بقلم: هيثم السحماوي

القاهرة (زمان التركية) _تعتبر الدبلوماسية من أقدم المهن في التاريخ الإنساني، إنها وإن اختلفت في الشكل والتقاليد والأعراف، إلا أن الهدف والمهمة الأساسية لها واحدة وثابتة لا تتغير، ألا وهي قيام علاقات جيدة بين الشعوب والحضارات المختلفة وتطوير وتحسين هذه العلاقات.

ففي الحضارة المصرية القديمة، نشأ نظام دبلوماسي، حيث كانت هناك مفاوضات بين الممالك والدول المجاورة لتحديد الحدود وتبادل الموارد.

وتوجد نقوش على الجدران الفرعونية  تشير إلى هذه المفاوضات والمعاهدات.

وفي الصين القديمة، كانت هناك مفاوضات بين الدول لتحقيق التوازن وتعزيز العلاقات الدولية. كتب “سون تزو” كتابًا يعتبر أحد أوائل الكتب حول الدبلوماسية في التاريخ.

أما في حضارة بلاد النهرين، فقد كانت تمارس الدبلوماسية في سياقاتها البينية. كانت الممالك ترسل رسلًا لتبادل المعلومات والاتفاق على المعاهدات التجارية.

وإذا نظرنا إلى الدبلوماسية في حضارة كلٍّ من اليونان والرومان نجد أنهما كانتا  تمارسان الدبلوماسية من خلال إرسال السفراء والمفاوضين لحل النزاعات وتحسين العلاقات بين المدن الواقعة في نطاق إمبراطوريتيهما.

أما في العصور الوسطى قبل ظهور الإسلام فنجد أن الجزيرة العربية والمناطق المجاورة شهدت تبادلًا ثقافيًّا واقتصاديًّا، حيث كانت القرى والمدن تتبادل البضائع والمعلومات. كما كانت هناك مفاوضات ومعاهدات بين القبائل.

ومن القراءة في تاريخ الدبلوماسية نجد أن الشكل الذي كان غالبًا عليها والذي لا يزال ضمن عمل الدبلوماسي حتى الآن، هو الشكل التقليدي ألا وهو حمل رسالة من ملك أو زعيم دولة أو حاكم إلى حاكم دولة أخرى عن طريق ما يسمي المبعوث الدبلوماسي أو السفير، وهنا حالتان مبنيتان على مضمون الرسالة، ففي الحالة الأولى كون الرسالة ودية أو عن تعاون معين أو مصحوبة بهدايا وغير ذلك ففي هذه الحالة لم توجد مشكلة في مختلف العصور . ولكن المشكلة كانت في حالة كون الرسالة مضمونها تهديد أو وعيد من الحاكم المرسل للحاكم المرسل اليه، وهنا كان في بعض فترات التاريخ رد الفعل على مثل هذه الرسالة أن يتم قطع رأس السفير ووضعها على حصانه ثم إرساله إلى دولته، وهذا كان رمزًا للتحدي ..

كيف بدأت الدبلوماسية في التاريخ الإسلامي، وكيف كان شكلها ؟ أستأذن حضراتكم أن يكون ذلك عنوان المقال القادم إن شاء الله .

مراجع المقال:

  لورانس، جون. (1994). “الدبلوماسية في التاريخ”. دار النهضة العربية.   هول، جي. كارل. (2005). “تاريخ الدبلوماسية”. مكتبة الإسكندرية.   نعمة، حسن. (2008). “تاريخ الدبلوماسية العربية”. المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

يسعدني التواصل وإبداء الرأي

[email protected]

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: تاریخ الدبلوماسیة الدبلوماسیة فی فی التاریخ

إقرأ أيضاً:

مصر.. بيان رسمي بعد انتحار موظف دار الأوبرا و"الرسالة الغامضة"

أصدر وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، قراراً بتشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا المصرية، بعدما أنهى حياته بالقفز في نهر النيل، في واقعة أثارت جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وفي الشارع المصري خلال الساعات الماضية.

وأعرب وزير الثقافة في بيان رسمي عن خالص تعازيه لأسرة الفقيد، داعيًا الله أن يتغمده برحمته، وأكد أن الوزارة تتابع القضية عن كثب، ولن تتوانى عن تقديم الدعم اللازم لعائلته، كما شدد على أهمية التحقيق الشامل في القضية، خاصة في ظل الجدل المثار حول رسالة غامضة نُسبت إلى الموظف الراحل.

رسالة غامضة

وبعد وفاته، انتشرت رسالة منسوبة إلى الموظف الضحية كتبها قبل رحيله، جاء فيها: "ستراني في مرضك وضعفك وفشلك.. ستراني في عقوق أبنائك.. ستراني في غدر من حولك.. ستراني في هجر أصحابك.. ستراني في دعائك الذي لا يستجاب"، وهو ما دفع البعض إلى تفسير الحادثة على أنها رد فعل على تعرضه لظلم شديد. 

ولاقت الرسالة انتشاراً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما زاد من التساؤلات حول دوافع الواقعة، وما إذا كانت هناك ضغوط مهنية أو شخصية قد دفعته لاتخاذ هذا القرار المأساوي.

رد فعل العائلة

وفي تطور لافت، أعرب شقيق المتوفى عن شكوكه في صحة الرسالة المنسوبة لشقيقه، مؤكداً في تصريحات إعلامية أنها ليست بخط يده، وأنه كان يعرف أسلوب كتابته جيداً. كما أشار إلى أن الفقيد لم يكن يعاني من أي اضطرابات نفسية أو ضغوط تدفعه لإنهاء حياته، بل كان ملتزماً دينياً، ويتمتع بشخصية متزنة، مطالباً بفتح تحقيق موسع حول الحادث لكشف حقيقة ما حدث.



فيما أشارت تقارير إعلامية محلية إلى أن الفقيد كان يواجه ضغوطاً متزايدة في عمله، بالإضافة إلى أعباء اقتصادية، وهو ما قد يكون ساهم في تفاقم أزمته النفسية، ومع ذلك، لا تزال التحقيقات مستمرة لمعرفة الملابسات الدقيقة للحادث، وما إذا كانت هناك أسباب أخرى خفية وراءه.

مقالات مشابهة

  • أول تلوث صناعي في التاريخ.. العلماء يعثرون على آثار للرصاص السام في اليونان القديمة
  • سر العلاقة بين الشوعيين واتباع محمود محمد طه
  • مصر.. بيان رسمي بعد انتحار موظف دار الأوبرا و"الرسالة الغامضة"
  • تزييف التاريخ
  • المفتي: الشريعة سبقت المفهوم المعاصر لـالتنمية المستدامة في كل المجالات
  • مصر تواصل خطواتها الدبلوماسية.. دعم ثابت لقطاع غزة والقضية الفلسطينية
  • فريق الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يتأهل للمنافسة في مسابقة التحكيم التجاري الدولية بالسعودية
  • رئاسة الجزائر لمجلس الأمن: شهر من الإنجازات الدبلوماسية الإستثنائية
  • ومضات توثيقية: أنهضي يا أحزان الحرب العبثية وأتحدي يا أفراح الدولة المدنية
  • المجلس الوطني الاتحادي يعقد جلسته التالية يوم 5 فبراير