مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، فمن المرجح أن ينتظر احتمال إحلال السلام في الشرق الأوسط إلى العام المقبل، وليس من قبيل المبالغة القول إن مستقبل المنطقة، التي تشبه برميل بارود، يعتمد بالأساس على مستقبل غزة.

تلك القراءة طرحها هلال خشان في تحليل بمركز مركز "جيوبوليتيكال فيوتشرز" الأمريكي (Geopolitical Futures) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أن "جميع دول الجوار والقوى الإقليمية والدولية تدرك أن حل قضايا المنطقة يعتمد على إيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية".

واعتبر أن "حل قضايا المنطقة،  الحرب في سوريا واليمن والأزمة في العراق وانهيار الدولة اللبنانية وسعي إيران إلى الهيمنة الإقليمية، يظل معلقا في انتظار حل الصراع في غزة"، التي يشن عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأضاف أن "معالجة الركود الاقتصادي في الدول المعتدلة، مثل مصر والأردن، وتحفيز مشاريع التنمية الطموحة في دول الخليج، وعلى وجه التحديد السعودية، تتوقف أيضا على نتيجة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس".

اقرأ أيضاً

إنهاء حرب غزة.. لماذا يصر الإعلام الأمريكي على إضاعة مفتاح وقف التصعيد بالشرق الأوسط؟

دولة فلسطينية

"ولا يبدو أن العام الجاري سيؤدي إلى انفراجات سياسية في الشرق الأوسط (...) وعلى الرغم من أن الدول العربية وإسرائيل عازمة على صنع السلام، إلا أن التقدم بطيء نظرا للوضع الإقليمي وتعقيد القضايا السياسية التي تقف في طريقها"، كما زاد خشان.

وتابع أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن يدرك أن العام الأخير من ولايته (الأولى) في منصبه قد يمنحه فرصة تاريخية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. لكن هذا الهدف، الذي شغل كل رئيس أمريكي منذ أكثر من سبعة عقود، من غير المرجح أن يتحقق هذا العام".

وأردف أن "إسرائيل لن تجري تغييرات جوهرية في ظل استمرار القتال، كم أن تركيبة الحكومة الإسرائيلية (يمينية متطرفة) ووكلاء إيران الإقليميين تجعل السلام مسعى صعبا للغاية".

واستدرك: "ومع ذلك، فإن القادة العرب، وخاصة أولائك الموجودين في السعودية الذين يعتقدون أن نجاح مشروع "نيوم" العملاق يتوقف على التعاون الوثيق مع إسرائيل، يرحبون بالتكامل الإقليمي مع التركيز على الأمن والاقتصاد، كما يريدون محاصرة إيران من خلال تحييد وكلائها الإقليميين".

و"جعلت السعودية التطبيع مع إسرائيل مشروطا بإقامة دولة فلسطينية، وهو ما لا تزال إسرائيل تعارضه، وعلى الرغم من أن نتنياهو قال لبايدن في مكالمة هاتفية إنه لا يعارض إنشاء دولة فلسطينية إذا كانت منزوعة السلاح، إلا أن نتنياهو كرر بعد ذلك بوقت قصير علنا رفضه لإنشاء مثل هذا الكيان"، بحسب خشان.

اقرأ أيضاً

نيويورك تايمز: الحرب الإقليمية التي كان يخشاها الجميع بدأت بالفعل في الشرق الأوسط

اتفاق إقليمي

خشان قال إن "الشرق الأوسط يتجه نحو صياغة اتفاق إقليمي يتضمن وقف الحرب في غزة، وتشكيل حكومة شاملة لا تستبعد حماس كحركة سياسية، وضمان الاستقرار الطويل الأمد".

وزاد بأن "هذه الحزمة لن تؤدي بالضرورة إلى إنشاء دولة فلسطينية، ولكنها ستسمح للسعودية ودول عربية وإسلامية أخرى بحفظ ماء الوجه ومواصلة التطبيع مع إسرائيل، التي ستقبل بمسار محدد بوضوح للحقوق السياسية الفلسطينية، دون تحديد طبيعة هذه الحقوق مقدما، كشرط مسبق لتطبيع العلاقات".

وأضاف أن "إدارة بايدن تعتقد أن الوضع السياسي الهش لنتنياهو في الداخل يتطلب منه الاستجابة للضغوط الأمريكية".

ورجح أن "تضطر أي عملية سلام إلى الانتظار حتى يهدأ التصعيد العسكري ويتم كبح أهداف إيران الإقليمية. وبالنسبة للسعودية، فإن إيقاف إيران وضمان حركة الملاحة البحرية دون عوائق، أكثر أهمية من استعداد إسرائيل لتقديم تنازلات للفلسطينيين".

و"يرى السعوديون أن تشجيع التفاعل المفيد بين دول الشرق الأوسط هو إحدى الطرق لمنع برميل البارود من الانفجار، على الأقل حاليا"، كما ختم خشان.

اقرأ أيضاً

عام الانتخابات.. هكذا يهدد الشرق الأوسط بايدن بنتائج عكسية

المصدر | هلال خشان/ جيوبوليتيكال فيوتشرز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة الشرق الأوسط إسرائيل حماس تطبيع السعودية بايدن فی الشرق الأوسط دولة فلسطینیة

إقرأ أيضاً:

تركيا: اتخذنا موقفا مبدئيا منذ البداية ضد المأساة الإنسانية بسوريا

قالت وزارة الخارجية التركية الأربعاء، إن أنقرة اتخذت منذ البداية موقفا مبدئيا حيال المأساة الإنسانية التي حدثت نتيجة الاضطرابات الداخلية في سوريا.

جاء ذلك في بيان أصدرته الخارجية ردا على الادعاءات المتعلقة بسياستها تجاه سوريا والشرق الأوسط عقب احتجاجات شهدتها ولاية قيصري التركية وأعمال عنف واعتداءات على مباني إدارية والعلم التركي في شمال سوريا المحرر.

وأوضح البيان أن السياسة الخارجية التركية تقوم على مصالح الدولة والشعب، مضيفا أنها تهدف من هذا المنطلق إلى إحلال السلام والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط التي ترتبط معها بعلاقات تاريخية وثقافية متينة.

ولفتت الوزارة إلى أن المبادئ الأساسية في إرساء هذه السياسة هي القانون الدولي والقيم الإنسانية والبحث عن العدالة العالمية.

وشددت على أن تركيا التي تقوم بمواكبة سياستها الخارجية وفق مصالحها الوطنية، لا تتردد في اتخاذ التدابير اللازمة ضد التهديدات التي يتعرض لها أمنها القومي.

وأوضحت أنه من الممكن في الديمقراطيات المساهمة في السياسة الخارجية من خلال النقد البناء، إلا أن “تشويه الحقائق من أجل مكاسب سياسية وتوجيه الاتهامات القائمة على التعصب الأيديولوجي لا يمكن تقييمها في هذا السياق”.

وأكدت أن الادعاءات المتعلقة بسياسة أنقرة حول الشرق الأوسط وسوريا “لا تحمل أي نوعية تحليلية وتفتقر حتى إلى المعرفة التاريخية الأساسية”.

وذكرت أن تركيا تمكنت منذ سنوات من أن تغدو جزيرة سلام واستقرار في المنطقة التي تحولت إلى حلقة من النار.

مقالات مشابهة

  • عطاف يستقبل مبعوث الحكومة الصينية الخاص بشؤون الشرق الأوسط
  • عبد الله التقى الحوت مطلعا على اوضاع شركة طيران الشرق الأوسط
  • الخارجية التركية ترد على اتهام الحكومة بالفشل في الشرق الأوسط
  • تركيا: اتخذنا موقفا مبدئيا منذ البداية ضد المأساة الإنسانية بسوريا
  • المندوبية الدائمة لدولة فلسطين تشارك في اجتماع المؤتمر السادس الإقليمية لمقاطعة إسرائيل
  • لاجدوى العقوبات.. إيران تصدر نفطها لـ17 دولة بينها دول أوروبية
  • لاجدوى العقوبات.. إيران تصدر نفطها لـ17 دولة بينها دول أوروبية بشكل سري
  • حرب ضروس قد تلتهم الشرق الأوسط
  • تقرير لـNational Interest: الحرب بين حزب الله وإسرائيل من شأنها أن تلتهم الشرق الأوسط
  • تركيا تسعى للتوازن مع إيران في سوريا ولبنان؟