البوابة نيوز:
2025-03-13@21:03:32 GMT

منير أديب يكتب: محور فلادليفيا والخط الأحمر

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

تهديد إسرائيل بإعادة احتلال محور فلادليفيا الفاصل ما بين قطاع غزة والحدود المصرية يمكن فهمه في سياقين، السياق الأول وهو الرعونة الإسرائيلية، حيث دخلت الأخيرة الحرب مع لبنان أو حاولت ذلك، وما زالت تتجه إلى تحقيق ذلك من خلال استفزاز الجانب المصري.

تارة من خلال التهجير القصري للفلسطينيين في سيناء، وتارة أخرى من خلال احتلال محور صلاح الدين على خلاف ما نصت عليه المعاهدات الموقعة بين البلدين قبل أكثر من أربعين عامًا؛ وهو ما يؤزم الموقف وربما يدخل إسرائيل إلى حرب غير محمودة عقباها.

السياق الثاني، هو الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي سواء في القضاء على حماس أو كسر إرادة الفلسطينيين وتحقيق الانتصار الذي كانت تنشده إسرائيل من وراء هذه الحرب، وهنا لجأت الأخيرة إلى الادعاء بأن هذا المحور يُستخدم في تهريب الأسلحة إلى الداخل الفلسطيني!

القاهرة لا ترغب بالدخول مع إسرائيل في حرب، ولكنها سوف تُدافع عن أمنها القومي حتى ولو كلفها ذلك خوض هذه الحرب والتي استعدت لها كثيرًا؛ الموقف المصري كان واضحًا منذ اللحظة الأولى قبل أكثر من مائة يوم، يعمل على تقليص حدة الصراع والبحث عن حلول عملية بدلًا من الدوران في حلقة مفرغة قد تستيقظ المنطقة على إثرها على حرب عالمية ثالثة أو على الأقل حرب مفتوحة يكون طرفاها العرب والإسرائيليون.

إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها في غزة بعد عشرة أيام بعد المائة الأولى، وبالتالي تُحاول توسيع دائرة هذه الحرب وتُريد أن تستنهض الولايات المتحدة الأمريكية معها، وهي هنا تدفع أطرافًا ودولًا كثيرة للدخول في هذه الحرب من أجل إجبار واشنطن على التدخل العسكري المباشر.

وهنا تلتزم القاهرة بسياسة ضبط النفس وعدم الانجراف وراء الرعونة الإسرائيلية، ولكنها في ذات الوقت توعدت بالرد على كل ما يُهدد أمنها وأنها مستعدة لذلك، وهو ما أزعج إسرائيل، ولكن لم يردعها في نفس الوقت، لأنها ببساطة تُراهن على التدخل الأمريكي المباشر في حال حدوث ذلك.

التصريحات الإسرائيلية من قبل اليمين الإسرائيلي في الكنيست تعكس حجم الرعونة غير المحسوبة، فقد خرج المحسوبون على هذا اليمين متهمين الحكومة المصرية بدعم حركتي حماس والجهاد الإسلامي بالسلاح، كما وصف هؤلاء المتطرفين الجيش المصري بأنه بات مهددًا لدولة إسرائيل وتسليحه بات مرعبًا.

تصريحات اليمين المتطرف وبعض الوزراء المحسوبين على الحكومة الإسرائيلية المتطرفة عبرت عن الحالة المتطرفة التي تعيشها هذه الدولة منذ نشأتها؛ فكلهم دعوا إلى تهجير الفلسطينيين إلى سيناء بما يمثل اعتداء على الأمن القومي المصري والعربي، فضلًا عن تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما لم ترضاه القاهرة وردت عليه في حينها.

القاهرة تُحافظ على معاهدة السلام ولا تُريد خرقها، ولكنها في نفس الوقت تعتبر هذه المعاهدة لا قيمة لها ولا أثر من ورائها لو أعادت إسرائيل احتلال محور صلاح الدين، وهنا يتجلى كلام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في عرض دفاعه عن الأراضي الصومالية: "محدش يجرب مصر"، بما يؤكد أن مصر سوف تُرد بقوة وبأسرع مما يتخيله العدو مهما كان ومهما كانت قوته.

مدينتا سرت والجفرة خط أحمر، بهذه العبارة أوقف الرئيس عبدالفتاح السيسي المطامع التركية في ليبيا، وبالأخص ما يُهدد الأمن القومي للدولة الشقيقة التي تجمعنا بها حدود تصل لأكثر من 1300 كيلومتر، فضلًا على تهديد الأمن القومي المصري، فمصر لن تفرط في أمنها مهما كانت التحديات التي تواجهها.

مصر دولة كبيرة تُدرك حجم أمنها القومي، كما أنها تُدرك أهمية الدفاع عنه، وقد بذلت الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن هذه الأرض، فالدماء المصرية روت سيناء، وما زالت هذه المدينة موصولة بشرايين كل المصريين، وهو ما عكسته القيادة السياسية في إشارات كثيرة.

أخيرًا، محور فلادليفيا خط أحمر مثله مثل تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وسرت والجفرة؛ فمن الذي يستطيع أنّ يتعدى خطًا وضعته مصر؟ وعلى ماذا يُراهن؟ 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مصر سيناء غزة الأمن القومي المصري عبد الفتاح السيسي منير أديب هذه الحرب وهو ما

إقرأ أيضاً:

خبيران دوليان: أوقفوا الحرب المقبلة بين إثيوبيا وإريتريا قبل اشتعالها

وسط أجواء مشحونة بالتوتر السياسي والعسكري، تواجه منطقة القرن الأفريقي خطر اندلاع نزاع واسع النطاق بين إثيوبيا وإريتريا مما سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في منطقة البحر الأحمر، وإشعال مزيد من النزاعات الإقليمية.

وهذا ما دفع خبيرين دوليين في شؤون هذه المنطقة إلى الدعوة، في مقال لهما بصحيفة فورين بوليسي، لوقف الحرب المرتقبة قبل أن تشتعل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عنف الاستعمار بالجزائر.. فرنسا استخدمت التعذيب والحرق والأسلحة الكيميائيةlist 2 of 2صحف عالمية: على ترامب إجبار نتنياهو لإنهاء الحصار على غزةend of list

وهذان الخبيران هما بايتون كنوبف، نائب المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى منطقة القرن الأفريقي في إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، ومستشار لمبعوثين رئاسيين خاصين إلى السودان ومبعوث خاص للولايات المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، وألكسندر روندوس، الممثل الخاص السابق للاتحاد الأوروبي لمنطقة القرن الأفريقي، وهو الآن الرئيس المشارك لمجموعة دراسة البحر الأحمر في المعهد الأميركي للسلام.

ويأتي هذا التوجس في ظل انقسامات حادة داخل إقليم تيغراي، حيث يواجه اتفاق بريتوريا، الذي أنهى واحدة من أعنف الحروب في القرن الـ21، خطر الانهيار.

جذور الأزمة

ويرجع الخبيران جذور هذه الأزمة إلى تداعيات الانهيار المحتمل لاتفاقية بريتوريا، التي وُقعت عام 2022 لإنهاء الحرب في تيغراي، التي أودت بحياة أكثر من 600 ألف شخص.

إعلان

وبموجب هذه الاتفاقية، أُنشئت إدارة مؤقتة للإقليم، إلا أن هذه الإدارة أصبحت مسرحا لصراع على السلطة بين فصيلين رئيسيين هما: ديبريتسيون غبريميكائيل (رئيس الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي)، وغيتاتشو رضا (رئيس الإدارة المؤقتة).

وفي تطور خطير، أمر غيتاتشو بإقالة 3 من كبار قادة قوات دفاع تيغراي "تي دي إف" (TDF) في العاشر من مارس/آذار، متهما إياهم بالتآمر. وفي اليوم التالي، وردت أنباء عن سيطرة وحدات منشقة على مناطق شرقية من تيغراي، مما أثار مخاوف من انقلاب أو أعمال اغتيال تستهدف قيادات الإدارة.

تصعيد عسكري محتمل

وتشير التحركات الأخيرة، وفقا للكاتبين، إلى استعداد الأطراف لنزاع عسكري جديد مع تعبئة القوات الإثيوبية، والإريترية، وفرق تيغراي.

ويرى مراقبون أن اندلاع حرب جديدة قد يمتد ليشمل السودان المجاور، الذي يعاني بالفعل من حرب أهلية مستعرة، مما يعمق أزمة البحر الأحمر.

ووفقا لمحللين، تلعب التنافسات الإقليمية دورا في التصعيد، وفي الوقت نفسه يخشى النظام الإريتري محاولات إثيوبيا الحصول على منفذ بحري عبر موانئ عصب ومصوع.

المخاطر الإقليمية والدولية

وأوضح الخبيران أن اندلاع نزاع جديد بين إثيوبيا وإريتريا قد يؤدي إلى:

زعزعة الأمن في منطقة القرن الأفريقي، خاصة في الصومال وجنوب السودان. امتداد النزاع ليشمل قوى دولية، خصوصا مع الوجود العسكري لدول خليجية ودول غربية في البحر الأحمر. تفاقم أزمة اللاجئين في المنطقة التي تعاني أصلا من أكبر أزمة إنسانية في العالم في السودان. الدعوة إلى تحرك عاجل

ويشدد المراقبون على ضرورة تدخل دولي سريع لوقف التصعيد يتم فيه دعوة الاتحاد الأفريقي، بدعم من القوى الإقليمية مثل السعودية والإمارات، إلى لعب دور الوسيط لمنع تحويل البحر الأحمر إلى ساحة حرب جديدة.

وإن فشلت الجهود الدبلوماسية، فإن الخبيرَين يتوقعان أن تشهد المنطقة حالة من الفوضى العارمة، تفوق تأثيراتها الأزمات الحالية في السودان أو الكونغو الديمقراطية، مما يهدد الاستقرار العالمي، ويحوّل القرن الأفريقي إلى بؤرة للصراعات الممتدة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • خبيران دوليان: أوقفوا الحرب المقبلة بين إثيوبيا وإريتريا قبل اشتعالها
  • بعد حصارها لغزة.. اليمن يخنق “إسرائيل” في البحر الأحمر
  • تحليل معمق- زعيم الحوثيين يقود “محور المقاومة” الخارج عن الخدمة  
  • السيسي يستعرض عددا من القضايا الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن القومي المصري
  • مجلس النواب المصري: دعوات الإضراب تهديد للأمن القومي.. ماذا يحتوي قانون العمل الجديد؟
  • الناطق باسم حماس: إسرائيل تنصلت من اتفاق وقف إطلاق النار
  • مصر القومي: كلمة الرئيس بالندوة التثقيفية أكدت ثبات الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية
  • إسرائيل تطلق سراح 5 محتجزين لبنانيين عبر الصليب الأحمر
  • رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب في حوار لـ«البوابة نيوز»: مقترح إدارة مصر قطاع غزة «فخ» لن نقع فيه.. تهديدات ترامب بإيقاف المعونة العسكرية لا يمس اتفاقية السلام مع إسرائيل
  • المرأة المصرية والأمن القومي.. لقاء توعوي لكلية التربية بالغردقة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة