صنعاء: نسعى لتحقيق السلام بالطريقة التي يختارها الخصوم
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
الجديد برس:
أكد نائب وزير الخارجية بحكومة صنعاء، حسين العزي، أن صنعاء تتعاطى مع ما تفعله الولايات المتحدة، وليس مع ما تقوله، في إشارة إلى تناقض الإدارة الأمريكية في حديثها عن أنها لا تريد الحرب مع اليمن، بينما هي مستمرة في هجماتها الجوية.
وقال حسين العزي، في تغريدة على حسابه بمنصة (إكس): “واشنطن تقول بأنها لا تريد الحرب، لكننا نتعاطى مع الأفعال وليس الأقوال”.
وأوضح العزي أن “صنعاء أيضاً لا تريد الحرب”، مؤكداً في الوقت نفسه أنها ستقابل خفض التصعيد بالمثل، حيث قال: “وبلا شك فإن خفض التصعيد سيقابله من جانبنا خفض للتصعيد”.
وأشار إلى أن حكومة صنعاء تسعى إلى تحقيق السلام بالطريقة التي يختارها خصومها، قائلاً: “نحن باستمرار نقاتل فقط من أجل السلام، ونسعى لتحقيقه بالطريقة التي يختارها الخصم”.
كما لفت إلى أن من مصلحة الولايات المتحدة التعامل بجدية مع ما وصفها بالمصداقية العالية لصنعاء، بقوله: “مصداقيتنا عالية حرباً وسلماً، ومن الجيد إدراك ذلك”.
واختتم العزي حديثه بتأكيد وضوح موقف صنعاء من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأنه موقف إنساني بحت، موضحاً: “موقفنا واضح وثابت وراسخ، لا إبحار نحو موانئ فلسطين المحتلة، إلا بعد وقف العدوان الوحشي على غزة وهذا موقف إنساني بامتياز”.
وكانت قوات صنعاء أعلنت، الإثنين، في بيان تلاه المتحدث الرسمي باسمها، العميد يحيى سريع، أنها استهدفت سفينة شحن عسكرية أمريكية في خليج عدن، ورغم نفي الولايات المتحدة لما ورد في بيان سريع، إلا أنها شنت عدداً كبيراً من الغارات الجوية على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، وقال مسؤولون عسكريون إنها الأعنف من بدء الهجمات الأمريكية البريطانية على مناطق حكومة صنعاء، خصوصاً العاصمة.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
الحرب مع السعودية والإمارات حتمية «ترامبية»!!
نقول لأمريكا ترامب وقبله بايدن- ومن قبلهما وحتى من بعدهما- لستم منحازين لإسرائيل بل أنتم إسرائيل، وبالتالي فكل ما راكمتموه في التعامل مع الأنظمة وتطويعها هو إلى فشل حتمي فوق إعلامكم وإعلام الأنظمة، وما حدث منذ طوفان الأقصى يؤكد أن الحق سيظل وسيكون الأقوى..
كون أسوأ إبادة جماعية في العصر الحديث وأكبر وأوسع دمار شامل في غزة لم يحقق انتصاراً لأمريكا والناتو والغرب ربطأ بإسرائيل، فنتائج وأبعاد ذلك لم تعد رهناً بقرارات بايدن أو ترامب، والمقاومة ومحور المقاومة باتوا أقوى من أي قرارات أمريكية وكل ما مرّ الزمن ستكون أكثر قوة..
إذا إدارة أمريكية سابقة غزت بنما واختطفت رئيسها وأودعته سجن أمريكا، فتصريح «ترامب» في حفل تنصيبه حول قناة بنما ليس أكثر من مضحكة وهو يقدم ضعف أمريكا وليس التبرير بأن الصين هي من يسيطر على القناة يؤكد فقط ضعف أمريكا الاستراتيجي وأنها فقدت الرؤى والتفكير الاستراتيجي..
ولهذا فإن المعتوه «ترامب» في كل ما يسير فيه من قرارات هوجاء عوجاء إنما يؤكد واقعية ضعف أمريكا واقعاً وفقد الرؤى والتفكير الاستراتيجي غير المسبوق لقرن من الزمان..
دعونا في المسألة اليمنية نستقرئ العدوان السعودي ـ وهو أمريكي ـ منذ 2015م والذي استعمل أقوى وأفتك الأسلحة وارتكب كل الجرائم والإجرام والدمار والتدمير، ومن ثم وربطاً بطوفان الأقصى وموقف الإسناد اليمني مارست أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني العدوان على اليمن بأقوى أسلحة البحر والجو وكل ذلك آل إلى الفشل..
ماذا يكون لجوء «ترامب» أمريكا لقرارات هوجاء عوجاء كذلك؟..
مسألة إضافة «أنصار الله» لقائمة الإرهاب تعرية عالمية لأمريكا بعد مشاهداته لأحداث غزة، فيما صنعاء تجاوزت التفكير بمثل هذه الخطوة المحتملة مسبقاً، وبالتالي فالسير في خطوة كهذه في هذا التوقيت هو لصالح الأنصار شعبياً ليس في اليمن فقط بل على مستوى العالم..
القرار الآخر لأمريكا بالعودة إلى مرتزقة اليمن ليقاتل بهم ضد وطنهم وشعبهم ومن أجل أمريكا وإسرائيل سيوصل الاستنفار الشعبي الوطني لمواجهة أمريكا وإسرائيل وكل من يوليهم أو كل مواليهم إلى ذروة بما يجعل الحرب فوق المحددات الأمريكية الواهمة والعاجزة معاً..
الذي نعرفه عن الحروب هو أنها ترتفع في التصعيد من الطرف الأقوى في التسليح، فيما أمريكا باللجوء إلى المرتزقة المحليين وإلى النظامين السعودي والإماراتي اللذين جربا قرابة العقد لا يمكن بالعقل المجرد والفهم البسيط إلا أنه ضعف أو عجز..
البعض يرى أن هذا القرار الأمريكي يريد أن يحقق بالاقتتال الداخلي ما عجز عنه الخارج الإقليمي العالمي وبقيادة ثلاثي الشر «أمريكا وبريطانيا وإسرائيل»..
إذا هكذا باتت أمريكا في سطحية التفكير وتسطح الفهم فهي إنما تسير من فشل عدوانها الأول بالنظام السعودي كرأس حربة ثم عدوانها الثاني والكيان الصهيوني شريك رأس الحربة السعودي، تسير من الفشل إلى ما يصبح انهزاماً لأن الدفع بالمرتزقة هو شراكة سعودية إماراتية، والحرب ستكون على السعودية والإمارات ربطأ بما يوصفونه داخلياً من ناحية ومن ناحية أخرى فالمرتزقه باتوا أعجز من العجز، فكيف يطلب العجز الأمريكي مما ومن هو أعجز منه أن ينصره؟..
الذي أراه هو أن صنعاء باتت «تريد» مواجهة مع النظامين السعودي والإماراتي ولا سبيل لذلك إلا بحماقة دفع المرتزقة لما يسمونها «حرباً داخلية» وذلك ما لم تجد أمريكا غيره كبديل..
إذا كانت هذه الخطوة والخيار الأمريكي «أصلا» دفع إلى تحريك المرتزقة بشكل يعتد به بما يبرر مواجهة السعودية والإمارات فتلك في تقديري «أمنية صنعاء» التي أعطيت على طبق من ذهب..
أقول لـ«ترامب» ولنظامي السعودية والإمارات أنه إذا دفع بالمرتزقة إلى ما يسمونه اقتتال داخلي فإنه يستحيل ليس فقط على أمريكا بل وعلى كل الأنظمة في العالم أن تمنع الحرب مع النظامين السعودي والإماراتي..
إذا المرتزقة المحليون باتوا محورية استراتيجية أمريكا «ترامب» فاستراتيجية اليمن ضرب السعودية والإمارات ويستحيل القبول بغير ذلك أو بأقل من ذلك..
على النظامين السعودي والإماراتي مراجعة «ترامب» إن أراد تجنب الحرب وأن لا تصدقان بأن في هذا العالم من يمنع أو يقنع صنعاء بغير ذلك..
صنعاء لا تقبل بما يسمونه باقتتال داخلي إلا بشرط مده وامتداده باتجاه النظامين المعروفين، والاحتكام بات للزمن القائم القادم!!.