بعد تضررها من المقاطعة.. هل أطلقت “ستاربكس” كوبًا بشعار البطيخ؟
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
متابعة بتجــرد: زعم البعض على وسائل التواصل الاجتماعي أنّ سلسة المقاهي “ستاربكس” تبيع كوبًا يحمل رسم البطيخ، لتخفيف الأضرار الناجمة عن مقاطعة الشركة بسبب دعمها “لإسرائيل” في حربها على غزة.
ولسنوات عديدة، تمّ استخدام فاكهة البطيخ علامة على تحدّي الإجراءات “الإسرائيلية” في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وتشمل المنشورات المنتشرة عبر الإنترنت صورًا ومقاطع فيديو للكوب، الذي يتميّز بتصميم البطيخ على كل جانب.
واعتبر مستخدمو مواقع التواصل أنّ خطوة الشركة تأتي لإظهار دعمها للفسطينيين، ومحاولة لاسترضاء مقاطعيها.
وبالبحث عن حقيقة المنشور، وجدت وكالة أسوشييتد برس أنّ الخبر المزعوم مضلّل، إذ إنّ الكوب جزء من المجموعة الصيفية التي أطلقتها “ستاربكس” في بريطانيا في مايو/ أيار 2023، قبل أشهر من اندلاع الحرب.
وأوضحت الوكالة أنّ الشركة بالإضافة إلى العديد من العملاء، قاموا بعرض الكوب في منشوراتعلى وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت تقريبًا.
وقال المتحدث باسم “ستاربكس” جاسي أندرسون للوكالة: “الكوب لا علاقة له بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقد تمّ إطلاقه قبل أشهر من بدء الحرب”.
وأشار إلى أنّ المتاجر التي لا تزال تبيع المنتج “سيكون لديها ببساطة مخزون متبقي من إصداره في مايو 2023”.
ويمكن رؤية الكوب في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، منذ أن أصبح متاحًا للشراء.
في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، رفعت شركة “ستاربكس” دعوى قضائية ضد نقابة عمّالها “Starbucks Workers United”، لمنعها من استخدام اسمها وشعار مُشابه لشعار الشركة، بعد نشر النقابة رسالة مؤيدة للفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي.
main 2024-01-24 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: على وسائل التواصل الاجتماعی
إقرأ أيضاً:
“تاح تاح تاح تحسم بالسلاح”: الأغنية السياسية في الحرب (1-2)
عبد الله علي إبراهيم
ملخص
جاء الغناء عن حب الوطن في السودان مدراراً ومن بابين، الأول هو حب مطلق مثل "أمتي يا أمة الأمجاد والماضي العتيق"، أما الثاني فهو ما نعى فيه المغنيون غربتهم عن الوطن في المهاجر وذاع ذيوعاً كبيراً خلال أيامنا في واقع النزوح الاستثنائي المأسوي بعد الحرب.
سأل صحافي خلال تسعينيات القرن الـ20 عدداً من الشباب في مناسبة ذكرى ثورة أكتوبر 1964 ضد ديكتاتورية الفريق إبراهيم عبود (1958-1964)، عما يعرفونها عنها. فقال أحدهم "ليس كثير شيء. ولكنها تبدو حدثاً مميزاً مما سمعته من الأغاني عنها".
واحدة من جبهات الحرب الناشبة الغائبة عن غير السودانيين هي الأغنية السياسية على عظم دورها فيها. وللسودانيين باع طويل في هذه الأغنية التقليدية منها والحديثة حتى قال أحدهم إنهم يعيشون في خفض منها. وتفسير ذلك بسيط متى وقفنا على مناشئها في سياسة البلد ومجتمعها. ومن تلك المنابع أغنية الفروسية التقليدية التي تُستدعى حالياً في هذه الحرب، وهي أغان في مأثرة الفارس في القبيلة تنظمها شاعرة من دائرة قريباته. وتقوم الأغنية منها على ثلاث شعب هي صمامة الرأي والكرم والجلد في الحرب. فاشتهرت أغنية نسبت الفارس إلى آباء "بحلو للعوجات" (من عِوج أي الأمر المشكل)، وأن مطامير عيشه "للخالة والعمات"، وقلبه حديد في النزال. بل تمنت أخرى لفارسها ألا يموت على فراشه تذرف النساء الرماد حزناً على فراقه، بل تريده موتاً في ساحة الوغى بعجاجها الكاتح موشحاً بدمه.
وشكلت الأغنية السياسية عصب الحركة الوطنية ضد الاستعمار الإنجليزي (1898-1956). وأجاد فيها الشاعر الفنان خليل فرح (1894-1932). ولأغنيته "نحن ونحن الشرف الباذخ" حكاية طريفة مع استخبارات الاستعمار الإنجليزي التي كان صمويل عطية اللبناني موظفاً فيها. فكانت الأغنية ألهبت الشعور الوطني في وحدة مصر والسودان فأرادت المخابرات أن تعرف عنها وعن المغني أكثر. فدعا صمويل عطية خليل إلى مكتبه ليسمعها منه ولكنه قال إنه يفضل أن يسمعها منه إن أراد في بيته. فقبل صمويل واستقبله في بيته وسط لفيف من الشوام داخل السودان. وتحول المجلس من تحقيق استخباراتي إلى حفل طرب الحضور فيه للأغنية وردودها مع خليل، بل غنى لهم "أعبدة ما ينسى مودتك القلب" لعمر بن أبي ربيعة، فاكتمل المجلس العربي الطربي. وقال مرافق لخليل ليلتها إن صمويل شد على يدي الخليل معجباً، ومات التحقيق عن الأغنية.
وليس أدل من عيش السودانيين في خفض من الأغنية السياسية من قيامهم بثورات ثلاث لكل منها على حدة ملف كامل من تلك الأغاني. وتحولت أغنيات بعد ثورة أكتوبر 1964 مثل "أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باقي" و"أكتوبر 21" و"أكتوبر الأخضر" للفنانين محمد وردي ومحمد الأمين إلى ما هو قريب من النشيد الوطني. واستولى وردي مرة أخرى على ألباب السودانيين بعد ثورة أبريل (نيسان) 1985 بـ"بلاء وانجلى":
بلاء وانجلى
حمد لله ألف على السلامة
انهد كتف المقصلة
وبـ"حنبنبهو" "وطن شامخ وطن عاتي وطن خير ديمقراطي".
وجاء الغناء عن حب الوطن مدراراً ومن بابين. فالباب الأول هو حب مطلق أما الآخر فهو ما نعى فيه المغنيون غربتهم عن الوطن في المهاجر، وذاع هذا الأخير ذيوعاً كبيراً خلال أيامنا في واقع النزوح الاستثنائي المأسوي بعد الحرب. أما الحب المطلق فتجده في مثل "أمتي يا أمة الأمجاد والماضي العتيق". أما النوع الذي صدر عن أوجاع الغربة فمثل:
يا غربة لا لا لا لا لا ما تطولي
يا دمعة لا لا لا لا لا ما تنزلي
أنا بيك متيم يا بلد
أنا دمعة نازلة
وانت خد
ولا تلاقي فيديو يستعيد في يومنا مشاهد من السودان إلا مصحوباً بـ:
يا صباح الغربة
متين اسمع يقولو خلاص زمان الرجعة للسودان
ألملم حزني في طرفي، أصر الفرحة بالكيمان
ومن مصادر الأغنية السياسية الأناشيد الجهادية لشباب الحركة الإسلامية في حرب جنوب السودان طوال عقد التسعينيات، ولهم فيها ديوان كامل تستذكره كتائب البراء في هذه الحرب التي تخوضها مع القوات المسلحة مثل:
الجهاد نادانا
يا والده ما تحميني، عاوز أموت في ديني، شفاعة لوالديني، الأهل والأخوانا، الجهاد نادانا
أما سيدة الأغنية السياسية ليومنا للقوات المسلحة فهي الفنانة ندى القلعة. ونواصل.
ibrahima@missouri.edu