"أم جميع الخروقات" شهد تسرب 26 مليار سجل من مواقع شهيرة!
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
حذر باحثون في مجال الأمن السيبراني من أن معلوماتك الشخصية ربما تكون قد تسربت في "أم جميع الخروقات" (MOAB).
وكشف عن أكثر من 26 مليار سجل شخصي، فيما يعتقد الباحثون أنه أكبر تسرب للبيانات على الإطلاق.
وتم اكتشاف معلومات حساسة من عدة مواقع بما في ذلك "تويتر" وDropbox وLinkedin على صفحة غير آمنة.
ويزعم الباحثون أن هذا الاختراق خطير للغاية ويمكن أن يؤدي إلى "تسونامي" من الجرائم الإلكترونية.
واكتشف بوب دياتشينكو، مالك موقع SecurityDiscovery، وباحثون من Cybernews، خرق البيانات على نموذج ويب غير آمن.
ومن المحتمل ألا يتم اكتشاف أصل الاختراق الهائل أبدا، لكن الباحثين يشيرون إلى أنه قد يكون ممثلا خبيثا أو وسيط بيانات أو خدمة تعمل بكميات كبيرة من البيانات.
وتشير الدراسات الأولية للبيانات إلى أنها لا تأتي من اختراق جديد ولكنها في الواقع مجموعة من الانتهاكات السابقة. ومن بين 12 تيرابايت من السجلات، لاحظ الباحثون أيضا أن بعضها مكرر بشكل شبه مؤكد.
ومع ذلك، لا يزال خرق البيانات مقلقا للغاية نظرا للطبيعة الحساسة للمعلومات التي تم إصدارها.
إقرأ المزيدوقال الباحثون: "إن مجموعة البيانات خطيرة للغاية حيث يمكن للجهات الفاعلة في مجال التهديد الاستفادة من البيانات المجمعة لمجموعة واسعة من الهجمات".
ويقولون إن هذه الهجمات يمكن أن تشمل سرقة الهوية، ومخططات التصيد الاحتيالي المتطورة، والهجمات الإلكترونية المستهدفة، والوصول غير المصرح به إلى الحسابات الشخصية والحساسة.
ويأتي أكبر تسرب من تطبيق QQ التابع لشركة Tencent، وهو تطبيق مراسلة صيني شهير يحتوي على 1.5 مليار سجل في حالة الاختراق. وتلا ذلك موقع Weibo، منصة التواصل الاجتماعي الصينية، التي سجلت 504 ملايين تسجيل.
وجاءت بعض أكبر التسريبات الأخرى من موقع MySpace (360 مليونا)، و"تويتر" (281 مليونا)، وLinkedin (251 مليونا)، وAdultFriendFinder (220 مليونا).
وشمل التسريب أيضا سجلات من منظمات حكومية مختلفة من الولايات المتحدة والبرازيل وألمانيا والفلبين وتركيا وغيرها.
وإذا كنت قلقا من تسرب بياناتك الشخصية في هذا الاختراق، فإن أهم شيء يجب عليك فعله هو تحديث كلمات المرور الخاصة بك.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أمن الانترنت انترنت تويتر هاكر
إقرأ أيضاً:
كتاباتي: الشخصية الإمِّعة والطفيليّة: بين الضعف والانتهازية
في مجتمعاتنا، نواجه أنماطًا مختلفة من الشخصيات، بعضها يتسم بالتبعية المفرطة، والبعض الآخر يعتمد على استغلال جهود الآخرين لتحقيق مصالحه. وعلى الرغم من التشابه الظاهري بين الشخصية الإمِّعة والشخصية الطفيليّة، إلا أن هناك فروقًا جوهرية بينهما، تتعلق بالدوافع النفسية، والأساليب السلوكية، والتأثير على المحيطين بهما.
الشخصية الإمِّعة: ضعف الإرادة وغياب الاستقلالية
الشخص الإمِّعة هو ذلك الذي يفتقر إلى الرأي المستقل، ويتبع الآخرين دون تفكير أو تحليل. فهو يختار أن يكون في الظل، متجنبًا المواجهة واتخاذ القرار. وغالبًا ما تعود هذه السمة إلى ضعف الثقة بالنفس، أو التربية القمعية، أو الرغبة المفرطة في القبول الاجتماعي.
وقد ورد في الحديث النبوي:
“لا تكونوا إمَّعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تُحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا.” (رواه الترمذي).
وهذا تأكيد على أهمية بناء الشخصية المستقلة، التي تميز بين الصواب والخطأ، ولا تنساق وراء الجماعة لمجرد الرغبة في الانتماء.
الشخصية الطفيليّة: الذكاء الانتهازي واستغلال الآخرين:
أما الشخص الطفيلي، فهو لا يكتفي بالتبعية، بل يسعى لاستغلال جهود الآخرين لمصلحته الخاصة دون أن يبذل أي جهد حقيقي. هذه الشخصية تتميز بالانتهازية، حيث تعتمد على الآخرين لتحقيق أهدافها، سواء في الحياة الاجتماعية أو المهنية. وقد يبدو الطفيلي أكثر ذكاءً من الإمِّعة، لكنه يوظف هذا الذكاء لخدمة مصالحه فقط، دون اعتبار لقيم النزاهة أو الجهد الذاتي.
الجذور النفسية والاجتماعية للشخصيتين:
لكل من الإمِّعة والطفيلي أسباب نفسية واجتماعية تشكل سلوكياتهما:
• الشخصية الإمِّعة: غالبًا ما تنشأ نتيجة ضعف الثقة بالنفس، الذي قد يكون ناتجًا عن تربية صارمة أو بيئة متساهلة جدًا. كما أن الخوف من العزلة أو النقد قد يدفع الفرد إلى التبعية كوسيلة لتجنب المسؤولية.
• الشخصية الطفيليّة: تتشكل في بيئات تشجع الاتكالية أو تفتقر إلى القدوات الإيجابية، حيث يتعلم الفرد أن بإمكانه تحقيق المكاسب دون بذل جهد، خاصة إذا وجد من يسمح له بذلك أو لم يواجه أي عواقب لسلوكه.
أمثلة واقعية على الشخصيتين:
1. الشخصية الإمِّعة:
• في بيئة العمل، قد نجد موظفًا يوافق دائمًا على آراء مديره أو زملائه دون إبداء رأي مستقل، حتى لو كان مقتنعًا بخلاف ذلك.
• في الحياة الاجتماعية، قد يكون هناك شخص يتبع أصدقاءه في جميع قراراتهم، خوفًا من فقدان القبول بينهم.
2. الشخصية الطفيليّة:
• في الفريق الدراسي، قد يكون هناك طالب لا يشارك في العمل الجماعي، لكنه يظهر في النهاية ليطالب بنصيبه من التقدير والدرجات.
•في الحياة المهنية، قد نجد موظفًا يتسلق السلم الوظيفي عبر استغلال جهود زملائه أو الاحتيال على الأنظمة.
خاتمة: نحو شخصية مستقلة ومسؤولة:
في ختام هذا التحليل، يتضح أن الشخصية الإمِّعة والطفيليّة ليست مجرد سلوكيات فردية عابرة، بل هي انعكاس لعوامل نفسية واجتماعية وثقافية متشابكة. فالإمِّعة يُفرّط في حقه في التفكير واتخاذ القرار، بينما الطفيلي يعتاش على جهود الآخرين دون وازع أخلاقي، وكلاهما يشكلان عبئًا على أنفسهما ومجتمعاتهما.
لكن الوعي بهذه السمات هو الخطوة الأولى نحو التغيير. حين يدرك الفرد أثر تبعيته أو انتهازيته، يستطيع أن يسعى نحو التحرر من قيودها عبر تعزيز ثقته بنفسه، وتطوير حسّه النقدي، وتحمل مسؤولياته تجاه نفسه والآخرين. كما أن للمجتمع دورًا في غرس القيم التي تشجع على الاستقلالية والإنتاجية، بدلًا من تكريس ثقافة الاتكالية أو التبعية العمياء.
وفي النهاية، في عالمٍ يزداد تعقيدًا، نحتاج إلى أفرادٍ يمتلكون الوعي والشجاعة ليكونوا فاعلين لا مفعولًا بهم، ومبادرين لا متطفلين. فالمجتمع القوي لا يُبنى على ظلالٍ تتبع أو طفيلياتٍ تستغل، بل على أفرادٍ ينهضون بأنفسهم، ويتشاركون في بناء واقع أكثر عدلًا وكرامة للجميع.
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousif1@icloud.com