كشفت تقارير نشرتها وسائل إعلام أمريكية عن خطة طرحتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بهدف دخول الأخيرة في شراكة مع النظام السوري لمحاربة تنظيم الدولة (داعش) في سوريا.

وفي التفاصيل، ذكر موقع "المونيتور" الأمريكي، أن الخطة تأتي في إطار مراجعة متجددة لسياسة الولايات المتحدة في سوريا، والتي تجري حالياً في وزارة الخارجية وفي الولايات المتحدة.



وتابع بأن وزارة الدفاع الأمريكية أطلعت تركيا الحليف الرئيسي لحلف شمال الأطلسي، على المداولات بهذا الإطار.

ونقلاً عن مصادر، أكد الموقع أن هدف الخطة حماية "قسد" في القتال ضد التنظيم على المدى المتوسط إلى الطويل، في حين امتنعت المصادر ذاتها عن التعليق ما إن كانت الاجتماعات والخطة تمهد لانسحاب محتمل للقوات الأمريكية في سوريا.


وعدّ "المونيتور" الخطة بأنها ضمن "مؤشرات متزايدة" على أن الانسحاب الأمريكي من سوريا قد يكون حتميا إن لم يكن وشيكا في ظل تصاعد التوترات بين القوات المدعومة من إيران والولايات المتحدة منذ 7تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بعد بدء الحرب في غزة.

"خطة قديمة"
وتعليقاً على تلك الأنباء، يقول الباحث في "المجلس الأطلنطي" قتيبة إدلبي، إن الخطة الأمريكية الخاصة بالشراكة بين "قسد" والنظام السوري "ليست جديدة"، حيث جرى طرحها من قبل كبير مستشاري الرئيس الأمريكي بريت ماكغورك قبل سنوات على "قسد"، لكن لم يتم تقديمها بشكل جدي، بسبب وضع النظام السوري.

وأضاف من واشنطن لـ"عربي21" أن أولى خطوات الشراكة تنص على نشر قوات النظام على الحدود السورية- التركية لحراسة الحدود، والنظام فشل بتطبيق هذه الخطوة.

وتابع إدلبي، بأن سبب تجدد الحديث عن الخطوة، هو طلب الإدارة الأمريكية تجديد خطط الانسحاب من سوريا، مبيناً أن هذا المطلب يجري بشكل دوري ليس في سوريا فقط، بل في أي بلد تتموضع فيه القوات الأمريكية.

وقال الباحث إن الإدارة الأمريكية طرحت في العام 2019 الانسحاب من سوريا، وفي العام 2023 طلب البيت الأبيض تجديد هذه الخطة.

ما هي حظوظ الشراكة؟
وبسؤاله عن حظوظ الخطة رد إدلبي: "حتى الآن لا قرار بهذا الشأن، ومن الواضح أن الوضع المتوتر في منطقة الشرق الأوسط قد جدد الحديث عنها".

وتابع: "ما يتم طرحه هو محاولة أمريكية لكبح جماح العمليات التركية في الشمال السوري، بحيث تريد الولايات المتحدة دفع حليفتها "قسد" إلى التفكير بإعادة الشراكة مع النظام لمنع أنقرة من شن عملية عسكرية برية جديدة داخل سوريا".

وقال إدلبي: "باعتقادي من الصعب على "قسد" تقديم تنازلات للنظام، وأيضاً من الصعب على الأخير تنفيذ مهمة نشر قواته على الشريط الحدودي السوري- التركي".

ولم تستطع "عربي21" الحصول على تعليق من "قسد" على هذه الخطة، بعد أن رفض أكثر من مصدر فيها التعليق.

"غير مقنعة"
من جهته، وصف المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية حازم الغبرا الأنباء التي نشرها موقع "المونيتور" بـ"غير المقنعة"، متسائلاً: "كيف سيتم دمج "قسد" التي تتلقى تمويلاً أمريكياً بقوات النظام، والمليشيات الإيرانية"؟.


وأضاف لـ"عربي21": "البنتاغون لم يعلق على هذه الأنباء، ولم نسمع أي تعليق من جهة رسمية أمريكية"، وبالتالي "أنا أستبعد وجود هذه الخطة بالصيغة المذكورة".

وشدد الغبرا أن "الولايات المتحدة ليست في وارد التخلي عن "قسد"، وخاصة لمصلحة النظام السوري".

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، تصاعدت الضربات الصاروخية وبالمسيرات على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، الأمر الذي دفع بالعديد من المراقبين إلى عدم استبعاد فكرة سحب الإدارة الأمريكية لقواتها من المنطقة، تفادياً للخسائر البشرية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سوريا قسد داعش تركيا سوريا امريكا تركيا داعش قسد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة النظام السوری فی سوریا

إقرأ أيضاً:

مئة يوم على سقوط الأسد: مستقبل سوريا أشد غموضاً

بين تاريخ 8 ديسمبر (كانون الأول) وتاريخ 18 مارس (آذار)، مئة يوم انقضت على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا. بعد مئة يوم، الفرج الذي انتظره السوريون لم يأتِ، والبشائر التي لاحت في الأفق في الأيام الأولى بدأت تبهت، والمتشائمون اليوم أكثر عدداً من المتفائلين.

المتفائلون ليس لديهم ما يدعم تفاؤلهم سوى الأمل والرغبة في رؤية سوريا أفضل، أما المتشائمون فيستندون إلى مجموعة من الحقائق والشواهد على أرض الواقع.
وبصفتي واحدا من المتفائلين، أقر وأعترف، بعد مئة يوم من التفاؤل وتمنية النفس، أن ليس لدي ما يدعم تفاؤلي سوى قناعتي بأن السوريين عانوا ما يكفي من الاضطهاد.
كنت أتمنى لو استطعت أن أقف في ساحة المرجة وسط دمشق، أو ساحة الشيخ ضاهر وسط مدينة اللاذقية، مرددا صرخة المواطن التونسي أحمد الحفناوي، صارخا بأعلى صوتي “هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية.” صرخة أطلقها خلال أحداث الثورة التونسية التي اندلعت في ديسمبر 2010، وبلغت ذروتها في 14 يناير 2011. لتصبح رمزا للثورة التونسية و”الربيع العربي.”

اللحظة التاريخية التي انتظرها 22 مليون سوري، باستثناء “فلول النظام”، لم تأتِ بعد مئة يوم من الانتظار. كل يوم يمضي يحمل معه مبررات جديدة وخوفا من ألا تطرح اللحظة التاريخية أكلها، بل أن تتجلى عن نبتة عقيمة.
لقد أجهضت أحلامي مرتين؛ مرة برحيل صديقي الكاتب والمخرج المسرحي التونسي حكيم مرزوقي، الذي أمضى جل حياته في سوريا، وخبرها كما لم يخبرها أحد من قبل، اضطر إلى مغادرتها برفقة زوجته السورية وطفليه بعد أحداث عام 2011، كنت آمل يوما أن أعود بصحبته إلى سوريا لنسير على دروب سرنا عليها معا في أحاديثنا اليومية وعلى الورق، لكن الموت خطف حكيم.
سقوط الأسد أحيا الحلم من جديد، والتطورات اللاحقة أجهضته مرة أخرى. هناك اليوم مخاوف حقيقية من احتمال تكرار السيناريوهات التي حدثت في العراق وليبيا، خاصة مع وجود عوامل مشابهة، مثل الانقسامات الطائفية، التدخلات الخارجية، والصراع على السلطة.
سرعان ما استفاق السوريون من نشوة الفرح على قسوة الواقع وبرودته، لتنتصب التحديات في وجوههم من جديد. سوريا التي عُرفت سابقا بالتجارة والزراعة والصناعة أصبحت خاوية على عروشها. لا طاقة، ولا زراعة، ولا صناعة.. لا كهرباء، ولا ماء. المنتج الوحيد الآن هو صناعة الكبتاغون.
منذ يومين فقط، ورغم الجهود المبذولة للسيطرة على تهريب المخدرات، أوقفت السلطات العراقية ما يقارب طنا ونصف الطن من مادة الكبتاغون كانت مهربة من الأراضي السورية باتجاه الأراضي السعودية.
الاحتياطات النفطية، على محدوديتها، تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الشمال الشرقي للبلاد. والعقوبات الاقتصادية المفروضة حالت دون استعادة العلاقات التجارية وجذب الاستثمارات، وارتفاع معدلات التضخم والبطالة أضعف القدرة الشرائية للمواطنين وقلل من استقرار السوق.

كل هذا كان بالإمكان تجاوزه. والدليل عند الجارة لبنان، التي شاركت سوريا كل مآسيها. ما إن بانت ملامح سقوط حزب الله وتم تشكيل حكومة جديدة، حتى سارعت الجهات العربية والدولية، بما فيها صندوق النقد، لعرض المساعدات. السبب ببساطة شديدة هو أن الحكومة اللبنانية الجديدة مدنية تمثل كل الطوائف والأقليات.
نظريا، هذا ما وعد به الرئيس السوري في الحكومة الانتقالية، أحمد الشرع، وهي وعود استبشر بها السوريون. لكن، على أرض الواقع، جرت الأمور بشكل مغاير تمامًا.
بدلا من العدالة الانتقالية التي شُكلت من أجلها هيئة وطنية لمعالجة الانتهاكات وضمان المحاسبة، اندلعت في مدن الساحل وحمص أعمال انتقامية قامت بها فصائل مسلحة، من ضمنها عناصر أجنبية، ضد أبناء الطائفة العلوية. أدت هذه الأعمال إلى مقتل المئات ونزوح الآلاف إلى لبنان، والاحتماء بالقاعدة العسكرية الروسية في مطار حميميم قرب مدينة اللاذقية.
تعالت إثر هذه الأحداث الأصوات المطالبة بتقسيم سوريا. وأمكن تجاوزها بالإعلان عن توقيع اتفاق بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد). اعتُبر هذا الاتفاق خطوة تاريخية نحو توحيد الجهود وإعادة بناء الدولة السورية.
من أبرز بنود الاتفاق دمج المؤسسات المدنية والعسكرية ضمن مؤسسات الدولة السورية، بما في ذلك المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز، وضمان حقوق المجتمع الكردي كمكوّن أصيل في الدولة السورية، مع ضمان حقوقه الدستورية والمواطنة، ورفض التقسيم وخطاب الكراهية. وتعهدت قسد بدعم الدولة السورية في مواجهة التهديدات الأمنية، بما في ذلك فلول النظام السابق.
ساهم التوقيع على الاتفاق في رفع الروح المعنوية للشارع السوري، بعد الانتكاسة التي تعرض لها نتيجة لأحداث الساحل المأساوية، وبعد ثلاثة أيام (13 مارس 2025) تم الاتفاق على إعلان دستوري مؤقت جرى التأكيد فيه على الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وضمان حرية الرأي والتعبير وحقوق المرأة والمساواة بين المواطنين، والاتفاق على مرحلة انتقالية حُددت مدتها بخمس سنوات، يتم خلالها إعداد دستور دائم وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
◄ اللحظة التاريخية التي انتظرها 22 مليون سوري، باستثناء "فلول النظام"، لم تأتِ بعد مئة يوم من الانتظار. كل يوم يمضي يحمل معه مبررات جديدة وخوفا من ألا تطرح اللحظة التاريخية أكلها
ونص الإعلان الدستوري أيضا على إعادة تنظيم القضاء مع إنشاء محاكم خاصة لمحاكمة رموز النظام السابق والمتورطين في الإرهاب. والاعتراف بالتنوع الثقافي واللغوي في سوريا.
هذا في الجانب الإيجابي من الإعلان الدستوري، في الجانب السلبي أقر الإعلان الدستوري أن الفقه الإسلامي هو مصدر التشريع، وأن اسم الدولة هو الجمهورية العربية السورية، مجددا بذلك مخاوف الأقليات.
الجميع في سوريا كان ينتظر بعد عقود من الاستبداد القومي والاضطهاد العرقي أن لا يتضمن اسم سوريا التي تحوي قوميات متعددة كلمة “عربية” والاكتفاء بكلمة واحدة هي “سوريا”.
وجاءت الإشارة إلى أن “الفقه هو مصدر التشريع”، لتفتح الباب للمزيد من الهواجس والمخاوف، خاصة أن الناس لم ينسوا بعد أصول أحمد الشرع وهيئة تحرير الشام، والخشية من أن يعودوا بالبلاد إلى نظام أصولي متشدد.
يحاول البعض، وأنا من بينهم، تجاهل هاتين النقطتين مقنعا نفسه بأنها مرحلة انتقالية. ويرى آخرون أن التساهل في هاتين النقطتين الآن سيفتح الباب أمام التشدد العنصري والأصولي. وهي مخاوف يشاركهم فيها المجتمع الدولي.
ما يعقد العلاقات بين أطياف المجتمع السوري، وبين سوريا والمجتمع الدولي، عبارتان: الأولى هي “الفقه الإسلامي هو المصدر الأساسي للتشريع”، والثانية اسم الدولة “الجمهورية العربية السورية”.
ماذا لو غضّ الإعلان الدستوري الطرف عن مصدر التشريع وتركه مفتوحا على تجارب الإنسانية جمعاء، وماذا لو اكتفى بكلمة واحدة هي “سوريا” اسما للبلاد.. ألن يكون هذا شيئا رائعا.

مقالات مشابهة

  • الأنفاس المعدودة والحركات المرصودة.. كيف أحصى الأسد على السوريين أعمالهم؟
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل في كل الظروف
  • نحو «اتفاق تاريخي».. تفاصيل خطة إعمار غزة في مقال لوزير الخارجية بصحيفة أمريكية
  • عبد القادر الصالح حجي مارع.. ثائر سوري ترك تجارة الحبوب وحمل السلاح ضد الأسد
  • طائرات الاحتلال تستهدف مواقع لجيش النظام السوري السابق في حمص
  • هل تستطيع إيران إنقاذ نفسها؟.. الجمهورية الإسلامية تسعى إلى الإصلاح داخليًا لتتمكن من الصمود أمام ضغوط واشنطن
  • FA: كيف تستعد إيران للمواجهة مع ترامب.. وهل ستنقذ نفسها؟
  • من خراسان إلى الساحل.. نيران داعش تُهدّد فرنسا وأوروبا
  • مئة يوم على سقوط الأسد: مستقبل سوريا أشد غموضاً
  • وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني في كلمة خلال مؤتمر بروكسل التاسع للمانحين حول سوريا: الشعب السوري احتفل بالخلاص من نظام الأسد لكن المعاناة ما تزال مستمرة بسبب هذا النظام