سودانايل:
2024-08-03@13:01:16 GMT

اسرائيل…غزه وسياسة “الحل النهائي”

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

1

فى تقديري إن الحرب الدائرة الآن فى " غزة " بين اسرائيل و الفلسطينيين هى من أبشع الحروب فى عصرنا الراهن و أكثرها دموية، لأن الإسرائيليون فى واقع الأمر يستهدفون ابادة الفلسطينيين و من ثم تهجير من تبقى منهم حيا خارج وطنه.
فلا يعقل أن تقوم الدولة الإسرائيلية بقتل عشرين الف فلسطيني خلال ثلاث أشهر هى عمر الحرب، جلهم من الأطفال ، النساء و كبار السن، مستخدمة فى ذلك قنابل شديدة الانفجار التى يبلغ وزنها 2000 رطل بالاضافة الى مختلف الأسلحة الفتاكة ، و يتم ذلك بموافقة و دعم دول عظمى مثل أمريكا ، بريطانيا و كندا.

و لعقد مقاربة بسيطة لتبيان جسامة وخسائر الارواح فى غزه، نورد عدد المقتولين فى حرب أوكرنيا، فقد ورد فى الأعلام ان الذين فقدت ارواحهم فى الحرب الأكرانية الممتدة لفترة عامين بلغ عشرة ألف شخص !!
غنى عن القول ان أى مبرر يقال أو يساق لا يكفى لتبرير ذلك الفعل أو يقلل من جسامته أو يغير من طبيعته الأجرامية.
لقد أقامت دولة جنوب افريقيا دعوى ضد اسرائيل أمام محكمة العدل الدولية تأسيسا على ان الأخيرة ارتكبت جرائم ،ابادة جماعية ( جونسايد ) فى غزه، و ذلك يمثل انتهاكا لنصوص و بنود اتفاقية الأمم المتحدة ( منع جريمة الأبادة الجماعية ) 1948 ، وبناء على ذلك طلبت من المحكمة اصدار قرار فورى و احترازى بوقف الحرب.
و تتلخص دعوى جنوب ا فريقيا فى أن افعال اسرائيل تعكس النية لابادة الشعب الفلسطينى مع ايراد كثير من الأدلة التى تدلل و تدعم ذلك الأتهام، اضافة الى ما أصدرته بعض المؤسسات الدولية التابعة للامم المتحدة التى تطالب بوقف الحرب الدائرة فى غزة مثل اليونسيف، برنامج الأغذية العالمى و منظمة الصحة العالمية ، و السماح بدخول الغذاء ، الماء ، الدواء و الوقود .
لقد سبق و تجاهلت اسرائيل قررات محكمة العدل الدولية ،خاصة ذلك القرار الذى صدر عام 2004 بعدم قانونية اقامة " الجدار العازل " عبر الضفة الغربية، لكنها فى هذه المرة حرصت على الظهور امام المحكمة لتقديم دفاعها و ذلك خوف العزلة الدولية و الادانات المتتالية من قبل المجتمع الدولى على ما تمارسه فى غزه.
مما يجدر بذكره فى السياق أن المحكمة الدولية تتكون من خمسة عشر عضوا ليس من بينهما دولة جنوب افريقيا و اسرائيل مما يعطيهما الحق قانونا بتعين قاضى من قبل كل منهما لمتابعة الاجراءات فى المحكمة. القرار الاحترازى الذى تطالب به جنوب افريقيا يمكن أن يصدر خلال شهرين او ثمانية اسابيع.
2
الحرب الدائرة رحاها فى غزه تؤكد تعطش الاسرائيلين لسفك الدماء كما تعكس أيضا ذلك تصريحاتهم المتعنته بعدم وقف الحرب حتى يتم القضاء على حماس. هم يعلمون جيدا ان ما يمارسونه من عدوان يشمل كل الفلسطينيين وليس حماس فقط ، و يتجلى ذلك فى أبشع صوره فى منع ايصال الغذاء و الضروريات من أدوية و قصف المستشفيات بالقنابل.....انهم يمارسون سياسة ( الحل النهائى ) التى مورست ضدهم من قبل النازى هتلر.
سياسة " الحل النهائى " هى سياسة انتهجتها النازية لتصفية اليهود فى أوربا بين الاعوام 1941- 1945 من منطلق عنصرى باعتبار الالمان هم من الجنس " الآرى " و اليهود أقل درجة منهم ، و راح ضحيتها أكثر من مليونى يهودى تم قتلهم بالغاز فى معسكرات " بليزاك " ، " بوخنفالد " و " اشفيتز " فى أبشع جريمة ارتكبت إبان القرن الماضى.
المدهش فى الأمر أن اسرائيل تقوم اليوم بتكرار ما وقع على أفرادها سابقا .... هنا يبرزتطابق دور الضحية مع الجلاد أى تبنى الضحية دور السفاح و ذلك هو مبلغ الدهشة . ذلك يدعوا الى طرح سؤال موضوعى....... هل يمكن لبعض الشعوب أن تمارس ما وقع عليها من عنف و اضطهاد على الآخرين ؟!
3
من البديهيات ان الشعب الفلسطينى عليه النضال لكسب قضيته، و لكن فى عصر النيولبرالية صارت السياسة الخارجية تلعب كبيراً، كما انها تأثر تأثيراً مباشراً على مجريات السياسة الداخلية . كما أصبحت المصالح المشتركة أيضا تتحكم فى السياسات الداخلية و الخارجية للدول ، هذا التوجه الجديد يعلى من أهمية وضرورة التضامن العالمى مع الشعوب المضطهدة أو المغلوب على أمرها.
على كافة الشعوب التوحد للتضامن مع الشعب الفلسطينى لوقف حرب الافناء الجائرة التى تدور الآن فى غزة كما يجب شجب و ادانة الدول أو الأفراد الذين يقومون بدعم و تحريض أسرائيل فى تلك المذبحة .
ففى ميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية جاء فى المادة 25 ( المسئولية الجنائية الفردية ) فقرة " ج " بوقوع المسئولية الجنائية على الأفراد و تجريمهم و هم يقومون بتقديم ( العون أو التحريض او المساعدة بأى شكل آخر لغرض تيسير ارتكاب هذه الجريمة أو الشروع فى ارتكابها ).
ان الشعوب مهما طال زمن اضطهادها و قمعها فهى منتصرة فى نهاية الأمر... ذلك ما تقوله وقائع التاريخ، لكن ذاكرة الأنظمة الديكتاتورية ضعيفة و هى تقوم فى العادة بتكرار ذات الخطأ عشرات المرات !

عدنان زاهر
19- 1 – 2024

elsadati2008@gmail.com
/////////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية الأولى عالمياً في “آيزو” نظام إدارة الذكاء الاصطناعي 42001:2023

في إنجازٍ ريادي يُضاف إلى سلسلة إنجازاتها المتميزة، كشفت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية عن حصولها على شهادة اعتماد في المواصفات القياسية الدولية “آيزو” والتي تعتبر من الاعتمادات الدولية رفيعة المستوى، وذلك في نظام إدارة الذكاء الاصطناعي من هيئة التصنيف البريطانية الرائدة في العالم “لويدز ريجستر”، بما يعزز مكانتها في طليعة المؤسسات السباقة في مجال الذكاء الاصطناعي، ولتكون دولة الإمارات العربية المتحدة الأولى عالمياً في نيل هذه الشهادة من الهيئة الرائدة.
ويأتي هذا الإنجاز تتويجاً لجهود المؤسسة في الالتزام بتطبيق أفضل المعايير والممارسات العالمية لإنشاء نظام إدارة الذكاء الاصطناعي وتنفيذه وتحسينه باستمرار، ويمثل اعترافاً دولياً بجهودها في توظيف وتطوير ومراقبة الخدمات التي توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث جاء إعلان الحصول على هذه الشهادة بعد انتهاء فريق خبراء “لويدز ريجستر” من إجراء عملية تدقيق وتقييم شاملة لنظام إدارة الذكاء الاصطناعي في المؤسسة، والتأكد من تطبيق أفضل الممارسات والامتثال لضوابط المعايير القياسية الدولية (آيزو 42001:2023 ).
وأكّدت سعادة مباركة إبراهيم، المدير التنفيذي لقطاع المعلومات بالإنابة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن حصول المؤسسة على هذا الاعتماد ينسجم مع توجهات الدولة، ويتواءم مع أولوياتها وأهدافها الاستراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي، كما يعزز جاهزيتها للمستقبل، مشيرةً إلى أن هذا الإنجاز يعكس الجهود المستمرة للاستثمار في تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بقطاع الرعاية الصحية وحرص المؤسسة على أن تكون سباقة محلياً وعالمياً في توظيف هذه التقنيات المتقدمة، الأمر الذي يقود إلى توفير أعلى معايير الخدمات الصحية، وتعزيز القدرة التنافسية على المستويين الإقليمي والعالمي.
سعي متواصل لتحقيق الريادة
من جهتها، أوضحت الدكتورة أمينة الجسمي، مدير إدارة الأشعـة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن السعي للحصول على مواصفة (آيزو42001:2023 ) من خلال مشروع الذكاء الاصطناعي في التصوير التشخيصي، كان بهدف ضمان التطوير والاستخدام المسؤول لأنظمة الذكاء الاصطناعي في خدمات المؤسسة، باعتبارها أول معيار عالمي يقدم إرشادات عملية حول هذا المجال التكنولوجي سريع التغير، ويحدد متطلبات توظيف نظام إدارة الذكاء الاصطناعي داخل المنظمات، مؤكدةً على دور هذه الأنظمة كركيزة أساسية في تطوير القطاع الصحي بشكلٍ عام، وتعزيز دقة التصوير الشعاعي بشكلٍ خاص.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الإنجاز يأتي في إطار سعي المؤسسة المتواصل لتحقيق الريادة في مختلف مجالات العمل المؤسسي، حيث يعدّ إضافة نوعية إلى مجموعة من الإنجازات الريادية التي حققتها المؤسسة خلال مسيرتها، بما في ذلك كونها الجهة الأولى على مستوى العالم التي تحصل على الاعتماد المؤسسي من اللجنة الدولية المشتركة، ونيلها تصنيف 3 نجوم في مجال المرونة والرشاقة المؤسسية كأعلى فئة تصنيف باعتبارها جهة متميزة في هذا المجال، وغيرها من الإنجازات الاخرى.


مقالات مشابهة

  • السودان الجديد و التخلق من داخل الخنادق
  • غدا …”فريق أبوظبي” يخوض سباق “أفضل زمن” في بطولة العالم لزوارق الفورمولا2
  • “حكايتنا حكاية”… أمسية حكواتية تراثية في غالوري مصطفى علي بدمشق
  • مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية الأولى عالمياً في “آيزو” نظام إدارة الذكاء الاصطناعي 42001:2023
  • ميدفيديف: الحرب الشاملة في الشرق الأوسط هي الحل
  • بعد فشل الحلول الخارجية مفتاح الحل في الداخل
  • “التعاون الخليجي”: اغتيال هنية مؤشر على عدم رغبة “إسرائيل” في الحل السياسي
  • إعلام العدو: “اسرائيل” تستعد لانتقام مشترك ينطلق من الأراضي الإيرانية واللبنانية وربما اليمن
  • رفع مدار محطة الفضاء الدولية استعدادا لوصول مركبة “سويوز إم إس -26” الفضائية الروسية المأهولة.
  • “ظلال وارفة”… لوحات متنوعة عن دور المرأة الاجتماعي والإنساني في ثقافي كفرسوسة