صحيفة التغيير السودانية:
2025-03-12@16:57:23 GMT

الحصار الإقليمي!!

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

الحصار الإقليمي!!

صباح محمد الحسن تبحث دوائر عدلية دولية ومنظمات تعمل في مجال حقوق الإنسان في عملية جمع الأدلة الكافية للمطالبة بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين في السودان (منظمة إرهابية) لإرتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حرب ١٥ أبريل والتي تضعها في الكفة الأخرى على ميزان المحاسبة مع قوات الدعم السريع. ويبدو أن خطوات تنفيذ هذه المهمة ستكون ضربة بدايتها من مصر التي خاضت تجربة ناجحة للحد من خطر الأخوان، والآن ثمة تحركات حثيثة لمواصلة الحملة ضد الأخوان السودانيين المقيمين على أراضيها.

وسبقت مصر إستجابتها لطلب أمريكي لملاحقة عبد الباسط حمزة والذي اتهمته أمريكا بتمويل الإرهاب، سبقتها بتصريحات اعلامية سحبت بها الغطاء وقالت أنها أدركت ان الحرب في السودان يقودها الأخوان الذين كانوا ولا زالوا يخطفون قرار الجيش هذا التصريح لم يأت صدفة لكنه شكل نقطة تحول جوهرية في تعاطي مصر مع القضية السودانيه وكان بمثابة أول إعلان للتخلي عن الجنرال والتفكير في ملاحقة الإخوان. وذكر تقرير ل (BBC) أن الغموض مازال يكتنف مصير رجل الأعمال السوداني عبد الباسط حمزة الذي تتهمه الولايات المتحدة بتمويل الإرهاب. وأفاد مصدر أمني مصري بأن السلطات المصرية ألقت القبض على حمزة في القاهرة فجر الإثنين، الموافق ١٥ يناير وهو الآن محتجز في مكان غير معلوم وجاري التحقيق معه. وقالت مصادر أخرى انه ومنذ يناير من هذا العام بدأت مراجعة أرصدة الإخوان المسلمين السودانيين في البنوك المصرية وغادر عدد منهم مصر إلى تركيا خشية من القبض عليهم وان كل الذين إتخذوا من مصر ملاذاً بعد الحرب أصبحوا الآن غير آمنين فيها وتحاول مصر هذه الأيام أن تلعب دورا جديدا لكسب مشاعر الولايات المتحدة الأمريكية وتقوم بتحركات أمنية واستخباراتية ذات أبعاد استراتيجية لتأمين قطاع غزه وللحد من عملية تهريب السلاح وربما تصدر قرارات ضد أخوان السودان في مصر الأمر الذي ترى أنه يقربها من دوائر الحل السياسي للأزمة السودانية ويعيد لها ثقة الوساطة التي إفتقدتها زمنا طويلا لطالما انها كانت تدعم الحرب بمساندتها للفريق البرهان وماقامت به من عمل ساهم في عملية شق الصف السياسي وانقسام القوى المدنية. إذن هل أصبح الخطر يحاصر الكيزان إقليمياً وهل ستفتح الدول الحليفة نوافذ يتسلل منها الرعب والخوف الذي يهدد أمنهم ومصالحهم!! طيف أخير: قرار تصنيف الأخوان منظمة إرهابية هل سيسبق عودة الجيش إلى طاولة التفاوض ام إستئناف الحوار سيسبق التصنيف يبدو أن هذا ماتبقى. نقلا عن صحيفة الجريدة الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صباح محمد الحسن

إقرأ أيضاً:

حرب اللصوص – الوجه الحقيقي للصراع في السودان

عندما اندلعت هذه الحرب في بداياتها، بدا الأمر وكأنه صراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، ثم سرعان ما تكشفت حقيقتها لتصبح حربًا بين جنرالين لا يمتلكان أي حس بالمسؤولية الوطنية، يسعيان بكل ما أوتيا من قوة للاستئثار بالسلطة. ومع مرور الوقت، أدرك الناس أن هذه الحرب ليست سوى محاولة من المؤتمر الوطني وأجهزته العسكرية والأمنية لاستعادة الحكم الذي أسقطته ثورة الشعب.
كل ذلك صحيح بلا شك، لكنه ليس سوى جزء من المشهد. فمع توالي الأحداث، اتضح أن هذه الحرب لم تكن سوى غطاء لعمليات نهب منظم لموارد وثروات البلاد من ذهب، ومعادن اخرى، حيث شاركت جميع الأطراف المسلحة—الجيش والدعم السريع على حد سواء—في عمليات السلب والنهب، مستهدفين البنوك والمنازل والأسواق، وباطن الارض، دون أدنى اعتبار لحقوق المواطنين أو ممتلكاتهم. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل كشفت التقارير الأخيرة عن تورط عناصر من الجيش في مواصلة عمليات النهب التي بدأتها قوات الدعم السريع، في ما أصبح يُعرف بـ”الشفشفة”، وهو مصطلح محلي يعبّر عن نهب ممتلكات النازحين بعد مغادرتهم قسرًا.
ولم تتوقف هذه الجرائم عند نهب الممتلكات الفردية، بل امتدت لتشمل عمليات تهريب للثروات الوطنية، مثل تصدير النحاس المستخرج بطريقة غير قانونية، في وقت يعاني فيه المواطنون من الجوع والفقر والتشريد. أصبح من الواضح أن هذه الحرب ليست سوى حرب لصوص، حيث تتنافس القوى المسلحة المختلفة على استغلال البلاد لصالحها، دون اعتبار لمصير الشعب أو مستقبل السودان.
لقد بات واضحًا أن الإطاحة بالمرحلة الانتقالية لم تكن سوى “كلمة سر” لفتح الأبواب أمام نهب منظم من قبل القادة العسكريين، وهو ما تؤكده المعلومات المتداولة حول تضخم ثرواتهم بطريقة يعجز العقل عن استيعابها. هذه الاستباحة للممتلكات العامة والخاصة، وهذا الاحتقار التام للحقوق العامة، ليسا سوى امتداد لثقافة الفساد التي عمّقها عقلية الإخوان المسلمين خلال سنوات حكمهم، حيث زرعوا فكرة أن الفساد ليس مجرد انحراف، بل ممارسة مشروعة بل ومطلوبة لتحقيق المصالح. وهكذا، أصبحت السرقة سلوكًا راسخًا، لا يقتصر على الأفراد بل يمتد إلى مؤسسات كاملة، تشمل الجيش، الدعم السريع، الحركات المسلحة المتحالفة، وحتى الكتائب الأمنية المختلفة. لقد فهم الناس ان الفضائح اخرجتها لجنة التفكيك كانت اجراءات مؤلمة وشديدة الصدمة للمدانين وان الحرب لم تعد سوى الوسيلة والاداة لرفض حكم القانون والافلات من العقاب والمحاسبة. الحرب والفساد دائرة جهنمية لا تنتهي، وان هذه الفوضى لا تقتصر على تدمير الاقتصاد ونهب الثروات، بل إنها تخلق واقعًا اجتماعيًا جديدًا تُطبع فيه اللصوصية كجزء من الحياة اليومية. كل يوم تستمر فيه الحرب، يتغلغل الفساد أكثر، ويصبح أكثر قبولًا كجزء من النسيج الاجتماعي، حتى يصل إلى مرحلة يستحيل فيها اقتلاعه دون ثمن باهظ.
من الواضح بات، ان النتائج ستكون كارثية، ليس فقط على الأوضاع الاقتصادية الحالية، ولكن على مستقبل البلاد والأجيال القادمة، التي ستجد نفسها مضطرة لدفع ثمن هذا الفساد المنهجي على “دائرة المليم”، كما يُقال. لقد أُبتلي السودان بحكام عسكريين، بتحالفات مدنية، لم يروا في الدولة سوى غنيمة، ولم يروا في الشعب سوى عقبة في طريقهم للثراء.
في ظل هذا الواقع المظلم، لا يمكن الخروج من هذه الدوامة إلا عبر وعي شعبي متزايد بحقيقة الصراع، ورفض تام لاستمرار سيطرة هذه القوى الفاسدة على مصير البلاد. لا بد من إعادة بناء السودان على أسس جديدة، يكون فيها القانون هو الحاكم وليس السلاح، وتكون فيها العدالة هي الميزان، وليس المصالح الشخصية لمن هم في السلطة.
إنها السرقة بأوامر عليا. انها السرقة التي كلف تنفيذ خطتها فض انعقاد الاجتماع المدني السوداني وتدمير الدولة والعبث بالحقائق والتاريخ. انها حرب اللصوص، لكن الشعب، وحده قادر على إنهائها، طال الوقت، ام قصر.

wagdik@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • هل تندلع الحرب في جنوب السودان مجددا؟
  • حرب اللصوص – الوجه الحقيقي للصراع في السودان
  • السودان … إستشراف المستقبل بعد الحرب
  • جون ويندهام.. رائد الخيال العلمي الذي تنبأ بكوارث المستقبل
  • دراما رمضان في السودان تحاول رصد واقع الحرب
  • «مدرسة جميلة» ومربي فاضل هو «ابن» سرحتها الذي غنى بها
  • حرب العاشر من رمضان.. مصر تنفذ أكبر عملية خداع إستراتيجي في التاريخ
  • السودان واليونسكو يؤكدان أهمية التنسيق الإقليمي لمواجهة تحديات التعليم العالي لفترة ما بعد الحرب
  • حكايات المؤسسين (4): حكاية جيش التأسيس – الحلم الذي اقترب من أن يصبح حقيقة
  • هل تلاحظون الصمت الذي ضرب على خيمة خالد سلك؟!