سودانايل:
2024-11-08@01:52:16 GMT

سياحة في كتاب الأمة والدولة (٢)

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

د. ليلى الضو أبوشمال تكتب
أضحى الصراع في المجتمعات العربية يدور بين فريقين، فريق منحاز للفكر الغربي والذي يرى أن إخفاق تجربة الحداثة كان بسبب الأبنية والتقاليد الموروثة، وعليه يجب القضاء على هذا البناء التقليدي ، والفريق الثاني المنحاز للموروث يرى أن إستيراد الفكرة الغربية هو سبب حالة التغريب والاغتراب، وهو ما يسبب المزيد من التدهور والحل في نظر هذا الفريق يكمن في العودة للأصول الموروثة، وللحقيقة هي معركة سياسية وفكرية تدور حول بنية الأمة وأسس اجتماعها البشري حيث تلمس مساحات مهمة ومؤثرة من بناءات الأمة وتقاليدها وعقائدها ، وفي الوقت نفسه فإن بناء الدولة والأنظمة المستوردة والذي كان له أثر على البنية الموروثة للأمة يعد مرحلة أولية اذا ما قورن بأي عمل يحاول تغيير وتفكيك البنية الإجتماعية الأساسية للأمة ، وهي مرحلة أكثر حرجا حيث تقترب الحداثة من تقاليد الأمة وتقترب من عقيدتها وبالجانب الآخر نجد بعض حركات الدفاع عن الموروث والعقيدة وإن تصاعدت في النصف الثاني من القرن العشرين اتخذت من استخدام القوه سلاحا لها مما كان له أثر على الاستقرار ومما ينذر باحتمالات للحرب الأهلية حتى وإن بدت أحيانا احتمالات بعيدة مع (ملاحظة أن طبعة الكتاب كما ورد في المقال السابق تمت في 2001 م ).


وأشار الكاتب رفيق أيضا إلى قضية النهضة في تلك المجتمعات وشروطها وفي تصوره والذي بلا شك يتفق معه الكثير فيه أن التعلم من التجارب التي يمر بها شعوب العالم المختلفة ضرورة أساسية لأي أمة تريد أن تنهض، فلا يجوز لشعب أو أمة أن تحقق النهوض من خلال معرفتها الذاتية دون معارف الشعوب والأمم الأخرى ، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في معنى التعلم من تجارب الآخرين، فالبعض يتصور أن التقدم الذي حققته حضارة ما يعد نموذجاً وطريقة للتقدم، وعلى الحضارات الأخرى أن تكرره أي هذا يعني أنه يفترض أن التجارب المتقدمة يمكن إعادة إنتاجها من حضارة لأخرى مما يشير إلى افتراض دور مجرد لاعتبارات المكان والتاريخ والموروث، وغيرها
كما أشار الكاتب إلى أن الأمة العربية والإسلامية تملك ماضيا من التجارب الناهضة ولها حضارات عربية أصيلة، وبالحديث عن التجارب يجب إعادة اكتشاف أصول الحضارة العربية الإسلامية وقيمها ومفاهيمها العليا ومضمونها الحضاري والثقافي والنموذج الغربي الذي يبهر هذه المجتمعات إنما استمد أسسه من النموذج اليوناني والروماني والذي استفاد من التجربة العربية.
والخلاصة في ذلك أن شروط النهضة تبدأ من التمسك بالأصول الحضارية وتغيير الفروع حتى الوصول لنموذج ناهض يعبر عن هوية الأمة الممتدة عبر التاريخ وفي الوقت نفسه يكون تجديدا مدركا للظرف الراهن ومستوعبا للصالح من تجارب الآخرين ، وبذلك لا تكون البناءات الموروثة عائقا كما يعتقد البعض بل العكس.
إن عملية استيراد الدولة كنموذج للحداثة قد تمت في زمن التراجع الحضاري وهذه الفترة أي فترة التراجع الحضاري تؤدي إلى فقدان الأمة لنموذجها الحضاري الناهض مما يفقدها أساليب مواجهة العصر وتفقد الأمة في زمن التراجع القدرة على التجديد مما يجعلها عاجزة عن تقديم نماذج جديدة مستمدة من الموروث الحضاري ، وفي غياب هذا النموذج الناهض و القدرة على التجديد يحدث ما يمكن تسميته بحالة الفراغ الحضاري وهي ليست فراغ من المضمون الحضاري للأمة والذي يبقى ويستمد في كل الظروف ولكنها حالة من فقدان الفكرة والنظام القابل للتطبيق.
ونواصل

leila.eldoow@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

«التنمية المحلية» تعرض التجارب التنموية للشرقية وبني سويف في المنتدى الحضري

أكدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، تطلعها من خلال المنتدى الحضري العالمي بالقاهرة، إلى تسليط الضوء على التجارب المميزة لمحافظتي الشرقية وبني سويف، كنموذجين رائدين في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في مصر، مشيرة إلى نجاح المحافظتين في تطبيق عدد من السياسات والآليات التي اعتمدتها الحكومة المصرية كنماذج فعالة لإشراك القطاع الخاص والمجتمع المدني والمواطنين في عملية التنمية، مما يعكس تكاملاً حقيقياً بين جميع الأطراف.

جاء ذلك خلال كلمتها في جلسة تمكين المجتمعات المحلية والقطاع الخاص كعوامل نشطة في التنمية الاقتصادية والتي تم عقدها في فعاليات اليوم الثاني للمنتدي الحضري العالمي، بحضور كل من إيفا غراندوس، وزيرة الدولة للتعاون الدولي في إسبانيا، وهاوليانغ شيو، نائب الأمين العام للأمم المتحدة ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالنيابة، وإميليا سانز، الأمين العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة، و الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف والمهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية.

استعراض تجارب محافظتي بني سويف والشرقية

وأعربت الدكتورة منال عوض عن سعادتها باستضافة مصر لهذه الجلسة المهمة والتي تنظمها وزارة التنمية المحلية بالتعاون مع المنتدى العالمي للتنمية الاقتصادية المحلية ومحافظتي بني سويف والشرقية لتحقيق هدف مشترك يتمثل في دعم التنمية الاقتصادية المحلية بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، وترسيخها على مستوى المجتمعات المحلية.

وأوضحت «عوض»، أن الحكومة المصرية ترى في هذه التجارب الواعدة خطوة أساسية نحو تعميم هذه النماذج في مختلف المحافظات، وذلك بهدف تحقيق التنمية الشاملة وتحسين مستويات المعيشة وخلال تعاون مستمر مع جميع شركاء التنمية الدوليين، لافته إلي إن التنمية الاقتصادية المحلية تعد جزءًا أساسيًا من برنامج عمل الحكومة المصرية وركيزة لدعم النمو الاقتصادي الشامل وذلك بهدف خلق فرص عمل مستدامة، وزيادة مساهمة المناطق الريفية والحضرية في الاقتصاد الوطني، ويتم ذلك عبر عدة محاور رئيسية، منها تعزيز البنية التحتية المحلية لبيئة داعمة لنمو المشروعات الصغيرة والمتوسطة وزيادة جاذبيتها للاستثمار، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة حيث تسعى الحكومة لتعزيز دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها محركاً رئيسياً للتنمية الاقتصادية المحلية، من خلال توفير برامج تمويل ميسر، وتقديم الدعم الفني، وتسهيل الوصول إلى الأسواق، وعلى سبيل المثال تقديم مفهوم التكتلات الاقتصادية ووضع أول دليل متكامل لتنمية وتطوير التكتلات الاقتصادية يتضمن البناء علي الدروس المستفادة من التطبيق التجريبي بالاثني عشر تكتل ، مشيرة إلى أنه لضمان استدامة سياسة تنمية وتطوير التكتلات الاقتصادية كأحد أهم سياسات التنمية الاقتصادية المحلية تم إضافة برنامج خاص بالتنمية الاقتصادية المحلية ضمن برامج التنمية المحلية.. علي سبيل المثال النباتات الطبية والعطرية بسمسطا ببني سويف.

زيادة مساهمة المناطق الحضرية والريفية في الاقتصاد الوطني

وتابعت وزيرة التنمية المحلية حديثها عن المحاور الرئيسية لزيادة مساهمة المناطق الحضرية و الريفية في الاقتصاد الوطني بتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص ، حيث تشرك الحكومة القطاع الخاص في تنفيذ المشروعات الاقتصادية وتشغيل المناطق الصناعية من خلال مجالس الشراكات الاقتصادية، والتي تساهم في اتخاذ قرارات تشاركية تعزز الشفافية والمساءلة بهدف خلق بيئة مشجعة للاستثمار، ويساهم في تنويع الاقتصاد المحلي، فضلا عن التدريب وتنمية المهارات التي تهدف الحكومة إلى تعزيز قدرات القوى العاملة المحلية من خلال برامج التدريب المهني وتنمية المهارات، بما يتماشى مع احتياجات السوق المحلية،إضافة إلى توطين الصناعات المحلية من خلال الاعتماد على الموارد المحلية بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي ورفع مستوى الإنتاج المحلي.

وضع استراتيجيات للتنمية الاقتصادية المحلية

وأشارت الدكتورة منال عوض إلى أن وزارة التنمية المحلية تقوم بوضع استراتيجيات للتنمية الاقتصادية المحلية التي تتواءم مع استراتيجيات المحافظات وتعد توطيناً لرؤية مصر 2030؛ كما تم تطوير وحدات لدعم التنمية الاقتصادية المحلية علي المستويين المركزي والمحلي، فضلاً عن تشكيل آليات مجتمعية تشاركية لدعم التنمية المحلية الاقتصادية.

مقالات مشابهة

  • التامك: فكرت اليوم في الاستقالة.. أهنت في البرلمان وإدارة السجون محتقرة من المجتمع والدولة المغربية
  • السيد عبدالملك الحوثي: إيران تبنّت نصرة الشعب الفلسطيني كواجب إسلامي ولم يكن لها أي علاقة بما يحدث في المنطقة العربية
  • إيران تتحدث عن "التجارب المريرة".. وتحدد الأولوية مع ترامب
  • كبسولات في عين العاصفة : رسالة رقم [113]
  • معنى التعتعة في حديث "والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه "
  • غياب مفهوم الأمة العربية والإسلامية
  • سياحة مصر تدرس المشاركة في معرض الحلال والقمة العالمية التركي
  • رئيس الجمعية العربية الأمريكية: الأجندة الديمقراطية صهيونية لتحطيم الأمة العربية
  • مهرجان الاستجمام
  • «التنمية المحلية» تعرض التجارب التنموية للشرقية وبني سويف في المنتدى الحضري