موقع النيلين:
2024-09-19@16:00:09 GMT

تجارة الحرب

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT


رغم اتساع نطاق المناوشات العسكرية، بعيداً عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يكرر المسؤولون الأمريكيون والإيرانيون التصريحات التي تؤكد عدم الرغبة في توسيع نطاق الحرب في المنطقة. وهذا صحيح إلى حد كبير. فالأمريكيون لا يريدون الانجرار إلى حرب واسعة النطاق حتى لو كانت حكومة بنيامين نتنياهو تريد ذلك.

أما الإيرانيون فيدركون أنه ليس بإمكانهم عسكرياً مواجهة القوة الأمريكية في الخليج والمنطقة، خاصة في ظل تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.

تظل سيناريوهات أغلب المحللين وشركات الاستشارات توضح، أن الصراع في المنطقة لن يؤدي إلى حد الحرب الشاملة. لكن ذلك لا يعني أن التصعيد الأمريكي بتشكيل تحالف عسكري في البحر الأحمر لا يستهدف أغراضاً أخرى غير دعم إسرائيل.

ومجرد تذكر ما كسبته الولايات المتحدة منذ بدء حرب أوكرانيا مطلع العام قبل الماضي، ربما يفسر هذا الجهد العسكري النشط في البحر الأحمر، أكثر من مسألة مواجهة التهديد الحوثي، أو حتى حماية التجارة الدولية. صحيح أن هناك أبعاداً استراتيجية للموقف الأمريكي من روسيا في أوروبا، لكن دعم واشنطن لكييف لم يكن بأهمية حشد أوروبا للتخلي عن النفط والغاز الروسي.

وفي العامين الأخيرين أصبحت أمريكا المصدر الأول للنفط والغاز الطبيعي لأوروبا. وزادت صادرات أمريكا من الغاز الطبيعي المسال، وهو أعلى سعراً من الغاز عبر الأنابيب، إلى أوروبا بمقدار الربع العام الماضي. وراكمت شركات الطاقة الأمريكية أرباحاً بعشرات مليارات الدولارات معظمها من المبيعات لأوروبا.

صحيح أن الدول الأوروبية في موقفها من التصعيد الروسي دفعها للتوافق مع الموقف الأمريكي، لكنها في الوقت نفسه تدرك أن التصعيد الأمريكي له جانب تجاري.. أو لنقل إنها تجارة الحرب.

لكن الأهم، أن عرقلة الملاحة عبر البحر الأحمر تضر بسفن شحن الحاويات، أكثر من ناقلات النفط والغاز. وذلك هو الممر الرئيسي لتجارة أوروبا مع دول آسيا، خاصة الصين. وهكذا، تصيب أمريكا بالتصعيد في البحر الأحمر هدفين: تقليل تجارة أوروبا مع آسيا والتي يمكن أن تعوضها بالتجارة عبر الأطلسي، واستفادة الشركات الأمريكية من ناحية، وأيضاً الضغط على الصين بعرقلة تجارتها مع شركائها في أوروبا.

أصبحت الولايات المتحدة الآن أكبر منتج للنفط في العالم بأكثر من ثلاثة عشر مليون برميل يومياً، وتصدر أكثر من أربعة ملايين يومياً لأوروبا وآسيا. أما صادراتها لآسيا فتمر عبر الأطلسي وسواحل غرب إفريقيا إلى المصافي الآسيوية، ولا تستخدم خط قناة السويس – باب المندب عبر البحر الأحمر. وبالتالي ففي تجارة الحرب هذه لا يقع عليها أي ضرر. إنما الضرر الأكبر هو على أوروبا والصين، أي الشركاء والمنافسين. وواشنطن مستفيدة في كلتا الحالتين.

يدرك الأوروبيون ذلك، وإن لم يكن أمامهم خيار سوى التأييد للجهد الأمريكي، ولو بالتصريحات السياسية. لكن يلاحظ أنه باستثناء هولندا لم تشارك أية دولة أوروبية في تحالف البحر الأحمر العسكري بقيادة أمريكية. طبعاً لا يعتّد كثيراً بموقف بريطانيا التي لم تعد «أوروبية» بعد بريكست فضلاً عن مزايدة لندن دوماً على مواقف واشنطن، سواء ضد روسيا أو غيرها.

أحمد مصطفى – صحيفة الخليج

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

«أمطار وسيول».. كيف تتعرض مصر لمنخفض السودان الموسمي في فصل الخريف؟

تتوقع الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن تتعرض مصر خلال خريف 2024 لبعض المنخفضات الجوية التي تؤثر على حالة الطقس، وتؤدي إلى ظواهر جوية عنيفة، أهمها الأمطار التي تكون غزيرة وتصل إلى حد السيول على بعض المناطق الجنوبية.

منخفض السودان الموسمي

وقالت «الأرصاد»، في بيان لها، إنّه من المتوقع أن تتعرض بعض المناطق من مصر لمنخفض السودان الموسمي، والذي يؤدي إلى سقوط أمطار غزيرة في بعض الأحيان، وتزداد فرص تكون السيول على بعض المناطق الجبلية وجنوب سيناء وسلاسل جبال البحر الأحمر وجنوب البلاد.

وأكد الدكتور محمود القياتي، عضو المركز الإعلامي الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن منخفض السودان الموسمي، أو كما يسمى منخفض البحر الأحمر، هو منخفض سطحي يمتد تأثيره على مصر ليصل إلى محافظة البحر الأحمر أو مناطق من جنوب الصعيد.

تشكل السيول

وأوضح «القياتي» في تصريح لـ«الوطن» أن منخفض السودان الموسمي، إذا تصادف معه وجود منخفض جوي في طبقات الجو العليا، فإنه يعمل على عدم استقرار الطقس، وهذا يكون أثناء فصل الخريف، وبسبب فرق الحرارة الكبير بين سطح الأرض وطبقات الجو العليا تتشكل السحب الرعدية والعواصف الرعدية، وتتساقط معها كميات كبيرة من الأمطار على مرتفعات محافظة البحر الأحمر وجنوب سيناء.

ويذكر «القياتي»، أنه بسبب تساقط الأمطار الغزيرة على هذه القمم المرتفعة تتشكل السيول، والتي تنحدر من أعلى قمم المرتفعات، مشيرا إلى أن ليس لهذا المنخفض وقت معين، لكن الفرصة موجودة طوال فصل الخريف بشرط تهيئ الظروف له.

مقالات مشابهة

  • مدبولي: حددنا 4 إلى 5 مناطق كبيرة على ساحل البحر الأحمر للاستثمار بها
  • شظايا حرب السودان تضرب المنطقة وتثير مخاوف عالمية
  • أزمة البحر الأحمر ترفع أسعار الشحن في ألمانيا
  • «أمطار وسيول».. كيف تتعرض مصر لمنخفض السودان الموسمي في فصل الخريف؟
  • في البحر الأحمر.. اكتشاف نوع جديد من الأسماك يبدو مستاءً على الدوام
  • إيبارشية البحر الأحمر تكرم أبناءها الحاصلين على الدبلوم الفني
  • المتحدث العسكري: القوات البحرية تنقذ 3 سائحين في البحر الأحمر
  • أسبيدس: إجلاء ناقلة نفط من البحر الأحمر
  • مصر: نحن أكثر دولة متضررة من التصعيد في البحر الأحمر.. ويجب إنهاء حرب غزة
  • رأس بناس جنة البحر الأحمر.. شواطئ بكر وأفضل مناطق الغوص في العالم