الكيزان لا يعادون الدعم السريع بل قوى الثورة وشباب المقاومة !!
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
كاذب من يقول إن الكيزان يحاربون الدعم السريع ..!! هذه والله فرية وكذبة لا تفوت إلا على مهابيل من شاكلة (هبنقة القيسي) و(أبي غبشان الخزاعي) ولكن ربما تفوت على أمثال أردول و(أنكل توم هجو)..فهؤلاء مَنْ لم يدرك زمانهم رصد الإمام إبن الجوزي في كتابه "أخبار الحمقى والمغفلين" الذي لم يقيّض الله له نسخة جديدة منقحة تشمل اللاحقين من أهل الغفلة والعته ورفقة السوء.
الكيزان يحاربون الثورة وقوى الحرية والتغيير...! هذا أمر في وضوح شمس الضحى ولا يحتاج إلى كثير كلام ولا قليله..! أنظر الآن إلى ولاة الكيزان..هل يدعون إلى ملاحقة مجندي الدعم السريع.. أم إلى اعتقال شباب لجان المقاومة والصحفيين والإعلاميين من أنصار الثورة ..؟! ألا ترون كيف تصدر منشورات والى نهر النيل المتعاقبة حول طرد أعضاء لجان الثورة من "ولايته" (التي ورثها عن أبيه) ونفيهم خارج حدودها.. مع تلميحات تشير صراحة إلى إهدار دمائهم..!
وإذا قلنا إن هذه (لوثة عقلية) أصابت هذا الوالي المعتوه وجعلته يصدر الأوامر المتتابعة بحل لجان الثورة والتهديد بقتلهم..فما بال ذات المراسيم والفرمانات بحل لجان المقاومة تصدر من والي شمال كردفان ومن والي سنار ومن والي الشمالية ومن والي كسلا ووالي الجزيرة ..؟!
احد هذه الولايات تسيطر قوات الدعم السريع على 90% من أرضها ولكن هذا لا يشغل بال الوالي..بل مشكلته مع لجان المقاومة ولجان الخدمات والتغيير..!!!!
هل سمعتم بأنهم يطالبون باعتقال مجندي الدعم السريع أو مناصريهم من الأفراد أو رجال العشائر..؟!
هل هذا يحدث مصادفة..!
هل طالب احد الولاة أو احد من قيادات الكيزان باعتقال (حسبو محمد عبدالرحمن) الذي أعلن صراحة انضمامه لقوت الدعم السريع...؟!
حسبو الذي جعله المخلوع نائباً لرئيس الجمهورية..وكان على رأس المؤتمر الوطني حتى سقوط نظامهم بثورة ديسمبر الباسلة..!
يذكر الناس معركة حسبو هذا مع (موسى هلال) وتصريحاته النارية لإجبار موسى قسراً على الانضمام لقوات الدعم السريع أو ومواجهة قطع الرأس..وعندها رد موسى عليه متحدياً..وزاد بأن اتهم حسبو بسرقة مليارات الجنيهات خلال عمله بمفوضية الشؤون الإنسانية...!
من باب التذكير ذكرت لجان التحقيق والصحف بعد الثورة أن نجل حسبو وهو شاب يافع تمت إدانته بغسيل الأموال واستغلال نفوذ أبيه حيث بلغت حركة الحساب البنكي لهذا الفتى (ابن المشروع الحضاري) 356 مليار في ذلك الوقت..علاوة على حيازته لشركة (إس جي إس) للأعلاف التي يملك وحده 99% من أسهمها..!
حسبو وأبناؤه أعلنوا انتماءهم لقوات الدعم السريع (ضباط كبار) فهل ذكرهم الكيزان بسوء..؟!
وهم ليسوا وحدهم فهناك أيضاً والى ولاية (.....) الذي كان يعمل مشرفاً على هيئة طلاب المؤتمر الوطني ويحمل الآن رتبة لواء بقوات حميدتي بصفة قائد ميداني..
ومنهم معتمد محلية (.....) ورئيس حزب الكيزان المقبور بالمحلية..وهو الآن لواء بالدعم السريع ومسؤول استخبارات بها..
ومنهم اللواء (.....) وكان مسؤول كتائب الظل "في عهد المخلوع وعلي عثمان" والمشرف على معسكرها بمنطقة (.....)
ومنهم أمين "قطاع الفكر الثقافة" في المؤتمر الوطني..
ومنهم (.....) مسؤول المسيرات والإفطارات و(الموز) حتى آخر مناسبة للفلول..
ومنهم ابن الشرق الذي كان مسؤول إمداد بالدفاع الشعبي ويعمل الآن باستخبارات الدعم السريع بمنطقة (....) ومنهم مستشارو الدعم السريع حالياً وعلى رأسهم ضابط الأمن الشهير (الذي ضبطته هيئة التفكيك واسترداد المال العام).
ومنهم نائب المخابرات السابق والإنقاذي الكبير والي نهر النيل الأسبق وعضو برلمان المخلوع..
هذا على سبيل المثال من (قائمة طوووويلة) أفصح عنها مقرّبون من المؤتمرجية ومن الدعم السريع..!
هل طالب الكيزان باعتقال أي من هؤلاء..؟! هل وجهوا مجرد كلمة عتاب واحدة لحسبو عبدالرحمن..دعك من المطالبة باعتقاله ..!!
مَنْ يجري اعتقاله الآن بواسطة عساكر الكيزان والبرهان غير شباب الثورة والصحفيين..؟! وهل تهاجم غرف دجاج الكيزان الآن الدعم السريع..أم تهاجم لجان المقاومة وقوى الحرية والتغيير..؟!
غريبة الدعوة إلى إعادة الاعتبار للكيزان وإشراكهم في ترتيبات الحرب والسلام ..وكأن لهؤلاء المجرمين وعد أو عهد أو إيمان....!!
قد تركوا العمل المدني والتحقوا بنظام مايو العسكري بزعامة بشيخهم الذي جعله جعفر نميري نائباً عاماً...ثم تنكروا للحكم المدني وقد كانوا يشغلون ثلث وزاراته وبرلمانه وقاموا بانقلاب الإنقاذ المشؤوم...ثم تآمروا مرة أخرى وقاموا بانقلاب البرهان..ثم ها هم الآن يشعلون هذه الحرب الفاجرة.. الله لا كسّبكم..!
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: لجان المقاومة الدعم السریع من والی
إقرأ أيضاً:
ثورة يحبّها الأعداء… إلى حين!
زوايا
حمّور زيادة
في ذكراها السادسة (ديسمبر/ كانون الأول 2018 – ديسمبر 2024)، تنافس أعداء الثورة السودانية في التسابق الى نسبتها لأنفسهم. ما عدا الاسلاميين الذين أطاحتهم الثورة، وظلوا يردّدون انها انقلاب داخلي وخيانة أمنية بتنسيق دولي. أما الجيش، الذي ظلّ، منذ استقلال السودان في العام 1956، عدواً لكل الأنظمة الديمقراطية، وقامت كل الثورات السودانية ضد حكمه، فقد هنأ الشعب بالثورة المجيدة، ويؤكّد أن الجيش (قامت ضد حكمه الثورة، ثم استمرّت رافضة إدارته الفترة الانتقالية، ثم رافضة انقلابه على الشراكة مع المدنيين) سيكون حارساً لها، حتى تبلغ أهدافها!
هذا خطاب سيستمر فيه الجيش حتى يؤسّس لشرعيته الجديدة التي يكتسبها بالحرب، فالآن لم يعد هناك من يسائله عن انقلاب 25 أكتوبر (2021) الذي قطع به طريق التحوّل الديمقراطي. لذلك احتفل الجيش بوضع لافتة عليها صور أعضاء مجلس السيادة الحالي، وكُتب عليها "شرعية مية المية" (!)، من دون أن يسأل من أين أتت شرعية مجلس السيادة الحالي، بعد أن فضّ قائداه، عبد الفتاح البرهان ومحمد أحمد دقلو (حميدتي)، الشراكة مع المكوّن المدني، وانهارت عملياً الوثيقة الدستورية التي جعلت فترة رئاسة البرهان المجلس مؤقتة حتى نوفمبر/ تشرين الأول 2021. قبل أن يحولها بعد الانقلاب إلى رئاسة دائمة ونافذة، فهو يعين أعضاءً في المجلس ويقيلهم!
هذه الشرعية التي قتلتها بنادق البرهان وحميدتي في أكتوبر ،2021 وما تلاه من شهور، هي ما يتمسّك بها الجيش مؤقتاً حتى تكتمل شرعية حكمه بالحرب، فبعد النصر تصبح شرعية حرب 15 ابريل هي ما تجبّ أي شرعية، وما تسقط أي جريمة.
أما قوات الدعم السريع التي نشأت يداً باطشة للنظام، واستخدمها الجيش والحركة الإسلامية في كل مراحل جرائم إقليم دارفور ثم الخرطوم، وعرضها للايجار والارتزاق في دول الجوار، متكسبين من وحشيتها، فتعلن أنها ملتزمة بالثورة واهدافها! وأنها تقاتل لأجل الحرية والسلام والعدالة.
بعيداً عن أن لدى الحركة الاسلامية نافذين في "الدعم السريع"، كانوا ولا يزالون خصوما للثورة، ويرونها انقلاباً ومؤامرة، ظلّ قائد "الدعم السريع" (حميدتي) نفسه عدوّاً لها ويعتبرها مجرّد فوضى تسمح له بالوصول إلى حكم البلاد، فبالنسبة للرجل الطموح القادم إلى السلطة عبر رهانات متهورة بدأت في بوادي دارفور، لم تكن الثورة إلا مجرّد اضطرابات وتفكك قبضة القوى المسيطرة. وبعملية حساب سريعة، وجد أن فرصته في الصعود وسط حالة الارتباك والفوضى ستكون أكبر منها لو انحاز لقائده وسيده البشير. قفز حميدتي سريعاً من قارب البشير، فأغرقه. ثم وجد نفسه مطلب العسكريين ومقصد رجائهم، كما حكى قائد الجيش، البرهان، في فترة حلفه مع الرجل.
هكذا بدا لحميدتي ان الثورة استنفدت اغراضها، فما بال هؤلاء الناس في الميادين والشوارع؟ هكذا لجأ إلى ما يعرفه دوماً. القمع، والمزيد من القمع. لم يسامح الثورة قط أنها من نادت بدمج الجيوش. وبعد أن أجبر على التوقيع على الاتفاق الإطاري لام أحد قادة قوى الحرية والتغيير أمام الجميع: "لولاكم لما كان الجيش أو غيره يتكلم عن دمج الدعم السريع". لذلك لن يسامحها ما بقي حلمه حياً، فلولاها لأثمرت لقاءات قادة الادارات الأهلية واللافتات الفخمة التي تصفه برجل السلام وتبرّعاته للمهنيين والمجتمعات المحلية مع سعادة الجيش بالتحالف معه، وتنافس عدد من كبار الضباط على تحيته، والعمل تحت إمرته. بينما جرت إقالة ضباطٍ عديدين رفضوا تعاظم نفوذ الرجل الذي حلم في 2017 بامتلاك قوات جوية! كان ذلك كله ليثمر سلطة تأتيه طائعة فيصبح كما يلقبه اتباعه "أمير البلاد". لكن ثورة ديسمبر كان لها حلم مختلف، بدولة مدنية ديمقراطية حديثة. ولم يكن الرجل يفهم لماذا ترفض الثورة الإدارات الأهلية، بينما هناك عمدة لمدينة لندن! كانت هذه معضلة تحيّره، وتحدث عنها في مخاطبة عامة. لذلك ينتظر غالباً نصراً لا يجيء ليعلن نفسه بطلاً لثورة 15 إبريل، كما يردّد الإعلاميون التابعون له.
لكل المتضرّرين من ثورة ديسمبر حكايتهم الخاصة. لكن جميعهم يتفقون على أن الاحزاب السياسة سرقتها من الشعب، وأنهم سيردونها للشعب! حتى الزعيم القبلي الذي أغلق الميناء الرئيسي للبلاد، وكبّدها الخسائر وأذلها في تنسيق مع المكون العسكري لإسقاط حكومة عبدالله حمدوك، حتى لهذا الزعيم حكايته عن الثورة التي طالب فيها الثوار في الشوارع بالبرهان وحميدتي ليحكما، ويسأل مستنكراً: من أين جاءت الأحزاب؟
... هكذا يتنافس عليها المتنافسون. بينما تفرّقت بأبنائها السبل والمواقف. وانهار الوطن الذي حلمت به الثورة. وأصبح مستقبله بين بندقيتي البرهان وحميدتي! حرب المكوّن العسكري الذي انقلب على المدنيين ليصحّح مسار الثورة.
نقلا عن العربي الجديد