شبكة اخبار العراق:
2025-04-10@07:46:23 GMT

الخيانة داء معدٍ

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

الخيانة داء معدٍ

آخر تحديث: 24 يناير 2024 - 10:06 صبقلم:علي علي كثيرا مانسمع عبارة: (البقاء للأقوى) إذ أن مفردة القوة رافقت بني آدم منذ نشأتهم، فقد كانت بدءًا لاستحصال لقمة عيشهم، حيث يصطادون الحيوانات، ثم اضطروا الى تطوير أدوات الصيد لتمكين القوة من أداء المطلوب، فكان نتاج ذلك الرمح والسهم للوصول الى مالم تطله إيديهم من فرائسهم عن كثب.

وحين وجد بنو آدم أخطار الضواري تحيطهم، ابتكروا آلات الدفاع عن أنفسهم وطورها لدرء مخاطرها عليهم. وهكذا تحضهم الحياة وتحثهم متطلباتها، على اختراع الجديد والمجدي من وسائل الدفاع عن النفس. وحين استوطن الإنسان الأرض ازداد تمسكه بها لما تعنيه له من ديمومة في حياته، فلم يجد بدا من تنويع سلاحه وأصنافه، حفاظا على ارضه.  وقطعا لم يكن هذا إلا بعد إدراكه أن وطنه يعني وجوده، فبه يكون، ومن دونه لا يكون، ومع تناسل بني آدم تناسل الخير والخيرون، مقابل هذا تناسل وتناسب وتصاهر الشر والشريرون في مناكب الأرض، فبدت موازينها معتدلة تارة بفعل بسط الخيرين أفكارهم، ومقلوبة تارات أخرى بفعل الشريرين ومعتقداتهم ومكائدهم وغدرهم، وبين هذا وذاك نشأت أمم ودالت أخرى.  من بين هذه الأمم وادي الرافدين الذي شهد منذ الأزل تكالب الشريرين عليه، وأضحى من الواجب الحفاظ على إرثه الحضاري، وهذا لن يتم إلا بتوفير حالة التمكن والقدرة والسيطرة والهيمنة، لدى حاكميه ومن يتقلدون مراكز السلطات العليا فيه، لاسيما المسؤولون عن حمايته، وتزداد الحاجة الى القوة أكثر من هذا، عندما يكون زمام الحكم بيد نفر أغلبهم ضال ليس لاعوجاجه تقويم بالنصح والإرشاد، فتغدو القوة بكل اتجاهاتها ودرجاتها، الوسيلة الوحيدة في التعامل مع انتهازيين ونفعيين ومفسدين، لا يملكون من الشرف والقيم والأخلاق والمبادئ حدا أكثر مما موجود في الضباع والثعالب.  بعودة بسيطة الى حقب التاريخ وما سجل في أسفاره من أحداث كانت فيها الخروقات آخر شيء محتمل الوقوع، يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من المبهم من الأمور، وتتضح الرؤية وتنجلي الأسباب والمسببات أمام الأعين والبصائر والأسماع، وتزول كل الشبهات في كيفية حدوث الخرق. فسور الصين العظيم-على سبيل المثال- الذي يبلغ طوله 2400 كم يعد منجزا بارزا في التاريخ المعماري البشري. وهو ليس سورا فقط، بل هو مشروع دفاعي متكامل يتكون من الجدران الدفاعية وأبراج المراقبة والممرات الاستراتيجية، ويضم ثكنات للجنود وأبراجا للإنذار وغيرها من المنشآت الدفاعية. ويسيطر على هذا المشروع الدفاعي نظام قيادي عسكري متكامل. ولكن رغم كل الجهود والأموال التي بذلها الحكام الصينيون في بنائه، لم يقم السور بمهمته المطلوبة في الدفاع عن البلاد ضد هجمات الشعوب البدوية (البرابرة). ولم يصد الغزوات التي قام بها أباطرة ملوك “تشنغ”. إذ تم اختراقه أكثر من مرة، والسر في هذا لم يكن لضعف في بنائه او لقوة خيالية في الهاجمين عليه، بل هي الخيانة وحدها كانت السبب في اختراقه، ووحدها الخيانة هي التي فتحت الثغرات أمام العدو وسهلت مهامه. الخيانة اليوم في عراقنا داء معدٍ، فأغلب الأحزاب تخون مبادئها المزعومة، كذلك بعض السياسيين يخونون قسمهم ويمينهم الدستورية، والخيانة تسببت بهتكالأعراض وسهلت سرقة الأموال، وهي التي جردت البلد من خيراته، فهل ننتظر خونة آخرين على الطريق ليجْهزوا على ما تبقى من العراقيين وأملاكهم وأرضهم وعرضهم؟  إن أول السبل للحد من الخيانة هو ردع الخائنين بالقوة ثم القوة ثم القوة، لابالحلول الترقيعية والعلاجات غير الناجعة، ولن تكون للرقية جدوى غير تبليغ السم في العروق حد الإدمان عليه، لاسيما والخونة بارعون باللدغ في المقتل بمكر وخديعة وحذلقة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

سيرك طنطا لن يكون الأخير.. حكايات ومآسي مروضي الحيوانات المفترسة

في مشهد مؤثر أبكى الكثيرين، حمَل الأب ذراع ابنه ليدفنها، بعد أن التهمها النمر في حادث مروع، أثار الذعر بـ «سيرك» مدينة طنطا حيث فوجئ الابن أثناء ربطه للأسد بهجوم النمر عليه والتهامه ذراعه وسط صراخ الحاضرين والعاملين، فيما ظهر الثبات على المدربة أنوسة كوتة، التي أثارت تصريحاتها حول الواقعة جدلا واسعًا في الشارع المصري.

ماذا حدث داخل السيرك؟ وكيف التهم النمر ذراع العامل؟ ولماذا تتكرر هذه الحوادث؟ وكيف يمكن تفاديها وحماية العاملين في السيرك؟

في البداية يقول العامل المصاب محمد إبراهيم عبد الفتاح: إن النمر هجم عليه بسبب عدم قدرة المدربة أنوسة كوتة على السيطرة على الأسود والنمور بالإضافة إلى أنهم كانوا في حالة جوع شديدة خاصة أنها لم توفر لهم الطعام منذ فترة طويلة. مشيرًا إلى أن المدربة كانت السبب فيما حدث له، لأنها لم تقم بضرب النمر بالرصاص لتخليصه لأن ثمن النمر يصل إلى ١٥٠ ألف جنيه لذلك تركته يلتهم ذراعه.

انهمر محمد في البكاء قائلا: إنه في مقتبل حياته وكان سيتزوج بعد أسبوعين لكنه الآن - على حد قوله - أصبح عاجزا لا يتمكن من العمل وهذا ما دفع محافظ الغربية لتوفير عمل جديد لمحمد يكون بمثابة بداية له بعد إزالة السيرك في طنطا عقب هذا الحادث الأليم.

كما اتهم إبراهيم عبد الفتاح - والد محمد - المدربة إيناس كوتة بالإهمال موضحًا أن عمل محمد يتوقف على إشارة من المدربة للنمر، بعد أن يربطه لكن أثناء إدخال محمد يده داخل القفص لربط النمر أعطت المدربة الإشارة له دون أن تتأكد من أن يد محمد داخل القفص أو خارجها.

أما المدربة أنوسة كوتة فكانت تتمتع بثبات إنفعالي شديد حيث صرحت بأن محمد بخير وأن الجميع معه مؤكدة أنها لم تكن تتخيل وقوع الحادث، وقالت في تصريحات صحفية من أمام مستشفى جامعة طنطا: إن الحادث يُعد بمثابة خطأ فني، مؤكدة تحسن حالة المُساعد الذي تعرض للهجوم.

مشيرة إلى أنها كانت تواجه الخطر الأكبر حيث تؤدي عملها من داخل القفص، بينما يقف المُساعد خارجه، والخطأ كان فى دخول يده داخل القفص.

وأبدت المدربة حرصها على سلامة المشاهدين للعرض في مدينة طنطا، مؤكدة أنها ستعود لتقديم عروض السيرك برفقة المساعد الذي تعرض للهجوم فور شفائه.

وأضافت أن النمر بطل الواقعة، سيتم عزله وإرساله للقاهرة ليخضع لتدريب وترويض، ولن يشارك في أي عروض خلال الفترة المقبلة.

الكلام ذاته ردده شقيق المدربة في فيديو عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك نافيًا الاتهامات الموجهة لشقيقته، خاصة ما تردد حول أن الحيوانات لم تأكل منذ 25 يوما، موضحا أن هذا الكلام غير منطقى قائلا: إن شقيقته كانت تعمل داخل القفص والأولى أن تفترسها الحيوانات إذا كانت جائعة.

وأكد شقيق أنوسة أنها حاولت بجميع الطرق أن تنقذه، ولم تتخل عنه وذهبت به للمستشفى وظلت هناك 8 ساعات حتى اطمأنت عليه مطالبا بتفريغ الكاميرات قبل الواقعة وبعدها.

بالطبع ليست هذه هي الواقعة الأولى فقد لقي عامل بحديقة حيوان الفيوم خلال شهر فبراير الماضي مصرعه بعدما التهم أسد بالحديقة رأسه وتم نقل الجثة لمشرحة مستشفى الفيوم العام.

وفي عام ١٩٩٧ تعرض سيرك الحلو لواقعة مأساوية حين لقي شاب يبلغ من العمر 16 عامًا حتفه إثر هجوم أسد أثناء تقديم الطعام للأسود في السيرك القومي.

كما شهد سيرك الحلو حادثة أخرى في عام 2014، حيث تعرض المدرب مدحت كوتة لهجوم مفاجئ من أسد إفريقي أثناء محاولته فض شجار بين أسدين، مما استدعى تدخلًا سريعًا لانقاذه، لذلك يجب أن نعرف ما الأسباب التي تدفع الحيوانات المفترسة للانقضاض فجأة على مدربيهم وما الطرق الآمنة للتعامل معهم وكيف يمكن حماية مدربيهم؟

الدكتور مجدى حسانين الجعبري أستاذ الأمراض المعدية المتفرغ بكلية طب بيطري جامعة كفر الشيخ أكد فى البداية أن الحيوانات المفترسة وإن تم ترويضها ستظل تمثل خطرا على مروضها والعاملين معها وهذه حقيقة لابد أن نعرفها لافتا إلى أن هذه الظواهر حدثت مرارًا وتكرارًا مؤكدا ضرورة إلمام المروضين والعاملين في السيرك بعلم سلوكيات الحيوان وكيفية التعامل مع مثل هذه الحيوانات مشددا على ضرورة إدراكهم بأبعاد هذا العلم لأن كل حيوان له سلوك خاص به ومن ضمنه الافتراس والعدوانية.

وأضاف أن الشخص الذي يتعامل مع هذه الحيوانات لابد أن يعلم متى وكيف تتعاظم ظاهرة العدوانية والافتراس لدى الحيوان موضحا أن سلوك الحيوان ومزاجه يمكن أن يتغير في لحظة نتيجة دوافع كثيرة منها احتباسه لفترة أو جوعه أو خوفه وعدم احساسه بالأمان فالأسود والنمور في حالة جوعها أو غضبها ستميل للافتراس وسيكون لديها الرغبة في الانتقام ولكنها قبل أن تفترس تظهر عليها علامات لابد أن يكون المدرب والعامل على علم بها فإذا لاحظها لابد أن يكون لديه خطة وملاذ آمن يهرب اليه في هذا الوقت بالإضافة الي ضرورة ارتداء ملابس وقائية تحميه في حال انقض عليه الحيوان المفترس بالإضافة الي عدم تجويعه أو حبسه لفترات طويلة لأن الاستئناس بين الحيوان والمدرب والعامل ضرورة وفي حالة عدم توافر الاستئناس سيمثل ذلك خطرا كبيرا على أي شخص يتعامل معهم، لذلك دراسة سلوك الحيوان مهمة جدًا وضرورية.

اقرأ أيضاًتفاصيل إلغاء تصريح عمل أنوسة كوتة بعد واقعة سيرك طنطا

رئيس جامعة طنطا يتفقد مستشفى الطوارئ ويطمئن على مصاب سيرك طنطا

بعد واقعة سيرك طنطا.. مجدي الهواري: الحيوانات المفترسة مكانها الغابة

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الأمريكي: إيران هي التي تقرر إن كانت القاذفات B-2 رسالة موجهة لها
  • قد يكون وقت تناول الطعام أهم من وقت النوم لقلبك.. هذه أبرز المعلومات
  • سرقة المغافلة.. خادمة تسطو على مجوهرات وتخفيها بدائرة الخيانة
  • لن يكون هناك مُتضرّر | تفاصيل جديدة حول القانون الجديد للإيجار القديم.. إيه الحكاية؟
  • متى يكون فرط التعرق خطراً؟
  • غزة: صراع الوجود في وجه الخيانة
  • الحب أخلاق قبل أن يكون مشاعر
  • ماكرون: لا يجب أن يكون لحماس أي دور في حكم غزة
  • سيرك طنطا لن يكون الأخير.. حكايات ومآسي مروضي الحيوانات المفترسة
  • «ترامب»: الاتفاق مع إيران قد يكون مختلفا وأكثر قوة