاور ونتقارب ونتشاور ونتبادل الخبرات نزداد غنى وتنمو الكنيسة.
- أثق أن الجميع يعملون بإخلاص وأمانة لأجل صالح الكنيسة.
- يجب أن نشتري "السلام" ولو على حساب أنفسنا، لنحفظ بنيان الكنيسة، ولا ننسى أنه كما نلقب السيد المسيح بـ "المعلم الصالح" فإننا أيضًا نلقبه بـ "ملك السلام"
- كنيستنا راسخة، إيمانها ثابت ومستقيم، ربت أجيال عديدة على هذا الإيمان، ويجب أن نغرس هذا الإيمان عينه في أولادنا ولكن مع التقوى، ولنحذر ممن يحولون حراسة العقيدة إلى معركة ودعوة لكراهية الآخرين والدخول في صراعات.
- يجب أن يحافظ الأسقف على كرامة الأسقفية بأن يكون قدوة في الكلمة والتصرف، ولا سيما في عصر "السوشيال ميديا"، والسيد المسيح لم يؤلف كتبًا ولكنه قدم نفسه نموذجًا وقدوةً، وبهذا غَيَّرَ حياة ملايين من الناس.
- في مثل هذه المناسبات تكون لكل واحد منا فرصة لمراجعة النفس وفحص الضمير لكي نحافظ على نصيبنا السماوي.
- اختلاف الرأي أمر طبيعي وصحي ولكن يجب أن تكون طريقة التعبير عن الرأي صحيحة وبناءة لكي يؤدي بنا الاختلاف إلى فهم أعمق ونغتني به روحيًا ونفسيًّا وفكريًّا.
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية البابا تواضروس
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة البابا تواضروس يلتقي الحاصلين على الماچستير والدكتوراه في الدراسات أخبار