الجارديان: الصراع بين روسيا وأوكرانيا يتجه نحو مزيد من التصعيد
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
أكد مقال نشرته صحيفة (الجارديان) البريطانية اليوم الأربعاء أن الصراع بين القوات الروسية والأوكرانية مازال مشتعلا ويتجه نحو المزيد من التصعيد على ضوء موجة عنيفة من القصف الروسي ضد العديد من الأهداف عبر أرجاء أوكرانيا.
وأشار كاتب المقال لوك هاردنج إلى أن الهجمات الصاروخية الروسية، التي استهدفت العديد من المدن ومنها العاصمة كييف، تسببت في مقتل 18 شخصا وإصابة ما يقرب من 130 آخرين.
وفي هذا السياق نقل الكاتب عن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي تأكيده - في كلمته التي وجهها لشعبه أمس الثلاثاء - أن الهجمات الصاروخية الرسمية استهدفت حوالي 200 موقع في مناطق عديدة من البلاد، ووصف زيلينسكي تلك الهجمات على أنها "إرهاب متعمد".
ونقل كاتب المقال عن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني تأكيده أن الدفاعات الجوية الأوكرانية تمكنت من إسقاط 21 صاروخا من ضمن 41 صاروخا أطلقتهم القوات الروسية.
وقال الكاتب "إن الجانب الروسي بدأ من عدة أسابيع تبني خطوات تصعيدية بشن المزيد من الهجمات على أكبر ثاني مدينة أوكرانية بعد العاصمة كييف وهي مدينة خاركييف مستخدما صواريخ باليستية قصيرة المدى".
وكان البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قد حذروا من أن الولايات المتحدة لن تتمكن في وقت قريب من توفير الإمدادات العسكرية اللازمة لأوكرانيا مثل بطاريات صواريخ باتريوت والصواريخ الاعتراضية في إطار المساعدات التي تقدمها واشنطن لكييف لتعزير قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية.
وأوضح الكاتب - في ختام مقاله - أن الأعضاء الجمهوريين داخل الكونجرس الأمريكي يعرقلون الموافقة على حزمة جديدة من المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا تصل قيمتها 61 مليار دولار، مما يثير المخاوف بشأن قدرات القوات الأوكرانية في ساحة القتال أمام القوات الروسية في الفترة القادمة.
اقرأ أيضاًزاخاروفا: روسيا لديها كل الحق في الإبقاء على الحوار مع كوريا الشمالية
وداعًا «الطبق الوطني الإنجليزي».. روسيا تعلن حرب الأسماك على بريطانيا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: روسيا الولايات المتحدة أوكرانيا المساعدات العسكرية الأمريكية المدن الأوكرانية القوات الروسیة
إقرأ أيضاً:
وسط تحسن العلاقات والتواصل بين ترامب وبوتين.. الضمانات الأمنية حجر الزاوية لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية
البلاد- جدة، وكالات
في خطوة تُظهر ميلًا نحو التهدئة وتحسين العلاقات بين أكبر قوتين عسكريتين في العالم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مُرتقب اليوم (الثلاثاء)، في خطوة قد تكشف عن تحركات جديدة لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية. يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد تغيرات دبلوماسية بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يُظهر تواصلًا إيجابيًا مع بوتين وتلميحات لعقد صفقات كبرى بين الطرفين.
وخلال حديثه على متن طائرة الرئاسة عائدًا من فلوريدا إلى واشنطن، أمس، أشار ترامب إلى إمكانية الإعلان عن خطوات مشتركة غدًا بشأن روسيا وأوكرانيا، مُبرزًا أن “الكثير من العمل قد أنجز خلال نهاية الأسبوع”، وأن الهدف الرئيسي هو الوصول إلى نهاية للصراع الذي طال أمده. وفي تصريحاته، أكد الرئيس الأمريكي أهمية التوصل إلى اتفاق يُختم به العنف الدائر بين البلدين منذ فبراير 2022، مستعرضًا إمكانية التوصل إلى اتفاق يتضمن تقسيمًا للأراضي ومحطات الطاقة بين روسيا وأوكرانيا كجزء من حلول التسوية.
وتبدو معضلة “الضمانات” التي يطلبها الطرفان العقبة الكبرى في طريق السلام، إذ يشترط الجانب الروسي حصوله على ضمانات صارمة في أي اتفاق سلام. فقد أكدت موسكو مرارًا أن أي معاهدة سلام طويلة الأمد يجب أن تضمن بقاء أوكرانيا محايدة واستبعاد عضويتها من حلف شمال الأطلسي، كما شددت على ضرورة منع نشر قوات أجنبية على الأراضي الأوكرانية. هذه الشروط تعكس مخاوف موسكو من استمرار التوسع العسكري والتحالفات الغربية التي قد تزيد من الضغط على حدودها.
ومن جانب آخر، يصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرورة الحصول على ضمانات أمنية قوية لضمان عدم تكرار سيناريوهات الاعتداء الروسي، إذ أن الاتفاقيات السابقة التي مُنحت لأوكرانيا في التسعينيات لم تردع التدخلات الروسية في 2014 و2022.
وتُشير التصريحات الأخيرة إلى أن الولايات المتحدة تحاول إيجاد حل وسط يرضي الطرفين، حيث يسعى ترامب، إلى استخدام مفاوضاته لخلق مناخ دبلوماسي يسمح بالتوصل إلى اتفاق شامل. وفي ظل تبادل الضربات الجوية والصاروخية المكثفة بين روسيا وأوكرانيا خلال الأيام الماضية، تُعتبر مبادرات الاتصال المباشر بين ترامب وبوتين خطوة مهمة لكسر دوامة العنف بين الطرفين وإعادة رسم خريطة العلاقات في المنطقة.
ومن جهة أخرى، يبدي حلفاء أوكرانيا اهتمامهم بمبادرات السلام، إذ أعلنت بريطانيا وفرنسا عن استعدادهما لإرسال قوة حفظ سلام لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، فيما أبدى رئيس الوزراء الأسترالي أيضًا تأييده تجاه أي طلبات تتعلق بالمهمة الدولية. ورغم ذلك، يظل السؤال قائمًا: هل سيتمكن ترامب من تقديم الضمانات اللازمة لكلا الطرفين؟.
في نهاية المطاف، يواجه المجتمع الدولي تحديًا دبلوماسيًا جسيمًا، حيث إن أي اتفاق سلام يجب أن يُعيد ترتيب البنية الأمنية والسياسية في الساحة الأوروبية، ويمنع تكرار سيناريوهات الحرب كما حدث في الماضي. لذا تبقى الضمانات الأمنية حجر الزاوية في أي مسار لتحقيق السلام، ويظل الأمل معلقًا على التفاهمات بين ترامب وبوتين، وعلى قدرة القادة في تجاوز الخلافات وتحقيق تقدم ملموس نحو سلام دائم.