RT Arabic:
2025-03-04@17:12:53 GMT

ذا سبيكتاتور: لماذا يكرر زيلينسكي خطاب بوتين؟

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

ذا سبيكتاتور: لماذا يكرر زيلينسكي خطاب بوتين؟

تحت هذا العنوان كتب مارك غاليوتي في مجلة "ذا سبيكتاتور" مقالا يطرح فيه التحدي الذي أعلنه الرئيس الأوكراني زيلينسكي لموسكو بشأن المواطنين من أصول أوكرانية على الأراضي الروسية.

وكتب غاليوتي، الذي يرأس شركة "ماياك" الاستشارية، والأستاذ الفخري في كلية UCL للدراسات السلافية وأوروبا الشرقية، ومؤلف أكثر من 25 كتابا عن روسيا أن احتفال أوكرانيا بيوم الوحدة كان ضروريا، إلا أن قرار الرئيس فلاديمير زيلينسكي بإصدار مرسوم "بشأن أراضي روسيا التي يسكنها الأوكرانيون تاريخيا" لا يمثل ذلك فحسب، وإنما "يجسد تحديا سياسيا مفتوحا لموسكو، يردد من خلاله، على نحو غريب، خطاب بوتين".

إقرأ المزيد الولايات المتحدة تساعد كييف على حساب الأوروبيين

ويبدأ المرسوم، وفقا للكاتب، بانتقاد روسيا لقمعها الأوكرانيين "في الأراضي التي يسكنونها تاريخيا"، والتي تعرف بأنها "مناطق كراسنودار الحديثة، وبيلغورود، وبريانسك، وفورونيج، وكورسك، وروستوف"، وهي مساحة كبيرة من جنوب غرب روسيا. ومن هذا المنطلق، فهي تتطلب وفق منطق المرسوم إنشاء ليس فقط "خطة عمل للحفاظ على الهوية الوطنية للأوكرانيين في الداخل الروسي"، ولكن "تطوير التفاعل بين الأوكرانيين والشعوب المستعبدة من قبل روسيا"، وتغطية "التاريخ الحقيقي للانتماء العرقي" للأوكرانيين في الأراضي التي سكنوها تاريخيا داخل الحدود الروسية في "البرامج التعليمية والكتب المدرسية".

ويرى الكاتب أن أوكرانيا تمر الآن بما أسماه "عملية مشروع حقيقي لبناء الدولة"، لكنه يعتقد أن بدء العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا، "قد عجّل، للمفارقة، بهذا المشروع"، حيث أن "الانقسامات القديمة بين الغرب والشرق، الكاثوليك والأرثوذوكس، الناطقين بالأوكرانية والناطقين بالروسية أصبحت الآن أقل أهمية بكثير مما كانت عليه في أي وقت مضى. وفي هذا السياق، فمن المفهوم والحتمي أن ترغب كييف في تعميق هذه العملية،خاصة في ظروف القتال مع روسيا".

إلا أن المشكلة، من وجهة نظر الكاتب، هي أن الأمور "معقدة إلى حد ما أكثر مما يرغب زيلينسكي (ناهيك عن بوتين) في قبوله". ثم يسرد مارك غاليوتي تاريخ كييف التي كانت في الأصل "أم المدن الروسية وكانت في مقدمة إمارات روسيا القديمة في العصور الوسطى، إلى أن نهبها المغول وشهدت تفوقها ينزلق إلى مدن أخرى: فلاديمير، وسوزدال، وموسكو. وفي القرن الرابع عشر، خسرها المغول لصالح دوقية ليتوانيا الكبرى. وظلت جزءا مما أصبح الكومونولث البولندي الليتواني. وفي منتصف القرن السابع عشر، استولى عليها القوزاق، الذين خضعوا في النهاية للقياصرة الروس باعتبارهم أهون الشرّين. وعلى الرغم من قدر كبير من الحكم الذاتي، ظلت أوكرانيا تحت السيطرة الروسية، وبرغم نجاحها في تأكيد الاستقلال الفعلي في الفترة من 1917-1918، فقد تم امتصاصها بعد ذلك في الدولة البلشفية الجديدة، وبقيت هناك حتى قام ميخائيل غورباتشوف بحل الاتحاد السوفيتي نهاية عام 1991".

ويتابع الكاتب: " وفي حين أنه يمكن للمرء أن يتحدث بالتأكيد عن تطور الهوية الأوكرانية، ولغتها وثقافتها المميزة، إلا أن هذا دائما، وحتى وقت قريب، كان تقريبا ضمن حدود دولة أكبر، وكانت الهويات الأوكرانية والبولندية والليتوانية والروسية والسوفيتية مختلطة ومتشابكة ومتداخلة". بالتالي، يرى الكاتب أن استخدام هذا كأساس للسياسية ينطوي على عدد من المشكلات الخطيرة". من بينها أن فكرة الدفاع عن المواطنين الروس من أصل أوكراني تعكس بشكل مباشر وجهة نظر بوتين في حق الدفاع عن مصالح الروس في أوكرانيا.

إقرأ المزيد لماذا لا يستطيع الجنود الأوكرانيون الصمود في ساحة المعركة؟

علاوة على ذلك، يرى الكاتب أن الإشارة إلى تطوير الروابط بين الأوكرانيين وما أسماه "الشعوب المستعبدة من قبل روسيا"، بما يتجاوز اللغة الانفعالية والمشكوك فيها للأقليات القومية "المستعبدة"، على حد تعبيره، تبدو بشكل خطير وكأنها "دعوة لاستخدام الروس من أصول أوكرانية لإثارة التوترات والتشرذم بين الأعراق داخل روسيا". وهذا بطبيعة الحال هو على وجه التحديد ما يتهم به الكرملين كييف والغرب بالسعي للقيام به.

أخيرا، يعتقد الكاتب أنه لا يمكن أن يكون "أمرا طيبا أن يبدأ الرئيس الأوكراني بإملاء ما ينبغي أو لا ينبغي أن يكون في الكتب المدرسية والفصول الدراسية".

وقد كان رد فعل الحكومة الروسية غاضبا، حيث وصف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف المرسوم بأنه "دعاية بدائية، مؤكدا انتماء الأوكرانيين إلى "روسيا الصغرى"، الاسم التاريخي لأوكرانيا.

بدوره قال حاكم منطقة كورسك رومان ستاروفويت إن المرسوم "يثبت مرة أخرى أن الرئيس فلاديمير بوتين كان على حق في إطلاقه العملية العسكرية الخاصة".

إلا أن الأهم من كل هذا، وفقا للكاتب، هو "إلى أي مدى يعكس هذا المرسوم بعض نقاط الحديث الروسية". فزيلينسكي يرفع مستوى التحدي بالتزامن مع سلسلة من التدابير والتصريحات الأخرى، حيث قدم للتو مشروع قانون يسمح لأولئك القادرين على التعبير عن تراثهم وأصولهم بالمطالبة بالجنسية المزدوجة ما لم يكونوا مواطنين روس. كما تقترح الحكومة أيضا فرض حظر لمدة 50 عاما على جميع خطوط النقل مع روسيا. بل والأمر الأكثر لفتا للانتباه هو أن نائب وزير الدفاع إيفان غافريليوك أضاف مطلبا جديدا، في مقابلة أجرتها معه صحيفة ألمانية، إلى مطالب كييف الحالية من أجل السلام: وهو أن تتخلى روسيا عن أسلحتها النووية. وهي أمور سوف "تستغلها الدعاية الروسية بكل سرور" على حد تعبير الكاتب.

ويختم الكاتب مقاله بالقول: " من الصعب أن نصدق أنه حتى أكثر أنصار الأوكرانيين حماسة يعتقدون أن الحرب سوف تتخذ منعطفا قد يضطر موسكو إلى مثل هذا الاستسلام المذل. وبجمع كل هذه الأمور معا، قد يتساءل المرء ما إذا كانت كييف في محاولة لتجنب أي ضغوط غربية للتفاوض مع موسكو، تحاول جعل أي حوار مستحيلا".

المصدر: The Spectator

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: فلاديمير زيلينسكي بوتين الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الكرملين حلف الناتو فلاديمير بوتين فلاديمير زيلينسكي وزارة الدفاع الروسية الکاتب أن إلا أن

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي: لا أحد يريد استمرار الحرب سوى بوتين.. ونحتاج ضمانات

المناطق_متابعات

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد إنه التقى برئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لبحث خطة مشتركة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وكتب زيلينسكي على تلغرام قائلاً: “لا أحد مهتم باستمرار الحرب والعودة إليها بسرعة باستثناء (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، لذلك من المهم أن تبقوا متحدين بشأن أوكرانيا وتعزيز موقف دولتنا بالتعاون مع الحلفاء -الدول الأوروبية والولايات المتحدة”.

أخبار قد تهمك استقبال حار لزيلينسكي في لندن.. وأوروبا تستنفر بقمة لأجل أوكرانيا 1 مارس 2025 - 11:57 مساءً بعد “مشادة ترامب”.. ستارمر يؤكد لـ زيلينسكي: سندعم أوكرانيا 1 مارس 2025 - 9:37 مساءً

وفقا للعربية : أضاف ان “أوكرانيا بحاجة إلى أن يكون السلام مدعوماً بضمانات أمنية جديرة بالثقة”.

من جهتها قالت ميلوني الأحد إنه “من المهم للغاية تجنب خطر انقسام” الغرب، لدى وصولها إلى داونينغ ستريت لإجراء محادثات مع نظيرها البريطاني كير ستارمر.

وصرحت ميلوني قبيل قمة لحلفاء كييف في لندن “أرى أنه من المهم للغاية تجنب خطر انقسام الغرب”، مضيفةً أن “إيطاليا والمملكة المتحدة يمكن أن تؤديا دورا مهما في مدّ الجسور”.

والتقت ميلوني مع زيلينسكي على هامش الاجتماع، بحسب بيان للحكومة الإيطالية. وأضاف البيان أن “الاجتماع أتاح الفرصة للتأكيد على دعم إيطاليا لأوكرانيا وشعبها، فضلاً عن التزامها ببناء سلام عادل ودائم، وضمان مستقبل من السيادة والأمن والحرية لأوكرانيا”.

يأتي هذا بينما وصل زيلينسكي إلى قمة الزعماء الأوروبيين في لندن لمناقشة الحرب في بلاده، بعد يومين من انهيار محادثاته بشكل دراماتيكي في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وجاء وصول زيلينسكي بعد وصول عدد من نظرائه، ومن بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ورئيسة الوزراء الدنماركية مته فريدريكسن.

وكان من بين الحضور أيضاً أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، والأمين العام لحلف شمال الاطلسي “الناتو” مارك روته.

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: كييف مستعدة للعمل مع ترامب من أجل السلام
  • روسيا عن قرار ترامب: وقف المساعدات يشجع كييف على السلام
  • بوليتيكو: هل سقط زيلينسكي في استفزازات فانس مما أخرجه عن النص المرسوم له؟
  • روسيا: زيارة زيلينسكي إلى واشنطن تعكس الفشل الكامل لنظام كييف
  • مفوضة حقوق الإنسان الروسية: عودة 33 مدنيا اختطفتهم قوات كييف إلى مقاطعة كورسك
  • وزير الخارجية الفرنسي: الهدنة بين روسيا وأوكرانيا قد تظهر مدى استعداد بوتين لمحادثات سلام
  • زيلينسكي: لا أحد يريد استمرار الحرب سوى بوتين.. ونحتاج ضمانات
  • "كييف تُحرض".. روسيا ترفض إرسال قوات لحفظ السلام إلى أوكرانيا
  • لماذا فعل ترامب ذلك مع زيلينسكي؟
  • الدفاع الروسية: أكثر من 38 ألف مقاتل خسائر كييف فبراير الماضي