ما حقيقة خطة الشراكة التي تمهد لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا؟
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
كشفت تقارير نشرتها وسائل إعلام أمريكية عن خطة طرحتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بهدف دخول الأخيرة في شراكة مع النظام السوري لمحاربة تنظيم الدولة في سوريا.
وفي التفاصيل، ذكر موقع "المونيتور" الأمريكي، أن الخطة تأتي في إطار مراجعة متجددة لسياسة الولايات المتحدة في سوريا، والتي تجري حالياً في وزارة الخارجية وفي الولايات المتحدة.
وتابع بأن وزارة الدفاع الأمريكية أطلعت تركيا الحليف الرئيسي لحلف شمال الأطلسي، على المداولات بهذا الإطار.
ونقلاً عن مصادر، أكد الموقع أن هدف الخطة حماية "قسد" في القتال ضد التنظيم على المدى المتوسط إلى الطويل، في حين امتنعت المصادر ذاتها عن التعليق ما إن كانت الاجتماعات والخطة تمهد لانسحاب محتمل للقوات الأمريكية في سوريا.
وعدّ "المونيتور" الخطة بأنها ضمن "مؤشرات متزايدة" على أن الانسحاب الأمريكي من سوريا قد يكون حتميا إن لم يكن وشيكا في ظل تصاعد التوترات بين القوات المدعومة من إيران والولايات المتحدة منذ 7تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بعد بدء الحرب في غزة.
"خطة قديمة"
وتعليقاً على تلك الأنباء، يقول الباحث في "المجلس الأطلنطي" قتيبة إدلبي، إن الخطة الأمريكية الخاصة بالشراكة بين "قسد" والنظام السوري "ليست جديدة"، حيث جرى طرحها من قبل كبير مستشاري الرئيس الأمريكي بريت ماكغورك قبل سنوات على "قسد"، لكن لم يتم تقديمها بشكل جدي، بسبب وضع النظام السوري.
وأضاف من واشنطن لـ"عربي21" أن أولى خطوات الشراكة تنص على نشر قوات النظام على الحدود السورية- التركية لحراسة الحدود، والنظام فشل بتطبيق هذه الخطوة.
وتابع إدلبي، بأن سبب تجدد الحديث عن الخطوة، هو طلب الإدارة الأمريكية تجديد خطط الانسحاب من سوريا، مبيناً أن هذا المطلب يجري بشكل دوري ليس في سوريا فقط، بل في أي بلد تتموضع فيه القوات الأمريكية.
وقال الباحث إن الإدارة الأمريكية طرحت في العام 2019 الانسحاب من سوريا، وفي العام 2023 طلب البيت الأبيض تجديد هذه الخطة.
ما هي حظوظ الشراكة؟
وبسؤاله عن حظوظ الخطة رد إدلبي: "حتى الآن لا قرار بهذا الشأن، ومن الواضح أن الوضع المتوتر في منطقة الشرق الأوسط قد جدد الحديث عنها".
وتابع: "ما يتم طرحه هو محاولة أمريكية لكبح جماح العمليات التركية في الشمال السوري، بحيث تريد الولايات المتحدة دفع حليفتها "قسد" إلى التفكير بإعادة الشراكة مع النظام لمنع أنقرة من شن عملية عسكرية برية جديدة داخل سوريا".
وقال إدلبي: "باعتقادي من الصعب على "قسد" تقديم تنازلات للنظام، وأيضاً من الصعب على الأخير تنفيذ مهمة نشر قواته على الشريط الحدودي السوري- التركي".
ولم تستطع "عربي21" الحصول على تعليق من "قسد" على هذه الخطة، بعد أن رفض أكثر من مصدر فيها التعليق.
"غير مقنعة"
من جهته، وصف المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية حازم الغبرا الأنباء التي نشرها موقع "المونيتور" بـ"غير المقنعة"، متسائلاً: "كيف سيتم دمج "قسد" التي تتلقى تمويلاً أمريكياً بقوات النظام، والمليشيات الإيرانية"؟.
وأضاف لـ"عربي21": "البنتاغون لم يعلق على هذه الأنباء، ولم نسمع أي تعليق من جهة رسمية أمريكية"، وبالتالي "أنا أستبعد وجود هذه الخطة بالصيغة المذكورة".
وشدد الغبرا أن "الولايات المتحدة ليست في وارد التخلي عن "قسد"، وخاصة لمصلحة النظام السوري".
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، تصاعدت الضربات الصاروخية وبالمسيرات على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، الأمر الذي دفع بالعديد من المراقبين إلى عدم استبعاد فكرة سحب الإدارة الأمريكية لقواتها من المنطقة، تفادياً للخسائر البشرية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سوريا قسد تركيا سوريا امريكا تركيا داعش قسد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة النظام السوری من سوریا فی سوریا
إقرأ أيضاً:
مقتل 3 أطفال بقصف للنظام السوري على ريف إدلب
لقي 3 أطفال مصرعهم، الثلاثاء، وأصيب آخرون بجروح مختلفة شمال غربي سوريا عقب قصف مدفعي شنته قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لإيران على مناطق في ريف محافظة إدلب.
وأفاد الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، في بيان، بمقتل 3 أطفال وإصابة 14 مدنيا أغلبهم من الأطفال بجروح وإصابات معظمها خطرة، جراء قصف مدفعي لقوات النظام وحلفائه.
وأوضح الدفاع المدني أن القصف استهدف معهدا للعلوم الشرعية واللغة العربية ومدرسة ابتدائية، في مدينة أريحا جنوبي إدلب، مشيرا إلى أن فرق الطوارئ نقلت جثامين القتلى وقامت بإسعاف المصابين إلى المشافي القريبة وتفقدت المكان وتأكدت من عدم وجود إصابات أخرى.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أصيب طفل ورجل بجروح، جراء قصف لقوات النظام بالمدفعية استهدف بلدة معارة النعسان شرقي إدلب.
وشدد الدفاع المدني على أن "الهجمات المستمرة لقوات النظام وروسيا وحلفائهم تضاعف مأساة السوريين على أعتاب فصل الشتاء، وتهدد حياتهم وتزيد حالة عدم الاستقرار وتدفع الأهالي لترك منازلهم في ظل ظروف إنسانية صعبة وواقع صعب تشهده المنطقة مع طول سنوات الحرب والتهجير".
وخلال الأشهر الأخيرة، صعد النظام من هجماته بالطائرات المسيرة الانتحارية والقصف المدفعي، خاصة على قرى سهل الغاب وريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي، موقعا قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
والأحد، لقي مدني حتفه وأصيب 15 آخرين بينهم 5 أطفال و 3 نساء، بقصف صاروخي استهدف مدينة الباب شرقي حلب، من مناطق السيطرة المشتركة لقوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية "قسد".
واستهدف القصف منازل المدنيين ومسجدا ومركزا لتعبئة الغاز في المدينة، ما أدى إلى اندلاع حريق بمواد بترولية مخزنة على سطح أحد المنازل، حسب "الخوذ البيضاء".
يشار إلى أن إدلب جزء من المناطق التي حُددت ضمن اتفاقية مناطق خفض التصعيد، التي توصلت إليها تركيا وروسيا وإيران خلال اجتماعات أستانة عام 2017. ومع ذلك، صعّد النظام السوري هجماته على المنطقة في عام 2019.
وفي 5 أيار /مايو عام 2020، أبرمت أنقرة وموسكو اتفاقا جديدا لوقف إطلاق النار في إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، إلا أن قوات النظام السوري وحلفاءه تواصل خرق هذا الاتفاق بشكل متكرر.