ولاية نيوهامبشير تقرّب ترامب من مواجهة ثانية مع بايدن
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
واشنطن- أشارت تقديرات كل الشبكات الإخبارية الأميركية إلى انتصار الرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات ولاية نيوهامبشير، ثاني الولايات في سباق الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري. ورجحت التقديرات فوزه بـ55% من الأصوات مقابل 45% لمنافسته الوحيدة المتبقية نيكي هيلي.
ولانتصار ترامب معان كثيرة، أهمها أنه جاء بعد اكتساحه ولاية أيوا، مما يعضد قوته وسيطرته على الحزب، كما أن طبيعة ناخبي ولاية نيوهامبشير، التي ترتفع فيها نسبة الناخبين المستقلين والجمهوريين التقليديين، تشير إلى حجم قوة ترامب على تيارات ومفاصل الحزب الجمهوري، إضافة لشريحة كبيرة من المستقلين.
وهو ما يمهد ليصبح ترامب فعليا مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وذلك في توقيت مبكر وقبل فترة طويلة من الانتهاء الرسمي لسباق الانتخابات التمهيدية يونيو/حزيران المقبل.
في الوقت ذاته، تعهدت نيكي هيلي -آخر منافسي ترامب في السباق الجمهوري- بالقتال، وقالت عقب تهنئتها له إن "هذا السباق لم ينته بعد"، وكان ترامب قال في وقت سابق لصحفيين: "لا يهمني إذا بقيت هيلي في السباق، دعها تفعل ما تريد".
من المتوقع أيضا أن يفوز الرئيس الأميركي جو بايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، ولكن بسبب معركة إجرائية داخل الحزب لن يتم الاعتراف بهذه النتائج.
يرسم ترامب للناخبين الذين يشاركون في الانتخابات التمهيدية صورة لدولة في طريقها للانهيار بسبب ارتفاع أعداد المهاجرين غير النظاميين، وارتفاع نسب الجريمة، والأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وبعيدا عن دقة ادعاءات ترامب، فإن هذه الرسالة جذابة لناخبي الحزب الجمهوري الذين يشعرون بالقلق إزاء أزمة الحدود الجنوبية ويعانون ارتفاع الأسعار وأسعار الفائدة ويعتقدون أنهم كانوا أفضل حالا في ظل رئاسته.
ويرى أغلب من يصوتون لترامب أن محاكماته وملاحقاته القضائية، التي نتج عنها توجيه 91 تهمة جنائية له، ما هي إلا دليل على "الاضطهاد السياسي".
وفي حديث للجزيرة نت، أشارت كانديس توريتو -مديرة برنامج التحليلات السياسية التطبيقية بجامعة ولاية ميريلاند- إلى أنه "ليس من المستغرب أن يتقدم ترامب، وبعد انسحاب حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، وهزيمته في أيوا ونيوهامبشير، فلم يعد أمام نيكي هيلي إلا طريق ضيقة للغاية للاستمرار في السباق، إلا أن هزيمة نيوهامبشير، تقوض أي فرص لها".
"نتائج كارثية"
وفي تصريح للجزيرة نت، اعتبر جيرمي ماير، المتخصص في السياسة الأميركية بجامعة جورج ميسون، أن نتائج الانتخابات التمهيدية للجمهوريين تعد كارثية، وقال "لقد انسحب المرشحون مؤخرا ولم تعد هناك إلا نيكي هيلي، إلا أن هذا كله جاء متأخرا جدا".
ولفت ماير إلى "جبن السيناتور ميتش ماكونيل وغيره من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين. وأن معظمهم يعرفون ترامب على حقيقته كنرجسي استبدادي غبي بشكل خطير، لكنهم قرروا عدم التصويت لصالح المساءلة بعد تمرد السادس من يناير/كانون الثاني 2021، لأنهم كانوا يأملون رحيله"، وفق تعبيره.
ويتساءل "لماذا المخاطرة بحرب أهلية داخل الحزب الجمهوري إذا كان سيتلاشى بشكل طبيعي؟ كانت تلك هي أمنيتهم".
وأضاف ماير "كانت هناك لحظة كان بإمكان مؤسسة الحزب أن تتخلص منه خلال الأسابيع الثلاثة التي تلت السادس من يناير/كانون الثاني. لكن كان عليهم إظهار الشجاعة. بدلا من ذلك، تجنبوا المواجهة وبحثوا عن مبرر، ولذلك نحن هنا".
وتساءل مستنكرا "هل يمكن أن يظهر شيء يحرك جماهير الحزب الجمهوري بعيدا عن ترامب؟ ربما إذا ظهر فيديو وهو يركل كلبا -أو بشكل أقل تأكيد- طفلا، هذا قد يغير المعادلة، ولكن ليس الإدانة بالتزوير أو سرقة الانتخابات أو انتهاكات الأمن القومي".
وأغلب استطلاعات الرأي، بشأن مواجهة افتراضية بين ترامب وبايدن في عديد من الولايات المتأرجحة الرئيسية، تشير إلى تقدم ترامب.
مباراة إعادة
غير أن ماير يرى أن فرص فوز ترامب بالانتخابات العامة لا تتعدى 40%، إلا إذا تدهور الوضع الاقتصادي وارتفعت نسب التضخم، "أو إذا كانت هناك كارثة في السياسة الخارجية يُلقى باللوم فيها على بايدن، أو إذا كان بايدن يعاني أزمة صحية ونائبته كامالا هاريس هي المرشحة البديلة، فإن فرص ترامب ترتفع بشدة".
وقال إن "الديمقراطيين قد يندمون على التمسك بمرشح كبير السن لا يحظى بشعبية، لأنهم لم يتمكنوا من إيجاد طريقة لاستبداله. لقد كان رئيسا جيدا بلغة الأرقام، ولديه مجموعة رائعة من إنجازات السياسة الداخلية والخارجية خلال 3 سنوات في منصبه، لكنه يعاني عجزا واضحا في الكاريزما، وأسئلة صادقة وجادة حول عمره".
من جانبه، أقر الكاتب والمحلل السياسي والعضو بالحزب الجمهوري بيتر روف بأن تقدم ترامب يعني "أننا سنواجه على الأرجح مباراة إعادة بينه وبين الرئيس بايدن يريدها عدد قليل جدا من الأميركيين".
وقال روف، في حديث للجزيرة نت، إن حجم انتصار ترامب وضخامته لم يكن مفاجئا في ظل علاقته الخاصة بالناخبين الجمهوريين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الانتخابات التمهیدیة الحزب الجمهوری نیکی هیلی
إقرأ أيضاً:
ترامب يُهاجم إدارة بايدن بورقة إيران
شنّ دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الحالي، هجوماً على الرئيس السابق للبلاد جو بايدن بورقة إيران.
اقرأ أيضًا: صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى
وقال ترامب، في تصريحاتٍ صحفية اليوم الخميس، إن إدارة بايدن رفعت العقوبات عن إيران وسمحت لها بإعادة بيع نفطها.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي أنه وقع أمراً تنفيذياً يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.
وأضاف في تصريحاتٍ صحفية :"نأمل ألا نضطر إلى استخدام المُذكرة، ونرغب في الوصول إلى اتفاقٍ مع إيران".
وأبدى ترامب رغبته في إجراء مُحادثات مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، وتابع :"لا يمكن أن تمتلك إيران سلاحاً نووياً".
وفي هذا السياق، يرى عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عليه إبداء حُسن النية تجاه الدولة الإيرانية.
وعبرّ عراقجي عن رأيه بأن العلاقات بين بلاده وأمريكا دخلت في مُنحنيات شديدة الصعوبة خلال الفترة الأخيرة، خاصةً بعد اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وفي هذا السياق، قال عراقجي إن أمريكا عليها فك تجميد أموال إيران المحتجزة في دول أخرى.
وأضاف بالقول إن ذلك من المُمكن أن يكون خطوة في طريق بناء الثقة بين الطرفين.
ووجه عباس عراقجي في وقتٍ سابق إنذاراً شديد اللهجة لخصوم بلاده من مغبة الهجوم على المواقع النووية
وقال عراقجي، في تصريحاتٍ نقلتها وسائل إعلام محلية ودولية، :"إذا تعرضت المواقع النووية الإيرانية لهجوم سيقود إلى حربٍ شاملة في المنطقة".
وأضاف بنبرةٍ حازمة :"سنرد فوراً وبحزم على أي اعتداء نتعرض له".
وكان عراقجي قد قال في وقتٍ سباق في تصريحاتٍ نقلتها شبكة سكاي نيوز :"لقد أوضحنا أن أي هجوم على منشآتنا النووية سيُواجه رداً فورياً وحاسماً
وأضاف :"لكنني لا أعتقد أنهم سيفعلون ذلك، إنه أمر مجنون حقا، وسيحول المنطقة بأسرها إلى كارثة".
تتسم العلاقات الإيرانية الأمريكية بالتوتر والتقلب منذ منتصف القرن العشرين. بدأت العلاقة بتحالف قوي بعد انقلاب 1953 الذي دعمته واشنطن لإعادة الشاه محمد رضا بهلوي إلى الحكم، لكنه انهار بعد الثورة الإيرانية عام 1979، التي أطاحت بالشاه وأدت إلى أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية بطهران. منذ ذلك الحين، فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على إيران، متهمة إياها بدعم الإرهاب والسعي لامتلاك أسلحة نووية، بينما ترى طهران أن واشنطن تسعى لإضعافها. رغم محاولات التفاوض، مثل الاتفاق النووي عام 2015، لا تزال العلاقات متوترة بسبب الخلافات السياسية والإقليمية.
وفي سياق متصل، أبدت وزارة الخارجية الروسية، في بيانٍ لها اليوم الخميس، رفضها لمُقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إقراغ غزة من اهلها.
وقالت الوزارة الروسية عن مُقترح ترامب إنه حديث شعبوي، واضافت مُشددةًَ على أن موسكو تعتبره اقتراحاً غير بناء يزيد التوتر.
وأضاف بيان الخارجية الروسية :"نأمل الالتزام التام والصارم بما تم التوصل إليه من اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أثار جدلاً كبيراً حينما اقترح تفريغ أرض غزة من سُكانها الأصليين وإرسالهم إلى مصر والأردن.
واضاف ترامب قائلاً إنه يرغب في تحويل قطاع غزة إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، والتي ستفتح أبوابها أمام الجميع، على حد قوله.
وكان إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، قد قال إن مُقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير مُواطني غزة لا يبدو خيارًا منطقيًا، واصفًا إياه بـ"الخيالي".
وقال باراك، في تصريحاتٍ صحفية لإذاعة الجيش الإسرائيلي،: "هذه لا تبدو خطة درسها أي شخص بجدية، يبدو أنها مثل بالون اختبار، أو ربما في مُحاولة لإظهار الدعم لدولة الاحتلال".
يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان أثار الجدل بمُقترحه بشأن تهجير أهالي غزة إلى الأردن ومصر، وذلك بغيةً إفراغ الأرض من أهلها.
وواصل ترامب مُقترحه بالإشارة إلى خطته بشأن تحويل القطاع إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، التي ستفتح أبوابها أمام جميع الجنسيات، على حد قوله.
وتُعتبر قضية فلسطين قضية عادلة لأنها تتعلق بحقوق شعب تعرض للتهجير القسري والاحتلال العسكري لأرضه، وهو ما يتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية. منذ نكبة عام 1948، تم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين قسرًا، وتمت مصادرة أراضيهم دون وجه حق، وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان. تؤكد قرارات الأمم المتحدة، مثل القرار 194 الذي ينص على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، والقرار 242 الذي يطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967، على أن للفلسطينيين حقًا مشروعًا في تقرير مصيرهم. كما أن استمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية يمثل انتهاكًا للقانون الدولي، ويؤكد أن القضية الفلسطينية ليست مجرد نزاع سياسي، بل هي قضية عدالة وحقوق أساسية.
إضافة إلى ذلك، تحظى القضية الفلسطينية بتأييد واسع من المجتمع الدولي باعتبارها قضية تحرر وطني ضد الاحتلال، شأنها شأن قضايا الشعوب التي ناضلت من أجل الاستقلال. الشعب الفلسطيني يطالب بحقوقه المشروعة بأساليب قانونية وسياسية، ويواجه انتهاكات الاحتلال بالصمود والمقاومة الشعبية. كما أن دعم الشعوب الحرة حول العالم لهذه القضية يعكس الوعي بعدالتها، حيث تُعتبر نموذجًا للصراع ضد الظلم والاستعمار. استمرار النضال الفلسطيني رغم العقبات هو دليل على عدالة القضية، إذ يسعى الفلسطينيون للحصول على حقوقهم الأساسية التي كفلتها المواثيق الدولية، وعلى رأسها الحق في تقرير المصير والعيش بكرامة في دولتهم المستقلة.