جامع سيدى شبل الأسود بمدينة الشهداء بمحافظة المنوفية مصر، بنى المسجد على ضريح يزعم أنه لمحمد بن الفضل بن العباس بن عبد المطلب، وهو من أهم الآثار الإسلامية التي لا تزال باقية بمدينة الشهداء. يتكون المسجد من صحن مكشوف تحيط به بقايا أروقة مكونة من دعائم مبنية من الآجر، ويجاور المسجد القديم من جهته الغربية بضعة أضرحة زالت معظم قبابها ولم يبق منها غير قبة واحدة تقوم على غرفة مربعة في كل ركن من أركانها الأربعة مقرنص كبير تقوم فوقه رقبة بها نوافذ صغيرة تعلوها قبة، وتشبه هذه القبة إلى حد كبير قباب مدافن مدينة أسوان.

محافظ الغربية يفتتح مسجد بسيون شُيّد بالجهود الذاتية إمام مسجد الحسين: رجب شهر الخير والرزق والاستعداد لرمضان

 جامع سيدى شبل يقول عنه على مبارك حسب ما ورد في كتاب "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"، للدكتورة سعاد ماهر محمد، أنه بنى على ضريح سيدنا محمد بن الفضل بن العباس بن عبد المطلب وشهرته شبل لشجاعته فهو بذلك ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، رغم أن كتب الأنساب والتاريخ أجمعت على عدم وجود أي ابن ذَكَر للفضل بن العباس الذي لم يولد له إلا أم كلثوم بنت الفضل بن العباس، ويقال أن شبل ولد بالحبشة، فقد كان والده الفضل بن العباس يتاجر بأمواله وأموال غيره من العرب في بلاد الحبشة، وحدث أن خرج الفضل في السنة الثامنة للهجرة من المدينة ومعه تجارة كبيرة للعرب إلى بلاد الحبشة.

 وتقول رواية أخرى : حضر محمد شبل إلى مصر على رأس جيش لمحاربة الكفار وأنه مات شهيدًا سنة 40 هـ في المنوفية في المنطقة التي عرفت باسم الشهداء نسبة إلى من استشهد في تلك المعركة، ولكن ام يوجد دليل واحد على صحة تلك الرواية، وإذا فرضنا جدلا أن محمد شبل حضر إلى مصر محاربًا في أيام فتحها أي عام 21 هـ فمعنى هذا أنه كان في الثانية عشرة من عمره، وبذلك يستبعد حضوره وقت الفتح، واما عن حدوث معارك في منطقة المنوفية بين أنصار عبدالله بن الزبير وبين جنود مروان بن الحكم فهذا ثابت في جميع المراجع التاريخية ولذلك فمن المرجح أن يكون حضور محمد شبل كان سنة 64 هـ وأنه استشهد في تلك المعركة ومات سنة 65 هـ ودفن في مقابر الشهداء.

 كما أنه من المرجح أيضا أنه قد بنى على مقبرة الشهداء التي يرجح أن تكون من بين شهدائها أحد أفراد آل البيت أضرحة وألحق بها مساجد وأن هذه العمائر قد توالت عليها يد الإصلاح والترميم، ويؤيد ذلك بقايا المسجد القديم وكذا القباب التي ترجع إلى العصر الفاطمى. وعن المسجد الموجود حاليًا فقد قامت ببنائه وزارة الأوقاف في القرن العشرين، ويتكون من مربعين أحدهما يشمل صحن الجامع وهو مكشوف وتحيط به الأورقة من جميع الجهات، أما المربع الثانى فهو عبارة عن إيوان القبلة ويتكون من صفوف من الأعمدة موازية لحائط القبلة مغطاة بسقف مسطح وفى وسطه ثمانية أعمدة تقوم عليها رقبة ثمانية بكل ضلع منها فتحة للإضاءة وهى أشبه "بالشخشيخة" وفى الضلع الغربى من إيوان القبلة يوجد ضريح محمد شبل الأسود. وتتكون واجهة المسجد من مدخلين رئيسيين أحدهما يؤدى إلى إيوان القبلة والثانى يؤدى إلى صحن الجامع، ويتقدم الواجهة ردهة بطول الواجهة تقريبًا صدرها محجوز بسور مزخرف وينتهى طرفاها بسلمين لارتفاع المسجد عن مستوى الشارع.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محافظة المنوفية مساجد مصر محمد شبل

إقرأ أيضاً:

مدير «أوقاف القاهرة»: نعمل على محاربة الإرهاب والتطرف والعنف وتفكيك منطلقات وأفكار التيارات المتشددة

أكد د. خالد صلاح، مدير مديرية أوقاف القاهرة، أن هناك حراكاً دعوياً غير مسبوق فى المساجد؛ بدءاً بالأنشطة الصيفية إلى مجالس إفتائية ودعوة وإقراء، علاوة على التدريب المستمر للأئمة للارتقاء بمستواهم وصقل مهاراتهم، كما أن مساجد العاصمة تعمل كخلية نحل فى نشر سماحة الدين الإسلامى ووسطيته، والعمل على المشاركة فى مبادرة بداية لبناء الإنسان. وأضاف «صلاح»، فى حوار لـ«الوطن»، أن عملية التطوير فى مساجد آل البيت شهدت طفرة كبيرة، وأن وزارة الأوقاف لا تدخر جهداً فى خدمة المساجد ورفع كفاءتها وتطويرها.. وإلى نص الحوار: 

ما استراتيجية وزارة الأوقاف للعمل الدعوى؟

- نعمل فى إطار المحاور الاستراتيجية الأربعة التى أطلقها د. أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، التى تستهدف مواجهة التطرف، ومحاربة كل صور الإرهاب والتطرف والعنف، وتفكيك منطلقات وأفكار هذه التيارات، ومواجهة التطرف اللادينى، المتمثل فى تراجع القيم والأخلاق، ومواجهة شاملة لكل مظاهر التراجع القيمى والأخلاقى، وبناء الإنسان من خلال بناء شخصية قوية شغوفة بالعلم، واسعة الأفق، كذلك صناعة الحضارة من خلال الابتكار فى العلوم والمساهمة فى عالم الذكاء الاصطناعى.

وماذا عن تطبيق ذلك على أرض الواقع؟

- قدمنا أنشطة دعوية واجتماعية، فعلى سبيل المثال فى مديرية أوقاف القاهرة أقمنا خلال الأشهر الثلاثة الماضية 144 ندوة إفتاء وتثقيف فقهى، و48 ندوة علمية، و48 مجلس إقراء، و936 منبراً ثابتاً بمساجد المديرية المختلفة، و1656 درساً منهجياً للأئمة، و492 درساً منهجياً للواعظات، و48 مجلساً للإفتاء للواعظات، و33480 نشاطاً صيفياً للطفل، و2400 درس للسيدات، و36 «كرسى علمى»، و3480 ندوة عن مجالس الذكر، و32 أسبوعاً ثقافياً بالمساجد الكبرى، و324 مقرأة للأعضاء، و12 مقرأة للسيدات، و24 مقرأة نموذجية، و396 مقرأة لغير الأعضاء، و1464 مقرأة للجمهور، و264 مقرأة للجمهور للسيدات، و96 ندوة بقصور الثقافة لمناقشة الموضوعات العصرية، و90 ندوة بمراكز الشباب لمناقشة القضايا المتعلقة بالشباب، و120 درساً لمبادرة سكن ومودة للسيدات، و90 ندوة مشاركة فى مبادرة امرأة فى بيت النبوة، كما قدمنا سبع دورات تدريبية للسادة الأئمة والواعظات، و52 ندوة عن الصحة الإنجابية لنشر الوعى الصحى والصحة الإنجابية من خلال المساجد الكبرى، بواقع 13 ندوة كل أسبوع.

إلى أين وصلت خطة تطوير مساجد آل البيت؟

- خطة تطوير مساجد آل البيت من ضمن الخطة العامة لتطوير المنشآت ورفع كفاءتها فى الدولة، ففى مسجد مولانا الحسين تم الانتهاء من أعمال التطوير سواء داخل المسجد أو خارجه، كذلك تم تطوير وتحسين وتوسعة مسجد السيدة رقية، بواقع 5 أضعاف ما هو عليه، والمسجد أصبح تحفة معمارية وفخراً لوزارة الأوقاف والمصريين عموماً، كما تم تطوير المقامات المحيطة به، علاوة على تطوير ورفع كفاءة مسجد السيدة فاطمة النبوية وتغيير الفرش والمقصورة، كما تم تنفيذ أعمال تطوير مسجد سيدنا على زين العابدين سواء فى المقام أو فى المسجد نفسه، ومسجد السيدة زينب، ومسجد السيدة سكينة.

وماذا عن مشروع مسار آل البيت؟

- وزارة الأوقاف لا تدخر جهداً فى خدمة المساجد ورفع كفاءتها وتطويرها، خاصة مساجد آل البيت، وكل أسبوع هناك افتتاحات جديدة للمساجد سواء إنشاء جديد أو صيانة وترميم أو إحلال وتجديد فى كل ربوع المحافظات.

وماذا عن تطوير العمل الدعوى؟

- هناك طفرة غير مسبوقة على المستوى الدعوى أو الإدارى، وعلى مستوى الأنشطة الدعوية فى مساجد آل البيت، فهناك مثلاً فى مسجدى الإمام الحسين والسيدة نفيسة نموذج للأنشطة الدعوية، ففى مسجد الحسين، هناك النشاط الصيفى ودروس السيدات ومقرأة الأئمة ومقرأة السيدات ومجلس الإفتاء للسيدات ومجلس الإفتاء للرجال، ومقرأة الجمهور ومقرأة كبار القراء التى أبهرت العالم كله، وعودة الابتهالات مرة أخرى، ففى مسجدى الحسين والسيدة نفيسة يتم عقد أمسية ابتهالية بشكل مستمر وكان عليها إقبال كثيف جداً بحضور أكثر من 2000 شخص، وعبرت عن الدور الريادى لوزارة الأوقاف، كما أن لدينا 7 آلاف مسجد نظمت نشاطاً صيفياً للأطفال، بالتعاون مع وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب.

وماذا عن المسابقات بين الأئمة؟

- هناك مسابقات ثقافية متعلقة ببعض الكتب الخاصة بكتب التراث، والمسابقة الأخيرة التى أعلنت عنها الوزارة للكتابة والمشاركة فى استراتيجية الوزارة، وهو جهد مشكور يُحسب لوزارة الأوقاف، خاصة أن تلك المسابقات كانت تتم بالواسطة والمحسوبية فى الماضى، لكن حالياً تتيح تلك المسابقات الفرصة للمتميزين الذين يشاركون فى هذا الحراك الدعوى لتكون لهم الأولوية بهدف تمكين الشباب فى المساجد الكبرى، وهو أمر جديد على وزارة الأوقاف، ففى مسجد الحسين هناك 4 أئمة من الشباب لا يتجاوز عمر أكبرهم 40 عاماً وكذلك فى السيدة نفيسة والسيدة زينب وعدد من المساجد.

مقالات مشابهة

  • أمسية دينية تثقيفية بمساجد شمال سيناء
  • جامعة القاهرة تستقبل وزير الدولة لشؤون الشباب الإماراتي صاحب أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب
  • دزيري: “الفضل يعود للاعبين في عودة النتائج الإيجابية للفريق”
  • خدمات مرورية مكثفة.. غلق محور أحمد الزمر كليًا عند تقاطعه بمحمد زكي
  • الإفتاء: الشرع الشريف يأمرنا بإكرام العلماء والصالحين وكبار السن
  • «الأوقاف» تفتتح 4 مساجد في كفر الشيخ غدًا
  • جمعتهم 127مباراة.. تاريخ مواجهات الأهلي والمصري
  • حسام عاشور: مانويل جوزيه له الفضل في مسيرتي
  • مؤتمر وطني جامع للسوريين خلال أيام
  • مدير «أوقاف القاهرة»: نعمل على محاربة الإرهاب والتطرف والعنف وتفكيك منطلقات وأفكار التيارات المتشددة