في اليابان..طبق من لحم بقري سيصلك بعد 43 عامًا من طلبه
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- إذا طلبت علبة من قطع الـ"كروكيت" المجمدة المصنوعة من لحم "كوبي" البقري من "Asahiya"، وهي ملحمة تُدار عائليًا في مدينة تاكاساجو غرب اليابان، فسيَمضي 43 عامًا قبل حصولك على طلبك.
وتأسّست ملحمة "Asahiya" في عام 1926، وكانت تبيع منتجات اللحوم من مقاطعة هيوغو، بما في ذلك لحوم البقر من نوع "كوبي"، لعقود قبل إضافة "كروكيت" اللحم البقري إلى الرفوف في الأعوام التي تلت الحرب العالمية الثانية.
ولكن لم تُثِر زلابيات البطاطا ولحم البقر المقلية هذه ضجة كبيرة على الإنترنت حتّى أوائل العقد الأول من القرن الـ21، ونَجَم عن ذلك مدّة انتظار طويلة للمشترين الآن.
طبق الـ"كروكيت" هذا مرغوب به بشدّة في اليابان. Credit: Asahiyaوتحدثت شبكة CNN مع شيجيرو نيتا، وهو مالك من الجيل الثالث بـ"Asahiya"، في عام 2022.
وآنذاك، بلغت مدّة الانتظار لقطع الـ"كروكيت" الشهية 30 عامًا فقط.
فكرة تجارية غير مُربِحة Credit: Asahiyaويُعتَبَر طبق "Extreme Croquettes" المرغوب به للغاية واحدًا من 4 أنواع من الـ"كروكيت" المصنوع من لحم "كوبي" البقري المتوفر في ملحمة "Asahiya".
وفي حال لا يسعك الانتظار لأربعة عقود، يوفّر المتجر حاليًا صنفًا آخر يُدعى "Premier Kobe Beef Croquettes".
ولن تضطر للانتظار لتناول هذا الصنف من الطعام إلا 4 لأعوام.
وقال نيتا: "بدأنا ببيع منتجاتنا من خلال التسويق الإلكتروني في عام 1999. وآنذاك، قدّمنا Extreme Croquettes كتجربة".
ونشأ نيتا في هيوغو، وكان يزور المزارع المحلية ومزادات لحوم البقر مع والده منذ صغره.
وتولى إدارة المتجر من والده في عام 1994 عندما كان يبلغ الـ30 من عمره.
نظرة أقرب على لحم "كوبي" البقري. Credit: Asahiyaوبعد تجربة التجارة الإلكترونية لبضعة أعوام، أدرك نيتا تردّد الزبائن في دفع مبلغ كبير مقابل لحوم البقر الممتازة عبر الإنترنت، وشجّعه ذلك على اتخاذ قرار جريء.
وشرح قائلاً: "صنعنا قطع كروكيت لذيذة وبأسعار معقولة أوضحت مفهوم متجرنا كاستراتيجية لجعل العملاء يستمتعون بالكروكيت على أمل أن يشتروا لحم كوبي البقري بعد تجربتها لأول مرّة".
وللحد من الخسارة المالية في البداية، لم تنتج ملحمة "Asahiya" سوى مئتي قطعة "كروكيت" في مطبخها الخاص بجوار متجرها أسبوعيًا.
تعزيز الإنتاج وزيادة الشعبية تُحضَّر هذه الوجبة دون مواد حافظة. Credit: Asahiyaوتُحضَّر هذه الوجبة الطازجة يوميًا من دون مواد حافظة.
وتشمل مكوناتها لحم "كوبي" البقري البالغ من العمر 3 أعوام، والمصَّنف في المرتبة A5، بالإضافةً إلى البطاطا التي يتم الحصول عليها من مزرعة محلية.
وقال نيتا إنّه شجع المزرعة على استخدام روث البقر لزراعة البطاطا، ومن ثم تُغذّى الأبقار بسيقان البطاطا، ما يؤدي إلى إنشاء دورة.
وفي النهاية، لفت مفهومه الفريد انتباه السكان المحليين ووسائل الإعلام.
وعند صدور تقرير عن قطع الـ"كروكيت" من "Asahiya" في أوائل العقد الأول من القرن الـ21، ارتفعت شعبيتها بشكلٍ كبير.
وأوضح نيتا: "توقفنا عن بيعها في عام 2016 لأن~ مدة الانتظار تجاوزت 14 عامًا. فكّرنا في وقف الطلبات، لكن تلقينا العديد من الاتصالات التي طالبت بالاستمرار في تقديمها".
واستأنفت ملحمة "Asahiya" قبول طلبات شراء الـ"كروكيت" في عام 2017، ولكنها رفعت السعر، كما زادت الشركة الإنتاج ليقفز من مئتي قطعة "كروكيت" أسبوعيًا إلى مئتي قطعة يوميًا.
رجل في مهمةويبلغ سعر كل صندوق من صناديق "Extreme Croquettes"، التي تحتوي على 5 قطع "كروكيت"، 2،700 ين ياباني (18.20 دولارًا).
وهناك 63 ألف شخص ضمن قائمة الانتظار حاليًا اعتبارًا من يناير/كانون الثاني عام 2024.
ويمكن لوجود قائمة انتظار تزيد عن 40 عامًا من الطلبات غير المُربِحة التي يجب تلبيتها أن يكون أمرًا مرهِقًا، خاصةً مع استمرار ارتفاع أسعار لحوم "كوبي" البقرية وتكاليف العمالة.
ولكن هناك شيء أكثر أهمية يشجّع نيتا على الاستمرار، إذ أشار إلى أنه "عندما بدأت ببيع الكروكيت عبر الإنترنت، تلقيت العديد من الطلبات من الجزر النائية المعزولة، حيث سمع غالبية سكانها عن لحوم كوبي البقرية عبر شاشات التلفزيون، ولكن لم يسبق لهم الحصول عليها، فكان عليهم الذهاب إلى المدن في حال رغبوا بتجربتها. أدركت أنّ هناك الكثير من الأشخاص الذين لم يسبق لهم تناول لحم كوبي البقري".
وأضاف: "لهذا السبب، واصلت تقديم الكروكيت كتجربة، والحصول على المزيد من الطلبات للحوم كوبي البقرية في حال نالت إعجابهم. ولهذا السبب بدأتها (التجربة) في المقام الأول، لذلك لم أهتم حقًا إذا لم تكن مُربِحة".
اليابانطبخغذاءنشر الأربعاء، 24 يناير / كانون الثاني 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
اليابان تثير مخاوفها الجديّة من أنشطة الصين العسكرية
أعرب وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا اليوم الأربعاء، عن "مخاوف جديّة" حيال الأنشطة العسكرية الصينية أثناء اجتماع عقده مع نظيره الصيني وانغ يي في بكين، بحسب ما أعلنت طوكيو.
وفي أول زيارة له إلى الصين منذ تولى منصب وزير الخارجية في وقت سابق هذا العام، قال إيوايا لنظيره الصيني، إن طوكيو "تراقب عن كثب الوضع في تايوان والتطورات العسكرية الأخيرة"، بحسب وزارة الخارجية اليابانية.Chinese experts reached by the Global Times said the visit by Japanese Minister for Foreign Affairs Takeshi Iwaya is an important step in the improvement of China-Japan relations, indicating the Ishiba administration's positive view of the importance of mutually beneficial… pic.twitter.com/jfDwjWQfeg
— Global Times (@globaltimesnews) December 25, 2024وذكرت طوكيو بأنه أعرب خلال لقائه مع وانغ في قصر دياويوتاي للضيافة عن "قلقه البالغ حيال الوضع في بحر الصين الشرقي بما في ذلك في محيط جزر سينكاكو والنشاط العسكري الصيني المتزايد".
كما دعا إلى "الإفراج العاجل" عن المواطنين اليابانيين المعتقلين لدى السلطات الصينية.
وحذّر من أن "الغموض بشأن قانون مكافحة التجسس يدفع اليابانيين للتفكير مرتين قبل زيارة الصين".
Happening now
Japanese Foreign Minister Takeshi Iwaya arrived in Beijing to hold talks with his Chinese counterpart Wang Yi.
this would be Iwaya’s first visit to the Chinese capital since he became Japan’s foreign minister in October.
the bilateral relations has come to a… pic.twitter.com/mtfHO6VAR6
لكن الوزيرين اتفقا أيضاً على العمل باتّجاه قيام وانغ بزيارة إلى اليابان "في أقرب وقت ممكن العام المقبل".
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان، إن الزيارة "ستجري في الوقت المناسب"، من دون الإشارة إلى مناقشة المناورات العسكرية التي تقوم بها بكين أو المواطنين اليابانيين المحتجزين.
وأفادت وكالة الأنباء اليابانية كيودو بأن الوزير الياباني التقى كذلك رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، وتوافق الجانبان على العمل لإقامة علاقة "بنّاءة ومستقرة".
والشراكة التجارية بين الصين واليابان على قدر كبير من الأهمية، لكن عوامل عدة خصوصاً الخلافات التاريخية والتوترات المتّصلة بتنازع السيادة في بحر الصين الجنوبي، والنفقات العسكرية المتزايدة، وتّرت العلاقات في السنوات الأخيرة.
في الأثناء، اتّجهت طوكيو لتعزيز العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة وبلدان أخرى بمواجهة الصين.
لكن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض "فاقمت قلق اليابان حيال استقرار العلاقات بين الولايات المتحدة واليابان"، بحسب المحلل جيريمي شيه شينغ شانغ الذي أشار إلى أن بكين لربما تسعى لاستغلال ذلك.
يرجّح بأن بكين تسعى للتخفيف من حدة المشاعر المعادية للصين في صفوف الحزب الحاكم في اليابان، مستغلة الفترة الانتقالية بين إدارتين أمريكيتين كفرصة لتحقيق أجندتها الإقليمية، بحسب ما أفاد المحلل.
وقال إن "أي تحوّلات في ميزان سياسة اليابان الخارجية قد تكون له تداعيات كبيرة على منطقة المحيطين الهندي والهادئ بأكملها".
وشهدت العلاقات الثنائية توترات إضافية العام الماضي إثر قرار اليابان تصريف المياه المعالجة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية في المحيط الهادئ، وهي خطوة اعتبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أنها آمنة.
وأثار الإجراء انتقادات حادة من الصين التي اعتبرته خطوة "أنانية" وحظرت جميع واردات منتجات البحر اليابانية، قبل أن تعلن في سبتمبر (أيلول) الماضي أنها ستعود "تدريجياً" إلى استيراد المأكولات البحرية من اليابان.
والأربعاء، أكد الوزيران دعمهما لهذه الخطة.
وبحسب بيانات الجمارك، استوردت بكين من طوكيو مأكولات بحرية تفوق قيمتها 500 مليون دولار خلال العام 2022.
تعود جذور التوتر بين البلدين الى عقود مضت، خصوصاً احتلال اليابان لأجزاء من الصين قبل وخلال الحرب العالمية الثانية. وتتهم بكين طوكيو بالفشل في التعويض عن ممارساتها الماضية.
وغالباً ما تنتقد الصين زيارات مسؤولين يابانيين إلى ضريح ياسوكوني في طوكيو المخصص لتكريم الموتى بمن فيهم مجرمو الحرب المدانون.