قبر في صور يُتردَّد عليه كثيرًا؛ فما قصته؟
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
أثير – مـحـمـد الـعـريـمـي
الكثير من أهالي صور إذا أرادوا أن يصفوا مكانًا قالوا “بعد قبر أبو الأدهم” و”قبل قبر أبو الأدهم”، وبعضهم يزوره من باب الفضول كونه ضريحا منفردًا ومنعزلًا في موقع مرتفع في الطريق القديم المؤدي إلى منطقة “العيجة” وغالبية زواره من الجاليات الآسيوية الذين يضعون له النذور عند زيارتهم للضريح؛ فما قصة قبر أبو الأدهم؟
“أثير” تواصلت مع الباحث تركي البلال، ليُحدثنا عن الضريح ومن هو أبو الأدهم، حيث أوضح البلال بأن القبر يعود للعالم الرباني الزاهد المتصوف إبراهم بن أدهم التميمي الذي اشتهر في ولاية صور باسم أبو الأدهم وهو خرساني من بلخ عاش في عصر الدولة الأموية وجزء من الدولة العباسية، وعُرف عنه الزهد والورع والتقوى.
وحول الرواية الحقيقية عن مكان دفنه؛ بيّن البلال بأن هناك أكثر من رواية في محل دفن إبراهيم بن أدهم، منها؛ أنه في مدينة جبلة السورية، ومن بين هذه الروايات أنه دفن في ولاية صور، ومما يؤكد هذه الرواية ويدعمها، السؤال الذي طُرح في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) حول محل دفن إبراهيم بن أدهم، وأُجيب عن السؤال بأنه دُفن في ولاية صور وأثبتت الإذاعة ذلك، مشيرًا البلال إلى أنه أثناء البحث عن سيرته بمحرك البحث العالمي يُقال أنه دفن في مدينة على ساحل البحر.
وأوضح البلال قائلًا: إن إبراهيم بن أدهم الخراساني البلخي، نزيل الشام، هو رجل ولي وعالم وزاهد يجوب البلدان فهو لم يعِش في ولاية صور، وربما وافته المنية أثناء سفره وترحاله ومروره بولاية صور فدُفن فيها، أما سنة وفاته فهي متداولة بأنها في عام (162هـ )، لكن الخلاف كان في محل دفنه.
لاحظنا الجاليات الآسيوية خصوصًا الهندية والباكستانية تزوره، فأوضح لنا تركي البلال قائلًا: كثير من الأعاجم يزورونه على اعتبار أنه ولي، ويتقربون إلى الله بزيارتهم له، وهذه الزيارة منها ما هو محمود ومنها ما هو مذموم، فهناك زيارات تكون موافقة للشريعة، ومنها ما هو مبالغ فيها وقد تكون فيها مخالفات ومحاذير شرعية.
وقال البلال بأن المسلم يجب عليه الالتزام بما أقرّه الشرع في مسألة الزيارة، لاسيما أن النبي محمد (ﷺ) بيّن ذلك، فقد حثّنا على زيارة القبور، بقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (نهَيْتُكم عن زيارَةِ القُبورِ فزُورُوها) وعلل ذلك بقوله (فإِنَّها تُذَكِّرُكُمُ الْآخِرَةَ) وثبت عنه (ﷺ) زيارته قبور شهداء أحد والبقيع، فالزيارة للميت مشروعة ولكن بالطريقة المتوافقة مع الشرعية كما أسلفنا، أما المبالغ فيها يأتي نتيجة الجهل، لكن هؤلاء يتم تعليمهم وتفهيمهم وتوجيههم.
وأوضح لنا تركي البلال بأن الضريح بُني في فترة قريبة وليس من زمن بعيد، وأن من بناه هي جالية من الأعاجم، حيث إن بناءه كان بجهود ذاتية، أما قديمًا فلم يكن الضريح بشكله الحالي، ولم يكن أهالي ولاية صور يزورونه وإنما كان قبره علامة فقط للاستدلال بموقع أو مكان قريب منه.
في الختام استعرض تركي البلال لـ “أثير” رواية واقعية حدثت مع عمه الشيخ ناصر بن حمد البلال تتعلق بضريح أبو الأدهم، حيث قال: ” حدثنا عمي – رحمه الله- قائلًا: عندما كنت في التاسعة من عمري، ذهبت بصحبة النساء التي كن يعملن في جلب الماء من منطقة شامة، وعند عودتنا تفاجأت بأن النساء عرجن لزيارة قبر أبو الأدهم نظرًا لما لديهن من معتقدات أنه رجل وجيه ومبارك فزرته معهن، وعند عودتي إلى المنزل سألني والدي – الشيخ حمد بن خلفان- أين ذهبت؟ فأجبته: ذهبت بصحبة النساء لجلب الماء، وعندما أخبرته أننا زرنا قبر أبو الأدهم، تفاجأت بانفعاله وغضبه، فوبخني وعاقبني على زيارتي لقبر أبو الأدهم ونهى عن فعل ذلك مجددًا وحثّني على الزيارة الشرعية وهي الدعاء وطلب الرحمة للموتى عند زيارة القبور فقط، وهذا هو الواجب تجاه الموت، مضيفًا تركي البلال: نستخلص من هذه الحادثة أن أهل هذه الولاية كانوا على معرفة تامة بالفقه وإحاطة شاملة بأحكامه الشرعية، وصفاء ودراية بالعقيدة.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: فی ولایة صور
إقرأ أيضاً:
باكستان تشن ضربات على ولاية باكتيكا شرقي أفغانستان
شنت القوات المسلحة الباكستانية ضربات على ولاية باكتيكا الواقعة شرقي أفغانستان، بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية.
رئيس وزراء باكستان: لن نتنازل عن برنامجنا النووي رغم العقوبات الأمريكية باكستان والأمم المتحدة تتفقان على تعزيز التعاون للحد من انتشار مرض الإيدزوبحسب روسيا اليوم، جاء في بيان نشر على صفحة وزارة الدفاع الأفغانية على منصة "إكس": "منطقة بارمال تعرضت للقصف، وأصيب وقتل عدد من المدنيين من بينهم أطفال".
وأدانت الوزارة تصرفات الجانب الباكستاني، مؤكدة أنها تنتهك الأعراف الدولية و"لا تمثل حلا لأي مشكلة".
وأكدت وزارة دفاع طالبان أن الحادث "لن يمر دون رد".
وتشهد عدة مناطق في باكستان خاصة تلك الواقعة على الشريط الحدودي مع أفغانستان بين الحين والآخر هجمات إرهابية تستهدف رجال الأمن والمدنيين وحتى الأجانب، وتوجه السلطات الباكستانية أصابع الاتهام إلى حركة "طالبان" الباكستانية وجماعات مسلحة أخرى.
وكثيرا ما يتهم المسؤولون الباكستانيون حكام "طالبان" الأفغانية بتوفير المأوى لمقاتلي حركة "طالبان" الباكستانية وهو ما ترفضه كابل.
وتنفي حركة "طالبان" الباكستانية استخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات في باكستان.