بفضل هذا السياسي.. احتل هتلر النرويج في اسرع اجتياح بري في العالم
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
x1 يوم 1 أيلول/سبتمبر 1939، اتجهت القوات الألمانية لمهاجمة الأراضي البولندية، معلنة بذلك بداية الحرب العالمية الثانية، وفي نطاق سياسته التوسعية، أثناء الحرب، التي تمكن بفضلها من احتلال مناطق عدة بكل من غرب وشرق أوروبا، لم يتردد أدولف هتلر ما بين شهري نيسان/أبريل وحزيران/يونيو 1940 في التدخل عسكريا بكل من الدنمارك والنرويج.
وأثناء تقدمه بالنرويج، حصل هتلر على دعم السياسي النرويجي البارز فيدكون كيسلينغ (Vidkun Quisling) الذي تأثر بشكل كبير بالأيديولوجيا النازية وساعد الألمان في احتلال بلاده.
هكذا هاجم هتلر كندا بالحرب العالمية الأخيرة قصص تاريخيةهكذا هاجم هتلر كندا بالحرب العالمية فشل بدخول البرلمان وخلال القرن الماضي، برز فيدكون كيسلينغ، المولود يوم 18 تموز/يوليو 1887، على الساحة السياسية النرويجية بفضل عدد من الإنجازات حيث رافق الأخير المستكشف فريتيوف نانسين (Fridtjof Nansen) بمغامراته وساهم في تقديم المعونة الإنسانية للشعب الروسي عام 1921 أثناء فترة المجاعة والحرب الأهلية الروسية.
وبفضل دوره بروسيا، عيّن فيدكون كيسلينغ دبلوماسيا نرويجيا بالإتحاد السوفيتي كما حصل أيضا على دور دبلوماسي لدى البعثة الدبلوماسية البريطانية بموسكو.
ومع عودته للنرويج عام 1929، شغل كيسلينغ منصب وزير الدفاع بحكومة بيتر كولستاد (Peder Kolstad) والتحق بحزب الفلاحين.
عام 1933، غادر فيدكون كيسلينغ حزب الفلاحين واتجه لتأسيس حزب التجمع الوطني ذي الميول الفاشية.
وبفضل مهاجمته للتيار السياسي اليساري، كسب كيسلينغ شعبية بالنرويج.
وعلى الرغم من هذه الشعبية، لم يحقق التجمع نتائج طيبة بالانتخابات وفشل في دخول البرلمان.
صورة لفيدكون كيسلينغصورة لفيدكون كيسلينغ 1 من 2 تحالف مع النازيين إلى ذلك، كان فيدكون كيسلينغ مقربا من النازيين بألمانيا، ومع بداية الاجتياح الألماني للنرويج، قدم الأخير معلومات عديدة حول مواقع القوات النرويجية مساهما بذلك في انهيار البلاد ووقوعها بشكل سريع في قبضة الألمان.
وأثناء الاجتياح الألماني، حاول فيدكون كيسلينغ الاستيلاء على السلطة عن طريق خطاب بث على الراديو دعا من خلاله للانقلاب على الحكومة النرويجية.
لاحقا، عرف انقلاب فيدكون كيسلينغ فشلا ذريعا بسبب الألمان الذين اتجهوا للتفاوض بشكل مباشر مع الحكومة الشرعية للنرويج أملا في تشريع الوجود الألماني بالبلاد.
ومطلع شهر شباط/فبراير 1942، سمحت ألمانيا لكيسلينغ بإنشاء حكومة جديدة مانحة إياه منصب رئيس الوزراء.
وفي الأثناء، اقتسمت مهام إدارة شؤون النرويج بين كل كيسلينغ والحاكم المدني الألماني جوزيف تربوفين (Josef Terboven).
كيسلنغ رفقة عدد من مؤيدي حزبه كيسلنغ رفقة عدد من مؤيدي حزبه وأثناء فترة إدارته لشؤون البلاد ما بين عامي 1942 و1945، فرض كيسلينغ نظاما أمنيا مشددا واتجه لاعتقال المعارضين واليهود النرويجيين بهدف إرسالهم نحو معسكرات الموت الألمانية ببولندا، فضلا عن ذلك، سمح الأخير للألمان باستغلال العديد من المنشآت الحيوية ببلاده، مثيرا بذلك غضب الحلفاء.
ومع نهاية الحرب العالمية الثانية على الساحة الأوروبية، اعتقل كيسلينغ تزامنا مع توجيه تهم بالمشاركة بجرائم حرب وخيانة البلاد له.
فضلا عن ذلك، اتجه كثيرون لتلقيبه بالخائن الأكبر للنرويج. فيدكون كيسلينغ بيسار الصورة رفقة أفراد عائلتهفيدكون كيسلينغ بيسار الصورة رفقة أفراد عائلته 1 من 2 وعقب محاكمته، صدر في حق كيسلينغ حكم بالإعدام رميا بالرصاص تم تنفيذه يوم 24 تشرين الأول/أكتوبر 1945 بقلعة أكيرسهوس (Akershus) بالعاصمة أوسلو. وبالفترة التالية، ظهر مصطلح كيسلينغ بعدد من اللغات، نسبة لفيدكون كيسلينغ، للإشارة للخونة والمتعاملين مع أطراف أجنبية
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
كريم وزيري يكتب: الجاسوس الذي لم يكن موجودًا
في عالم مليء بالخداع والمكر، حيث تتلاعب عقول الاستخبارات بمصائر الدول والجيوش، تظل قصة الجاسوس الذي لم يكن موجودًا واحدة من أعجب الحكايات وأكثرها إثارة في تاريخ الجاسوسية،إنها قصة تدفعك للتساؤل كيف يمكن لجثة رجل ميت أن تُغير مسار حرب عالمية بأكملها؟
في الحروب ليست القوة العسكرية وحدها هي التي تُحدد مصير المعارك، بل أيضًا الحنكة والدهاء ولقد تمكن البريطانيون خلال الحرب العالمية الثانية من استغلال التحيزات الألمانية واللعب على أوتار شكوكهم، مما جعلهم يصدقون كذبة كبيرة بثقة عمياء.
في بداية عام 1943، كانت نيران الحرب العالمية الثانية تلتهم أوروبا، وكان الحلفاء يستعدون لشن غزو واسع على جنوب أوروبا لإضعاف قبضة القوات النازية وكان اختيارهم الاستراتيجي هو جزيرة صقلية الإيطالية، نظرًا لموقعها الجغرافي الهام ولكن هناك مشكلة:الألمان كانوا يتوقعون هذا الغزو ويستعدون له بقوة.
هنا برزت الفكرة العبقرية التي ستعرف لاحقًا باسم "عملية مينيصميت" بدلًا من مواجهة قوات نازية مجهزة بالكامل، قرر البريطانيون تحويل انتباه الألمان إلى مكان آخر، ولكن كيف يمكنهم إقناع الألمان أن الغزو سيحدث في اليونان أو سردينيا؟ الحل كان غريبًا بقدر ما هو جريء، جثة لرجل ميت تحمل وثائق مزيفة تُشير إلى خطط وهمية.
اختارت الاستخبارات البريطانية جثة لرجل بائس توفي في لندن نتيجة التسمم، ولم يكن لهذا الرجل تاريخ عسكري، لكنه أصبح فجأة "الميجر ويليام مارتن"، ضابطًا بريطانيا رفيع المستوى وبعد تجهيز الجثة بملابس عسكرية رسمية، وضعوا في جيوبها وثائق حساسة مزورة، بينها رسالة تكشف عن "الخطة الكبرى" للحلفاء لشن الغزو في اليونان وسردينيا، بينما تشير فقط بشكل عابر إلى صقلية كخدعة.
لكن الجثة وحدها لم تكن كافية، ولضمان أن تبدو القصة حقيقية تمامًا، أرفق البريطانيون تفاصيل دقيقة عن حياة الضابط المزعوم صورة خطيبته، تذاكر مسرحية قديمة، وحتى رسائل شخصية لإضفاء المزيد من الواقعية.
تم نقل الجثة في صندوق فولاذي مملوء بالثلج إلى غواصة بريطانية، ومن هناك أُلقيت قبالة سواحل إسبانيا وكان اختيار الموقع دقيقًا، إسبانيا كانت حيادية ظاهريًا، لكن جواسيس الألمان كانوا نشطين للغاية هناك، ولم يمر وقت طويل حتى وصلت الجثة والوثائق إلى السلطات الإسبانية، ومن ثم إلى أيدي الاستخبارات النازية.
الألمان ورغم حرصهم الشديد، ابتلعوا الطُعم بالكامل والوثائق بدت حقيقية تمامًا، بل إنهم تأكدوا من ذلك من خلال تحليل تفصيلي لمحتوياتها وكانت النتيجة مذهلة قرر الألمان نقل قواتهم من صقلية إلى اليونان وسردينيا استعدادًا للغزو الوهمي.
وفي 10 يوليو 1943، شن الحلفاء غزوهم على صقلية وبفضل عملية مينيصميت، كانت الدفاعات الألمانية في الجزيرة أضعف بكثير مما كان متوقعًا، مما مكن الحلفاء من تحقيق نصر سريع وفعال وهذا الانتصار فتح الباب أمام التقدم نحو قلب أوروبا وإضعاف القوات النازية بشكل كبير.
عملية مينيصميت كانت مقامرة خطيرة، لأن أي خطأ بسيط كان يمكن أن يكشف الخطة ويدمر كل شيء، لكن تفاصيل العملية كانت دقيقة للغاية لدرجة أنها لا تزال تُدرس في الأكاديميات العسكرية كواحدة من أنجح عمليات التضليل في التاريخ.
الغريب في الأمر أن الجثة نفسها أصبحت "بطلًا" غامضًا في عالم الجاسوسية، حتى يومنا هذا، يُثار الجدل حول هوية الرجل الذي لعب هذا الدور المحوري وكل ما نعرفه أنه كان فقيرًا بلا مأوى، لكنه أصبح رمزًا للخداع الاستراتيجي الذي أنقذ آلاف الأرواح.