واصل ملتقى "شبهات وردود" بالجامع الأزهر الشريف، فعالياته الأسبوعية، تحت عنوان: "شبهات حول الإسراء والمعراج"، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، وحاضر في ملتقى هذا الأسبوع كل من : د.

عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين الأسبق، ود. مجدي عبد الغفار حبيب، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين بالقاهرة، ود. علي مهدي أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف.

وفي بداية الملتقى ، قام د. عبد الفتاح العواري، بالتأصيل لحادثة الإسراء والمعراج من خلال الحديث عن شهر رجب وعن حرمته وعما فعل كفار الجاهلية به من تغيير لموعده من أجل انتهاك حرمته بالقتال ونحوه،  ثم نزَّل فضيلته ذلك على أرض الواقع، فشبه انتهاك اليهود لحرمة الشهر الفضيل في هذه الأيام بانتهاك مشركي العرب لحرمته؛ حيث انتهك اليهود حرمة الشهر الحرام وحرمة المسجد الأقصى، وحرمة الأنفس المعصومة.

وبين عضو مجمع البحوث الإسلامية ، بعض حِكَم الإسراء والمعراج من كونها تسريةً وتسليةً للنبي ﷺ عما أصابه من الأذى، ورداً عملياً على أهل الكفر والظلم والعدوان، وأن الله تعالى ناصرٌ دينه ونبيه وعباده المؤمنين ، مؤكداً أن صلاة النبي ﷺ بالأنبياء في المسجد الأقصى كان إيذاناً بانتقال القيادة الروحية من ولد إسحق إلى ولد إسماعيل، وهذا إرث تركه النبيﷺ لأمته؛ فهل حفظته أم ضيعته!!!

من جانبه، أوضح د. مجدي عبد الغفار، أن الوحي لا بد أن يكون معه وعي؛ لأن الوحي بلا وعي تعطيل، وأما الذين يريدون إعمال العقل دون الوحي فنقول لهم: وعي بلا وحي تضليل ، فنحن نقدس المنقول ونُعمِل فيه العقول، وإسراء النبي ﷺ ومعراجه، قد وقف فيه الواقفون ممن وقفت عقولهم عن فهم المنقول، وصار كل منهم يعمل عقله بمقاييس البشر، فالرحلة بمقاييس رب البشر لا بمقاييس البشر، فالله - سبحانه وتعالى - هو الذي أسرى.

وتابع أن الرحلة لم تكن منامية أو روحية بل كانت بدنية، وإذا كان الله - سبحانه وتعالى - هو من أسرى؛ فعندئذ لا يُحسب الأمر بالمقاييس البشرية ، عندها تُفنذ كل الشبهات ، موضحا كيف يكون الرد العملي للشبهات وذلك بحفاظ المؤمن على نبيه ﷺ، ومن خلال سيادتنا بالعلوم وقيادتنا بالشهادات حتى تعود الأمة إلى سابق عهدها المجيد.

من جهته قام د. علي مهدي، بالرد بالتفصيل على شبهات المنكرين للإسراء والمعراج، ففنّد شبهة تعارض الروايات في هذه الحادثة؛ حيث جاء في بعض الروايات أن النبي ﷺ كان في بيت أم هانئ، وفي رواية أنه أُسري به من الكعبة، فأوضح فضيلته، أنه لا يوجد تعارض بين  الروايات، حيث من الممكن أن يكون تلك الليلة في بيت أم هانئ وأُسري به من الكعبة.

وتابع: إن حادثة الإسراء والمعراج وردت عن أكثر من عشرين صحابياً وذلك يجعلها حادثة يقينية، فشبهة كون الإسراء والمعراج رؤيا منامية كما يقول بعض المشككين مستدلّين بقوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] ، أن الله تعالى يقول في أول السورة : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى ُ } [الإسراء: 1] وذلك يعني أن ما بعد ذلك معجزة ، تحتاج لإيمان من أجل تصديقها ، أما الرؤيا في المنام فهي أمر عادي، أيضا لو كانت رؤيا منامية لما أنكرها المشركون على النبي ﷺ، مستدلا بأن مصطلح الرؤيا في دواوين اللغة يطلق على رؤيا العين الحقيقية، ثم ختم فضيلته حديثه بتذكير المسلمين ببعض ما يجب عليهم فعله من التمسك بدينهم وطلبهم للعلم.

بينما تحدث د. عبدالله الحسيني، عن لمحة تاريخية حول الإسراء والمعراج وقال إن هذه الأيام تذكرنا بحادثة تاريخية، ومعجزة إلهية ، للحبيب المصطفى ﷺ، ألا وهي حادثة الإسراء والمعراج، وقال إن أعداء الإسلام بين الفينة والأخرى يطعنون في الإسلام، محاولة منهم للنيل من هذا الدين عن طريق التلبيس على بعض ضعاف الإٍيمان أمور دينهم، مستغلين في ذلك شبهاتٍ عقلية أو علمية ، أو لغوية ؛ فهذه المعجزة لطالما شكك فيها المشككون، وأثاروا حولها الشبه الواهية من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، لكن الله تعالى يُسَخِّر دوما لهذا الدين من يذب عنه ويقيم ما اعوَج منه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإسراء والمعراج النبی ﷺ

إقرأ أيضاً:

عميد إعلام الأزهر عن أزمة مسلسل معاوية: الأنبياء والصحابة لهم مكانة خاصة ولا يمكن تجسيد شخصياتهم

قال الدكتور رضا عبد الواجد، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، إن مسلسل (معاوية) شهد معارضة كبيرة من أجل عرضه بسبب أنه يجسد صحابة الرسول، وهذا الأمر رفضه الأزهر، على الرغم من أنه ليس جهة رقابية أو جهة مقررة للعرض من عدمه.

وتابع الدكتور رضا عبد الواجد، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلاميتين رشا مجدي وعبيدة أمير ببرنامج صباح البلد المذاع على قناة صدى البلد، أن مؤسسة الأزهر رأت ضرورة عدم عرض المسلسلات التي تجسد الصحابة والرسل، لأن الأنبياء والصحابة لهم مكانة خاصة ولا يمكن لأحد أن يجسد أحد دورهم.

كما أوضح أن مسلسل معاوية يحكي قصة جدلية، هذه القضية لا يمكن تتحدث عن سرد التاريخ في السجال بين الطوائف الإسلامية، خاصة أصحاب سيدنا علي بن أبي طالب وأصحاب سيدنا معاوية.

واستكمل قائلا: قصص الصحابة والتابعين يمكن أن تروى في المراكز البحثية والمؤسسات التعليمية، ومسلسل سيدنا معاوية تم منعه في العراق بسبب عدم الفرقة بين السنة والشيعة وحدوث خلافات تنافرية.

اقرأ أيضاًمسلسل معاوية الحلقة الأولى.. تاريخ من أسرار الدولة الأموية

طارق الشناوي عن أزمة مسلسل معاوية: تجسيد الصحابة أمر مباح «فيديو»

تداعيات مسلسل معاوية.. «عضو فتوى الأزهر»: مش معقول ممثل يسكر في مسلسل ويجسد شخصية صحابي بآخر

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: الصحابة اختلفوا في عهد النبي لكنهم لم يسلوا السيوف على أنفسهم
  • ملتقى الجامع الأزهر يكشف عن معاني اليسر في الصيام وأهم الوقفات مع آياته
  • رئيس جامعة الأزهر: التيسير سمة أصيلة في التشريع الإسلامي وآيات الصيام خير دليل
  • رئيس جامعة الأزهر يبين سبب حذف حرف النفي في قول الله: وعلى الذين يطيقونه
  • شيخ الأزهر: الاختلاف بين السنة والشيعة كان في الفكر والرأي وليس في الدين
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: العبادة غذاء روحي يهذب النفس ويربطها بالخالق
  • عميد إعلام الأزهر عن أزمة مسلسل معاوية: الأنبياء والصحابة لهم مكانة خاصة ولا يمكن تجسيد شخصياتهم
  • مع بداية رمضان 2025.. كيف كان النبي يستقبل الشهر الفضيل؟
  • رمضان 2025.. عالم أزهري يوضح الحكمة من عبادة الله وخلق البشر |فيديو
  • محمد يسري يكتب: العلوم الإسلامية كلها جاءت لبيان فضائل كتاب الله والحفاظ على سنته