احتفل المركز العالمي للفتوى التابع للأزهر الشريف بـ«يوم التعليم»، والذي قررته الجمعية العامة للأمم المتحدة احتفاءً بالدور الذي يضطلع به التعليم في تحقيق السلام والتنمية. 

يوم التعليم العالمي 

وأكّد المركز العالمي للفتوى بأن هناك 10 آداب ينبغي أن يتحلى بها طالب العلم في يوم التعليم، والتي جاءت كالتالي:

1- إخلاص النية لله عز وجل، وطلب مرضاته في طلب العلم؛ يقول الإمام سفيان الثوري: (ما عالجت شيئًا أشد عليّ من نيتي).

[الجامع للخطيب ( 1/494)]

2- تواضع الطالب لمعلمه وحسن صحبته له؛ فقد أخذ ابن عباس رضي الله عنهما -مع علو قدره وفضله- بركاب معلمه زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه، وقال: (هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا). [الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/ 188)]

3- دعاء الطالب لمعلمه؛ قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: (ما صليتُ صلاةً منذ أربعينَ سنةً إلا وأنا أدعو فيها للشافعي)، ولكثرة دعائه له قال له ابنُه: أيَّ رجلٍ كان الشافعيُّ حتَّى تدعوَ له كلَّ هذا الدعاءِ؟ فقال: (يا بُنَيّ، كان الشافعيّ كالشمسِ في الدُّنيا والعافية للناس، هل لهذين من خَلَفٍ؟ ). [الدر النضيد (119)]

توقير المعلم واحترامه

4- توقير المعلم واحترامه؛ عن الحسن قال: رُئيَ ابن عباس يأخذ برِكاب أبيّ بن كعب، فقيل له: (أنت ابنُ عَمِّ رسول الله ﷺ تأخذ بركاب رجل من الأنصار؟)، فقال: (إنه ينبغي للحَبْر أن يُعَظَّمَ ويُشَرَّفَ). [الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (1/ 188)]

5- الصبر على طريق العلم وصحبة المعلم؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (ذَلَلْتُ طَالِبًا فَعَزَزْتُ مَطْلُوبًا). [جامع بيان العلم وفضله (1/ 507)]

6- عمل المتعلم بعلمه؛ فقد أخبر ﷺ أن من أوائل من يقضى عليهم يوم القيامة «رَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ، وعَلَّمَهُ وقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ، وعَلَّمْتُهُ وقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ لِيُقالَ: عالِمٌ، وقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقالَ: هو قارِئٌ، فقَدْ قيلَ». [أخرجه مسلم]

7- نسبة العلم لأهله من بركته؛ قال الإمام السخاوي رحمه الله: (صح عن سفيان الثوري أنه قال ما معناه: نسبة الفائدة إلى مُفيدها من الدقة في العلم وشكره، وأن السكوت عن ذلك من الكذب في العلم وكفره). [الجواهر والدرر للسخاوي (1/ 120)

8- استثمار الوقت وترتيب أولوياته وواجباته، قال سيدنا رسول الله ﷺ: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ». [أخرجه النسائي]

التحلي بحلية طالب العلم في الوقار

9- لا يمنع الحياءُ الطالب عن سؤال معلمه؛ فبالسؤال تَنفتِحُ خزائنُ العلوم، وقال مجاهد: (لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر) وقالت عائشة: (نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين). [صحيح البخاري (1/ 38)]

10- التحلي بحلية طالب العلم في الوقار والخشوع وحسن السمت؛ قال الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة رحمه الله: (إِنَّ حَقًّا عَلَى مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ وَخَشْيَةٌ، وَأَنْ يَكُونَ مُتَّبِعًا لِأَثَرِ مَنْ مَضَى قَبْلَهُ). [الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (1/ 156)]

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأزهر يوم التعليم يوم التعليم العالمي یوم التعلیم طالب العلم

إقرأ أيضاً:

ملتقى الجامع الأزهر: الغزوات في الإسلام لم تكن هجومية بل دفاعية

عقد الجامع الأزهر، اليوم الأربعاء، ملتقاه الأسبوعي الخاص بالسيرة النبوية تحت عنوان «منهج النبي صلى الله عليه وسلم والأمن الإقليمي»، بحضور نخبة من الأكاديميين والمتخصصين، حيث شارك في الملتقى د. السيد بلاط، أستاذ ورئيس قسم الحضارة الإسلامية السابق بالجامع الأزهر، والدكتور أسامة مهدي، الأستاذ المساعد للحديث بكلية أصول الدين بالقاهرة، وأدار الجلسة الإعلامي أبوبكر عبد المعطي، كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم. 

تناول الدكتور السيد بلاط في مداخلته مفهوم الأمن كأحد الركائز الأساسية للدولة منذ عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أن تحقيق الأمن يُعد شرطًا رئيسيًا للتنمية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي بَدَنِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»، موضحًا أن هذا النص يؤسس لمفهوم شمولي للأمن يشمل الجوانب الصحية والمعيشية.

 كما أبرز الدكتور السيد بلاط، أن الرسول صلى الله عليه وسلم اعتمد في بناء الأمن الداخلي للمدينة على مبادئ قرآنية، مثل قوله تعالى: «لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ»، كأساس للتعايش السلمي مع غير المسلمين. 

من جهته، رد الدكتور أسامة مهدي على الانتقادات الموجهة إلى الغزوات النبوية، مؤكدًا أنها لم تكن هجومية بل دفاعية لصد الاعتداءات، مستندًا إلى قوله تعالى: «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا». وأوضح أن الدعوة الإسلامية اعتمدت على الحكمة والحوار لمدة 12 عامًا قبل اللجوء إلى الدفاع المشروع، مما يدحض فكرة ارتباط الإسلام بالعنف غير المبرر. 

يأتي هذا الملتقى في إطار جهود الجامع الأزهر لتسليط الضوء على المنهج النبوي في تعزيز الاستقرار والتعايش، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول السيرة الإسلامية.

مقالات مشابهة

  • ملتقى الجامع الأزهر: الغزوات في الإسلام لم تكن هجومية بل دفاعية
  • ننشر نص خطبة الجمعة المقبلة بعنوان «إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا»
  • دنيا أبو طالب من منصة التايكوندو إلى منصة التكريم العالمي
  • رئيسة البرلمان السولوفيني تزور الجامع الأزهر بعد لقاء الإمام الأكبر
  • نادي الأرينا يحتفل بيوم العلم الأردني
  • أفضل المطاعم العائلية للاحتفال بيوم العلم الأردني
  • آداب المزاح في الإسلام مع الأصدقاء.. 3 شروط التزم بها
  • السيد عبد الباري: الدين لا يؤخذ من الريلز والمنشورات وإنما من العلماء الموثوقين
  • فعاليات الاحتفال بيوم العلم الأردني
  • هل يجوز أداء ركعتين فقط بنية تحية المسجد والسنة القبلية..علي جمعة يوضح