الأكيد الوحيد في حرب غزة…
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
آخر تحديث: 24 يناير 2024 - 10:11 صبقلم :خيرالله خير الله من الصعب أن تجد مجموعة من الأطراف المأزومة مخرجا من حرب غزّة، وهي حرب معروف كيف بدأت وليس معروفا كيف ستنتهي. الأكيد الوحيد أنّ حرب غزة ستطول في ضوء عجز إسرائيل عن الحسم وقدرة “حماس” على المقاومة من جهة والإصرار الإيراني على استغلال هذه الحرب إلى أبعد حدود من جهة أخرى.
لم يعد سرّا أن بنيامين نتنياهو غير مستعد لوقف حربه الوحشية على الشعب الفلسطيني. يعود ذلك لسببين على الأقل. يُختزل السبب الأول بمعرفة “بيبي” أنّ وقف الحرب سيعني سقوط حكومته واضطراره إلى مواجهة محاكمة في ضوء تهم بالفساد موجهة إليه. ستودي به هذه المحاكمة إلى السجن، خصوصا بعد فشله في تمرير مجموعة من الإصلاحات في الكنيست بهدف جعل السلطة القضائيّة في أسر السلطة التنفيذية، أي في أسر حكومة يسيطر عليها أقصى اليمين الإسرائيلي، وهي حكومة تعتقد أنّ هناك فرصة لتصفية القضيّة الفلسطينية. تفعل ذلك من دون أخذ في الاعتبار لوجود شعب فلسطيني. هذا الشعب حاضر على أرض فلسطين أكثر من أي وقت، إضافة إلى أنّه بات موجودا بقوّة على الخريطة السياسية للمنطقة والعالم. يستحيل إزالة الوجود السياسي الفلسطيني عن خريطة الشرق الأوسط. هذا ما أثبتته الأحداث طوال 75 عاما، أي منذ قيام دولة إسرائيل. ظهر ذلك جليّا من خلال حرب غزّة بكلّ معانيها وأبعادها. مع اختلاط العامل الشخصي المرتبط بوضع “بيبي” ومستقبله بسياسات اليمين الإسرائيلي المؤمن بتصفية القضيّة الفلسطينية. في ظلّ هذه المعطيات، لا بدّ لحرب غزّة أن تطول، خصوصا أنّ لا وجود لهدف سياسي واضح يستطيع المجتمع الدولي فرضه في مرحلة ما بعد وقف الحرب.أمّا السبب الثاني الذي يجعل حرب غزّة مرشّحة لأن تطول، فيعود إلى أنّ إسرائيل نفسها، بكلّ مكوناتها، شعرت للمرّة الأولى أنّ الحرب التي تخوضها في غزة حرب حياة أو موت بالنسبة إليها. تعرف إسرائيل أنّ هزيمتها أمام “حماس” في غزّة تمثّل النهاية بالنسبة إليها. بكلام أوضح، تحولت حرب غزّة إلى مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى إسرائيل التي تجد نفسها للمرّة الأولى في وضع لا تحسد عليه. لا تستطيع المؤسسة العسكرية التي تمثّل العمود الفقري للكيان الإسرائيلي خسارة حرب غزّة، لا لشيء سوى لأن نهاية هذه الحرب من دون انتصار واضح تعتبر هزيمة للجيش الإسرائيلي ستكون لها تداعياتها على تماسك المجتمع كلّه. ما لا مفرّ من الاعتراف به في نهاية المطاف أن حرب غزّة، في ضوء الهجوم الذي شنته “حماس” في السابع من تشرين الأوّل – أكتوبر الماضي، جعلت كلّ إسرائيلي يفقد الثقة بجيشه وبقدرة هذا الجيش على حمايته. ثمّة إدراك أميركي لهذا الواقع الإسرائيلي. في الولايات المتحدة أيضا إدارة مأزومة لا تستطيع فرض إرادتها في المنطقة، بما في ذلك على إسرائيل نفسها حيث عاد “بيبي” إلى استخدام نبرته العالية في رفض ما يقترحه الرئيس جو بايدن، خصوصا في ما يخصّ خيار الدولتين. يرى رئيس الحكومة الإسرائيلية أن الوقت يعمل لمصلحته وأنّ بايدن، الذي يواجه مشاكل داخلية كبيرة قبل عشرة أشهر من الانتخابات الرئاسيّة، سيكون عاجزا عن ممارسة أي ضغوط عليه. هذا ما يفسّر، إلى حدّ كبير، الرفض الأميركي المستمرّ لفرض وقف لإطلاق النار في غزّة وذلك الإصرار على استمرار تلك الحرب، لكن على نار هادئة!يبدو الأوروبيون بدورهم في وضع المأزوم. لا تمتلك أوروبا أي وسيلة ضغط على إسرائيل. كلّ ما يطرحه الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك مؤتمر سلام للشرق الأوسط لمعالجة مرحلة ما بعد حرب غزّة، لا قيمة له ما دام لا وجود لدور أوروبي فعّال على الأرض في وقت تواجه دول القارة العجوز تهديدا روسيا مباشرا فرضته حرب أوكرانيا.اللافت أن الصين تقف موفق المتفرّج على الرغم من أن لحرب غزّة وحروب إيران الرديفة لها، خصوصا سعيها إلى تعطيل الملاحة في البحر الأحمر عبر الحوثيين، تأثيرا على المصالح الصينيّة. لكنّ الواضح، أن الصين اعتمدت سياسة الانتظار وعدم الذهاب بعيدا في إزعاج إيران ما دام كلّ ما تفعله “الجمهوريّة الإسلاميّة” يسبّب حرجا للإدارة الأميركيّة الحاليّة. ترى الصين في حرب غزّة فرصة لتصفية حساباتها مع الولايات المتحدة من دون عناء يذكر… “حماس” نفسها في وضع المأزوم. شنت هجومها، الذي سمته “طوفان الأقصى”، من دون أفق سياسي واضح فلسطينيا. قضت “حماس” بالفعل على السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة وكشفت مدى ترهّل هذه السلطة ومؤسساتها والحال التي تعاني منها “فتح”. لعلّ أكثر ما يدل على أزمة “حماس” رغبتها في الاستمرار في حكم غزّة على الرغم من كلّ الدمار الذي لحق بالقطاع. هناك شيء اسمه منطق اللامنطق اعتمدته “حماس” التي اعتقدت أن “وحدة الساحات” بقيادة إيران مشروع سياسي قابل للحياة. يصلح هذا المشروع السياسي لتحقيق هدف واحد هو تدمير المجتمعات العربيّة من جهة والاستثمار في تحقيق نجاحات إيرانية على حساب القضيّة الفلسطينيّة من جهة أخرى.يبقى أخيرا أن لا وجود لدولة عربيّة مستعدة لخوض حرب مع إسرائيل حسب توقيت تفرضه “حماس”. لكلّ دولة عربيّة حسابات خاصة بها. لكلّ دولة عربيّة، بما في ذلك مصر والأردن، مثل هذه الحسابات الخاصة التي لا يمكن أن تلتقي مع حسابات “حماس” التي في أساسها تحالف بين الإخوان المسلمين والنظام القائم في إيران! حرب غزّة مستمرّة إلى إشعار آخر. لا يوجد من يستطيع وقفها في عالم فقد توازنه… ومنطقة لا يجد فيها نظام مثل النظام السوري، ارتكب في حقّ شعبه جرائم تفوق ما ارتكبته إسرائيل في حقّ الفلسطينيين، حرجا في إعطاء دروس في الوطنيّة والدفاع عن فلسطين!
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: ة الفلسطینی من جهة من دون
إقرأ أيضاً:
مسؤول إسرائيلي: صفقة غزة قريبة.. وحماس "مستعدة للتنازل"
كشف مسؤول أمني إسرائيلي بارز أن صفقة الرهائن في غزة باتت "أقرب من أي وقت مضى"، بسبب الضغط العسكري على حماس، قائلا إن الحركة مستعدة للتنازل عن شروط سابقة.
وقال المسؤول لصحيفة "جيروسالم بوست" الإسرائيلية، إن حماس "أصبحت تحت ضغط هائل، ولم تعد قادرة على التنسيق مع حزب الله اللبناني الذي يزيد انخراطه في الحرب، ولا مع إيران التي تواجه مشاكلها الخاصة".
وحسب تقرير الصحيفة، فإن "حماس مهتمة بالوصول إلى اتفاق، ومستعدة للتنازل عن مطلبها السابق بوقف الحرب تماما".
واعتبر المسؤول الإسرائيلي أن احتمال انتقال كبار مسؤولي حماس إلى تركيا "ساهم في تسهيل إمكانية التوصل إلى تسوية، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين".
و"استنادا إلى المناقشات مع مصر وقطر والإشارات القادمة من تركيا، هناك احتمال للتوصل إلى اتفاق تدريجي خلال أسابيع، قبل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة"، وفقا لـ"جيروسالم بوست".
لكن المسؤول قال إن عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة سيكون شرطا رئيسيا لإبرام الاتفاق.
كما أشار إلى أن قائد القيادة الجنوبية يارون فينكلمان وقادة الفرق، أبلغوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس هذا الأسبوع أن "جباليا على وشك الانهيار"، في إشارة إلى منطقة شمال غزة تتعرض لهجوم وحصار من جانب إسرائيل.
وأوضح أن "ممر فيلادلفيا (على الحدود بين قطاع غزة ومصر) ليس قضية مركزية في المفاوضات مع حماس"، كما أكد أن "المناقشات لا تتضمن إنهاء الحرب، بل بتوقف مؤقت لتسهيل الاتفاق".