لبنان ٢٤:
2025-04-17@13:09:06 GMT

هل تنجح صرخة الراعي في تحريك الملف الرئاسي؟!

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

هل تنجح صرخة الراعي في تحريك الملف الرئاسي؟!

 
"كفى إقفالًا لقصر بعبدا الرئاسيّ! وكفى إقصاءً للطائفة المارونيّة، وهي العنصر الأساس في تكوين لبنان!".. بهذه العبارات، توجّه البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى "السادة نوّاب الأمّة"، كما وصفهم في قداس الأحد، مطالبًا إياهم بالقيام "بالواجب الموكول إليهم من الشعب والدستور، وانتخاب رئيس للدولة لكي تقوم من حالة نزاعها وتفكّك مؤسساتها"، وعلى رأسها مجلس النواب "الفاقد صلاحية التشريع"، والحكومة "فاقدة الصلاحيّات الإجرائيّة".


 
رفع البطريرك الراعي السقف إلى الحدّ الأقصى، فدعا إلى الكفّ عمّا وصفه بـ"هرطقة تشريع الضرورة وتعيينات الضرورة"، والذهاب إلى ما اعتبرها "الضرورة الواحدة والوحيدة وهي انتخاب رئيس للدولة"، مناشدًا رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يدعو إلى عقد جلسات متتالية لانتخاب مثل هذا الرئيس، بموجب القاعدة الديمقراطية، من دون انتظار أيّ إشارة من الخارج لاسم، "أو أي شيء آخر من حطام الدنيا"، على حدّ قوله.
 
ولأنّ البطريرك الماروني اعتبر إحجام نوّاب الأمّة عن القيام بهذا الواجب "خيانة واضحة لثقة الشعب الذي وضعها فيهم يوم انتخبهم"، فإنّ "صرخته" هذه تطرح العديد من علامات الاستفهام حول أيّ تبعات محتملة لها على مستوى استحقاق الرئاسة "المجمَّد" منذ ما قبل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فهل تنجح هذه الصرخة، الأقرب إلى "انتفاضة"، في تحريك الملفّ، وتدفع نواب الأمّة إلى تلبية "النداء"، بشكل أو بآخر؟!
 
"الموقف الطبيعيّ"
 
يقول العارفون إنّ الكلام الأخير للبطريرك الماروني بشارة الراعي حول الاستحقاق الرئاسي هو "الموقف الطبيعي والبديهي" الذي يكرّره الرجل منذ اليوم الأول للفراغ في رئاسة الجمهورية، ولو أنّ اللهجة هذه المرّة جاءت مرتفعة أكثر من السابق، نتيجة ما يمكن اعتباره "إحباطًا" من أداء القوى السياسية التي تتعامل مع الفراغ الرئاسي وكأنّه أمرٌ عادي، وصولاً لحدّ "التطبيع معه"، ما يترك انطباعًا بأنّ البلاد يمكن أن تُدار بلا رئيس للجمهورية.
 
بهذا المعنى، فإنّ "صرخة" البطريرك الماروني تأتي في مواجهة الأداء السياسي الذي "يهمّش" الاستحقاق الرئاسي بانتظار توافق يبدو متعذّرًا حتى إثبات العكس، علمًا أنّ النافر في الأمر بحسب ما يقول المقرّبون من الكنيسة الماروني، أنّ الاستحقاق الذي يفترض أن يكون "أولوية الأولويات"، ما عاد حتى في "سلّم الأولويات"، بعدما تمّ ربطه بأمور لا علاقة له بها، بل إنّ هناك من يكاد يجزم أنّ لا رئيس في لبنان قبل انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.
 
ولعلّ "الإشارة" التي وجّهها البطريرك الماروني، أو "اللطشة" كما يحلو للبعض وصفها، حول انتظار "إشارة من الخارج"، أو ما يصطلح على وصفه بـ"كلمة السرّ"، تعزّز هذا الاتجاه، فالبطريرك الماروني يريد أن يتمّ انتخاب الرئيس بالطرق الديمقراطية، وكما ينصّ الدستور، بعيدًا عن انتظار "إسقاط الاسم" من دول أو جهات لا علاقة لها بالاستحقاق، وفي ذلك رسالة لبعض الداخل "المُرتهَن"، وليس للدول الصديقة التي تحاول مساعدة لبنان على تجاوز الأزمة.
 
أي "مفاعيل" لكلام الراعي؟
 
لكن، أبعد من فهم "مغزى" كلام الراعي ومقاصده، يصبح السؤال مشروعًا عن "مفاعيل" كلام البطريرك الماروني، وانعكاساته على مستوى الاستحقاق الرئاسي، فهل يمكن انتظار "تحرّك ما" من جانب النواب تلبية لنداء رأس الكنيسة المارونية؟ وهل يمكن أن يتلقّف رئيس مجلس النواب الرسالة، فيدعو مجدّدًا إلى جلسات نيابية انتخابية كما يطلب البطريرك، حتى لو لم تكن "مضمونة النتائج"، إذا لم يسبقها تفاهم معيّن؟!
 
يقول العارفون إنّ البناء على كلام البطريرك الماروني لتوقع "انفراج" على خطّ الملف الرئاسي قد لا يكون واقعيًا، طالما أنّ مقوّمات انتخاب الرئيس لم تنضج بعد، ما يعني أنّ الجلسات المفتوحة والمتتالية لانتخاب الرئيس لن تكون مجدية، إذا لم يسبقها توافق معيّن، بل ستتحوّل إلى "مسرحيات استعراضية" حالها حال الجلسات التي عقدت سابقًا، طالما أنّ أيّ مرشح رئاسي لا يحظى حتى الآن بفرص النجاح، وفق ما تنصّ عليه اللعبة الديمقراطية.
 
من هنا، فإنّ الرهان الآن وفقًا للعارفين ليس على الجلسات المفتوحة والمتتالية التي ما عاد الفريق الذي يرفع لواءها، يطالب بها بالوتيرة نفسها، لإدراكه أنّها لن تُحدِث أيّ "خرق"، وإنما على الخارج، في ظلّ ترقّب عودة اللجنة "الخماسية" المعنيّة بالشأن الرئاسي إلى الواجهة، مع اجتماع مرتقب لها في غضون أسبوعين على الأكثر، ولو أنّ الآمال لا تبدو كبيرة على رهان دول الخارج، التي لا تستطيع أن تحلّ محلّ اللبنانيين في إنجاز استحقاقاتهم.
 
لم يقل البطريرك الماروني ما هو خارج عن المألوف، ولو رفع السقف بحديثه عن "إقصاء للطائفة المارونية"، يجسّده برأي كثيرين "تهميش" استحقاق رئاسة الجمهورية، سواء كان ذلك عن قصد أو من دونه. لكنّ ما قاله البطريرك ضمنًا، أنّ الموارنة أنفسهم يتحمّلون جزءًا من هذا "الإقصاء"، فبينهم من لا يزال يرفض التفاهم الذي ما عاد خافيًا على أحد، أنه "شرط" إنجاز الاستحقاق، بل إيقاظه من "سباته العميق"!
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

رئيس برلمان أمريكا الوسطى يشيد بالتنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية في لقاء مع الطالبي العلمي

زنقة 20 ا الرباط

أجرى رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي، أمس الثلاثاء 15 أبريل 2025 بمقر المجلس في الرباط، مباحثات مع رئيس برلمان أمريكا الوسطى  Carlos Hernández ، الذي يقوم حاليا بزيارة رسمية للمملكة المغربية على رأس وفد برلماني هام .

وحسب بلاغ للمجلس تدخل هذه الزيارة في إطار توطيد علاقات التعاون بين المؤسستين التشريعيتين، كما سيقوم الوفد بزيارة للأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية للاطلاع على المشاريع الكبرى والأوراش التنموية التي تشهدها تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وخلال هذا اللقاء، أشاد  Carlos Hernández رئيس برلمان أمريكا الوسطى بالتنمية الشاملة التي تشهدها عموم الأقاليم الجنوبية للمغرب تحت القيادة الرشيدة والرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأعرب عن الشكر والتقدير لدعم البرلمان المغربي لمسار الاندماج بأمريكا الوسطى عبر تعزيز علاقات الشراكة والتعاون مع برلمان أمريكا الوسطى مما يعد ترجمة حقيقة للتعاون جنوب -جنوب.

من جهته، عبر راشيد الطالبي العلمي عن اعتزاز مجلس النواب بمرور عشر سنوات على انخراط البرلمان المغربي بصفة عضو ملاحظ في برلمان أمريكا الوسطى، وبالتعاون المثمر بين الطرفين خلال هذه السنوات.

وأكد بالمناسبة، أهمية بناء شراكة متجددة بين البرلمانين للعشر سنوات المقبلة تنبني على الالتزام بالقيم والمبادئ المشتركة أساسها احترام الوحدة الترابية للدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وقد شكل اللقاء مناسبة لبحث سبل التعاون وتبادل التجارب والخبرات في مواضيع ذات اهتمام مشترك من قبيل الهجرة، والتحديات المناخية، والأمن الغذائي، والتنمية المستدامة، والنهوض بأوضاع المرأة، وغيرها.

جدير بالذكر أن البرلمان المغربي بمجلسيه انضم إلى برلمان أمريكا الوسطى بصفة عضو ملاحظ في 16 يونيو 2015. ويعتبر هذا البرلمان بمثابة منظومة للاندماج الجهوي بأمريكا الوسطى ويضم ست دول هي غواتيمالا والسلفادور والهندوراس ونيكاراغوا وبناما وجمهورية الدومينيكان.

مقالات مشابهة

  • صرخة التأسيس في زمن التكديس
  • «الألكسو» تمنح حاكم الشارقة «وسام الاستحقاق الثقافي العربي»
  • بث مباشر.. البطريرك الراعي يترأس القداس الإلهي وتبريك الزيوت المقدّسة من بكركي
  • شاهد | تحريك مرتزقة اليمن.. آخر رهان الفاشلين على الفاشلين
  • رئيس البرلمان العربي يدين المخططات التخريبية التي تستهدف أمن الأردن
  • رئيس برلمان أمريكا الوسطى يشيد بالتنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية في لقاء مع الطالبي العلمي
  • رئيس الجمعية العامة: يجب مكافحة العبودية الحديثة التي يرضخ لها 50 مليون شخص حول العالم
  • نهاية عليزا ماغن.. نائبة رئيس الموساد التي صنعت مجدها بالتجسس على العرب
  • نائب رئيس حزب الامة القومي: الحرب التي شنتها المليشيا هدفت الى طمس هوية السودان
  • بعد تحريك أسعار الطاقة.. «روشتة اقتصادية» لمواجهة ارتفاع الأسعار وجشع التجار