تحت ضغط أمريكي.. هل من مصلحة الصين كبح هجمات الحوثيين؟
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
قال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة طلبت مرارا من الصين حث إيران على كبح هجمات حليفتها جماعة الحوثي اليمنية على سفن شحن تجارية في البحر الأحمر، لكن واشنطن لم تر أي علامة تذكر على مساعدة من بكين، وفقا لصحيفة "فياننشال تايمز" البريطانية (Financial Times)، دون الكشف عن هوية هؤلاء المسؤولين.
يحظى الحوثيون بدعم إيران، التي ترتبط بعلاقات تجارية ودبلوماسية عميقة مع الصين، المنافس الاسترلاتيجي للولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن "المسؤولين الأمريكيين طلبوا من من كبار المسؤولين الصينيين، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، نقل تحذير إلى إيران بعدم تأجيج التوترات في الشرق الأوسط في ظل الحرب المتواصلة بين إسرائيل وحركة "حماس" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".
وتابعت أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ونائبه جون فاينر ناقشا هذه القضية في اجتماعات بواشنطن، في وقت سابق من يناير/ كانون الثاني الجاري، مع ليو جيانتشاو، رئيس الإدارة الدولية للحزب الشيوعي الصيني. كما أثار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأمر.
واستدركت: "لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إنه لا توجد أدلة تذكر على أن الصين مارست أي ضغوط على إيران لكبح جماح الحوثيين، باستثناء بيان معتدل أصدرته الأسبوع الماضي يدعو "الأطراف المعنية" إلى ضمان المرور الآمن للسفن التي تبحر عبر البحر الأحمر، الممر الملاحي الحيوي للتجارة العالمية".
اقرأ أيضاً
ضرباتها لن توقف الحوثيين.. أمريكا تتجاهل الحل الواقعي الوحيد
صادرات صينية
وخلال الأسبوعين الماضيين، شنت الولايات المتحدة ثماني جولات من الضربات الصاروخية على أهداف للحوثيين في اليمن، ردا على هجماتهم ضد سفن شحن في البحر الأحمر مرتبطة بإسرائيل.
ولوقف هجماتهم، يشترط الحوثيون إنهاء حرب مدمرة تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي، على غزة مما أودى بحياة أكثر من 25 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، أمس الثلاثاء، إن واشنطن "سترحب بالدور البناء للصين باستخدام نفوذها للمساعدة في وقف تدفق الأسلحة والذخائر (من إيران) إلى الحوثيين".
وسافر ليو، وهو من أبرز المرشحين لمنصب وزير الخارجية الصيني، إلى إيران في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد أيام من عقد الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ قمة في سان فرانسيسكو.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين كانوا يأملون في أن تتخذ بكين إجراءات؛ لأنها اعتبرت هجمات الحوثيين تهديدا لمصالحها التجارية؛ نظرا لأن البحر الأحمر طريق حاسم للصادرات الصينية إلى أوروبا.
اقرأ أيضاً
أجهزة مخابرات غربية: الحوثيون يتأهبون لشن مزيد من الهجمات
أزمة أمريكية
وبحسب دينيس وايلدر، أحد كبار الخبراء السابقين في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في شؤون الصين ويعمل حاليا في جامعة جورج تاون، فإن بكين توددت إلى دول الشرق الأوسط، بيما فيها إيران، لتحقيق مكاسب اقتصادية وجيوسياسية.
واعتبر أن بكين ستكون "مترددة للغاية في استخدام نفوذها المحدود مع إيران بطريقة ترى أنها تخدم المصالح الأمريكية دون فائدة للصين".
كما قالت رئيسة دراسات السياسة الخارجية في معهد بروكينجز سوزان مالوني إنها ناقشت القضية مع خبراء صينيين، ولم تجد أي رغبة جادة في المساعدة.
وأضافت: "أعتقد أنهم يرون أن هذه أزمة تعيق الولايات المتحدة وشركائها، ولا يوجد تأثير كبير لها على الشحن الصيني".
بينما قال ما شياو لين، الأستاذ في جامعة تشجيانغ للدراسات الدولية، إنه يعتقد أن زيارة ليو لإيران لم تكن من قبيل الصدفة، بل كان ينقل المطالب الصينية فيما يتعلق بضرورة استعادة الأمن في منطقة البحر الأحمر وتأمين الشحن الدولي.
اقرأ أيضاً
ذا إنترسبت: الحوثيون هزموا بايدن استراتيجيا في معركة البحر الأحمر لهذه الأسباب
المصدر | فياننشال تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة الحوثيون البحر الأحمر أمريكا الصين إيران البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: الضربات الأميركية البريطانية لن توقف هجمات الحوثيين
قال الخبير العسكري اللواء محمد الصمادي إن الضربات التي تنفذها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن قد تضر بقدرات الجماعة العسكرية لكنها لن تمنعها من مواصلة هجماتها سواء على إسرائيل أو على السفن التي تمر في البحر الأحمر.
وأعلنت القيادة الوسطى الأميركية في وقت متأخر من ليل السبت، تنفيذ ضربات على مواقع للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، وقالت إنها تهدف إلى تعطيل وتقليص قدرة الجماعة على استهداف السفن في البحر الأحمر.
ووفقا لما قاله الصمادي في تحليل للمشهد العسكري، فإن الولايات المتحدة وبريطانيا أظهرتا مؤشرات على تصعيد محتمل في اليمن حتى قبل إطلاق الحوثيين الصاروخ الباليستي الذي ضرب يافا أمس السبت.
وكان قدوم حاملة الطائرات هاري ترومان برفقة فرقاطات وصواريخ وأسراب طائرات، دليلا على قرب شن هجوم على اليمن، برأي الصمادي الذي قال إن الولايات المتحدة تعتبر هجمات الحوثيين اعتداء على هيمنتها، مضيفا أن واشنطن "لن تسمح لأحد بالاعتداء على هذه الهيمنة".
ضربات الحوثيين لن تتوقف
وعن تأثير الضربات الأميركية البريطانية لليمن، قال الصمادي إنها ستكون مؤثرة لكنها لن توقف عمليات الحوثيين، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لا تتوقف عن محاولة جمع المعلومات الاستخبارية عن عمليات الحوثيين بكل الطرق.
إعلانلكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الطبيعة الجبلية لليمن ستجعل من الصعب الإجهاز على قدرات الحوثيين بشكل كامل ومن ثم فإن هذه الضربات قد تحد من ضربات الجماعة اليمنية لكنها لم تمنعها بشكل كامل.
ولا يمكن للقنابل التقليدية تدمير كافة مخازن القنابل والصواريخ التي يمتلكها الحوثيون الذين ربما يتوقعون تلقي مثل هذه الضربات، حسب الصمادي، الذي أشار إلى إمكانية وقف الجماعة للملاحة في مضيق باب المندب بشكل كامل من خلال إلقاء مجموعة ألغام بحرية في المياه.
وجاء الهجوم بعد ساعات من حديث مسؤولين أمنيين إسرائيليين عن استعداد تل أبيب لشن هجوم آخر في اليمن، يتضمن مشاركة دول أخرى، وذلك ردا على استهداف الجماعة اليمنية لمنطقة يافا.
وأدى الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على يافا القريبة من تل أبيب لإصابة 30 إسرائيليا بعدما فشلت الدفاعات الجوية الإسرائيلية في رصده أو التعامل معه.