رصد تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة ناسا ثلاثة أجسام ساطعة "بحجم وحشي" يشتبه علماء الفلك في أنها يمكن أن تكون نجوما مظلمة، أولى النجوم الموجودة في الكون على الإطلاق.

وحتى الآن، كانت "النجوم المظلمة" موجودة نظرياً. ويصل سطوعها إلى 10 مليارات مرة سطوع شمسنا، ويُعتقد أنها كانت موجودة في وقت مبكر من الكون قبل أن تتشكل أنواع النجوم التي نراها اليوم.

إقرأ المزيد احتضار "عملاق أحمر" يصدم علماء الفلك بـ "أجنحة" سماوية رائعة

وإذا تأكدت النتائج المنشورة في مجلة PNAS، فقد تكشف عن رؤى جديدة حول نوع المادة التي ما تزال واحدة من أكثر الألغاز تعقيدا إذ لم يتم حلها في الفيزياء بأكملها.

وتمثل "النجوم المظلمة" بداية الفجر الكوني، لكنها تكتسب أهمية إضافية لأنها، كما تقول النظرية، مدعومة بجسيمات المادة المظلمة.

والمادة المظلمة هي عنصر نظري من الكون، لكنه غير مكتشف، ويتوقع وجودها بناء على جاذبيتها، لأنها لا تمتص الضوء أو تعكسه أو ينبعث منها، ما يجعل من الصعب للغاية اكتشافها.

وقالت كاثرين فريز، المؤلفة المشاركة في الدراسة من جامعة تكساس في أوستن: "اكتشاف نوع جديد من النجوم مثير للاهتمام بحد ذاته، لكن اكتشاف المادة المظلمة سيكون اكتشافا ضخما".

وعلى الرغم من أن التقديرات تشير إلى أن المادة المظلمة تشكل نحو ربع الكون المعروف (نحو 25%)، إلا أن طبيعتها استعصت على العلماء الذين يشتبهون في إمكانية تشكّلها بواسطة نوع جديد من الجسيمات الأولية غير المكتشفة.

والمرشح الرئيسي لمثل هذا الجسيم هو الجسيمات الضخمة الضعيفة التفاعل. ويُشتبه في أن هذه الجسيمات تقضي على نفسها عندما تصطدم، وتُودِع الحرارة في سحب الهيدروجين المنهارة وتحولها إلى نجوم مظلمة لامعة.

... En concret, són els objectes JADES-GS-z13-0, JADES-GS-z12-0, i JADES-GS-z11-0, originalment identificats com galàxies fa un any. Hem certificat que les veiem com eren uns 320 milions d'anys després del Big Bang. Però un estudi, recentment publicat, proposa que serien... pic.twitter.com/JtZEhgyWDP

— Joan Anton Català Amigó (@estelsiplanetes) July 16, 2023

وقد يفتح التعرف على مثل هذه "النجوم المظلمة" الفائقة الكتلة، والتي يمكن أن تنمو لتصل إلى عدة ملايين مرة كتلة الشمس وتصل إلى 10 مليارات مرة أكثر سطوعا منها، أبوابا جديدة لفهم المادة المظلمة.

ويمكن للنجوم المظلمة أيضا أن تكشف عن إحدى الملاحظات الغامضة لتلسكوب جيمس ويب التي تشير إلى وجود عدد كبير جدا من المجرات الكبيرة في الكون المبكر لتناسب تنبؤات أصل الكون ومصيره.

وقالت الدكتورة فريز: "من الأرجح أن شيئا ما ضمن النموذج القياسي لعلم الكونيات يحتاج إلى ضبط، لأن اقتراح شيء جديد تماما، كما فعلنا، يكون دائما أقل احتمالا. لكن إذا كانت بعض هذه الأجسام التي تبدو وكأنها مجرات قديمة هي في الواقع نجوماً مظلمة، فإن محاكاة تكوين المجرات تتفق بشكل أفضل مع الملاحظات".

إقرأ المزيد رصد أبرد نجم حتى الآن يصدر إشارات راديو لا ينبغي أن يكون قادرا على إنتاجها

وتم تحديد النجوم الثلاثة المظلمة المحتملة - JADES-GS-z13-0 وJADES-GS-z12-0 وJADES-GS-z11-0 - في الأصل على أنها مجرات في ديسمبر الماضي.

وتشير الأبحاث إلى أنها كانت موجودة بعد نحو 320-400 مليون سنة من الانفجار العظيم، ما يجعلها من أقدم الأجسام التي شوهدت على الإطلاق.

ومع ذلك، وفقا للدكتورة فريز: "يشير تحليل جديد للبيانات إلى وجود احتمالين متنافسين لهذه الكائنات. أحدهما هو أنها مجرات تحتوي على ملايين النجوم العادية من فئة جمهرة النجوم الثالثة ( Population III stars). والآخر هو أنها نجوم مظلمة. وفي الواقع، هناك نجم مظلم واحد لديه ما يكفي من الضوء لمنافسة مجرة كاملة من النجوم".

ووضع العلماء نظرية لما يمكن أن تفعله المادة المظلمة على الأرجح لتشكيل بعض النجوم الأولى في الكون. وهم يشتبهون في احتمال وجود كتل كثيفة جدا من المادة المظلمة في مراكز المجرات المبكرة جنبا إلى جنب مع سحب من غاز الهيدروجين والهيليوم.

وعندما يبرد الغاز، ينهار ويسحب معه المادة المظلمة. وعندئذ ستفنى جسيمات المادة المظلمة بشكل متزايد بسبب الكثافة المتزايدة من التكتل، مضيفة المزيد والمزيد من الحرارة.

ويعتقد العلماء أن هذا كان سيمنع الغاز من الانهيار على طول الطريق لدعم الاندماج كما يُرى في نجم عادي.

وبدلا من ذلك، كانت السحابة ستستمر في جمع المزيد من الغاز والمادة المظلمة، لتصبح "كبيرة ومنتفخة وأكثر سطوعا من النجوم العادية".

ونتيجة لعملية تكوين النجوم الفريدة هذه، في النجوم المظلمة، على عكس نظيراتها النجمية العادية، فإن مصدر الطاقة سينتشر بالتساوي بدلا من التركّز في اللب.

ومع وجود ما يكفي من المادة المظلمة، يمكن أن تنمو هذه النجوم الغامضة إلى حجم هائل "وحشي" أيضا.

المصدر: إندبندنت

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا الفضاء بحوث جيمس ويب مجرات نجوم

إقرأ أيضاً:

حشرة العام بنيوزيلندا.. دودة مخملية تلتهم أحشاء فرائسها

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بين كل أنواع الحشرات المنتشرة في البلاد، لم يختر النيوزيلنديون الأجمل بينها أو الأكثر فائدة للفوز بالمسابقة الدولية: "حشرة العام النيوزيلندية"، بل الدودة المخملية الموجودة منذ ملايين السنين.  

وكتجربة اجتماعية أدنى من علمية، تختبر هذه المسابقة التي تنظمها جمعية علم الحشرات النيوزيلندية سنويًا، تقلّبات محبي الحشرات في جميع أنحاء العالم.

وقد بلغ إجمالي عدد الأصوات 25 ألف صوت، أدلى بها نحو 9000 مقترع من جميع أنحاء العالم (ما يعني أن البعض صوّت أكثر من مرة)، حيث طُلب منهم اختيار ثلاثة حشرات مرشحة من أصل 21، وشملت القائمة الديدان، والنمل، والصراصير، والذباب.

والدودة المخملية النيوزيلندية الفائزة، معروفة لدى العلماء باسم Peripatoides novaezealandiae، وهي نوع من اللافقاريات ذات الجسم الرخو، الموجودة منذ ملايين السنين. إنها قديمة جدًا لدرجة أنه يُشار إليها أحيانًا باسم "الحفريات الحية".

تبدو الديدان المخملية شبيهة باليرقات لكن لها أرجل قصيرة تستخدمها للتجوّل حول الأوراق المتعفنة في المناطق الباردة والمظلّلة بنيوزيلندا، وأستراليا، وأفريقيا، وأمريكا الجنوبية، وأجزاء من آسيا. ويبلغ طولها بين 2 و5 سم في نيوزيلندا، لكن يمكن أن تكون أطول في أي مكان آخر.

مقالات مشابهة

  • السعودية.. أول وجهة لـالسماء المظلمة بالشرق الأوسط.. من تريد استقطابهم؟
  • ما هو المكان الأخطر في الكون؟.. مفاجأة غريبة بشأن الأرض
  • جيمس بوند يواجه تغييراً إداريًا ودانيال كريغ يعلق
  • أمازون تستحوذ على جيمس بوند بعد عقود من سيطرة عائلة بروكولي
  • حشرة العام بنيوزيلندا.. دودة مخملية تلتهم أحشاء فرائسها
  • فراشة تنهي حياة شاب برازيلي والشرطة تحقق.. ماذا كشف في لحاته الأخيرة؟
  • أمازون تتولى السيطرة الإبداعية على امتياز أفلام جيمس بوند
  • أدق صور للكويكب “قاتل المدن” بعدسة تلسكوب أرضي
  • «اجتماعية الشارقة» تصدر دليلاً استرشادياً للمشكلات الأسرية
  • بوتين: المحادثات الروسية الأمريكية التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض كانت “إيجابية”.. ويسعدني لقاء ترامب