ترسم التقنيات الحديثة لاستغلال طاقة الرياح في نظام قوة دفع السفن، ملامح جديدة في قطاع النقل البحري العالمي ليكون أكثر استدامة وخاليا من الانبعاثات الكربونية، وتقود سلطنة عمان، ممثلة بمجموعة أسياد، الطريق لرسم هذا المستقبل المستدام في القطاع من خلال تبنّي تكنولوجيا الدفع بمساعدة الرياح بالتعاون مع شركتي فالي العالمية، وأنيموي للتقنيات البحرية.

وقالت مجموعة أسياد عبر منصة «لينكد إن»: تمثل هذه الشراكة خطوة مهمّة في مسيرة أسياد للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية، مما يُبرز فاعلية تقنية الدفع بقوة الرياح في تحسين كفاءة السفن والتقليل من مُعدل صافي الانبعاثات، وتعزيز جهود الاستدامة في قطاع النقل البحري، في الوقت الذي تتعامل فيه العديد من القطاعات العالمية مع الضرورة الملحّة لمكافحة تغيّر المناخ والتحوّل إلى الطاقة النظيفة. ويتجلى التزام مجموعة أسياد بحلول الاستدامة في تعاونها مع شركة التعدين العالمية فالي، وشركة «أنيموي مارين تكنولوجيز» المُتخصصة في توريد تقنية الدفع بقوة الرياح، لتركيب 5 أشرعة دوارة تُعرف باسم «دوارات فليتنر» على ناقلة خام الحديد العملاقة «صحار ماكس»، وهي سفينة من طراز «فالي ماكس» تبلغ حمولتها 400 ألف طن، والمملوكة لأسياد والمؤجرة لشركة فالي في سلطنة عمان.

وستسهم هذه الأشرعة الأسطوانية البالغ ارتفاعها 35 مترًا وقُطرها 5 أمتار، في إحداث تغيّر كبير في نظام قوة دفع السفن، حيث إن ما يُميز هذا المشروع هو نظام الطي الخاص من شركة أنيموي الذي يسمح بطي الأشرعة من الوضع الرأسي إلى الأفقي؛ الأمر الذي يسهم في التقليل من التحديات التي تسببها التيارات الهوائية، وكذلك تأثير الأشرعة على عمليات المناولة،

حيث تعمل الأشرعة الدوّارة على تسخير طاقة الرياح لتوفير قوة دفع أكبر وتُحَسِّن من كفاءة الطاقة بشكل ملحوظ مما يُقلل من الانبعاثات الكربونية إلى حَدٍّ كبيرٍ. وتعد سفن «فالي ماكس» التي تُبحر بين البرازيل والصين والشرق الأوسط، مناسبة تماما لاستيعاب تقنية الدفع بقوة الرياح. ومن المؤمل أن تؤدي رؤية أسياد الاستباقية التي دفعتها إلى تبنّي تقنية الأشرعة الدوّارة إلى نتائج إيجابية، حيث من المتوقع أن تسهم في انخفاض استهلاك الوقود بنسبة 6%، وانخفاض الانبعاثات الكربونية بكمية قد تصل إلى 3000 طن لكل سفينة سنويا. ويعد تبنّي تقنية الدفع بقوة الرياح من قبل أسياد نقلة نوعية مهمة؛ فإلى جانب إسهامها في تحقيق الأهداف الدولية لخفض الانبعاثات الكربونية، تمهّد هذه التقنية الطريق لمؤسسات الشحن البحري لاستخدام تقنيات حديثة للتحكم بالانبعاثات، حيث تعد الأشرعة الدوّارة خيارا مثاليا للمهتمين بالاستدامة؛ إذ إنها تتوافق مع المعايير الدولية مثل المؤشر التصميمي لفاعلية استهلاك السفينة للطاقة ومؤشر فاعلية استهلاك السفن الموجودة للطاقة ومؤشر كثافة الكربون.

ويُعد القطاع البحري أحد أهم القطاعات المُساهمة في انبعاثات الغازات الدفيئة التي تبلغ نسبتها حوالي 3% من إجمالي الانبعاثات على مستوى العالم، واليوم تعد طاقة الرياح نقطة تحوّل وأداة واعدة للحدّ من الانبعاثات الكربونية كونها مصدرًا غير محدود ومتجددا لتوليد الطاقة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الانبعاثات الکربونیة

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء: مشروع إعادة تدوير مخلفات السفن يحقق الاستدامة في قطاع النقل

التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، على هامش مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي المشترك، فيرون فاسيلياديس، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «في جروب» اليونانية المتخصصة في الحلول البيئية والوفد المرافق له.

وفي مستهل الاجتماع، رحّب رئيس الوزراء بفيرون فاسيلياديس، معربًا عن تقديره للتعاون القائم حاليًا بين الشركة وهيئة قناة السويس في مجال إعادة تدوير المخلفات الصلبة والسائلة للسفن العابرة لممر قناة السويس الملاحي.

وأكد رئيس الوزراء دعمه لهذا المشروع الذي يتماشى مع سياسات الدولة المصرية لتحقيق الاستدامة بقطاع النقل.

وخلال اللقاء، قال  فيرون فاسيلياديس إن شركة "في جروب" هي شركة يونانية خاصة تتمتع بحضور قوي في مناطق شرق البحر المتوسط والبلقان وشمال أفريقيا.

مجالات عمل الشركة تركز على 6 محاور

وأشار إلى أن مجالات عمل الشركة تركز على 6 محاور رئيسية من بينها مرافق الموانيء، وخدمات الاستجابة للطوارئ، وخدمات إزالة التلوث، وإنتاج الوقود البديل من النفايات والتكنولوجيا.

وأوضح " فاسيلياديس" أن قيمة أصول شركة "في جروب" تبلغ أكثر من 130 مليون يورو ويعمل بها 330 موظفًا. وقال إن شركة "في جروب" هي مالكة شركة "انتيبوليوشن إيجيبت" التي تتعاون مع هيئة قناة السويس في جمع النفايات الصلبة والسائلة من السفن التي تمر عبر قناة السويس، عن طريق استخدام سفن صديقة للبيئة تم تجهيزها لهذا الغرض، وهذه السفن سيتم بناؤها في أحواض بناء السفن المصرية، مشيرًا إلى أن استثمارات المشروع تبلغ أكثر من 150 مليون دولار.

وأشار إلى أن الشركة في المراحل النهائية للحصول على التراخيص الخاصة بالمشروع، وأن الشركة تعمل حاليًا على اختيار عدد من المقاولين لتنفيذ بعض الأعمال به، على أن يكون اطلاق المشروع في غضون فترة قصيرة.

وأكد " فاسيلياديس" أن الشركة الجديدة ستلعب دورا مهما في منطقة قناة السويس، لتجسد شراكة ليست على صعيد الشركات أو المؤسسات، بل شراكة بناءة بين اليونان ومصر، معربا عن تطلعه لما سيثمر عنه التعاون، من حيث خلق قيمة مضافة عبر إطلاق خدمة جمع المخلفات الصلبة والسائلة لأول مرة في قناة السويس.

تعزيز الممارسات التجارية

وقال إن الشركة ملتزمة بتعزيز الممارسات التجارية المستدامة والحد من تأثيرها على البيئة، وتتمثل الاستراتيجية الرئيسية لتحقيق هذا الهدف في تنفيذ استراتيجية "صفر نفايات وبصمة كربونية صفرية".

مقالات مشابهة

  • «طرق دبي» توقع اتفاقية لتطوير منصة لـ «النقل التجاري»
  • إجازة استثمار جديدة في قطاع النقل
  • 500 مليون دولار وفورات “أدنوك”من تطبيق 30 أداة للذكاء الاصطناعي
  • بعد احتجاز الحوثيين 4 طائرات.. الكويت تمنح قطاع النقل في اليمن ثلاث طائرات ومحركين
  • مع اقتراب إعلان التغيير الوزاري.. ماهي مطالب المواطنين من قطاع النقل؟
  • طلاب جامعة بنها يبتكرون نظاما جديدا لمراقبة السيارات يساهم فى الحد من الحوادث
  • الحكومة والقطاع الخاص يوقعان 5 مذكرات تفاهم مع الجانب الأوروبي بالنقل الذكي والتخزين
  • الحكومة والقطاع الخاص يوقعان 5 مذكرات تفاهم مع الجانب الأوروبي بالنقل الذكي والتخزين الأخضر
  • رئيس الوزراء: مشروع إعادة تدوير مخلفات السفن يحقق الاستدامة في قطاع النقل
  • تدشين أول سفينة جزائرية للترفيه “CORSAIRE”